الخميس، 9 أبريل 2020

سمّوكَ كورونا وأنتَ مُكوّرٌ..


سمّوك كورونا وأنتَ مُكوّرٌ!!!
فاجأتـــــنا، لَـــــم تَـطْـــرق الأبْــــوابا===وأتــيْــتَ تحْمِــلُ للأنام عذابا
فاجأـــتَنا، مَـــا كـــــنْـــتُ أحسبُ أنَّـنا===بكَ نُمْنَعُ الأحْبابَ والأصحابا
بك قد مُنعنا أن نجــــوبَ شـــــوارعًا===أو أن نؤمّ السـوق والمحرابـا
أو أنْ يُصافـــحَ بعْــضــــنا بعضًا إذا===يَـومًا مضَيــنا جيْـئة وذهــابـا
أما العِــــنـــــاقُ فــإنـــه لكَــــــبيــرةٌ===والدّمْع سـال لأجلـه مـــزرابا
والجـار لا يسطيْع رؤيَــــة جـــــاره===وإذا رآه ازورّ عـنــه وغــابـا
حُــبِسَ المسافرُ حيث ألْقــى رَحْـــلَه===لم يستَـطِـعْ عَـــودًا لـه وإيـابـا
حتّــــى وأوبتُــــهُ غـدت مجهُـــولـةً===لا يَوم يُــرْجى أن يَـكون مآبـا
أضحتْ مدائـنُـنا كقَـفْـــرٍ قـد خـــلا===أضْحَـتْ بُعَيْدَكَ جـَدبةً وخـرابـا
كلُّ الوسائِـــــــطِ عُــطّلتْ مشـلولةً===مِنْ قبلُ كانَتْ في الفـضا أسْرابا
خَلَتِ المعاملُ من سواعِــدِها التي===بالأمْسِ غـصّــت شيْـبـةً وشبابا
أضحَـــــتْ مدارسُنا تنوحُ حزينـــةً===فقدتْ براعِـــم يقْـرؤون كتـابـا
والأرضُ قَــد أهْـــــديْــــتَها فلذاتِها===في جوفِـها ضمّــتْـهـمُ ترحــابـا
سمّوكَ "كورونا" وأنْـــــتَ مُكـوّرٌ===تُخْفي بجـوفك أسْهُـــمًا وحرابـا
تسعــى حثيثًا كي تحلّ بساحـنــــا===فإذا حــللْتَ أذقْـتَـــنا الأوصـابــا
قــــلَقٌ يُثيـْـــرُ تســـاؤلاتٍ جمـــةً===نــرجـو الجوابَ إذا ملكْتَ جوابا
هَـــلْ أنتَ لُغزٌ جلّ عــن أفهْامِنا؟===فـتـشتَّـتْ، والفَـهــمُ صار سـرابا
يا أيُّهـــا الغـــازي أجِــبْــنـا إنـّـنا===رُوحٌ، وأنْــتَ تَـــعُـدّنــا أخْـــشابا
وأمِطْ لثـــــامَكَ ثمَّ أفْصِحْ شارحًا===قُـــلْ مَن تكـونُ وبيــِّن الأنسـابا؟
وإلامَ تولِغُ في دمــــانا مُسْـــرعًا===مُـتَــخفِّـيًا...وضِّحْ لــنا الأسبـابا؟
فتنحنَح الفيروسُ يـــروي قصــة===مَــا كان مِـــنّـــا خــائــفًا هيّــابـا
وأجابـَــــنا مُتــواضعًا برَزانــــةٍ===فأثـــارَ فيْــــــما قــــاله الإعْـجابا
صحّحْ كلامَك يا ابْنَ آدمَ، لا تكن===مُتــجاهلًا أو جــاهــلًا مُــرْتـابــا
وانطقْ بحــقٍ إنْ أردتَ سلامةً===بالقولِ لا تشطُــطْ وهــاتِ صوابـا
إني لِما قــــد قٌـــلتـَـــــه متعـجبٌ===فاربَـأ بنـفسكَ أن تُــرى كــذّابــا
من قبلِ أن أن داهمتُكم هَل فيْـكمُ===عدْل يسـود، وكنـتـــمُ أحْـبــــابا؟
من قــبل أن داهمتُكم هل عِـلْمكمْ===للحق سُــخّر نــاصـــرًا وثــابـا؟
لم تنصروا الحمَلَ الجريح مُعَذبًا===ونصـــــرتُـمُ وحْشًا بغـى وذئـابًا
وخيار أهل العــلم فيكم أُقْـصيتْ===في وجههم غَــلّقـــــتمُ الأبــــوابا
أما المدارس فهي تشهَـد فعْــلكم===سِيسَتْ بمن سحَـــروكمُ أغـــرابا
هلّا تجرّأتُم على من ســـــامكم===سوءَ العــذاب وسادكم أحْـــقــابــا
هــلّا وقفتُمْ ضـــدَّهُ كوقــوفــكم===ضدّي، وقــــد كشَّــــرتـُــمُ الأنْيابا
أولى بذلك مَن تبجّـح قــــــائلًا===أنَــــا ربّكم، كـــنتـــم لــهُ أذنــــابا
أولى بذلك مَــن لِمــالكمُ أتـــى===لصًــا فكــان لِحقّـــــــكمْ نهَّــــابَـــا
أولى بغضبتِكمْ عليه مُقـــارفٌ===للمُوبِـقــاتِ مُجــاهِــــرًا صخّــــابا
إني أتيتُ لكي أدربـَـــكم عـلى===ألا تَـــهــابـــــوا كـــاذبًا نصّـــابــا
إني أتيـــــتُ إليكمُ موصًى بأن===أبْــقى رحـــيْـــــمًا، لا أشــدُ عذابا
فإذا استفدتم من مجيئي فزتـــمُ===ورحَـــــلتُ عنكم لا أريْــــــد إيابا
وحبَــــاكمُ ربـــي بأمْــنٍ شاملٍ===وبـــرزقـــه..أنعِـــــمْ بــه وهّابا؟!
فاستغْفروه وعاهــِدوه بتـــــوبة===تَـــجـدوه، دومًا، غـــافرًا تــــوّابا
لكنْ إذا لم تستفيدوا فاعْـــــلموا===في أنّ أمْــــركــمُ يصيـــرُ تَــبـاب
==================================
الجمعة 17/رجب/1441 و 10/نيسان/2020