الأربعاء، 6 يناير 2016

مضايا أجّجتْ في القلبِ نارا

مضايا أججت في القلب نارا
مضايا أججتْ في القـلب نارا****مضايـا أوقــدتْ فينا الجـمـارا
مضايا خاطبـــتْنا وهي تبـكي****وتصرخ، حُرقـة، ليلًا نهــارا
نسيتم من أكـــونُ فلم تبـــالوا****ولم تقــفـوا، وتــبكون الديـارا
ولم تتذكروا نسمات فجــــرٍ****بها يصحو من الناس السكارى
نسيتم خضرتي وبهـــاء لوني****ولم تـتــــــذكروا مني الثمارا
وفاكهتي ورماني وخــوخــي****وتفــاحي بــوجـــنــتــه أثــارا
وزيتوني وأعنــــابي وكرمــي****ومائي العذبَ ينحدرُ انْحدارا
ومدرستي وأطفــالي أتــوهــا****بفـضل معينها صــاروا كبارا
وســوقي بالأطايـب كم تباهت****بزينــتها، قد امتلأت خضارا
وعُمــالي وزُراعــي وأهْـــــلي****وزواري ومن مني استـنارا
عــروسًا كنْـتُ والطراق بابي****عــلى عتبــاته مكثوا انتظارا
فمنهم من صددتُ، ولم أبــــالِ****ومنهم  من رددتــهم اعتذارا
وممن قـد صددتُ لقيــط قــومٍ****زنيمًا، قاتـــلًا وغــدًا حمـارا
تصـدّى مِــن بَـــنيّ لــــه أسودٌ****فولّى هــاربًا، دُحـر اندحارا
تميّــز منهـــمُ غضـــبًا وحنقــًا****فأرغى ثم أزْبــــد ثـــم ثــارا
وأجْــلب مثـــــلَه أوباشَ عــهرٍ****وقال لهم: منحْتُـــكمُ الدّيـارا
فجــــاؤوني بأسْــلحة خــفـافٍ****وأسلحـة ثـــقـــالٍ لا تُبـــارى
وقالوا اسْتَسْلمي وذري صمودًا****وإلا سوف نُحكمه الحصارا
أبيتُ وقـلت إن الموت أرضى****لنفسي من حياة في الأسارى
عروس الغوطة الخضراء زُفت****إلى وحـش فمـزقـها وجارا
فما أبقــى لهـا ستـــرًا يـــواري****براءتها، ولم يُبْق الخـمــارا
وحاصــرهــا فـــلا مـــاء وزاد****ولا دفء، وقـد منع الدّثـارا
كما منــــع الدواء فــــلا دواءٌ****وصار الناس في هذا حيارى
نظرتُ إلى بـنيّ وقد تلووا ****من الآلام واعْتُصِروا اعتصارا
رأيتهم وقـــد خــارت قــواهم****وحتى الجْــلـد مما ذاق خــارا
ومنهمْ من قضى ميْــتًا بجـوع****وسُقْــمٍ أو عن الدنْيــا تـوارى
ومنهم مات قهْـرًا من همــومٍ****ومنهم لم يجد كـــــفنًا ستـــارا
مضايا أصبحتْ مأساة عصرٍ****تشدَّق أهــله فـــيـه افتخــــارا
بحق الناس في عــيش كــريمٍ****وهم يئــدونه حيًـــا جهـــــارا
أيا مَـــنْ لم يزل فيه حــيــاءٌ****يجيب به الضعيف إذا استجارا
أجب صرخاتِ أطفالٍ جــياعٍ****ومثــلهم الأيــــامى والعذارى
فأهــلُكَ ليس واحدهم بمـنْـأًى****عن الأخطار، لن يلق الدّمـارا
فأدركْ مَن دُعــاؤهمُ مُجــابٌ****وإلا تَــلقَ بالبخــــل الــخسـارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق