الأحد، 31 أغسطس 2014

الجهاد وميدان المعركة...

الجهاد وميدان المعركة...
ميدان المعركة اليوم ليس فقط تلك التي تُثير أقدامُ المجاهدين غُبارَها، وتدقها سنابك خيولهم فترتج منها، لو قصرنا الأمر على هذا لضيقنا واسعًا، ولجانبنا مدلول الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم).
إن ميدان المعركة اليوم أوسع وأشمل من ذلك، فكما أنه لا يجوز لمن يقود الطائرة في كبد السماء بمهمة ما (قتالية أو غيرها) أن يقول لمن يجلس في غرفة على الأرض وراء أجهزة الحاسوب، يدير ويوجه الطائرة، ويحدد لها الهدف، وإلى جانبه في الغرفة نفسها، زميل آخر يرصد الجو وما فيه من تقلبات ليحذر قائد الطائرة من مغبة عدم الانتباه إلى تلك التقلبات وما يأتيه من تعليمات بشأنها، و... و... فلا يجوز لمن في الطائرة أن يعيبوا على الآخرين كونهم في الأرض، قائلين لهم: جهادكم هنا في الجو، وفي داخل الطائرة وهي تعلو وتهبط، تتابع مواقع العدو لتدكها...وليس في الأرض حيث الأمن والأمان، والكراسي المريحة، والمكيفات المنعشة.
 كذلك أيضًا لا ينبغي أن نقصر عمل العاملين، وجهاد المجاهدين، فقط على أولئك الأبطال الذين هم في ميدان المعركة، يستنشقون غبارها، ويروون بدمائهم ثراها، وإنما من ورائهم جيش كامل من علماء التخطيط والإعداد، والحاسوبات، والاقتصاد، والحرب النفسية والمعنوية، وثقافة الحرب والسلم، وأساليب الكر والفر، وهم في غرف محصنة... وربما تفصل بين هؤلاء وأولئك مسافات شاسعة، فجميع هؤلاء مجاهدون، وهم جميعًا في ميدان المعركة... لكن ثمة أمران لا بد من التنبيه إليهما:
الأول: يجب ألا يطغى مجال على مجال، بل يجب أن يتحقق التكامل، وعليه فينبغي وجود إدارة تتولى اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة، وهنا يكون للحس الإيماني عند الشخص دور كبير في هذا.

الثاني: موضوع التفاضل، يرجع إلى الله فهو الذي يعلم ويميز الأفضل من المفضول، وإن كان لطبيعة العمل وأهميته دور في ذلك أيضًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق