الجمعة، 25 ديسمبر 2015

ضُمي لصدرك فـارســـًا ظمآنـا


ضُمي لصدرك فـارســـًا ظمآنـا
في يوم الجمعة، الرابع عشر من ربيع الأول لعام ألف وثلاث مئة وسبعة وثلاثين للهجرة النبوية، الموافق للخامس والعشرين من كانون الأول لعام خمسة عشر بعد الألفين للميلاد، استهدف طيران العدو الروسي موقعًا في غوطة دمشق، كان فيه القائد الفذ "زهران علوش"، وكوكبة من أعوانه، فاستشهد زهران وبعض من كان معه...كان النبأ محزنًا ومؤلمًا لأحرار الثورة ورجالها المخلصين...فقلت في رثائه:
ضُمّي لصدرك فـارســـًا ظمْآنـا****ضمي إليـك حبيـبَنا زهــرانا
ظمــآن يهفـو للجنـــان وأهلــهـا****ممّـن مضوا من قبْـله إخوانا
يا شام إني حـائِــــرٌ فيما أرى****هــذي رياضك قـد زهــت ألوانا
وتأهبت لترى الحبيب مُضمخًا ****بالعـطر  فاح  وطيّب  الأكوانا
فيْــم البكـــاء؟! أليس حِبُّك عائدًا****بعــد الغيــاب مُطيَّبًا مُزدانــا
وثراك  سوف  يضمه  في  لهفة **** ويقول  أهلا  بالذي  وافانا
فـيم الدموع، وفيم صوتك خافتٌ****من قـبْـلُ كان مُغــردًا ألحانا
فالأمّ تفــرح حين يأتيـها ابـْـــنها****وفــؤادُهــا يغـدو بـه هيمـانا
أرجـوك حُلي لغــز مُحـتار رأى****فرَحـًا لديكِ كما رأى أحزانا
قالتْ: بُنيّ، أأنتَ تسألنــي وقــــد****أُخْــبِرْت أنك تفْهم العنـوانـا
حُزني على زهران يعـــني أنني****أبكي مُعَــنًى يعشق الأوطانا
حزني على زهـران يعــني أنني****أبكــي فؤادًا نابضــًا إيمـــانا
حـزني على زهـران يعني أنني****أبكي شجاعًا أرعَب الطّغيانا
ما كان فــي وادٍ ولا ســهْــلٍ ولا****في أنجُدٍ، إلا لها قـــد زانــا
تأتـــيـه خاضـعــةً لـــه ولأمــره****منقـادة، قــــد أذعنـت إذعانا
حُـزني على زهـران يعـني أنني****أبكي فتًى قد واجـه الطوفانا
أبكي جـــوادًا راحــتـاه امْتــدتـــا****للناس، كم أعْطاهمُ نشـــوانا
أبْكي المحَنّك إذ يقـــــودُ رجـالـه****في حكمـةٍ، وكأنَّــه، ما كانـا
أبكي على  رجل بكَـتْــهُ مــواطنٌ****شهدتْ له،  وتفجَّـرتْ بركانا
شهدت له في سلمـهِ، في حـربـهِ****أبلى، وأثخنَ في العدا إثخانا
أبكي عــليـه لأنـــهُ..... ولأنــــهُ..****ولأنــه......لا أستــطيع بيـــانا
لكنني فرحــانـــــــة مســـــرورة****بشهادة ابْني مُقــبلًا وتفــانى
فالله يختــار الشهــــيـــد إذا رأى****في صدقه وبلائــه بُرهـــانا
قد كان يخـدم ثـورةً عمـــلاقــةً****في الشام جاءت تهدم الأوثانا
دومــــا وجارات لها بـــــادلنـه****حــبًا بحب، عاشـــقًا ولهـــانا
زهـرانُ، يا ولدي، مضى لمليكه****قـد نال في عليائه الرضوانا
لكنّ ســــــرّا قــال لي بوحي به****يومـًا إذا ما اختارني مولانـا
قـولي لــعـــلْج غــادرٍ في أنــه****سيرى ملايينًا غدت "زهرانا"
وبأنّـــــــهــا ستـدوسه بنـعـــالها****وتعيده مُسْتَقْـــبحـــًا ومُهـــانا
والياسمينُ يعـــود ينـفـح طِيْــبه****في الشــــام ثم سيغمر البلدانا
والــناس فيها سوف تنعمُ بالأما****نِ وبالســلام وتقـــرأ القرآنــا

الجمعة 14/ربيع الأول/1437 الموافق 25/كانون الأول/2015

هناك تعليقان (2):

  1. بوركت وسلمت اناملك والدي الغالي
    ابنك // صهيب ابو هيثم

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك أخي صهيب،،ونسأل الله ان يرحم القائد زهران ويلحقه بالشهداء والصالحين

      حذف