الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

عُدْ يا بُنَيَّ ولا تُجَرِّعْني الأسى...

عــدْ يا بُنــيّ ولا تجَـــرعْـني الأسى
أطلقتَ سهْـمًا نحــــو قلبــي قاتــلا ****لما جَـــفـــوتَ أبُـوتي مُتمـــلمـلا
وبعُــــدتَ عَـن عشٍّ حَـــباكَ حنانـَـه****ونشـــأتَ فيهِ مُنَعّــــمــًا ومُـدلّلا
أهفُـــو إليْــــكَ وأنْــت في أحشاء أمْـ****مِك نَـــــائمًا، وأقول: هيّـا أقبِلا
للشمس أنْـــظرُ، أستـحثُّ لها الخطا****لأراك يا ولدي القــويّ الأكمــلا
صــبّـرتُ نفْـسي كـي أراك بجـانبي****قمـــرًا منيرًا بل أراك الأجمــلا
منّــيتُ نفســــي أن تقـــود سفينتـــي****بمهـــارة، نحو العــــلا متــهللا
عاهــدتُ ربّــــــي أن أحقق غايـتي****في أن أراك لنــــور ربّك حاملا
أسقيْــــكَ من شهْــــد الفُـؤاد لترتوي****عسلًا وقَــد أعــــددتُه لك مَنْهلا
ولِمَا تُعَـــــاني كان صـــدري واسعًا****تُلقــــي همـومَك فيه كي تتحللا
أعْــــددتُ من كبدي لسُقمِــك جُرعةً****حتى ولو قـــــد سبَّبَتْ ليَ مقْتلا
وجعْــلتُ منْ جفْــــنَيَّ درعًا واقــــيًا****لكَ يا بُنـــيّ فلا تخـافُ غوائـلا
لـمْ تُــلْـــقِ بـــالاً للــــذي كابــــدتُـــه****ولمــا لأجلك كنتُ، دومًا، باذلا
فمضيْــتَ في كبـــد السّمـاء محـلقًا****وأدرتَ ظهرك مُعْـرضًا متجاهلا
وحططتَ رحلك في متاهاتٍ بـــدَتْ****غنّـــاءَ فــي عينيك كانت أجْمَلا
سحَـــرتْــــــكَ في لمعَـــانِها لكِــــنَّها**** كانت يبَابـًا مُقْـــفِــرًا أو قـاحِلا
فيها شِبـــاكٌ كي تصيْـــدَ بهــا فتًــى****قد كان عن خُبْــث الطويّةِ غافلا
تُغْــويْكَ حتّى إن أُصِـــبْــتَ بــدائـها****ألفيْـت نفسك بالقــذارة مُوغـــلا
 وألِـفـتَ أصحابًا نسيْتَ بقُــرْبِهـم****أمّــًا رعَـــتك، وكنــتَ مــنها الأولا
وأتاك مــن قلبِـي هُتـــافٌ صــــادقٌ****عُــد يــــا بُــني ولا تكن متثاقلا
عــدْ يا بُنــيّ ولا تجَـــرعْـني الأسى****دمعي عليك غـدا غزيراً هاطلا
تنْــــتــابني فـــي كلّ يــومٍ محْــنــــةٌ****لمّــا أراك بِـــدارِ ســــوءٍ نازلا
لمّـا أراكَ تخِـذتَ من أهــلِ الهــوى****خـــلًا يُحــبُّ من المقام الأسفـلا
يسْــــعى وأتـــرابٌ له أن يجــعَــلو****كَ شبيههم فتَـكون شيئـــًا مُهْــمَلا
عــدْ يــا بُــنَــــيّ إلى أبيك فـــإنّـــه****شـوقـــًا أعـــدّ فــــؤاده لك منزلا
عُـــد يا بُــنيّ فــإن ثغــريَ ظامـئ****لرضاب ثغــرك راشــفًا ومقــبّلا
الأربعاء 22/11/1435 الموافق 17/9/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق