بصرى إليك تحيــتي وسلامـــي****فعــلى ثراك زكا الجهـــاد الدامـي
وعلى ثراكِ جرتْ وقائــع قصةٍ****صُــبِغَـــــتْ بـقــانيـها ورودُ
الشامِ
ثـــوبَ الســواد لبسـتِـه من مـدّةٍ****لمــا سبَــاك مهـنــــدس
الإجــــرامِ
خـطفــوكِ عــذراءَ الشآمِ بليــلةٍ****في غـفــلة الأخـــوال والأعمــــــامِ
قصّوا ضفائرَك التي نضَّـــدتِـها****قُصـــتْ بمــدْيــَـة غِلْمــــةٍ
أقـــزامِ
هتــكوا خمـارَك، دنّـــسوه بلمْسةٍ****ورمَــوه تحــــتَ مواطئ
الأقــدامِ
تاريخُك العمْلاقُ قـد مسخوه في****أقْصوصةٍ عــن متـعـــةٍ وغـَـــرامِ
و"بُحيرةٌ" في عُـرفِهـم، أسطورة****ما دام يمــدح هــــــادم
الأصنـــامِ
وبكى مُـدرّجُك الحزينُ بِحُـرقــةٍ****ممــا اعتـــراه على مـــدى الأيـامِ
وغدوتِ كالأسدِ الجريح ينوشُه الـ****خــفّــاش ليلًا مُـوحــــشًا بظــلامِ
فصحا بنوكِ على أنينِك قَـد علا****يشـكو قـــــــــذارةَ غــــادر هـــدامِ
يشكو قذارةَ قُـرْمُــطيٍ فــاســـقٍ****متــحـــدّر مِـــن أقـــذرِ
الأرحــــامِ
ورأوا عـلوجـًا سارعــتْ لتعيـنَه****وتـــــمـــدّهُ بِـــالـــمــــالِ
والأزلامِ
مِنْ كل مِـزْبَــلة أتَــوا بقــرودهم****ومســوخهم، وبمـا جَنــوا
بحـــرامِ
ورأى البنـون مخــازيًا ومآسيــًا****حلـّــت بشعْــــبٍ عاشــــقٍ لســلامِ
فتفجـــر البركانُ فــي أحْشائهــم****وجمـــارُه رجَـــمت جـراء
لئــــامِ
وتـلألأ الإيمـــانُ في أحــداقــهـم****فـغـــــــدا لهيبًا حــارقـــا
لهَــــوامِ
وثغورُهم برقت فأعمــتْ أعيُنـًـا****كانَــــت عيـــونَ تَرَصُّـــدٍ لكــرام
حصدتْ سيوفُهمُ رؤوسًا أينعــتْ****مَـحشـــوّةً بالحِــــقـــد
والأوهــــامِ
للـــه درّ بنــــيـــك لمّـــا لقّــنـــوا****درسًا لـــوغـدٍ فـــاجـرٍ
وحــرامي
بُصرى لنا،هي أمّنا،هي تاجُـــنـا****هـي روحنا، في زحــــمــة الآلامِ
هي دُرة مكــنــونــةٌ بصـــدورنا****عنهــا
نـــذود بأنفـــــسٍ وحُــــسامِ