الاثنين، 29 أبريل 2013

جُديدة الفضل....


جُديدَةَ الفضل أين الفضل قد ذهبا؟

جديدةَ الفضل أين الفضل قد ذهبــــــــا        في أمة أسفـــرت من أمـرها عجـــبـــــــــا
فـــــي أمــةٍ عــطــلــــت أسباب عـــزتــــهــــــا        لما غدت في الورى ساحًا لمن لعبا
فــــــــي أمة عبثــــــت في تــبْـــــرهــــا فغــــدا        نهــــــــــبًا لمبغضـــــــها، يلهو بما نهبـــــــــــا
في أمـــة قــــــــــطّعــت أرحامـــــــــها بطــرًا        غـــنّـــت عــــــلى فُرْقةٍ حلّتْ بـــــها طــــربـــا
فـــــي أمّــــة ذَبحـــت فــــلذاتِــــــها ســفَــــــهـــًـا        حتى روى دمُهم صـــلاً لها اغتصبـــا
جُديــــــدةَ الفضل قـــــــــد عرّيتِ سادتــــها        من كل مكــرمة، حتى الحيا نضبـــــــا
جُديدةَ الفضل هل أسفرت في غـلسٍ        عما أصابــــــك ممن قـدّسوا النّصُبــــــــا
كم أسدلوا بيننا، في غـــــــفــــلةٍ حُجُـــــــبًا         لكنّ أحرارنـــــا قد مــــزقـــوا الحُجبــــــــــــــــا
جـــــــاؤوا إليــــــك بأســــــيــــاف مشـــــــــهّـــــرةٍ         وأنت نائمـــةً، والــــلـــــــيل قد وقـــبـــــــــــــــــــا
عمـــــائــــــــــم الزور حاكتْــــــها قرامِــــــطـــةٌ         كانـت لهم سِمةً، عاثـــوا بها حُقــــــُبــــــا
ســلّوا سيوفهم، في بغــــتـــــــــــــةٍ هجـــموا         والنــوم في أعين الأطفال قد غلبـــــــــا
فاستيقـــــــظوا وإذا أوداجهم ذُبحـــــــــــــــتْ         سالت دمـــــــــــــــــــاؤهم والوغد قد شــــربا
والناسُ قد أصبحوا في محنة عظمت        لم يستـــــطع أحَـــد دفْــــعـــًا ولا هـــــربـــــا
أبصــارُهم شخصت في وجه قاتلهــــــم         إذ أبْــصــروا لُكَعـــًا للمـــوت قد جلبــــا
كانــــت ملامحُــــــــــه تحـــــــكي أرومتـــــــــه         ما قـطُّ يومـًا مــنَ الأشراف قد قــرُبـــا
كانت خنــــــــــاجره مسمـــــومة، غُـــــرزت        في صدر حانية أو ظهر من حـــدبا
لم يتــركوا أحـــدا من شـــرهم أبــــــــــــــــــــدًا        فالأم قد فُجِــعت، والشيـــخ قد صُــــلـــبا
ألفا شهيـــد قضوا في ليـــلة ومضــــــوا         من غير باكيـــــــــةٍ أو صـــائــــــح نَدبـــــــا
يا أمّـــة العُـــرب هـــــذا حـــاقد قــــــــــــــــــــــذرٌ         قد جاء يُضـــرم في أحيائكم حطبـــا
يا أمة العــــرب هـــــــــــــــــذا غـــــــــادر نهــمٌ         لا يرتوي من دمٍ كم عبّ كم سكبــا
إن شــــــــــــــــــــئــتــمُ فسلوا أجـــدادكم فـهـــــمُ         أدرى بخسّـــتـــــــــه، أدرى لمن نُسِبـــــــــــــــا
يـــــــــومًا نـــظـــرتـم إلى آرائهـــــــــم شــــــــزرًا         تُرضون من صيّروا أشياخكم لُعـــــبـــا
تُرضون من أعلنــــوا في كل نَـــــــاحيةٍ         في أن "دينهمُ" أن يقــــتــــلوا العـــــربـــــــا
جُديدةَ الفضــــل أين الفضل قد ذهبــا         في عالَم قــــد عــــلا زورًا بمــــــا كذبـــــا
في عــالَم هَـــــــمّــــه قـــيــــــــنٌ وغــــانـــــــيــــــةٌ          لمْ يــــــلتــزم خُــلُــقًا، لم يحــــــتــــــرمْ أدبـــا
كم غـــضّ طرفًا عن الأطفال يقتلُهم        حفيد"نيرون" بـل من ضاعـف اللهبــا
كم غضّ طـرفًا عن الأرواح تحصـدها        أوبـــاشُ وغد فلم يُنكِر، وما غضبــــا
جُديدةَ الفضـــل صبــــــرًا إن موعـــدنــــا         فجــرًا مع "الحر" أو ليلًا إذا طُلِبــــــــــــا
لا تحـــــــزني أبـــــدًا، فـــــالله نـــــــــاصــــرنا         لا تجزعي، "حُــــرّنــا" قد بــــدد السّحُـبا
محمد جميل جانودي
الإثنين 19/جمادى الآخرة/1434 الموافق 28/نيسان/2013

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

حول تصريحات الرئيس المصري


بسم الله الرحمن الرحيم

حول تصريحات الرئيس المصري

لن نقف طويلًا عند طبيعة تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي التي أثارت حفيظة كثيرين من السوريين، وجعلتهم  يتجهون نحو انتقاد الرجل بصورة تتراوح بين النقد الموضوعي وبين كيل السباب والشتائم للرجل. فهذا حسب ما نراه ونسمعه من وكالات الأنباء قد تم.  وتعليقًا على هذا أرجو أن يتفهم الإخوة الذين يقرؤون ما أكتبه ، ولاسيما أنني أتوخى في ذلك ما أحسبه منهجًا شرعيا، لأن شريحة كبيرة من أولئكم المنتقدين هم من أنصار ومؤيدي الاحتكام إلى الشريعة في أي شأن.

1-        إن الأمر متعلق بالأمن والخوف فيما يخص الثورة السورية، ونحن مأمورون شرعًا، قبل الخوض فيه، أن نحيله إلى أصحاب الأمر والشأن في هذا الموضوع بالذات، كيلا لا نقع فيما وقعنا فيه من خلافات ومشادات ما بين غاضب لائم، وبين ملتمس للعذر متفهم، وهذا مما لا شك فيه يؤدي إلى نتائج سلبية بين الإخوة أنفسهم. وللتوضيح أقول: إن أصحاب الشأن الذين يمكن أن يُرد إليهم مثل هذا الأمر جهتان:

الجهة الأولى: الموضوعيون والخالون من الأهواء وحظوظ النفس من أهل السياسة والخبرة، ومن هم على دراية بالرجل وما يحيط به.

الجهة الثانية: كثيرون من الذين يهمهم الوقوف على أمر جامع وموحد في المسألة، هم ممن تربطهم مع الرئيس المصري محمد مرسي علاقة خاصة دعوية، فهلا شكل هؤلاء وفدًا، وانطلقوا إلى نظرائهم في مصر للاستفسار من أفواههم مباشرة على سر هذا الموقف من الرئيس المصري. وبذلك يقطعون الطريق على كل التكهنات والتجاذبات حول الموضوع. وعد ذلك إن شاؤوا فليتخذوا ما يرونه مناسبًا.  

2-        لم يمنع الرسولَ صلى الله عليه وسلم معرفتُه بأن زيدًا من الناس سيء، لدرجة أن قال عنه: بئس أخو العشيرة، أن يداريه، إذ حين دخل عليه تبسط له، وأجلسه بجواره، وأمر له بوسادة، وبش له. وحين استغربت زوجه عائشة من هذا وسألته أجابها: إن من شرار الناس الذين يُكرمون اتقاء شرهم. وهذا فعل، والفعل آكد من القول، فلم لا نلتمس للرجل عذرًا فيما صرح به.؟

3-        إن التماس العذر منهج نبوي لكل من أخطأ وانحرف وهذا ما صنعه النبي صلى الله عليه وسلم مع ماعز، ومع الغامدية، وغيرهما..

4-        أكثر من ذلك، وجوابًا لما قاله بعض الصحابة عن حاطب بن أبي بلتعة من أنه خان الله ورسوله، فتش الرسول صلى الله عليه وسلم في ماضي حاطب عن عمل صالح جليل يُسكت به الذين أرادوا التكلم عليه بما يكره. فقال (لعل الله اطلع على آل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم).

5-        لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم التفسيرات المتعلقة بالنوايا لأفعال معينة من أجل ذم رجل ما، أو النيل منه، وهذا ما فعله مع أسامة بن زيد حين أراد أسامة أن يعلل أن كلمة (لا إله إلا الله) التي قالها خصمه له إنما قالها تقية، فقال له: أشققت عن بطنه؟ ولم يقبل منه إلصاق ما ادعاه بالرجل.

6-        نهى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يثوروا على من أخطأ، ويغضبوا عليه، ويحقروه، واعتبر ذلك عونًا منهم للشيطان على أخيهم. بل أمرهم أن يرفقوا به وأن ينصحوه. كان ذلك حين بال أعرابي في المسجد.

7-        في حادثة الإقك، وهي حادثة لها وقعها الاجتماعي والنفسي في مجتمع كمجتمع المدينة المنورة، لم يعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بأقل، تسامحًا، مما كان من الممكن أن يعامل به أي فرد آخر زوجته في حادثة مماثلة، بل كان إذا دخل سلم، وقال: كيف تيكم. وكان ينتظر الفصل في ذلك من الله عز وجل. وفوق ذلك حين أراد أبو بكر أن يقطع الصدقة عن مسطح لأنه شارك في الحدث، نزل القرآن منبهًا إياه ألا يفعل ذلك. وهذه حادثة لا تقف عند حدود اتهام رجلٍ ما بعرضه، بل اتهام نبي يُبلغ وحيًا، ويؤدي رسالة، ويشرع للناس ما عليهم أن يسيروا عليه إلى يوم القيامة. فهو أمر جلل وخطير وهام. ومع ذلك تم التعامل معه بالطريقة التي تمت الإشارة إليها إلى أن تبين الحق، وظهر من غير لبس أو غموض.

8-        إن دماء أهلنا في سوريا غالية بغلاء أرواحنا، وإن قلوبنا لتُطعن مرات ومرات حين نسمع ما يجري هناك من مجازر ومآس، وتبًا لمن يرى غير ذلك، وتبًا لمن يعين أو يساعد على وجه الحقيقة على ذلك، وإن الحريصين على الانتصار لذلك الشعب الأبي المظلوم عليهم أن لا يُحبطوا سعيهم هذا بالظن السيء بإخوان لهم، ينهلون معًا من معين واحد، العجيب في الأمر أنه لم تدفعهم تربية الرجل لأكثر من أربعين سنة في ظلال مدرسة هم تربوا أيضًا فيها، لأن يتمهلوا في إطلاق الأحكام، والتماس الأعذار أو تحريها، ألم ينتبهوا إلى أن هذا الفعل يثير الشكوك في تلك المدرسة، وبأنها لم تكن قادرة على أن تصنع رجالًا على مستوى الحدث. فانظروا كم من الخسارة تحل بهذا العمل..

9-        من المعلوم في عالمنا العربي، بوجه عام، أن الشعبوب مغلوبة على أمرها، وفي الغالب الشعب لا يستطيع أن يأتي في العلن، بما يُخالف رأي الحكم القائم، فهل يُعقل أن يقوم شعب مصر بتكريم السوريين ، وإحسان وفادتهم، على نحوٍ؛ سبق فيه الدول الأخرى المضيفة للاجئين السوريين بأشواط، ويكون هذا رغمًا عن الحاكم أو في غير هواه ومرضاته، وإذا فرضنا جدلاً أن الثورة غيرت هذه الحالة، وأن جوًا لا بأس به من الحرية منح للشعب بحيث إنه يستطيع القيام بأمر ما من غير رضا الحكومة، أفليست هذه أولا وأخيرا تُحسب لصالح الحاكم؟! فهل يجوز بعدها أن نشير إلى أنه علينا ألا نخلط بين ما يقوم به الشعب المصري المعطاء الكريم الوفي وبين الحكومة الـ.....؟!!!

10-    من الأمور المنطقية أنه إذا كان للمرء صديق ألا يخسره إن لم يحصل منه على كل ما يريد، فلنقبل منه ما لديه من إيجابيات ولنشجعه على المزيد منها، بدلًا من أن نثبطه، ونحقر ما قدم. ولا سيما إذا كان من الممكن أن توجد أعذار لتقصيره أو تردده.

11-    الثورة السورية بحاجة إلى أنصار حقيقيين، يبذلون ويضحون، ويُبشرون ولا ينفرون، ويُنمون الطيب القليل، ليصبح كثيرًا، ولا يستعدون حياديًا، فضلاً عمن يميل إلى جانبهم.

12-   أنا أتطلع كما غيري يتطلع إلى حالة يُبدي فيها الرجل علنًا ما يشفي صدورنا، ويغيظ قلوب أعدائنا، ولكن لمّا لم نر ذلك، وبهذه القوة، فحبذا لو أننا نتخذ الموقف المناسب لكل حالة بما نحسب أنه يرضي ربنا، ويعود بالنفع للثورة المباركة. 

"ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا". 

محمد جميل جانودي

الإثنين 13 جمادى الآخرة 1434 الموافق 23 نيسان 2013