السبت، 16 مايو 2020

أراك اليوم يا ولدي كبيرا....


أراك اليوم يا ولدي كبيرًا...............16/أيار/2016
==============
ولدي الحبيب مصطفى...اليوم، السادس عشر من أيار تتكرر ذكرى ميلادك للمرة الثالثة والأربعين، الذكرى لأعظم أول نعمة يمنّ الله بها علي من زينة الحياة الدنيا، لما أرجو بها استمرار عملي الصالح حتى بعد موتي...ثم تكررت هذه النعمة مرارًا، متمثلة بإخوانك وأخواتك، فالحمد لله أولًا وآخرًا، وأسأله أن يجعلك وإياهم من الصالحين.
في هذه الذكرى أهديك هذه القصيدة...
أحقًا قد قـــفزتَ الأربعــيـــنا===نعمْ..إنــا ـعددنــاها سنـــيـنـا
ألا يا شهــــرَ أيــار انتظرني===فأنت لمهجتي كنت السـفيـنا
تطــير بـه ولســـتُ أراك إلا===تبـــاعد بيننا حـينًا وحــيـنــا
ذكرتك يا بُنـيَّ وأنــتَ طــفلٌ===مع الأتـراب كـنتم لاعبينـــا
تجوب حديقة الحي ابتهـــاجًا===فتقطعـها شمالًا أو يمينــــــا
ووجهك مثل وجه البدر أبدى===محاسنه ولم ينس الجبـيـــنا
وثغرك مثل زر الورد يهـدي===لنـا،يا مصطفى الدّرّ الثمينا
وعقلك كان يُـوزن في عقول===إذا عــدت تجاوزت المئيــنا
أراك الـــيوم يا ولدي كبيــرًا===وقد مست ملامحَك السنـونا
لقد حفرتْ على الوجنات لغزًا===يفســره، بصــدق، سابقونا
سأشــكوها لرحمــن رحــيـــم===أقول له: لقـــد جارت علينا
عليك رمت بأعبــــاء ثقــــالٍ===فلم تعبأ بهــا صخـرًا وطيـنا
وحُمّلتَ الأمانــة وقــتَ كربٍ===فكنـــتَ بحَمْلها بـــرّا أمينــا
فكنْ جــلدًا ولا تجزعْ فعهـدي===بنـفسك حـرةً تــأبى الركونا
وأكملْ ما بـــدأتَ بــــه طريقًا===يسير عليـه مِنْ بعـدُ البنـونا
وكنْ مثلًا لهمْ في كل خير===تكنْ في الغيب محفوظًا مصونا
إلهي ليس غيــــرك لي ملاذ===دعوتك فاستجب وامننْ علينا
فبارك يا كريــم بنـور عيني===ونــوّر دربــه خُــلُقًـا وديــــنا
----------------------------------------------------------

أختَ الحقيقةِ قد كبَوتِ فسارعي


أختَ الْحقيقةِ قد كبوتِ فسارعي..
==================
حَقًا صُدِمتُ، وحُقّ لي أنْ أُصْدَما===في أنْ أرى صــرحًا يَزلُّ ليُهــدَما
عهْدي به صرْحًا تطاول شامِـخـًا===حتّى رقـــى فوقَ الثريّا في السّمـا
والناسُ مُعجَـــبةٌ بــه ترنــو إلــى===أصـداءِ صوتٍ ذاعه مُتـــرنّمـــــا
في كلِّ فنٍّ قــــد تألَّــــــقَ وارْتقى===وبكلِّ أُمّـــــــاتِ العُـــلُـــوم تَـكلّما
ثوراتُ حـقٍ كان خيــرَ مُـنــاصر===لقيامِها، بل كان حيْــــنًا، مُلْهِـــمـا
صوتُ "الجزيرة" كان يعلو قـائلًا===لا بدَّ مـِــنْ ظلْم طغى أنْ يُهـــزَما
أنى اتجهْــــــتَ بكلِّ مِصْرٍ صوتُها===يحْـــدو الصفوفَ مؤيّـــدًا مُتقدما
هذا يُتابـــعُ ما تبثُ على الــــهـــوا===وسواهُ يغدو بـ"المباشر" مُغْــرَما
وهنــاك مَنْ عَيْنــاه شاخصتان في===ما جاء في تعليقِها، متَــفَـــهِّـــمــا
ظلّ الورى مُسْتَمَــسكين بمــا تقـو===لُ، يرونَـَهُ قــولًا سَــديدًا مُحْـكَمـا
بصمــاتُها في كل بــيْــــت أشْرقتْ===وغدتْ إلى نيلِ الحقيقـــةِ سُــلّمـا
ماذا دهاها؟! لستُ أدري ما بهـــا؟===حتى بدا خطْـبٌ غريبٌ قـد طمَـا
لمّـــا تصــــدَّرَ قـــاتلٌ شاشاتـِــــهـا===وتقــولُ عنهُ مجاهـداً ما أحْجَمـَـا
وغــدا "شَهيدًا" عـــندهـا في جَنَّــةٍ===عليــاءَ يسرحُ هــانئًا ومُنَــعَـمـــا
أمرُ الشــــــهادةِ عنْــد علّام الغُيــو===بِ، فأمرُه قد كان فيهـا مُـبـْـرَمـا
أحَبيبةَ الجمهــورِ عُــودي خُـطــوةً===نحْو الوراءِ لتنظري مَنْ أجْـرمـا
في الشامِ أو بغــدادَ أو صنـعـاءَ أو===في غيرها.. ساحاتها امتلأت دما
هلّا ســـــــألتِ عن الثّــكالى أُيِّمَتْ===مـَـنْ ذا الذي قد ذلهُـــنّ وأيَّمَـــــا
هـلّا سألتِ الشيخَ ينْــظرُ بـــاكيـــًا===في بيتِــــهِ، لما بــــدا مُتـــهـــدِّما
تَجْري على صفحاتِ خدَّيْه الدُّمو===عُ كأنْهُــرٍ حرّى فــتتــركُ مَعْلَمَـــا
هــلّا سمعْـــتِ جوابَـــــهُ مُتلَعْثـمًا===أمْ إنّ هـــــذا الشيخَ أصبَح أبْكمــا
هلْ كـنـــتِ جاهــلةً بمــــا قد قلتٌه===أم عـنْه "أرْشيْفُ" القناةِ تَكتّمــــــا
فجرائِمُ المَحْظيّ عندَكِ في الطفو===لةِ أسْفرتْ عــــن حِقْـــدِه لمّا رمى
هـــــــذا بلا رأسٍ وذاكَ تقطّــعتْ===أوْصالُه، في لحظةٍ، وتَـــفَـحّــمـــا
أيليقُ فيمن عنــدَها بَرنــامـَـــــجٌ====للطفلِ يدعو أنْ يُصــان ويَسْلَـمــا
أيليقُ فيها وصفُ من  قــد سامهُ===سوءَ العـــذابِ بأنَّه حـامي الحِمــى
إنْ كان غيرُك قد تهــاوى ساقطًا===فلأنْـــتِ أجْدر أنْ تعُـــــفـــي دائما
ما كنتُ أرغبُ أنْ أقولَ قصيدَتي===هذي بحقّـكِ بعدَ طَـوْلِــكِ أنْــجُمَــا
قاومْـــتُ لكنْ فاجأتْــني صرخــةٌ===كانَ السكوت على الحـرام مُحرّما
أختَ الحقيقة قد كــبَوتِ فَسارعي===في قشْع غَـيْـمٍ فوق صرحِك خيما
هيّــا لِرأْبِ الصـدعِ قبــلَ تـــوسّعٍ===وحَـذارِ إنْ لمْ تفعلي أن يَعْظــمَـــا
الجمعة 22/رمضان/1441 و 15/أيار/2020

الجمعة، 15 مايو 2020

أترحلُ يا حبيبي في ليال؟!


أتَـــرْحلُ يا حَبـيـبي في لَيـالٍ
أتَـــرْحَلُ يا حَبـيـبي في لَيـالٍ===وتتْـرُكُني ولمْ أبْــلغ مَنــالي
أترْحَلُ تاركًا دمْــعي سخــيًا===كسيل قــــدْ تحَـدّر من جبالِ
وحُزْني لفَّني مِنْ فَرْطِ وَجْدي===وهذا الأمرُ لمْ يَخْطُرْ ببالي
أترْحَلُ قبلَ أنْ أحظى بقَـــدْرٍ===يسيْـرٍ مِنْ جَـــواهرَ أو لَآلِ
أتيتَ بها إلينــا مِـــنْ كريــــمٍ===جَـوادٍ بالعطــاءِ ولا يُـبــالي
قدومُكَ كان في أمسٍ قريــْـبٍ===رحيلُكَ في غـدٍ مثلُ الخيالِ
وهـــذا حالُ دنيانا نـــــراهـــا===كبرْقٍ لاحَ في حُلَكِ الليـالي
أتيتَ وكنتُ في شـــوقٍ لأبقى===بظلِّكَ عنٍ يَمينٍ أو شِمـــالِ
وأنْـهَـــلُ مِنْ مَعينك كلَّ عَذْبٍ===وأروى منـكَ بالماءِ الزُّلالِ
وللسَّبْعِ المثـــاني أقـْــتنــيهـــا===بصدْري ثم للسبْـعِ الطــوالِ
وباقي الذكْرِ أرشفـُــه كشَــهْدٍ===فأنسى مُـــرّ أيــَّـــامٍ خَــوالِ
ولكنّــي ضعيفٌ يا حبيـــــبي===فلمْ أسْطِعْ وصــولًا للكمــالِ
وأنتَ تسيرُ مثلَ الريح تمْضي===لِغايتِها لدى السُّحُـِب الثِّقالِ
"وما نيـــلُ المطالبِ بالتـمني"===ولكن باجْتِهــــادٍ وابْتِهَـــالِ
فمَهْلًا علّ بعضَ الغيثِ يأتي===إليّ بمَنَ ربّي ذي الجـــــلالِ
فأروي غُلَّتي وأبلُّ صــدري===وأبقى بالحبـيبِ على اتِّصالِ
الجمعة 22/رمضان 1441 و 15/أيار/2020