السبت، 15 سبتمبر 2018

ألا يا إدلب الأحرار تيهي...


اللهمّ من أراد بإدلبَ وأهلِها ومُرابطيها خيرًا فوفقْه لكل خير، وبارك له في نفسِه وأقوالِه وأفعاله وجميع أحواله.... ومن أراد بها سوءًا فأنتَ وكيلُ المظلومين.. فاخترْ لهم ما يشفي الصدور، ويدخل إليها الفرح والسرور...
صليت الجمعة في جامع الفاتح في إسطنبول وبعد الصلاة رأيت جمهرة كبيرة لشباب أتراك وسوريين رفعوا أعلام الثورة وانبرى منهم خطباء معظمهم من الأتراك أفصحوا عن نصرتهم للثورة وخصوا إدلب بكلمات راقية يعبرون فيها عن نصرتهم لها والوقوف إلى جانبها...كان لذلك أثر طيب في نفسي...فقلت هذه القصيدة:
لإدلـــبَ أم لأنقــــرةَ انتسـابُ***هنا وهنــــاك آسـادٌ غِـضابُ
هنا وهنـــــاك أجنــــادٌ تربوا***على حبِّ المنايا واستطابُــوا
ولمْ يكُ ذاك في أمر مــــريجٍ***ولكن للنــداء قد استـــجابـوا
لقد سمعوا استغاثةَ ذاتِ خـدْرٍ***تنادي أنْ هلُمّــوا يـا شبـابُ
ألا هُبـُّـوا لِنجدتــِـــــنــا فــإنـّـا***غزتْنا في منــازلِنا الذئــابُ
غــزتْنا في ليــــــالٍ عمّ فـــيها***ظلامٌ دامسٌ فيه اضطرابُ
ولم يُـــرَ فــي سمــاها أيُّ نجمٍ***وكان لبــدرنـا فيها غيــابُ
وكان دلــيلَها عــرّابُ شــــــؤم***وخفــاشٌ يَـؤُزُّ بــه غـرابُ
يَؤزُّهــمُ التعَـــطّـشُ نحـو ثـأرٍ***وثأرُهم لما زعموا ســرابُ
عيونهٌـــمُ رمَـتْ بسهــام حــقدٍ***فكان لها بخافقــنا انصبـابُ
وفي أجسادنا غـرزوا حــــرابًا***فضجّتْ منهمُ تلك الحرابُ
وفي ساحــــاتنا عاثـوا فســـادًا***وحلّ بما بنيْـنــاه الخــرابُ
وفي أعراضنا خاضوا ومادوا***وللحُرُمات هتكٌ واغتصابُ
وما أبقــــوا لنــا ستـرًا يَقيْنــا***ومُزّق عنْ حرائرِنا الحجابُ
وأبصارُ البَــريّــة عــن أذانـا***لقــد عَمِيَـتْ وغشَّاها ضبابُ
وآذانُ الورى صُمّـــتْ ولكن***تُجيْدُ السمعَ إنْ طـنَّ الذّبــابُ
وممَّا زادَنا خـــــوفًا ويــأسًا***وإحبــاطًا وحلَّ بنــا اكتئـــابُ
نقيقُ ضفادعٍ تبغي ارتحــالًا***إلى أرضٍ طمى فيها اليــبَابُ
تهافُتُ من حسبناهمْ رجــالًا***عــلى جِيفٍ تدغدغـُها الكلابُ
وجريُهمُ إلى أوكار ضــبٍّ***تكاثــر في زواياها الضِّبــــابُ
وزيغٌ عند بعض الناس منّا***فكان لهُــم بثــورتِـنا ارْتيـــابُ
وبـــينـــــا نحنُ في همٍّ وغمٍ***ولا ندري بما يقــضي الكتابُ
رأينــا من بعـيدٍ ومض نورٍ***من الأناضـولِ شع له اقترابُ
وخيّم فــوق إدلبَ في حنــانٍ***ونادى أنْ دنـوتُ فلا تهابُــوا
برفـــقٍ قــــد تدلّى في أنـــاةٍ***وحيّــا مَــن لِربهـــمُ أنــــابوا
وحـلق مثْـــل نــسر في تَحَــدٍ***لمن جاؤوا بشــرٍ ثم خــابوا
شبـــابُ الشــام عانقهُم شبابٌ***من الأتراكِ هـزّهم الخطابُ
خطاب أخُـــوةٍ ألْــقـــاه شهْـــم***كــريمٌ صادقٌ حُــرّ مُهَــابُ
خطـابٌ، فيهِ كمْ طابتْ نفـوسٌ***بــه هـانتْ أمامهمُ الصِّعابُ
خطـابٌ كان رَيْـــــحــانًا علينا***وأما من طغـى فله عـــذابُ
توجهْنا لِمُعْــــتصمٍ فــــــلبــَّــى***جحــافله أتى منها الجوابُ
ألا يا إدلـــبَ الأحـــرار تيهــي***فأبْـــطالُ الشـآم إليك آبُــوا
غــدًا ستقـرّ عينكِ في فعــالٍ***لهم، وإذا رموا وغدًا أصابوا
لِبـــاغي إدْلِــــــبٍ بالشر قالوا***بإدلبَ أيها الوغـدُ الحسـابُ
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الصورة الأولى: لمظاهرة في معرة النعمان يوم الجمعة 14 أيلول 2018
الصورة الثانية:تجمع في سلحة جامع الفاتح في إسطنبول يوم الجمعة 7/أيلول/2018