هي
مُهــلكاتٌ لا تَــــكنْ مُــرْتــابا===لم يَستَتِرْنَ ولم يضَعْـنَ حجـابا
كالشَّمس في وضح النهــارِ تجليّا===لا غيمَ يحجبُ ضوءها وسحابا
كالشَّمس في وضح النهــارِ تجليّا===لا غيمَ يحجبُ ضوءها وسحابا
لو
أنه جُمِع العناد إلى الحمـــــــا===قة والغبـا لرأى الأنــام عـجـابا
أصحـابها
أدوات هــدم حــضارة===ظلت تشــع ضياءها أحــْقــابــا
بالقبح
منظـــرهم يُثــيــرُ تَقَــزّزا===لكـــــنْ لأعينهـــــــم بدا خــلابا
سهلٌ
على الأعداء مسك زمامهم===يـــدعــونهــم فيُسَلِّمُـون رقــابـا
فشـــــلٌ
ذريـــع وانتكـــاس بيّــنٌ===هُــم إمّعاتٌ، أصبحـــوا أذنــابـا
أمُّ
المصائـــــبِ كبْــرُهم بجهــالة===ظــنـوا بأنّـهــم عــلوا أنســـــابا
جعلوا
الورى
في حيرة من أمرهم===في كلّ حــــالٍ جَيـــئــة وذهابـا
من
شُـؤمهم تبـدو الديــار كئيبـــةً===تـغـــدو هشيــما والعمـار خرابا
وترى
هــوَامَ الأرض تعلو أسدَها===وترى خفافيش الدّجـى أســرابا
وترى
الصقور تئـن من أحــزانها===وترى بآفـــــاق السماء ذبــــابا
وترى
المنـابر قد عـــلاها جاهلٌ===فـي مــدح دجـــالٍ يجيد خـطـابا
وترى
الشــآم يعــيث فيــها حاقـد===والحـرُّ في جوف الثرى قد غابا
والثورة
الكبرى تصير على شفا===جـــــرف ويغدو خيرُهــا أسـلابا
هـــذي
الثلاثة لم تكن يوما سوى===داء طــمـا، للشـرّ تفـتــح بــابــا
بل
إنه الثــــالوثُ شـــرّ هـــديّـــةٍ===تُـهْدى لـــقـومٍ سعيهـم قد خــابا
يا
أيّهـــا الأحـرار هل من فارس===يتــلو ويتبــع مصحَـفــًا وكتـــابًا
لا
يأبــهنّ بمشــــرقٍ أو مـغــربٍ===أصحــابُــه يخْـــتَـــارهم أنْجــابا
يا
أيّهـا الأحـرار هل من صحْـوة===تُنهي التفـــرّق، تجمـع الأحبــابا
ونرى
الشعوب
استيقظت من كبوة===تهــفُــو لمن بالرأي كان صـوابا
تُقصي
الذي بخداعه قـــد غــرّها===وتعيـد للحـــرّ الشريف نصـــابا
تُقصي
الذيـــن تســلّــلوا في غفلةٍ===من عينها، وتسوروا الـمحــرابا
ما
كان قصدُهــمُ احــتكــامًا إنّمــا===بعـــــد التســوّر كسّروا الأبوابا
بابَ
الشهـــامة والكرامة والـــوفا===لم يتــــــركوا لبــلوغها أسبـــابا
تُقصي
الذيــــن يُتــاجرون بأمّــةٍ===كم ألحقــوا بأميــــنـــها الأتعــابا
تُقصي
الثلاثَ المهلكاتِ بسرعـة===وتســومُهنّ مِنَ الهـــوان عـــذابا
الجمعة
2/ربيع الثاني/1441 و 29/تشرين الثاني/2019