الأحد، 29 مارس 2015

بصرى إليكِ تحيّتي وسلامي

بصرى إليك تحيــتي وسلامـــي****فعــلى ثراك زكا الجهـــاد الدامـي
وعلى ثراكِ جرتْ وقائــع قصةٍ****صُــبِغَـــــتْ بـقــانيـها ورودُ الشامِ
ثـــوبَ الســواد لبسـتِـه من مـدّةٍ****لمــا سبَــاك مهـنــــدس الإجــــرامِ
خـطفــوكِ عــذراءَ الشآمِ بليــلةٍ****في غـفــلة الأخـــوال والأعمــــــامِ
قصّوا ضفائرَك التي نضَّـــدتِـها****قُصـــتْ بمــدْيــَـة غِلْمــــةٍ أقـــزامِ
هتــكوا خمـارَك، دنّـــسوه بلمْسةٍ****ورمَــوه تحــــتَ مواطئ الأقــدامِ
تاريخُك العمْلاقُ قـد مسخوه في****أقْصوصةٍ عــن متـعـــةٍ وغـَـــرامِ
و"بُحيرةٌ" في عُـرفِهـم، أسطورة****ما دام يمــدح هــــــادم الأصنـــامِ
وبكى مُـدرّجُك الحزينُ بِحُـرقــةٍ****ممــا اعتـــراه على مـــدى الأيـامِ
وغدوتِ كالأسدِ الجريح ينوشُه الـ****خــفّــاش ليلًا مُـوحــــشًا بظــلامِ
فصحا بنوكِ على أنينِك قَـد علا****يشـكو قـــــــــذارةَ غــــادر هـــدامِ
يشكو قذارةَ قُـرْمُــطيٍ فــاســـقٍ****متــحـــدّر مِـــن أقـــذرِ الأرحــــامِ
ورأوا عـلوجـًا سارعــتْ لتعيـنَه****وتـــــمـــدّهُ بِـــالـــمــــالِ والأزلامِ
مِنْ كل مِـزْبَــلة أتَــوا بقــرودهم****ومســوخهم، وبمـا جَنــوا بحـــرامِ
ورأى البنـون مخــازيًا ومآسيــًا****حلـّــت بشعْــــبٍ عاشــــقٍ لســلامِ
فتفجـــر البركانُ فــي أحْشائهــم****وجمـــارُه رجَـــمت جـراء لئــــامِ
وتـلألأ الإيمـــانُ في أحــداقــهـم****فـغـــــــدا لهيبًا حــارقـــا لهَــــوامِ
وثغورُهم برقت فأعمــتْ أعيُنـًـا****كانَــــت عيـــونَ تَرَصُّـــدٍ لكــرام
حصدتْ سيوفُهمُ رؤوسًا أينعــتْ****مَـحشـــوّةً بالحِــــقـــد والأوهــــامِ
للـــه درّ بنــــيـــك لمّـــا لقّــنـــوا****درسًا لـــوغـدٍ فـــاجـرٍ وحــرامي
بُصرى لنا،هي أمّنا،هي تاجُـــنـا****هـي روحنا، في زحــــمــة الآلامِ
هي دُرة مكــنــونــةٌ بصـــدورنا****عنهــا نـــذود بأنفـــــسٍ وحُــــسامِ

الجمعة، 27 مارس 2015

بُشراك يا إدلب...

الله أكبر...هــــل في الفتـــح من ريَــب؟****والفتحُ قـــام بـــــه جنـدٌ مــــن النّجُـبِ
في السّهل، في التلّ في ساحاتك انطلقت****يا إدلـــبَ العـــزّ  أجنـــــاد من العرب
بيضٌ وجــوهُهم، ســـمـرٌ زنــــــــودُهـم****حمــرٌ سيـــوفُهـم من ضرب مغْتَصبِ
قـد متنــــــوا صـــلةً باللــه خالقِهــــــــم****أمــامَــــه وقــــــفــوا في منْتهى الأدبِ
جباهُهمْ سجـــــدت للـــهِ خـــــــاشعــــةً****وفي الوغى ارتفعَتْ تعْلو على السّحبِ
ما الفـــتْــــــــحُ إلا من الرّحمنِ يمنحُــهُ****للناس إن أخــلصوا في عـــفّـــة الطلب
ما كان مطلبـــُــهــــم  جــاهًـا يُســوّدهم****أو حــفـــنـــةً برقت من خالص الذهبِ
ما كان مطلبُـــهم حــظـًا لأنْــــــفُسِهــــمْ****ولا مقــامًا رفـــيعًا عـــالي الــــرّتـــبِ
بــــل كان مَــطلبُهــــمْ حسنــاءَ تنــدبهم****يا إخــوتي، إنّـــــني أشـكو من التّـعــبِ
فروضتي أجدبتْ، وزهــــرتي ذبُــلـتْ****زيتــونــــتي يبـــستْ من لفحة اللــهــبِ
ومسجدي قـــــد خــلا من عـــالِمٍ فطِنٍ****وســاد في جــوفِــه جــو من الرّهـــــبِ
والنّــاسُ قدْ غُـلبُوا في أمْـــرهم زمنـــًا****وساحتي امتـــلأت بالرّعْب والصَّخــبِ
وقال قائــلُهــم والصّــوتُ مُــرْتجِـــفٌ****مسكيـــنــةٌ إدلبٌ، منــكــوبَـــةٌ بغَــبِـــــي
فأقبــلوا نَـــحْــوها، يــحْـــدوهمُ أمـــلٌ****بـــــــالله أنْ يظفـــروا بالنّصــر والأربِ
تحَــلَّقــوا حــولهــــــا من كل ناحيـــةٍ****وأثْخنــوا في العـــدا بالضــرْب والعَطبِ
حصونُ أعــدائهـــــم مادتْ بجرذانِهـا****كم صــارخٍ هاربٍ، بــــاكٍ ومنْتــحِــــبِ
تساقــــطَــتْ كلّهـــا، واللــه أسقطهـــا****ولاذ أصحــابُها بالجَــــري والهَـــــــربِ
بُشــراكِ يا إدلبٌ فالغــاصبون غـــدَوا****في النـَّـار تــــأكلهــم كالقشّ والحطــــبِ
أمّــا رمــادُهُــم فــــالرّيــح تنــــســـفه****فيُصبحــوا عبــرة فـــي غايَـــة العجــبِ 
بُشــراكِ يا إدلبٌ فالأرضُ قد أشرقـت****بالنَّــور وازيَّـنَـــتْ بثـــوبِـــهــا القَــشِـبِ
عــادتْ لِخُــضْرتِـها وحُسنِ بهجتهــــا****وأصــبــحتْ مِنــبَـــرًا لأبـــلغِ الخُـــطَبِ
فسـبِّـــحي، دائــــمًا، للـــه شـــــاكِـــرةً****بالعَــــدل قائمــةً، وللعُـــلا انْتــصـــــب

الاثنين، 23 مارس 2015

رماك الله بالسّجيل حالًا...

وطـــائــــرة تُقــــلّ أبـا رغـــالِ****أتتْ في الجو تقصف لا تُبالي
أللأطفـــال كان القصف منهـــا؟****تُرى أم للنســاء وللــرجـــــالِ
رمـــاكِ اللـــه بالسّجـيــــل حـالًا****وقال لكِ اهبِــطي فوق التلالِ
قضـــاء اللــه حــق لا يُجــــارى****مُحـــالٌ أنْ يُـــردّ بأي حــالِ
رمــاكِ، ورميُـــه، جـــدًا، ثقيـــلٌ****بأحْجــــارٍ مُســـوّمـةٍ ثقــــالِ
رمــاك وأنـــــتِ ترمين الشظــايا****بحـقْدِكِ فوق ربّــات الحجالِ
وتـرْميـــنَ الشـــيــوخَ بلا تـوانٍ****وترمين الصّغارَ على التوالي
يقــودُكِ حــاقــدٌ وغـــدٌ قــمـــيءٌ****يُسـاعِــدُهُ مُســـوخٌ كالخيـــالِ
وظـنــوا أنَّ إدلـــب سَــاحُ لهـــوٍ****وظنُّــهــم اتـــاهـمْ بالــوبـــالِ
فإدلبُ مَـــــهـــدُ أبطـــالٍ كـــرامٍ****وإدْلِــبُ منبتُ الصِّيْد العوالي
وإدلب ذات يــوم قـــد أقضـتْ****مضاجع من تمادوا في الضلال
رمـــاها ربّهــا فهــــوت بأرضٍ****يسود بهـا صنــــاديد الرّجــالِ
وصــار بُغـــاثُهــا صيــــدًا ثمينًا****لـِعُقــبــان الديـــار بـلا جـدالِ
وراح كبــيرهم يبـــــكي ويهـذي****ويلعــنُ من دعــاه إلى القـتالِ
ويلعن مـــــن له أغرى وأشـــقى****وزين فعـــله بيــــن الفِعـــالِ
فذاق وبــــــال ما اقترفـــــتْ يداه****وصار مُجَنْــدلًا تحت النّعالِ
ألا يــا أيّــــها الطاغـــوت أبشـــرْ****فمـــلكك لا محال إلى زوالِ
وعرشك سوف يسقــط عن قريبٍ****وهذا حكــمُ ربي ذي الجلالِ
تُجــلّيــه الخــــــوارق من عبــادٍ****ذوي صدق وعزم في النزالِ
وأنتـم أيــــهــــا الأبطالُ صبـــرًا****فإنّ الصبر من سيمـا الكمـالِ
يُريـــــــكم ربُّكم لُطْفـــًا وعــــونًا****وينصـــركم لآمـــادٍ طـــوالِ


الأحد، 22 مارس 2015

حرموك يا أمي....

حرموك يا أمي الحياةَ جـــواري****حرموكِ أن تقـــفي على آثــــاري
حرموكِ ذكْري في المجالسِ كلها****حرموكِ من كتبي ومن أشعـاري
حرمـــوكِ أن تَصِلي إليَّ بمركبٍ****حرموكِ حَــزْمَ حقيــبة الأسفـــار
حرموكِ أن تهـــــدي إليّ تحيّـــةً****أو وردةً مِـــن ياسميـــن الـــــدار
حرموكِ أن تحظى يـــــداك بقبلةٍ****شفَتَايَ تطبعُـــهـــا بكــل وقَـــــارِ
حــرموكِ أن تبكي علي وتشتـكي****مـرّ الفـراق، وحرقـــةَ التذكـــارِ
حرموكِ أن تُبدي عواطفَـك التـي****كانـــتْ تمــورُ كجذوة من نــــار
حرموكِ من أن تسمعي صوتي إذا****رتـــلتُ آي الواحـــدِ الغفــــــار
حرموكِ من أن تـــذكريني جهـرة****والويلُ إنْ لم تَفضحي أسـراري
حرمــوكِ أن تقفي وتـــــدْعي مرةً****في الليــــلِ أو في هَدأة الأسحارِ
ربـــّاه إنـــــي قد ملــلتُ فــراقــــهُ****فأعِــد حبيبـي كي يظل جواري
ومرضتِ يا أُمّي وصرت طريحةً****فـوق الفـــراش كليـــلةَ الأبصار
حــرموا يمينيَ أن تــــكونَ وسـادةً****لك في المنام، وســاعِدًا بنهـــار
ومُنــاكِ أن أبقى بجنـبكِ ســاهـــرًا****تتحسســـين لمعْـطَــفي وإزاري
فمُنِعــتُ من ســفـري إليك لأنّـــني****في عُـرفهم من زُمْـرة الأشـرارِ
قـالوا بــــأنــّـي مُجـــرم ولّى ولَــمْ****يـرْجعْ، وصار كسائر الفــــرارِ
شـــــرَطوا عليَّ بأن أتـــوب إليهمُ****وأقـــرّ أنــــي ناصـــر الفُجـــار
شرطـوا بأن أرجوهمُ كي يسمحوا****لي أن أعـــود لديــرتي ودياري
لما استشرتُكِ قلتِ لا .. بل ألفُ لا****أنا لا أريْــدكَ لابِســـًا للعــــــار
إني عهــدتك يا بُـــنَـي مـــلازمـــًا****للـحقِّ لا تخْـشى من الإعْصــارِ
عمُـرًا قضيتُ وأنْتَ عـــنّي مُبْــعَدٌ****فصبرتُ،لم أعبأ بذا الصرصار
ترتـاحُ نفسي إن قضيتُ وأنتَ لـمْ****تــــركعْ أمـــامَ الظـــالمِ الغـــدَّار
دعْني بُنيّ فـــــإنَّ ظني أنـــــــني****سأكـونُ عـــند الواحــــد القهـــارِ
ألْقــاك يا ولـــــدي هنــــاك بظله****أنعِــمْ بـــــهِ من مَأمـــنٍ وجـــوارِ

السبت 1/جمادى الثانية/1436 الموافق 21/آذار/2015

الجمعة، 20 مارس 2015

سموم الحاقدين.....على سرمين.

سرمين صبرًا فالحياة مريرة...
بين الحُقولِ وفوق عشبٍ أخضرِ****قد نمْتِ في حضنِ الربيعِ المُزْهِرِ
ألفاكِ عاشقةَ الورودِ وريحِــــــها****فرمى عليك المسكَ بعــــد العنبـرِ
قد جاء يلتمــــسُ الرضا مُتلطـــفًا****ويخاف صـدّا منكِ بعـــدَ تذمُّـــرِ
ناداكِ يا سرمـينُ هيــــا أقبــِــــلي**** وتمددي فــوق البسـاطِ الأخضرِ
لك قد فرشتُ الأرض من ياقوتها****متضمخــًا بأريج غصن الإذخِــرِ
ورجــاكِ في أن تمنـــحيــه قُبـــلةً****وبها يتيــه على الشتــاء المــدْبرِ
سرمين يا محبوبة الـــزيتــونِ لا****تترددي، في عُشــقِهِ بل أكثـــري
حبــّـاته، هي لــــؤلؤ، منضــودة****مبــــــروكـةٌ، فتـأمَّـلي وتخـــيّري
يا بنْــــــتَ إدلبَ والشآمِ عــــراقةً****كنتِ العـــرينَ لخــــالدٍ أو جعْـفرِ
إياك أنْ تنــــــسي بأنَّ الحــاقـد يـ****ــن، تــــأهّبـُـوا لك فـــاحْــــذري
لــمّــا رأوكِ عَصــيّــةً وأبــيّــــــةً****تــأبَــيـْــنَ ذلًا للعقُـــور الأبْــــتَرِ
ورأوك حامِــــــلةً لِــواءَ مُحَمَّـــــدٍ****حـقًـا وصـــدْقــًا، لم يكنْ بمُزوّرِ
سطّـرتِ فيــه جمالَ ما قد قيل في****هذي الدّنـى، أنعم بــه بمُســـطّرِ
وحَــمَـــلتِ للصدّيق رايتَــــه التي****مع راية الفـاروق ضد السّامري
عــربيّةَ الأنفـــاسِ كنْـــــتِ نقيــــةً****مضريّةً، ومن الغفـــار وشُمّـــرِ
وســـطـيّةً في النهْـــج لم تتطرفـي****تمشين دومًا في السبــيل الأيسرِ
إيـــاك أنْ تســتـــــسلمي لحُـثــالــةٍ****جاءتك بالسمّ الزعـافِ الأخطـرِ
فاستهدفوك وحقـــــدُهم لا ينتهي****من عهد هولاكو الغَشوم المفتري
ورموا عليـك قنــــــابلًا مسمومــةً****طعنــوا بَنِيْكِ بحَربةٍ وبخنجــــرِ
قــد أرْسلوا غـاز الكُـلــور مكثفًا****فأتى بريـحٍ منْ سَــمُومٍ صرْصَــرِ
كم بُرعُمٍ من زهْر روضك قد غدا****كالعَصْفِ من سُمِّ الحَقُودِ الْبَرْبَري
كم طـفــلةٍ في حُجْــر والدةٍ لهـــا****ماتتْ،وكم طفلٍ قضى في المَحْجَر
كم مِنْ عروسٍ حـان يومُ زفافهـا****زُفَّـتْ لـباريـهـا بقـصـفِ العسكَـر
كم مِنْ عجوزٍ قدْ تقــوس ظهــره****أضحى برمــسٍ في فــنــاء مقفـرِ
كمْ خــالدِ، كم فـارسٍ، كم طارقٍ****كم فاطمٍ، كم عائشٍ، كـــم منـــذر
كم من مبانٍ هُـــدّمت في لحظـةٍ****كم منْ مزارعَ أُحْـرِقَتْ، كمْ متجَرِ
تـــــلك المآسي أصبحتْ مألــوفةً****في عُـــرف تُجّــارٍ تبيعُ وتشتري
أسمـــاؤهُــــم بـــرّاقَـة بمحــــافلٍ****وظـــلامها، ما شكّ فيهـــا مُـمْـترِ
في كل يوم صفقــة قامـت عـلى****أشــلاءِ شــعــب قد سعى لتحـــررِ
لا لم تُحــرّكْهــمْ دمـــاء أهـــرقتْ****في الشام تجري مثل دفق الأنْهرِ
كـلّا ولـمْ يهـــــتـــزُّ جفـنٌ منهـــمُ****لكـــوارثٍ تفْـــري نياط الأبهـــرِ
أبــدًا ولم تـكُ نخـــوةٌ بــرؤوسهـم****تـــدعـــوهُــــمُ لتـــفــكُّرٍ وتـــدَبُّرِ
سرمينُ، صبـــرًا، فالحياة مريرة****فتــــأهَّبي، وتجــلّدي، وتصـبّري
بالصبرِ يا أخْتــاه غيظُ عـــدوِّنـــا****وبـــه نحققُ نصـرَنا في الآخِــر!
واللـهُ ينجز وعـــــــده لِمُصــابــرٍ****فبـــهِ ثِقي يا أختـَنا واسْتَنْصري










الأربعاء، 18 مارس 2015

فيم الجفاء وفيم الهجر يا ولدي؟!

الأبوة حالة لا يعرفها إلا مَنْ منّ الله عليه بحقيقتها... وتدخل فيها الأمومة أيضًا.. لها قطبان، الأب والابن... وحين ينتاب أحدَهما شيءٌ ما، يظهر أثره، حالًا، على هذين القطبين.. ولاسيما الأب.. وكثيرًا ما رأيت في الآباء من يشكو ويعاني من تباريحها وآلامها... وليس بالضرورة أن يكون العقوق سببًا في ذلك... فالحياة تعقدت أمورها، وتشابكت متطلباتها، مما أدى إلى السفر أو البعد... أو إلى الانشغال القسري بما يحول بين هذين القطبين بوجه من وجوه التنائي والهجر... مما يُؤدي إلى عدم وفاء هذه الأبوة حقها... لكن معاناة البعد والجفوة تبقى كما هي، ويبقى ألمها وعذابها، أيًا كانت أسبابها...
فيم الجفاءُ وفيـــــم الهــجْرُ يا ولدي؟
فيمَ الجفاءُ وفيـــــمَ الهــجْرُ يا ولدي****يكفيْكَ بعــدًا فقـــدْ فتتَ لي كبـِـدي
إنّ البعيــد ولو دُنيــاه قــــد بُسـطتْ****يحـــسُّ في أنَّــه فقــيرُ ذات يـــــدِ
من كان يجفو أباه فهــو فــي نــــدَمٍ****يبـكي كثـيرًا عـلى مــا كانَ للأبـدِ
اسمع بُـنـيّ فــــإني لا أطيق جــوًى****فَـــلا تُجــافِ ولا تَـــكنْ بمبتعِـــدِ
لهفي عليك إذا ما غبـتَ عن نظري****يـومًا فأسعَــى لأن ألقـاك يا ولدي
لكــنّ مسعاي كم بالصـــدّ تُحبـــطه****ما كنتَ تشعرُ كم ألــقى من الكبـَدِ
لو مـــرّ يــومٌ ولمْ أبْصرْك فيه بــدا****دهـرًا طويلًا من الأحزانِ في كمدِ
عيـــني عليكَ وتستجْديْــكَ في صلة****يا بؤسَ نفسي إذا بالوصلِ لم تَجُدِ
صبّرتُ نفْـــسي على هجْـرٍ أكابدُه****كيلا أُرى جَزِعًا، قدْ فُتّ في عَضُدي
لكنْ دمُوعي جرتْ كالسيل مُنهمرا****في النَـاس فاضحةً، لا حيلة بيــدي
بكيتُ ثمَّ بكيتُ فاشتــــكَتْ مُقَـلي****في حــزنِها، أسفًا، من شــــدة الرّمـدِ
لم أبْكِ من فاقة،لم أبْكِ منْ مرض****لم أشـكُ من عِــلّةٍ قد أوهنتْ جسدي
فالروح باكيـــــةٌ والنّفسُ شاكيــة****مِنْ فقدِ مَنْ عشقت،تشكو إلى الصّمدِ
واذكُرْ سنينَ مضتْ بالأمس حافلةً****حُـبًا وعطْــفــًا وتحْــنانـــًا بــلا نفَدِ
أعطيكَ منْ راحتي،أغذوك منْ كبدي****أسقيكَ من خافقي، كأسًا مع المددِ
أحْميكَ في أضْلعــي من كل نـــازلة****أرقيكَ من مرَضٍ إنْ حـلّ أو حَسدِ
أراكَ لــي أملًا يومـــًا أشيــــخ بــه****تقيلُ لي عثرتـي، تكــون مُستـــنَدي
ومُؤنسٍا وحشتي، ومُنهـيًا سأَمي****وآخـــذا بيـدي لطــاعَـــــــة الأحَــــدِ
تُصــغي إليّ إذا حدّثتُ مُنْـــشرحًا****إصْغـــاءَ منْـتـبهٍ، ولســـتَ في شرَدِ
سعــادتي نظرةٌ في اليوم مُشـرقـة****فَجُـدْ عليّ بها تُـبْصــــرْني في رغدِ
عـدْ يا بُنــيّ إليّ إنـــــــني دنـِــفٌ**** عشْ يا بُنــيّ معي بالروح والجسدِ
عُـدْ يـــا بُنــي إليّ، إنّ لي أجـــلًا****لسوف يُدركني، لو كنْـتُ في الزّرَد
عُدْ يا بُني إليّ اليومَ قبــــل غـــــدِ****فقــد تراني رحــلتُ في صباحِ غـدِ
والدُك المحب...

الأربعاء في 27/5/1436 الموافق 18/آذار/2015

الثلاثاء، 17 مارس 2015

الذكرى الرابعة للثورة السورية(2)

يـــــومًا بــيــومٍ تكبـريـــن
يـــــومًا بــيــومٍ تكبـريـــن****وبعُنْـــفــوانٍ تشمَـخِـــيْــنْ
في الشــام ثُرْتِ على الفسا****دِ بقـــــوة تتـــقـــــدمـيـنْ
هـلّــــتْ بشائِــــــرُكِ السّنيّـــــــةُ في الجنــوبِ تُزغْرِدينْ
فـــــــي أرضِ حــورانَ الأبيّــــةِ بالنّفــيـــس تُجــاهــدينْ
وبســـاحةِ الأُمَـــويِّ كُــنْـتِ لِـمَـنْ بَــــنــاه تُبــــاركــيـــنْ
وهــززْتِ في وجْــــه الطّغا****ة عصا الهُداة الراشدينْ
ومضيْــتِ في أرْضِ الشــــآ****مِ بكلِّ عَــــزمٍ تهتفـيــنْ
يا نــائــــمـون استَــيــقِـــظوا****فالمَـجْـدُ للْمُسْـتيْـقِظيــنْ
وتَــحــرّروا مِـــنْ خــوفِـــكمْ****ولّى زمـانُ الْخائـفِــيـنْ
للــــــــــــــــهِ دَرُّكِ ثــــــورةً****كمْ للمنافِــق تكْــرهيـنْ
تنْـفــــيــــنَ خُـبْــــثَــكِ دائمــًا****حتّى ولو مِنْ بعْدِ حينْ
حسبوكِ مِثـــلَ بقــــــيّــةِ "الثَّـوراتِ" في نـكْـثِ اليميــنْ!
حسبــــوا بـــأنَّــــكِ سِــــلْعَـــةٌ****يأتونَ ساحَكِ مُشترينْ
ظـــــنّـُــوا بــأنّــــكِ لُــعْـــبـــةٌ****في كلِّ نــاحٍ تُـقْـذَفيـنْ
أغــراهُــــمُ خُـــلْــفٌ بــــــدا****عَرَضًا لبعض الثائرينْ
ســـــالَ اللـعـــابُ لَـديْــــــهــمُ****فتسابقُــوا في الآكليـنْ
وجَــدُوا مــذاقَــــــكِ عَــلْقــمًا****رجعــوا بـذلّ جائعيــنْ
فَــتــآمــَــــروا وتَـــشــــاوروا****وتســابقُوا متنــافسيـنْ
نَـــبْــتًا غــريــــبـــًا ســوّقُــــو****ه إليْـكِ في مكرٍ لعِـينْ
جعـــلوه يلْــبَـسُ مِـــن ثـــيـــا****بِكِ ما يغشُّ المُبْتـديـنْ
ويَــــكون مظْـــهــره كَـــمـــا****يحْــلو لكل العاشقــيـن
لــكِـــــنَّ أفْــــــعَـــالًا لَـــــــــهُ****ينْدى لها غـرُّ الْجبيـنْ
لـمْ تــأْتِ فـي شــرْعٍ حنيـــــــــــــــفٍ أو كتـابٍ مُستبيــنْ
هــو لَـمْ يُــقِـــــمْ فــــي فِــعْــلِهِ****وزنًـا لِعُـرْفٍ أو لِديْن
وأرادَ نـَـــــيْــــــلَ أَذِيَّـــــــــةٍ****من مخلصين مجاهدينْ
فصـــدَدتِـــه ومنـــعْـــــتِـــــهِ****في ظــلّ هــديٍ للأمين
إنّ التَّــوسُّــــطَ فــي الــتَّـــدَيُّــــنِ نهْـــجُ خيْـــر المرسلين
عــلّمْــــــــتِــه أنّ الـتّــــراحُــــمَ كان بيْــــن المــؤمنــيـن
لا ســــــوءَ ظــــنٍ بينـــهـــم****بل بينهم عـــهـدٌ متيــن
لـلـــــــــــهِ درُّكِ ثــــــــورةً****قامت على خُلُقٍ رصينْ
لمْ يـيْـأس الأعـــداءُ ممّــــــــا قد نجَحتِ بــدحـضِ مَـــيْن
عمــدوا إلى شـــقّ الصّــــفــوفِ لدى الفصائلِ أجمعيــنْ
لم تتـــركيــــهم يفرحــــــــو****ن بمـا أعـــدوا واهمين
سارعتِ في رأب الصـــدوع وكنْــتِ خيرَ المُصلحِـيــــن
يا ثـــورةً غـــــــــراء قـــــد****ولدتْ عـلى عُقـمٍ مكـين
ما دار في خـــــــلَدِ امْــــرئٍ****أنْ تولدي في الظالمينْ
أو أن تـــــشـــقّي الدّربَ في****ثـــقةٍ على شوكٍ وطينْ
فعَـــليْـــكِ مـــــــرَّت أربـــعٌ****كُنّ العِجافَ منَ السّنين
فاجتزتِـــــها بالصبـرِ حـــــتـّــى فُـقْـــــتِ صبرَ الصابرين
ولســـــــــانُ حـــالـكِ قائـــلٌ****بمضــاء عــزم أو يقين
سأسيــرُ حـــــتى لَــو قضيـــــــــتُ الأربعينَ من السنـين
وبإذن ربي سـوف أمــــــــــضي كي أرى النصر المبينْ


الأحد، 15 مارس 2015

الذكرى الرابعة لولادة ثورة الحرية......

حملُها خمْسون عامًا كاملة...
في عناء وعذابٍ ومرارةْ
في قذارةْ
في حياة ناصبةْ
ووجوه شاحبةْ
وأراضٍ قاحلة!!
كل هذا كان سهلًا...
في سبيل "العائلة"
والد أو ما ولد...
أفسدا كلّ البلد...
قد تسمّوا بالأسد
لا حسدْ
ليس فيهم من أسدْ
******
رحمُ الشعب الأبي الحر كانت واعيةْ
للنفوس الواهية
ولطفلٍ صاح: أمي ....فغدا في الهاويةْ
للمآسي والجروح النازفة...
للقلوب الواجفة
للثكالى والأيامى واليتامى حاضنةْ
للأنَاسيِّ التي صارت طيورًا داجنةْ...
ودِما الأحرار فيها ساخنة...
حملها خمسون عامًا مجدبة!!!
وفتاة الشام كانت مُتعبة!!
نزعوا عنها ثياب العفّةِ
ورمَوها بالخنا والسوأةِ
راودوها...ساوموها...
في لظاهم أوقعوها
غيلةً قد قتلوها..
وليالي الشام كانت صاخبة...
ولمن يومًا رآها مرعبة!!
في سفاح عاهــرِ
في انبطاح سافــرِ
في بيوت الناس كانت مَسْغبة!!
******
رحمُ الشعب الأبي الحر كانت صابرة..
لم تُحرّك ساكنا
لم تُحرّض مؤمنا
في انتظارٍ وترقّبْ
وطموح وتوثُّب..
أحْسنتْ بالله ظنّا...
سألتْ إياه عونا...
بعيون ساهرةْ...
وعقولٍ باهــرةْ
شحذتْ كل الهممْ
أيقظتْ كل الرممْ...
وأنارتْ في الظّلَم!!
فغدتْ في كل نفس حاضرةْ
كلُّ نفس في شآمي ثائرة
******
رحمُ الشعب الأبي الحر صارتْ ثائرة
والمخاضُ المُنتظرْ....
جاء في لمح البصرْ...
وأتى المولود – يخطو- مُدهشًا كلّ البشر..
هاتفًا : الله أكبر...
إنني حــرٌ أبيٌ....لستُ عبدًا للغجرْ!!
ثائرًا في وجه شرِ مُستطَرْ!!
طاردًا خوفًا قديمًا
 في نفوس مستقرْ
أيها المولودُ قل لي...
ما اسمُك المحفور في كل القلوب الخافقةْ..
والجباه المشرقةْ
أنتَ لُغــزٌ... فيك ذو لبٍ تحيّر
قل وأفصحْ ...ما الخبر؟
كل شيءٍ في بلادي قد تغير....
كل عقل قد تحرر..
كل بركان تفجر...
في بلادي ثورة الأحرار تكبر...
في بلادي آلة الدجَال تُدحرْ
إن سألت الشيخ عن عمر له..
قال عمري أربعٌ....
ليس أكثرْ
فتدبّرْ.





الجمعة، 13 مارس 2015

قم يا عراق وودع سيد الدار

في رثاء الشيخ حارث الضاري
لقي وجه ربه، الشيخ حارث الضاري، رئيس هيأة علماء المسلمين في العراق، أمس الخميس الواحد والعشرين من شهر جُمادى الأولى لعام ست وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة الموافق للثالث عشر من آذار لعام خمسة عشر بعد الألفين في التقويم المتعارف عليه بالميلادي، قضى مهاجرًا، وهو في جهاد للظلم ومقاومة المحتل، وبعد معاناة من مرض ابتلاه الله به...رحمه الله تعالى وأسكنه عالي جناته، وعوّض الأمة خيرًا...
قُم يا عِراقُ وودّع سيّد الدّارِ
قــــــمْ يا عــــراقُ وودِّعْ سيـــــدَ الدارِ****مهـاجرًا غاب عنـَّا، حــارثُ الضاري
نجْــمٌ تَـــوارى عَــــن الأنظار كان لـهُ****سبــق وتضحيــةٌ فـي درء أخطــــــارِ
زدْ في بكائك، واسكب من دموعِ أسًى****إنّ السّمـــاء لَتــــنعى الكوكب الساري
ما كنتَ، وحدك، في حُــزنٍ وفي كمدٍ****فالمسلمُــون عليـــــهِ دمعُــــهــمْ جـــارِ
لم تبـــق عــيــنٌ لهـــا نــور وتبْصِرَةٌ****إلا وقــــــدْ ذرفَتْ دمْـــــعًا كأنـــــهـــارِ
والأرضُ هامِـــدة، والنّـاس واجـــمــةٌ****فـــي كلّ ناحيــةٍ مِنْــهَــــا وأمْــصـــار
حُــزنًا على أسَدٍ قد كان حــــارسَهـــا****مَن جـــــاءها غـــازيًا يَصْليـه بالنـــــارِ
فحَـــارثٌ لم يكنْ بالـــجــود مُقْتَصرًا**** على العـــراق ولا فـي حــاجةِ الجـــار
فمزْنُـــــــهُ غمرتْ كل الدّيـــــارِ ولمْ****يمنعْهــا عـــــن أحـــدٍ في الأرض سيارِ
وفي الحـــديثِ له عــلمٌ ومَفخْــــــرة****منـــــــه الأنـــامُ جنَوا من طيبِ أثْمــــار
وحين أمُّ الشـــرور أقــــبلتْ بطـــــرًا****يـقــودُها، سفهًا، ربــــيــبُ فُــجّــــــــارِ
إذْ راح مُستكبـــرًا في الأرض يُفسدُهـا****وسارقًا فـــلسـَـهـا من بعــــــدِ دينـــارِ
مُــروّعًا أهْلهَا، وغاصبًــا عرضَهــــا****وســافِــكًا دمَــــهَــــــا، تـــبّـــًا لغــــدّارِ
ومُفْــسدًا عِنَـبًا، في الأرضِ يقْطـــفـُـه****لصٌّ ويمْـــضي بــه لســــوقِ خمّـــــار
نــــاوأتـَـــــهُ بيـــدٍ لمصحف حمــــلت****وأختُهــا زُيّـــنَتْ بسيــفـِــكَ الْـعــــاري
وقفتَ، يَــا حارثـــًا، كالطــود تُنـــذرُه****ارحْـــــل، فليس هنـــا مكانُ أشـــــرارِ
وقفــتَ، كالطّودِ، في بغدادَ تَــنــدبهـــا****لا تقْـــبـــلوا، أبــدًا، بالذلّ والعَــــــــارِ
والناسُ من حـــولك التَفُّــوا تضمُّهــمُ ****في هـَـــيـــأةٍ قــررت دفْــعًا لأشــــرارِ
فقُــدْتَها حــاملًا رايـــــــاتِ مَنْ سَبقوا****فـــي الـــذّود عنْ أمّــــةٍ نــاءت بأوزارِ
بالعــلمِ حصّــنتَها، بالحـــلمِ زيَّــنتَـــها****بالنّــورِ سِرْتَ بهــــا في هَـــدْي غفــارِ
يا هَيــــأةً قـــد قضى رُبــانُها ومضى****للــه شــوقًا لـــهُ، من بـــعـــدِ إبحـــــارِ
أبا المُـــثنّى مضى للـــــهِ فــي قــــــدَرٍ****ومَـــنْ سيخــلفُــــه يَـــــأتي بأقـــــدارِ
أبا المثـــنّـــى لقـد شققــــتَ دربًا لـنـــا****نمْضــي بِــــه قُــدُمــًا بكــلّ إصــــرارِ
فــــــــاللــهَ نســـأله عــفْـــوًا ومغـــفرةً****لعـــبـــده حـــارثٍ في ظل أشــــــجار
في جـــنـــةٍ أُزْلِـــفتْ حَصْبـــاؤها لؤلؤٌ****ومـــاؤهــا ســائـــغٌ وخـــيــرُها جَــارِ
الجمعة في 21/جمادى الأولى/1436 الموافق 13/آذار/2015