السبت، 30 يناير 2016

حق الدموع بأن تسيل دماءَ

حق الدموع بأن تسيل دماءَ...
في يوم الأربعاء 17/ربيع الثاني/1437 الموافق 27/كانون/2016 تناقلت وسائل الإعلام خبر تمكن أزلام عصابة التسلط في سورية من السيطرة على مدينة الشيخ مسكين في حوران؛ لأسباب عديدة، وأظهرت تلك الوسائل شريطًا مرئيًا ومسموعًا عن أحد أبطال الجيش الحر، وهو أبو إبراهيم الحميدي مع مجموعة من رفاقه وقد أخذ يبكي من ألمه على ما شاهد وعاين... فكتبت هذه القصيدة بهذه المناسبة:
حــق الدمــــوع بأن تسيل دمـاء****لما رأت فــي أهــلها الأرزاءَ
حق الدموع بأن تسيل كأنهــــرٍ****تبكى المروءة، تنـدب الشرفاءَ
هــذا نشيج الحر يهتف صارخًا****و"الشيخ مسكينٍ" تئـن عنـــاءَ
نادى الحميّـــةَ في ضمائر أهلها****لم يــــلق إلا دميـــةً صمّــــاءَ
ألفى الضمائر تسـتجم بقصــرها****في سُـكْرهـا مع غـادة حسناءَ
نادى الذين تسمروا بحصونــهم****حسبوا الحصـون تقيهم البلواءَ
صُـمٌ وبُـكمٌ، بـــل وعُميٌ إنهـــم****لم يسمعوا صوتًا ولا أصــداء
نادى ونادى ثم نـــادى يائســــًا****ملأ الوجــــــود تأوهــًا وبـكاءَ
يبكي عروسًا في الجنوب تأيمت****في لدغــةٍ من حـــيّة رقطـاءَ
يبكي ديارًا قد تساقط وردهـــا ****قبل الخريف فأصبحت جرداء
يبكي البطولة والشهامة والوفـا****يبكي العروبة أصبحت عجماء
يبكي الفصائل قد تفرَق جمــعها****فغدت قـواها في الشآم هبــاء!
صبــرًا أخا حوران، واعلم أنـه****ما دام ليلٌ في الدنى إن جــاءا
والعشب ينبت بعد قحط قاتلٍ****والصبح يعقب في الشروق مساء
لم ينهزم جــــند الشآم وإنمـــا****فعــلوا كما في "مؤتـــة" حكماءَ
لا "الشيخ مسكين" ولا أخواتها****يبـقـين فــــي أسر العدا تُعساءَ
ستعــود بســـمتها إليهـا يا أخي****والنـور فـــيها يطمس الظلماءَ
هي سُنةُ الرحمن في أهل التقى**** يبـــلوهم السرّاء والضــــراء
حتى إذا ألفـــــاهمُ قد أصبحوا****لجـــلاله قـــــــــد أفــردوه ولاء
وافـــــاهمُ بالنــصر يمنحه لهم****ويزيل عنهم طُغمــةً رعنــــــاءَ
*************




الأربعاء، 20 يناير 2016

معركة "رص الصفوف"

معركة (رصّ الصفوف)
رُصّــوا الصفوف ولقّـنوا الأشـــرارا****درسًا، بـــه يتسابَــقــــون فرارا
رصّوا الصفوف وأثلجوا صـدر الذي****ليـــــلًا يسائل عنْــــكمُ ونهــارا
"رَصُّ الصفوفِ" تريد رصّ صفوفكم****حتى تنــــــالوا عــــزة وفخارا
"رَصُّ الصفوف" تريــــد رؤيتكم وقد****أصبــحتـــم ضد العدا إعصارا
ألبستُـــموهـــــا التـــــــاج بين معارك****أخــرى، فأدوا حقها، مـــدرارا
أولى الحُــقــــــوق تَـــوحُّــــدٌ وتــآلف****وتكاتف، واستغـفروا استغفـارا
وتــراحُـــــمٌ في صفّــــــكم بِـــمـــودّة****تـُحْــيُــون فــــيما بـَينكم  إيثارا
في التُّـــــركمان، جبالها ووهـــادها****"رَصُّ الصفوف"نَوَتْ لها إعمارا
لبّــــتْ نـــداء الشيــــخ في محرابـــه****لمـا أتــاه البـغي يقــــذف نـــارا
ربّــــــاه إنـا قـــد أُخِـــذنَــــا غــــرة****حتى غدونــا في العراء حيــارى
"رَصُّ الصفوف" أتَتْ تصـدُّ غُزاتها****ممّـــن أتـوهــــا يحملون دمــارا
منْ كل بيْتٍ قدْ تـطــــوعَ فـــــارس****يحمي الحمى ممّــن عـدا وأغـارا
جاءت تعِـــــيد إلى الطفـــــولة بسمة****مخطوفة، والخـطف كان جهارا
خُطِفَتْ بأيْــــدي طُغْـــــمـةٍ شـــريرة****كم أسفــــرت عن حقدها إسفارا
"رصُّ الصفوف" اشتاق قائـدُها إلى****"سلمى" فأسرع يركبُ الأخطارا
كالليْــــث يـــزأر غضبــةً لعرينــــــه****لمــا دنت منه القــرود، فغـــارا
ناداكِ يـا ســلْمــى بــــأعلى صــوتِه**** آليــــــتُ ألا أكْـــتُــم الأســـرارا
أنا لســـتُ وحْـــــدي عاشـــقًا ومتيمًا****إنا غــدونـــا في هــواك أسارى
طيبي "سُليمُ" بفتية هجــروا الكرى****من أجل عينك أرخصوا الأعمارا
==========
الأربعاء 10/ربيع الآخر/1437 الموافق 20/كانون الثاني/2016

الأربعاء، 6 يناير 2016

مضايا أجّجتْ في القلبِ نارا

مضايا أججت في القلب نارا
مضايا أججتْ في القـلب نارا****مضايـا أوقــدتْ فينا الجـمـارا
مضايا خاطبـــتْنا وهي تبـكي****وتصرخ، حُرقـة، ليلًا نهــارا
نسيتم من أكـــونُ فلم تبـــالوا****ولم تقــفـوا، وتــبكون الديـارا
ولم تتذكروا نسمات فجــــرٍ****بها يصحو من الناس السكارى
نسيتم خضرتي وبهـــاء لوني****ولم تـتــــــذكروا مني الثمارا
وفاكهتي ورماني وخــوخــي****وتفــاحي بــوجـــنــتــه أثــارا
وزيتوني وأعنــــابي وكرمــي****ومائي العذبَ ينحدرُ انْحدارا
ومدرستي وأطفــالي أتــوهــا****بفـضل معينها صــاروا كبارا
وســوقي بالأطايـب كم تباهت****بزينــتها، قد امتلأت خضارا
وعُمــالي وزُراعــي وأهْـــــلي****وزواري ومن مني استـنارا
عــروسًا كنْـتُ والطراق بابي****عــلى عتبــاته مكثوا انتظارا
فمنهم من صددتُ، ولم أبــــالِ****ومنهم  من رددتــهم اعتذارا
وممن قـد صددتُ لقيــط قــومٍ****زنيمًا، قاتـــلًا وغــدًا حمـارا
تصـدّى مِــن بَـــنيّ لــــه أسودٌ****فولّى هــاربًا، دُحـر اندحارا
تميّــز منهـــمُ غضـــبًا وحنقــًا****فأرغى ثم أزْبــــد ثـــم ثــارا
وأجْــلب مثـــــلَه أوباشَ عــهرٍ****وقال لهم: منحْتُـــكمُ الدّيـارا
فجــــاؤوني بأسْــلحة خــفـافٍ****وأسلحـة ثـــقـــالٍ لا تُبـــارى
وقالوا اسْتَسْلمي وذري صمودًا****وإلا سوف نُحكمه الحصارا
أبيتُ وقـلت إن الموت أرضى****لنفسي من حياة في الأسارى
عروس الغوطة الخضراء زُفت****إلى وحـش فمـزقـها وجارا
فما أبقــى لهـا ستـــرًا يـــواري****براءتها، ولم يُبْق الخـمــارا
وحاصــرهــا فـــلا مـــاء وزاد****ولا دفء، وقـد منع الدّثـارا
كما منــــع الدواء فــــلا دواءٌ****وصار الناس في هذا حيارى
نظرتُ إلى بـنيّ وقد تلووا ****من الآلام واعْتُصِروا اعتصارا
رأيتهم وقـــد خــارت قــواهم****وحتى الجْــلـد مما ذاق خــارا
ومنهمْ من قضى ميْــتًا بجـوع****وسُقْــمٍ أو عن الدنْيــا تـوارى
ومنهم مات قهْـرًا من همــومٍ****ومنهم لم يجد كـــــفنًا ستـــارا
مضايا أصبحتْ مأساة عصرٍ****تشدَّق أهــله فـــيـه افتخــــارا
بحق الناس في عــيش كــريمٍ****وهم يئــدونه حيًـــا جهـــــارا
أيا مَـــنْ لم يزل فيه حــيــاءٌ****يجيب به الضعيف إذا استجارا
أجب صرخاتِ أطفالٍ جــياعٍ****ومثــلهم الأيــــامى والعذارى
فأهــلُكَ ليس واحدهم بمـنْـأًى****عن الأخطار، لن يلق الدّمـارا
فأدركْ مَن دُعــاؤهمُ مُجــابٌ****وإلا تَــلقَ بالبخــــل الــخسـارا