عــدْ يا بُنــيّ ولا تجَـــرعْـني الأسى
أطلقتَ سهْـمًا نحــــو قلبــي قاتــلا
****لما جَـــفـــوتَ أبُـوتي مُتمـــلمـلا
وبعُــــدتَ عَـن عشٍّ حَـــباكَ حنانـَـه****ونشـــأتَ
فيهِ مُنَعّــــمــًا ومُـدلّلا
أهفُـــو إليْــــكَ وأنْــت في أحشاء أمْـ****مِك
نَـــــائمًا، وأقول: هيّـا أقبِلا
للشمس أنْـــظرُ، أستـحثُّ لها الخطا****لأراك
يا ولدي القــويّ الأكمــلا
صــبّـرتُ نفْـسي كـي أراك بجـانبي****قمـــرًا
منيرًا بل أراك الأجمــلا
منّــيتُ نفســــي أن تقـــود سفينتـــي****بمهـــارة،
نحو العــــلا متــهللا
عاهــدتُ ربّــــــي أن أحقق غايـتي****في
أن أراك لنــــور ربّك حاملا
أسقيْــــكَ من شهْــــد الفُـؤاد
لترتوي****عسلًا وقَــد أعــــددتُه لك مَنْهلا
ولِمَا تُعَـــــاني كان صـــدري واسعًا****تُلقــــي
همـومَك فيه كي تتحللا
أعْــــددتُ من كبدي لسُقمِــك
جُرعةً****حتى ولو قـــــد سبَّبَتْ ليَ مقْتلا
وجعْــلتُ منْ جفْــــنَيَّ درعًا واقــــيًا****لكَ
يا بُنـــيّ فلا تخـافُ غوائـلا
لـمْ تُــلْـــقِ بـــالاً للــــذي
كابــــدتُـــه****ولمــا لأجلك كنتُ، دومًا، باذلا
فمضيْــتَ في كبـــد السّمـاء محـلقًا****وأدرتَ
ظهرك مُعْـرضًا متجاهلا
وحططتَ رحلك في متاهاتٍ بـــدَتْ****غنّـــاءَ
فــي عينيك كانت أجْمَلا
سحَـــرتْــــــكَ في لمعَـــانِها لكِــــنَّها****
كانت يبَابـًا مُقْـــفِــرًا أو قـاحِلا
فيها شِبـــاكٌ كي تصيْـــدَ بهــا فتًــى****قد
كان عن خُبْــث الطويّةِ غافلا
تُغْــويْكَ حتّى إن أُصِـــبْــتَ بــدائـها****ألفيْـت
نفسك بالقــذارة مُوغـــلا
وألِـفـتَ أصحابًا نسيْتَ بقُــرْبِهـم****أمّــًا رعَـــتك، وكنــتَ مــنها الأولا
وأتاك مــن قلبِـي هُتـــافٌ صــــادقٌ****عُــد
يــــا بُــني ولا تكن متثاقلا
عــدْ يا بُنــيّ ولا تجَـــرعْـني
الأسى****دمعي عليك غـدا غزيراً هاطلا
تنْــــتــابني فـــي كلّ يــومٍ محْــنــــةٌ****لمّــا
أراك بِـــدارِ ســــوءٍ نازلا
لمّـا أراكَ تخِـذتَ من أهــلِ الهــوى****خـــلًا
يُحــبُّ من المقام الأسفـلا
يسْــــعى وأتـــرابٌ له أن يجــعَــلو****كَ
شبيههم فتَـكون شيئـــًا مُهْــمَلا
عــدْ يــا بُــنَــــيّ إلى أبيك فـــإنّـــه****شـوقـــًا
أعـــدّ فــــؤاده لك منزلا
عُـــد يا بُــنيّ فــإن ثغــريَ ظامـئ****لرضاب
ثغــرك راشــفًا ومقــبّلا
الأربعاء 22/11/1435 الموافق 17/9/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق