الأربعاء، 22 يونيو 2016

سمعتُ بنعيهِ فبكيتُ عِلْما

رثاء الشيخ هاشم المجذوب...رحمه الله
سمعتُ بنعـيه فبــكيتُ عِلْما===وصبــرًا كان زيّنــه وحلما
سمعت بنـعيه فسألت قلبــي===أتذكر ذلك العمـــلاق يـوما
أتــذكرُ مسجدًا تهفو إليــــه===لسنـــجقدارَ كنـــت تؤم أمّـا
يشدّك نحوه شيــخٌ جليــــلٌ===ترى في سمْـــتِه أدبًا وعلما
جميـل الوجه تحسبه كبدر===يسيْــر بنوره أعشى وأعمى
فلا يُخفـــيه غيْـم في سماء===ولا يخشى مـن الحساد لوما
تواضعـه يُحبـِّــب مَن قلاه===يُصاحبُه به من كان خصما
بعزتـــه غدا بطــلًا مُهــابًا===يُزيل الظلمَ عمـن ذاق ظلما
كتابُ الله يحفــــظه بفهـــمٍ ===ألا أنعم بمَن قد فاض فهمـا
كريمًا كان يُطرق في حياء===إذا ســـألوه مسألةً وحكمـــا
يُجيب كأنــه بحــر عظيـــمٌ===ومن وافاه يلق مزيد نعمى
سواه قد ترعرع في حمــاه===بمسجــده رمى للعلم سهمـا
كصيّادٍ رأى مرعًى خصيبًا===غدا لسهامه ساحًا ومرمى
حياء الشيخ شجّعـــه كثيـرًا===به خُدعت رُقيّة ثـــم سلمى
غدا علَمًا إليه الناس تأتي===وما راموا سوى من كان شهما
لهاشمٍ الأبي أتـــوه حُـــبًا===وما جاؤوا لمن قد رام غُنــما
وما قصدوا الذي يسعى لذكرٍ===ويلهــث طالبًا عظمًا ولحما
ولكن الدخـيل رمى بعهـــدٍ===وما حفـظ الوداد وما أتمّـــا
تعامى عن مقارفة لجــــرم===وبارك من أتى قـتـلًا وهدما
غدا المجذوب في سجن كبير===يلاقي فيه حقدًا ثم هضما
صبورًا ثابتًا كالطود يسمو===على جلاده، ويـــراه قــزما
وما لانت له يـومًا قـناة===ولا استجدى من الغدار رُحمى
وذاكَ مُـنَــعّمٌ برضًا لطاغٍ===وكان على نقائصـــه أصمـا
وأما من همُ أصحاب حـقٍ===فكان يـذمهم ويُجـــيدُ شتْــما
ألا يا شيخنا المجذوب أبشر===بيوم كان في رمضان أسمى
لقيتَ اللـــه في يَـومٍ أغـــرٍ===وقد وفّــيته صبرًا وصـوما
أظـلك ربّنا في ظل عرشٍ ===له، يا هاشمًا، وأزال غمــا