الجمعة، 5 سبتمبر 2014

يا بحر تونس

يا بحر تونس....
أكدت وكالات الأنباء وفاة 37 سوريا بعد غرق قاربهم الذين كانوا يستقلّونه في هجرة "غير شرعية"!!!! من ليبيا إلى ايطاليا مرورا بتونس، فيهم 24 رجلًا، و8 نساء و5 أطفال....
وفيهم قلت القصيدة الآتية:
يا بحر تونس هل ستغدو شاهـدا****يومًا على غَــرقى لشــعبٍ أبْعـدا
غاصوا بمائك في ثوان وامحـت****آثـارهم، وتجـرّعوا كأسَ الرّدى
فزعوا إليكَ يسوقهم سوط  بـدتْ**** آثَـــــاره فيهم كطعنَـات المِــدى
حملته أيدي الظالميـن فأمعَــــنتْ****برقابهــم ضربًا، وكان مُســــددا
هربوا من الشام الحبيبة وامتطوا****ظهر المنــايا راكعـين وسُـــجدا
هربوا من الموت الرؤام يصبــه****وغـــدٌ، بكل فضيــلة قد ألحــــدا
أدواتُــــ في قتْـــــلهم أعجـــوبــةٌ****وبها غـدا في الْمجرمين الأوحدا
ألــــقَـى براميلًا تعـــج بحــــقـدِه****وبحــقد أجــــدادٍ لَــــه قَـــد زودا
ألقى بها فوق البيـوت فهُــــدّمت****والساكنون غــدوا رمـــادًا أسودا
ونجـــا فريْــــق منهــمُ فتفــرّقوا****في حـيْرةٍ، والحزن فيهم قد بـــدا
عبروا ديار الْعُرب من أطرافـها****أمـلًا بـأن يجـدوا الغيور المنجدا
أملًا بأن يـــجِـدوا مَــلاذًا آمِــنًا****صرخوا فما وجدوا لصرختهم صدى
قنطوا وكاد اليأس يقتلهم أسًى****لـمْ يُبصــروا أحـــدًا يمـدّ لهمْ يــــدا
نظروا إلى الأفق البعيد لعلهــم****يجدون فيــــه منـــاصرًا ومؤيـــدا
فرأوا وميـضَا باهـتًا أغـــراهمُ****ظنوا به عـــيشًا هنيــــــّـًا أرغـــدا
بيني وبينكمُ بحـــار فاحـذروا****غيلانــــــها، أو موجهـــا إن أزبــدا
سمعوا الكلام فما أتوا شطآنها ****وأتَــــــوا إليــــك تــفــاؤلًا وتوددا
يا بحـر تونس لا تخيب ظنهم ****وانشــــر أمانك لا تــــــكن مترددا
يحـــدوهم أمــلٌ بأنـــــك مثلهم****وهــدير مــوجـك بالعروبــة غرّدا
حتى إذا ركبوك مـــال سفينهم****والغــول كشّـــر منــذرًا متوعــــدا
ألقاهمُ في وسط موجك ضاحكًا****ومضـــى بدمْــــــع كاذب ليُنـــددا
ما كان جُرمُك يا صديقي إنمـا****جـرم الطغـاة لكلٍ شيءٍ قـــد أفسدا  
يا بحر تونس قف وصلّ عليهنمُ****إن الصلاة تُغيــظ أكبــــاد العــدا

الإثنين 6/ذو القعدة/ 1435 الموافق 1/أيلول/ 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق