السبت، 30 نوفمبر 2019

الثلاث المُهلكات


هي مُهــلكاتٌ لا تَــــكنْ مُــرْتــابا===لم يَستَتِرْنَ ولم يضَعْـنَ حجـابا
كالشَّمس في وضح النهــارِ تجليّا===لا غيمَ يحجبُ ضوءها وسحابا
لو أنه جُمِع العناد إلى الحمـــــــا===قة والغبـا لرأى الأنــام عـجـابا
أصحـابها أدوات هــدم حــضارة===ظلت تشــع ضياءها أحــْقــابــا
بالقبح منظـــرهم يُثــيــرُ تَقَــزّزا===لكـــــنْ لأعينهـــــــم بدا خــلابا
سهلٌ على الأعداء مسك زمامهم===يـــدعــونهــم فيُسَلِّمُـون رقــابـا
فشـــــلٌ ذريـــع وانتكـــاس بيّــنٌ===هُــم إمّعاتٌ، أصبحـــوا أذنــابـا
أمُّ المصائـــــبِ كبْــرُهم بجهــالة===ظــنـوا بأنّـهــم عــلوا أنســـــابا
جعلوا الورى في حيرة من أمرهم===في كلّ حــــالٍ جَيـــئــة وذهابـا
من شُـؤمهم تبـدو الديــار كئيبـــةً===تـغـــدو هشيــما والعمـار خرابا
وترى هــوَامَ الأرض تعلو أسدَها===وترى خفافيش الدّجـى أســرابا
وترى الصقور تئـن من أحــزانها===وترى بآفـــــاق السماء ذبــــابا
وترى المنـابر قد عـــلاها جاهلٌ===فـي مــدح دجـــالٍ يجيد خـطـابا
وترى الشــآم يعــيث فيــها حاقـد===والحـرُّ في جوف الثرى قد غابا
والثورة الكبرى تصير على شفا===جـــــرف ويغدو خيرُهــا أسـلابا
هـــذي الثلاثة لم تكن يوما سوى===داء طــمـا، للشـرّ تفـتــح بــابــا
بل إنه الثــــالوثُ شـــرّ هـــديّـــةٍ===تُـهْدى لـــقـومٍ سعيهـم قد خــابا
يا أيّهـــا الأحـرار هل من فارس===يتــلو ويتبــع مصحَـفــًا وكتـــابًا
لا يأبــهنّ بمشــــرقٍ أو مـغــربٍ===أصحــابُــه يخْـــتَـــارهم أنْجــابا
يا أيّهـا الأحـرار هل من صحْـوة===تُنهي التفـــرّق، تجمـع الأحبــابا
ونرى الشعوب استيقظت من كبوة===تهــفُــو لمن بالرأي كان صـوابا
تُقصي الذي بخداعه قـــد غــرّها===وتعيـد للحـــرّ الشريف نصـــابا
تُقصي الذيـــن تســلّــلوا في غفلةٍ===من عينها، وتسوروا الـمحــرابا
ما كان قصدُهــمُ احــتكــامًا إنّمــا===بعـــــد التســوّر كسّروا الأبوابا
بابَ الشهـــامة والكرامة والـــوفا===لم يتــــــركوا لبــلوغها أسبـــابا
تُقصي الذيــــن يُتــاجرون بأمّــةٍ===كم ألحقــوا بأميــــنـــها الأتعــابا
تُقصي الثلاثَ المهلكاتِ بسرعـة===وتســومُهنّ مِنَ الهـــوان عـــذابا
الجمعة 2/ربيع الثاني/1441 و 29/تشرين الثاني/2019