السبت، 30 يونيو 2018

ياسينُ يا مَنْ قد سكنتَ بِخافقي


ما كان بدْعًا يا أخي أنْ تُبتلى===وتكون في ركْبِ الأوائــــلِ أولا
إنَّ ابتلاءَ الصَّالحينَ علامـــةٌ===لعُلُوِّ مَنْزلَةٍ لَهــــمْ عنـــــدَ المَــلا
فالأنبيــاءُ جميعُهم لقد ابتُــلوا===والمُصْطفى قد كان فيهم أفضـلا
فاصبرْ أُخيّ فإن أحمدَ قــدوةٌ===لك سابقـًا واليـــــــومَ أو مُستقبَلا
إني عرفتُك في الشدائدِ صابرًا===جلْدًا قوياً تبتــــــغي نيلَ العُـلا
يا سينُ، يا مَن قد عرفْتُ ثبَاتَه===مهما أتتُــه مصــائبٌ، ما بــدّلا
ياسين، يا مَنْ قد سكنْتَ بخافقي===أعـددْتُ في أعْمَـاقهِ لكَ مَنْزلا
فسواكَ يحْني للصَّغائرِ رأسَه===لكنَّ رأسَكَ في الدَّواهي قدْ عَــلا
كنتَ الوقُـورَ إذا ألَمّتْ مِحْنـةً===فَـلهـــــا تواجه، ثابـِـتًا ومُـــذلّــلا
ما كنتَ تجزع للمصائب يا أخي===حتى ولو بعضٌ لبعضٍ قد تلا
واليــوم ربـُّك مُبْـتلـيـْـكَ بعِــلّـــةٍ===وبإذنِهِ تُشفَى وتغـدو الأمْثــَلا
وتعــــــود تحملُ للأنــامِ رسالةً===أنعمْ بهــا وِبِمَنْ بها قد أرْسِــلا
أبشرْ أبا عــرفانَ إنــــي مُبصرٌ===لُطْفَ الكريمِ عليْـكمُ قـــد أقْبلا
بضيافة الرحمَـــن عش مُسْتَبْشرًا===فشفــــــاؤه بكتـابِه قد أُنْــزلا
والله أســـــــألُ أن أراكَ مُبَـــرّءاً===منْ كلّ سُقمٍ، بــــاسمًا مُتَهللا
 ********

الخميس، 28 يونيو 2018

يا أهل درعا بُورِكت خُطواتكم


يا أهل درْعا في اللقاء المفصَلي===لا تُخدَعُـوا مثلَ الخـداعِ الأولِ
قد تُعْـذرون بمـــــــا فعلتُم سابــقًا===بجهــالةٍ، لم تأخـذوا بالأفضلِ
لكنّــــــــكم في يومنا لن تُعْــذروا===في غـــفـلةٍ وتهــاونٍ وتخـاذلِ
جــاء العدو يريْــــدكم أن تركعوا===وإذا رفضتم جاءكم بالمــذهلِ
في قتلكمْ،ودمار ديرتكم،وفي اسْـ===ـتئْـصالكم، ووجـودُكــم لِتَزيُّلِ
إنَّ انتـــــمــاءَكمُ لأرضٍ أشـرقَتْ===فيها أصالتُكم وأنتمْ في العـــلِ
يعـــني له ذلًا وإحســــاســًا بمـا===يُبقيـه أرْضًا في المقـامِ الأسفلِ
فهــو الذي لا أصلَ يرفعه ويُعـْـــ===ـلي ذكره؛ قـــدْ جاءه بتسلسلِ
هو نطفـةٌ تـــاهتْ فألْـــفتْ مرتعًا===لقذارةٍ، فأتتْ بمِـــسْخٍ أهْبــــلِ
وأغــاظهُ فــي أنْ يـراكمْ شُــعْــلةً===بنجــومِكم،أو بالبُـدور الكُمّـلِ
فتسوّل العونَ التعيس من الورى===أمثالِــه، أحْقـر بـذا المُـتســوّلِ
يا أهْــل حوران العُــــروبة أنتــمُ===رمز العروبة، ليس ذا بِتقــوّلِ
أسمــاؤكم، ألقــابُــــكم، وكِناكـــمُ===شهـدت بمُجمل دعوتي ومُفصّلِ
وفِعالكم جـــــاءت تــتــوّج هــامكم===مَــنْ مِـنْكُـمُ رام العُـــلا فليعتـــلِ
حــورانُ كانــتْ مَنْهــلًا لبطــولـــةٍ===عربــيّـةٍ، أكْــرِمْ بها مِنْ مَنهَـــلِ
ما كان ينقصكم عتــــــــادٌ إنمـــا===توحيد صفٍ فـي المقام الأمْثلِ
هذي البـــطــولات التي تٌبدونهـا===عظُمَتْ، أصابتْ قاتلًا في مَقْتَلِ
من قبلُ كانت فيــكمُ يا إخــوتي===وأشـــــدّ منهــا دون أي تمـلمُلِ
زلاتُـكمْ، فيما مضى، مفهـومـة===فحــذار تكـرارًا لهـــا بتــــعــلّلِ
أخــــباركم وصلتْ مُعــطّرةً لنا===عن جَحْفلٍ يروي بطولةَ جحْفلِ
وأريجُهـــا قد فاح في أكَمــــاتِنا===كمْ فاق نسمةَ نرْجـــسٍ وقُرُنْفلِ
يروي حكاياتٍ لهاماتٍ طغَـــتْ===كم رأسِ علجٍ قـد طغى بمجَنْدَلِ
أحييتمُ أملاً تَـــــلاشـــى عِنْدنـــا===من بعدِ إرجــافٍ وجهْلِ الجُهّلِ
وأزَلْــتُمُ خـــوْفـًا غـزا وجدانَنـــا===من مكْـــــر خــوّانٍ أتى بتسلّلِ
قُــلتُم بــــأنّ الشعب قام بثـــورةٍ===وستستمِرّ برغم أنْــف مُخـــذّلِ
فَلَربّما تكبُـــو هنا وهُـــناك لكنْ===زخْمُهــا هو منّـةُ المُتَـــفَــــضّلِ
فالشمسُ تحجبها الغيومُ لفـــتـرةٍ===وتعـودُ تُشرق والظلامُ سينجلي
والبدر يحجُـبُـــه سحَــابٌ عابر===ويعُـودُ يُمْتِـعُ فـي الليالي الطّوَلِ
والثـورةُ الغـــرّاء مثلُهما غـدتْ=== قـدَرًا ستمضي دون أي تبَــدّلِ
جاءت لمَحْوِ الظلم مِنْ شامِ الوفا===سيكون ذاك بعاجِــلٍ أو آجـــلِ
إنـِّـــي لأجـْــــزم أنَّ هــذا قــادمٌ===وعْدُ المُهَــيْمِنِ مُــنْـجَزٌ بتعجّـلِ
مَنْ ينصرِ الرحْمَنَ مٌنْتصِرٌ ولوْ===وقفتْ لهُ جُـنْـدُ العتُــــلِّ الأرذلِ
يا أهلَ درعا بُورِكت خطُـواتُكم===في نصرِ ثورة شعبنا الْمستبسلِ
بل أنْـــتمُ فجّــرتمُـــوها باكـــرًا===أطفالُكم كانت لهـا بالمِـــرْجـــلِ
بُــــوْركتُمُ، نـشَّــأتُـمُ أجـــيــالَكم===أبــدًا على هدي الكتابِ الْمُنْـزَلِ
***********




الاثنين، 25 يونيو 2018

أهنّئ شعب تركيا بنصرٍ


بأيٍّ من عبـــارات التّهانـــي===يقــدمهــــــا لتُـــركيّــا لسانِـي
بأي مشاعرِ الإخلاص أُبْدي===يمور بصدقِـــــــها أبدًا جناني
سأبـدأ في مباركتي لشعــبٍ===قضى زمنًا يكابــــــد أو يُعـاني
أهنّــئه ببرِّ ابْنٍ كـــريـــــــمٍ===فريدٍ في الصفات وفي المعاني
 ببرِّ ابْنٍ أتى والناسُ حيرى===وتسألُ عــــن فتى هذا الزمانِ
فتًى يأني على قدرٍ ويمضي===بمــا يُرضي الإله بلا تــــوانِ
فأهـداها الكــريم لسان صدق===ويُعـرف في البلاد بأردغـانِ
تـولاه  الكريــــم بما تــــولّى===وأعــلى شأنــَـه بعدَ امْتـحــانِ
أهنّئ شـعــــبَ تركيا بنصـر===مُبينٍ، جــاء بالدررِ الحســـانِ
أهنّــئهُ بكـــوكبــةٍ أضـــاءتْ===ليــــالـــيَه بزهـــر الأقحــوانِ
بمضمونِ العــدالة قــد أتتْــه===وتنميــةٍ بــــدتْ في كل شــانِ
أهنــئُ مَـن بنى للتركِ مجدًا===أثيــــلًا بالعـُــــلوم وبالبـــيــانِ
فصاروا في الثريا لا يُدانَوا===وصاروا أوّلا عــنـــد الرهــانِ
أهَـــنّئ دولـــةً أضحتْ ملاذًا===لمظلومٍ ضعيفٍ مُســــتهــــانِ
كريمًا عـــاش فيها دونَ قيـد===وقــــد أنســـتْه أيـــامَ الهَـــوانِ
أهنّــئ كل حُــرٍّ قـــال فــيها==="نعــم" لمعـــلمٍ فــــــذٍّ وبــــانِ
لمَنْ أولى عِــــنايتــه بشامي===وبــرّ بأهـــلِهـــــا فـــي كلّ آنِ
رآهُـــــم حُـمّلوا عبئًا ثقيـــلًا===سُقـوا، حنقًا، سمــومَ الأفعوانِ
فآواهُــمْ وكان لهـــم نصيرًا===وأنقذهم من الــوغْـــدِ الجبـــانِ
وغـزّة لا تســل عنها إذا ما===أُصِيبَت في حصـــارٍ واحْتِـقانِ
يُسارعُ في إغاثَــتهـا جهارًا===ويغمـــرها بفـيْضٍ من حنــــانِ
ويشجُــبُ من يكيدُ لها بأمْرٍ===وما يـأتي لهـــا من مكْــر جانِ
وهبّ لنجدة الروهيـنج حالًا===وفيهم صار يسعفُ في ثـــوانِ
تصــدّى للصعابِ بكل حزمٍ===فــــذلّـــلــهــا بحــلمٍ واتّــــزانِ
همومُ البائسيْـــن لــه همــوم===يعالجُـــهــا بصــبرٍ في تـفــانِ
رســالتُه تعــمّ الأرض عـدلًا===وإحســــانًا وعيشًا في أمــــانِ
أهنئ شعبَ "تركيّا" بِـعُـرْسٍ===عظيمٍ في الزّمانِ وفي المكانِ
وأهدي للذي في الأرض يرنو===لعيش آمِـــنٍ أســمى التهاني
**********

  



الثلاثاء، 19 يونيو 2018

رأيْتُك قد أُخِذْتَ بحب ليلى

نظمتُ قصيدتي مِنْ قبـْـــل حبًا===وحبي لم يزل لك يا أخيّا
ومن حبي النصيحة يا صديقي===ليبقى وجهك الباهي سنيا
رأيتك قد أُخِـــذْتَ بحُــب ليلى===ولم يكُ أمـرها يومًا خفـيا
تُجَــمّلُ ما بــدا للنــاس منهـــا===وتُخفي باطنًا عـفـــنًا رديّا
وتُــدركُ أنت هذا في جــــلاءٍ===فلم تك عن حقيـقتها عيـيـا
وأنّ ميــاههـــــــا ملــحٌ أجاجٌ===ولم يك نبعهــا يــومًا نقــيا
وأن جمــالهـــا زيْـــفٌ وزورٌ===ويُخفي تحتـه قُــبْحــاً جليّا
وسلْ خُطّـــابَها: ماذا دهـاهم؟===لينأوا عن مضاربها قصيا
ألم ترها ارتمت في حضن مسخٍ===فسال لعابـــه ثرّاً سخيا
وقـــال لها: ألا اسقيْـني فـإني===أتَـيْـتُك طالبًا شَـهْـــدًا وريّا
فأعطت من نفائسهــا وجادت===بإرث جدودها رطْبــًا نديّـا
تِــــه ليلاك يا حُــــبي فهـــلا===رجعت ولا تكن فيها خطيا
أخاف عليك أن تلقى أذاهـــا===وأن تلقى بجمرتـها صــليــا
فأصـلك يا أخي يأبى انتكاسًا===ويأنفُ أن تكون لهـا مطيــا
************

الخميس، 7 يونيو 2018

يا راحلًا، إنا نُحبّكَ شهرَنا


يا راحــلًا، هـــلّا مكــثـتَ قــــليْــلًا===فنفــوسُـنَـا لمْ تــروِ منْكَ غليلا
وقـلوبُنــا عطشى تتــوق لِمنـــهَـــلٍ===عـذْبٍ تراهُ مُـعَــسَّـلًا تعْـســيلا
يا راحلًا أرجــــوك مهْــــــلًا إنـــنا===في حاجـةٍ لك يا حبيـبُ طويلا
عظُمَـــــتْ هدايـــــاكَ التي حُمِّلْتـَها===وعطاؤك الموفورُ كان جَزيـلا
لكنّــــنـَـــا كنــــا بلَهــــــوٍ غافــليـــ===ــنَ ونومُنا، كم كان عنْك ثقيلا
صـبرًا عليـــــنا أنتَ جئتَ تحـــثُّنا===كي نصبِـــرنّ ونفْهـمَ التـــأويلا
نعطيك عهدًا أنْ نُعَــوض فــائـتــًا===نرجو بصومِك، للكريْم وصـولا
ما قــدْ تَبَقَّـى منـــكَ، فيه خلاصُنـا===إنْ نحــــنُ قُمْنا ليــلَنا تهـــليـْــلا
وإذا وقــفْـــنــــا خاشعيــن لربـنــا===مُــتَــــذلِّلــيْنَ أمــامَــهُ تــذْلــيــلا
مُتضرعين بأنْ يــكونَ صــيــامُنا===وقيــامُـــــنا ودعــــاؤنـا مَقْبــولا
مُتَصـــدِّقيـــــــنَ بما لديـــنا حسبةً=== منْ غيـر مَنٍّ، لا نريْــدُ جميــلا
نــــتلو الكتــابَ تـــدبّــرًا وتفهــمًا===لا نرتَضي عما احتـــــواهُ بديْـلا
بل نبْتغي مرضــاةَ مَــنْ أفـــضالُهُ===قد نُـزّلتْ، مِنْ مُــزنِه، تَنــزيـلا
لا نَــقــربــنّ حِمَـــاهُ في أمْـرٍ ولا===نـهْــيٍ ولا نعْــــدو بـذاك فتيـــلا
يا راحــلًا إنَّـــا نحِـــبُّـــكَ شهــرَنا===فاسألْ لنا عنْـد الكريـم قـبــــولا
مهــلًا لعلّ ضعـيفَـنا يسعى إلى===ركبِ القويِّ، منـــــافـسًا، مَشْغـولا
مهـلاً فإنَّ شـــــذاكَ فاحَ بحَــينـــا===دعْــنا نُــضــمِّخْ للورى إكلــيـْـلا
رمضانُ كنتَ لنا حبيبــًا ســاكـنًا===بقلوبِنا، ولـــنـَـــا غــدَوْتَ خــليلا
آنَسْتَنَــا لمّــا نــزَلْتَ بســـاحِنــــا===نخـشـــى كثيــرًا غيـــبةً وأفـــولا
هـــذّبتَ أخْــلاقًا لنَا مِــنْ بَعدِ أنْ===كِدْنــا نزيـــغُ، ولا نُطيــعُ رسولا
يا شــهْـرَنا، لو جئتَ ربّك شاهدًا===فاشهدْ لنــَــا، أنّا نصونُ أصــولا
واشهــدْ بأنّا مكْــرِمونَ لضيفِنـــا===بكَ قد هجرْنا (قـــالَنا والقِـــيــلا)
واشهــدْ بـــأنّ دماءَنا قد أُهرِقَتْ===في الشامِ كي يَبْقى الشآم نــــبيــلا
واشهـدْ بأنّا صامدون بوجـهِ مَن===يبْـغي المِساسَ بقُـْدسِـنا تـنْـكيــــلا
واشهدْ بأنّ دمُــوعَنا سالتْ عــلى===وجــناتِنا لمّـا عـــزمتَ رحيـــلا
واسأل حبيبَ قـلوبِنــا الرحمـنَ مَغْـ===ـفِــرةً لنا، ويزيدَنـا تفضــيـــلا
إنا لنطمــحُ أنْ نــــراك تقـــودُنــا===لجنــانِ ربـكَ مُـــرْشِدًا ودليـْــلا
الخميس 23 رمضان 1439 الموافق 7 حزيران 2018