سمّوك كورونا وأنتَ
مُكوّرٌ!!!
فاجأتـــــنا، لَـــــم تَـطْـــرق الأبْــــوابا===وأتــيْــتَ
تحْمِــلُ للأنام عذابا
فاجأـــتَنا، مَـــا كـــــنْـــتُ أحسبُ أنَّـنا===بكَ
نُمْنَعُ الأحْبابَ والأصحابا
بك قد مُنعنا أن نجــــوبَ شـــــوارعًا===أو أن
نؤمّ السـوق والمحرابـا
أو أنْ يُصافـــحَ بعْــضــــنا بعضًا إذا===يَـومًا
مضَيــنا جيْـئة وذهــابـا
أما العِــــنـــــاقُ فــإنـــه لكَــــــبيــرةٌ===والدّمْع
سـال لأجلـه مـــزرابا
والجـار لا يسطيْع رؤيَــــة جـــــاره===وإذا رآه
ازورّ عـنــه وغــابـا
حُــبِسَ المسافرُ حيث ألْقــى رَحْـــلَه===لم
يستَـطِـعْ عَـــودًا لـه وإيـابـا
حتّــــى وأوبتُــــهُ غـدت مجهُـــولـةً===لا يَوم
يُــرْجى أن يَـكون مآبـا
أضحتْ مدائـنُـنا كقَـفْـــرٍ قـد خـــلا===أضْحَـتْ
بُعَيْدَكَ جـَدبةً وخـرابـا
كلُّ الوسائِـــــــطِ عُــطّلتْ مشـلولةً===مِنْ قبلُ
كانَتْ في الفـضا أسْرابا
خَلَتِ المعاملُ من سواعِــدِها التي===بالأمْسِ غـصّــت شيْـبـةً
وشبابا
أضحَـــــتْ مدارسُنا تنوحُ حزينـــةً===فقدتْ
براعِـــم يقْـرؤون كتـابـا
والأرضُ قَــد أهْـــــديْــــتَها فلذاتِها===في
جوفِـها ضمّــتْـهـمُ ترحــابـا
سمّوكَ "كورونا" وأنْـــــتَ مُكـوّرٌ===تُخْفي
بجـوفك أسْهُـــمًا وحرابـا
تسعــى حثيثًا كي تحلّ بساحـنــــا===فإذا حــللْتَ
أذقْـتَـــنا الأوصـابــا
قــــلَقٌ يُثيـْـــرُ تســـاؤلاتٍ جمـــةً===نــرجـو
الجوابَ إذا ملكْتَ جوابا
هَـــلْ أنتَ لُغزٌ جلّ عــن أفهْامِنا؟===فـتـشتَّـتْ،
والفَـهــمُ صار سـرابا
يا أيُّهـــا الغـــازي أجِــبْــنـا إنـّـنا===رُوحٌ،
وأنْــتَ تَـــعُـدّنــا أخْـــشابا
وأمِطْ لثـــــامَكَ ثمَّ أفْصِحْ شارحًا===قُـــلْ
مَن تكـونُ وبيــِّن الأنسـابا؟
وإلامَ تولِغُ في دمــــانا مُسْـــرعًا===مُـتَــخفِّـيًا...وضِّحْ
لــنا الأسبـابا؟
فتنحنَح الفيروسُ يـــروي قصــة===مَــا كان مِـــنّـــا
خــائــفًا هيّــابـا
وأجابـَــــنا مُتــواضعًا برَزانــــةٍ===فأثـــارَ
فيْــــــما قــــاله الإعْـجابا
صحّحْ كلامَك يا ابْنَ آدمَ، لا تكن===مُتــجاهلًا
أو جــاهــلًا مُــرْتـابــا
وانطقْ بحــقٍ إنْ أردتَ سلامةً===بالقولِ لا تشطُــطْ وهــاتِ صوابـا
إني
لِما قــــد قٌـــلتـَـــــه متعـجبٌ===فاربَـأ بنـفسكَ أن تُــرى كــذّابــا
من
قبلِ أن أن داهمتُكم هَل فيْـكمُ===عدْل يسـود، وكنـتـــمُ أحْـبــــابا؟
من
قــبل أن داهمتُكم هل عِـلْمكمْ===للحق سُــخّر نــاصـــرًا وثــابـا؟
لم
تنصروا الحمَلَ الجريح مُعَذبًا===ونصـــــرتُـمُ وحْشًا بغـى وذئـابًا
وخيار
أهل العــلم فيكم أُقْـصيتْ===في وجههم غَــلّقـــــتمُ الأبــــوابا
أما
المدارس فهي تشهَـد فعْــلكم===سِيسَتْ بمن سحَـــروكمُ أغـــرابا
هلّا
تجرّأتُم على من ســـــامكم===سوءَ العــذاب وسادكم أحْـــقــابــا
هــلّا
وقفتُمْ ضـــدَّهُ كوقــوفــكم===ضدّي، وقــــد كشَّــــرتـُــمُ الأنْيابا
أولى
بذلك مَن تبجّـح قــــــائلًا===أنَــــا ربّكم، كـــنتـــم لــهُ أذنــــابا
أولى
بذلك مَــن لِمــالكمُ أتـــى===لصًــا فكــان لِحقّـــــــكمْ نهَّــــابَـــا
أولى
بغضبتِكمْ عليه مُقـــارفٌ===للمُوبِـقــاتِ مُجــاهِــــرًا صخّــــابا
إني
أتيتُ لكي أدربـَـــكم عـلى===ألا تَـــهــابـــــوا كـــاذبًا نصّـــابــا
إني
أتيـــــتُ إليكمُ موصًى بأن===أبْــقى رحـــيْـــــمًا، لا أشــدُ عذابا
فإذا
استفدتم من مجيئي فزتـــمُ===ورحَـــــلتُ عنكم لا أريْــــــد إيابا
وحبَــــاكمُ
ربـــي بأمْــنٍ شاملٍ===وبـــرزقـــه..أنعِـــــمْ بــه وهّابا؟!
فاستغْفروه
وعاهــِدوه بتـــــوبة===تَـــجـدوه، دومًا، غـــافرًا تــــوّابا
لكنْ
إذا لم تستفيدوا فاعْـــــلموا===في أنّ أمْــــركــمُ يصيـــرُ تَــبـاب
==================================
الجمعة 17/رجب/1441 و 10/نيسان/2020