الخميس، 26 ديسمبر 2019

هل تنجحون؟


أيّها السوريون، الاختبارالصعب...هل تنجحون؟

=========================
يا مَنْ عليْــــكَ اللــهُ أَغْــدقَ رزْقهُ===لكَ بعضُــه، فاهْــنأ بــه وتنعّــما
وعليــكَ حُـرّمَ ما تبــقّى فانْـــتبـِــهْ===هـــــو للذينَ غــدوا بقفـرٍ نُـوّمـا
أضْحى الصّقيعُ فراشَهم ووسادَهم===والزّمهـريْــرُ لحافُــهم قـد خـيَّـما
أجلاهــــــمُ عن دُورهم ولدُ الزنـا===والذنْـــبُ أنّ الحُــرّ فيْهِــم قد نما
أطفَــالُهم ونســاؤهُــــم وشيوخُهـم===تحتَ العراءِ،قضوا جياعًا،صوّما
همْ جَــنَّــةٌ لكَ إنْ حفظتَ حقوقَهـم===وأعــدّ ربّك، إن أبيْـــتَ، جهنّــما
----------------------------------------------------------------


السبت، 30 نوفمبر 2019

الثلاث المُهلكات


هي مُهــلكاتٌ لا تَــــكنْ مُــرْتــابا===لم يَستَتِرْنَ ولم يضَعْـنَ حجـابا
كالشَّمس في وضح النهــارِ تجليّا===لا غيمَ يحجبُ ضوءها وسحابا
لو أنه جُمِع العناد إلى الحمـــــــا===قة والغبـا لرأى الأنــام عـجـابا
أصحـابها أدوات هــدم حــضارة===ظلت تشــع ضياءها أحــْقــابــا
بالقبح منظـــرهم يُثــيــرُ تَقَــزّزا===لكـــــنْ لأعينهـــــــم بدا خــلابا
سهلٌ على الأعداء مسك زمامهم===يـــدعــونهــم فيُسَلِّمُـون رقــابـا
فشـــــلٌ ذريـــع وانتكـــاس بيّــنٌ===هُــم إمّعاتٌ، أصبحـــوا أذنــابـا
أمُّ المصائـــــبِ كبْــرُهم بجهــالة===ظــنـوا بأنّـهــم عــلوا أنســـــابا
جعلوا الورى في حيرة من أمرهم===في كلّ حــــالٍ جَيـــئــة وذهابـا
من شُـؤمهم تبـدو الديــار كئيبـــةً===تـغـــدو هشيــما والعمـار خرابا
وترى هــوَامَ الأرض تعلو أسدَها===وترى خفافيش الدّجـى أســرابا
وترى الصقور تئـن من أحــزانها===وترى بآفـــــاق السماء ذبــــابا
وترى المنـابر قد عـــلاها جاهلٌ===فـي مــدح دجـــالٍ يجيد خـطـابا
وترى الشــآم يعــيث فيــها حاقـد===والحـرُّ في جوف الثرى قد غابا
والثورة الكبرى تصير على شفا===جـــــرف ويغدو خيرُهــا أسـلابا
هـــذي الثلاثة لم تكن يوما سوى===داء طــمـا، للشـرّ تفـتــح بــابــا
بل إنه الثــــالوثُ شـــرّ هـــديّـــةٍ===تُـهْدى لـــقـومٍ سعيهـم قد خــابا
يا أيّهـــا الأحـرار هل من فارس===يتــلو ويتبــع مصحَـفــًا وكتـــابًا
لا يأبــهنّ بمشــــرقٍ أو مـغــربٍ===أصحــابُــه يخْـــتَـــارهم أنْجــابا
يا أيّهـا الأحـرار هل من صحْـوة===تُنهي التفـــرّق، تجمـع الأحبــابا
ونرى الشعوب استيقظت من كبوة===تهــفُــو لمن بالرأي كان صـوابا
تُقصي الذي بخداعه قـــد غــرّها===وتعيـد للحـــرّ الشريف نصـــابا
تُقصي الذيـــن تســلّــلوا في غفلةٍ===من عينها، وتسوروا الـمحــرابا
ما كان قصدُهــمُ احــتكــامًا إنّمــا===بعـــــد التســوّر كسّروا الأبوابا
بابَ الشهـــامة والكرامة والـــوفا===لم يتــــــركوا لبــلوغها أسبـــابا
تُقصي الذيــــن يُتــاجرون بأمّــةٍ===كم ألحقــوا بأميــــنـــها الأتعــابا
تُقصي الثلاثَ المهلكاتِ بسرعـة===وتســومُهنّ مِنَ الهـــوان عـــذابا
الجمعة 2/ربيع الثاني/1441 و 29/تشرين الثاني/2019 

الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

مساءً.. هزني صوتٌ نعاه...

كثير من التعليقات على منشور بالأمس في ذكرى يوم وفاة والدي، رحمه الله، التي كانت في 1/10/1991م، والتماس الدعاء له ولأموات المؤمنين بالرحمة والمغفرة... أقول: بعض من التعليقات لمست منها طلبًا مني بنشر قصيدة رثيت بها الوالد، كان ذلك بالتصريح،حينًا، وبالتلميح حينًا آخر، وكنت قد رثيته يوم توفي بقصيدة، لكن لم تُنشر، لظروف ذلك الوقت، وتلبية لرغبات هؤلاء الأحبة، بارك الله فيهم جميعًا، وبرًا به، أنشرها اليوم في ذكرى وفاته الثامنة والعشرين، رحمه الله:
---------------------------------------------------------------------------
مساءً هزني صوت نعاه
مســـاءً هـــــزّني صــوتٌ نعـــاهُ===هــوى الجبـــل الأشــمّ فلن تراه
تلاشى الصّوتُ منْ حولي رويدًا===وأذكى الحزنُ في كَبِدي صـــداه
فوا أســفي على جــبَــلٍ عظيـــمٍ===ترنّـــح سفحُــه، وهــوتْ رُبــــاه
هوى العــلَمُ الذي عجزت أنـاسٌ===بلــوغَ ســفــــوحِه، أنّـى رُبــــاهُ؟
لقــد كانتْ تُصـــارعُــــهُ الرّزايا===فيصْــرعُها، وتبْــتســمُ الشّــفـــاهُ
يُعـــالِجُهــا بحـــزْمٍ بعـــد صبْــرٍ===فيذروهـــا، وقــــد شمَـختْ ذُراهُ
إذا حضــر المجــالسَ أكْــــرمُـوه===بـــهِ يــعـْـــلو المقـــامُ إذا أتــــاهُ
تُــزَيِّـــنُــــهُ خِـــلالٌ فـــاضــلأتٌ===ويرفَعُــــهُ، بتـــــكْريمٍ تُــقـــــــاهُ
عقـيدتُــهُ صفَـــتْ من كل زيْــغٍ===فيدعــو اللـــهَ، لا يـدْعو سِـواهُ(1 )
تقــيٌّ، صــــالحٌ، ورعٌ، مُـنـيْـــبٌ===إلى الرحـمــنِ، يسْـــألُــه رضاهُ
شجاعٌ، في الْوغى، ليثٌ، هصورٌ===وداعيــــةُ السّــــلامِ لِمـــن دعاهُ
فما عرف التّــقهْــقُــرَ في لِقــاءٍ===إذا يومُ الْوغــى دارت رحــاهُ(2 )
لـــهُ نـفْــــسٌ أبَتْ ضَــيْـمــًا وذلاً===وأشْهـــر سيفــــه، يفني عــــداهُ
لقد ذاقَــــتْ فرنْســـا منهُ مُـــــرًّا===وفـــي إذلالِــها كانَــــتْ مُنـــــاهُ
مِــرارًا كان يلقــاها، وحــــيـــدًا===فيهْــزِمُــها، ومـــا كــلّتْ يــــداهُ
له اسْــمٌ أرْعـب الأعـداء طُرًّا===وزيّــن سِفْــرَهم فـيما احتــواه( 3)
تـنــــامى ذكْـــرُه فـــي كلِّ حــيٍ===وفــاح، بِطيْــبِه، عطرًا، شـــذاهُ
مضـى، لا يبتغي إطْنــابَ ذِكْـــرٍ===ولــكِــــنَّ الْكــــرامةَ مُـبْــتـغــاهُ
فـلو أنّ اليَــراع يخـــطّ شيـــئًا===بـِمَــلْكِ يمينــه أبـــْدى سنـــاهُ(4 )
ولــــو أنّ الرواسي ذاتُ نُطـــقٍ===لقالتْ: هــهنــــا رسختْ خُـــطاهُ
ولو أنّ الْكهـــوف تقــــولُ شيئًا===لقالت: من هنــــا، مجْــدي بنــــاهُ
رُزئْتُ به، وكان الخَطْبُ صعبًا===عـلـيّ بِــأن يمــوتَ، ولا أراهُ(5 )
ولو أنّ الفـــداءَ يُعـــيــــد مَـــيتًا===حيـــاتي، كنْــتُ أُرْخِصُــــها فداهُ
ولــو أنّ الْبُـــكاءَ يــرُدّ روحـــًا===لكنْتُ عليـــه أبْـكَى مَــــنْ بكـــــاهُ
إذا لـــمْ أرْثــــهِ بــبليْــغ قَـــوْلٍ===فحسبــــي أنّ قَـلْـبــــي قـد رثـــــاهُ
أبي، يا مَنْ فُجِعْـتُ بــه، وإني===أؤمِّــلُ أنْ أصــيْـــرَ إلى حِمــاهُ(6)
أبي، قــد كُنْــتَ لي أمَلًا ونورًا===ونِــبْــراسًا أسـيــرُ عـــلى هُــــداهُ
أبي، أوْدَعْتَ في صدري يقينـًا===ونـــورًا، لا يُفـــارقُــــني ضِيــــاهُ
غــرَسْتَ بِـمُـهْــجتي حبًا كبيرًا===لِتَــنْــزيْــــلِ الْحكيْــــمِ ومَــن تـلاهُ
أبي قــد كنْتَ بـحرًا من حنانٍ===وبـــرّا بالصّـديْـــقِ ومَن جفـــاهُ(7 )
تحمـّلْتَ الصّعابَ،وأنتَ راضً===بِحُــكْـــــمِ اللـــه فيمــا قد قضــــاهُ
صبرت على الفراقِ وأنتِ شيْخٌ===ويعْجـزُ عنه جَــلْدٌ في صِبـــاهُ(8 )
إذا المولى الكريـــمُ أحبّ عبْــدًا===أحـــلّ بــــه اخْتبـــارًا وابْتـــــلاهُ
أبي، إنْ غِـــبْتَ عنّي يـا حبيبي===فطيــفُــك في فُــــؤادي مُنْـتَــهَــاهُ
يتيْـــمًا قد غـــدَوتُ، وإنّ يُتْـمي===مــديْــــدٌ، مــذْ فـقـــدْتُــكَ مُبتــداهُ
يتيـــمٌ، إنّــمــا يُـتْــمــي مـــريرٌ===تجَـــرّعـــه فــــؤادي واحْـتســـاهُ
ولـولا نِـعْــمةُ الإيْـمانِ أضْحى===فــــؤادي فـــارغًا مِـــمّـــا اعْتراهُ
ألا يـا ربّ فارْحَــمْـهُ وأوســـعْ===لــه رِمْــسًـا وحــــقّـقْ مُـشْــتَــهاهُ
-------------------------------

(1) شـهدته، مرارًا، حين كان يسمع أمي تنطقُ بما درج على ألسنةِ بعض الناس، من عباراتٍ، فيها دخن، كان يُصحح ذلكَ بحزم، مثال ذلك؛ لو أنّ طفلًا سقط على الأرض، فكثيرًا ما يُقال استنجادًا: يا نبي...أو يا خضر!! فيقول: قولوا: يا الله، ولو أنّ شخصًا قال: لولا فلان لما تيسر أمرنا، فيبادر إلى تصحيح مقولته، ويقول: قلْ: لولا الله...وهذا الأمر كان لا يمل منه، حتى ولو تكرر كثيرًا...وكان شديد اليقين بأنّ الشدّة والحروب لا تميت أحدًا، بل يعتقدُ جازمًا أن للإنسان أجلًا محتومًا سيبلغه، مهما اعترضه من عقبات، وكان يكشف، أمامي، عن بعض المواضع في جسمه، وقد أُصيبت بإصابات بليغة في أثناء المعارك إبّان الاحتلال الفرنسي لسورية، ويُعقبُ، بعد أن يُرِيَني إصاباته تلك بقوله: "ومع ذلك؛ انظر كيف تراني أمامك حيًا أُرزق، في صحّة وعافية بحمد الله، ثم يتابع: تصوّر أني قد حُكِمَ عليّ بالإعدام، ويوم التنفيذ جاء الأمر بإيقافه، وإعادة محاكمتي...لأن أجلي لم يحن بعد...
(2) سمعت من عدة أشخاص ما يفيد هذا المعنى إذ لمسوا ذلك عيانًا، ومنهم سالم رزق "أبو خالد"، رحمه الله.
(3) حدّثني، رحمه الله، أنّه حين ألقى الفرنسيون القبض عليه، وأُودِع السجن، في حلب، كانَ يُستدعى للتحقيق معه، من قبل جنرال فرنسي، ربما فهمتُ منه أن اسمَه غوبو، فقد كان الجنرال يفتح سِجِـــلّاً كبيرًا، وقد رُصِّعتْ زواياه بقِطعٍ نُحاسية صفراء، فيفتح على الصفحة الخاصّة به، ويتلو عليه جميع الأعمال التي هو متهم بها.
(4) بعد الاستقلال، جاءت إلى القرية لجنة وسألوا عنه، وحين قابلوه بينوا له أنهم يريدون أن يدونوا عنه، ما جرى معه في أثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي، فحدثهم بعضًا مما يحسب أنه يفيد، بوجه عام، ورفض أن يُسجل له اسم في ذلك، ورفض أخذ صورة له، وحين سألته: وما الضير؟ قال: يكفي أن يعلم الله عملي...
(5) سبّب ذلك الغربة القسرية التي فُرضت عليّ وعلى كثيرين من أمثالي سنة 1980م.
(6) أي أن تنتهي الغُرْبــةُ على خير، وأتمكّن من السّفر إليه، والعيش في جواره، وتقديم البر إليه ولوالدتي.
(7) كان، رحمه الله، حريصًا على أنْ يُعرّفنا على أصدقائه قدر الْمُسْتطاع، والذين يتعذر تعريفنا عليهم عيانًا، يُحدّثنا عنهم، ويُعرّفنا على أسمائهم وبلدانهم..، ويطلبُ منا احترامهم وتوقيرهم، فأذكُر ذات مرّة كنت معه في حلب ولم يتجاوز عمري الأربعة عشر عامًا، فأخذني إلى زيارة صديق له، اسمه: محمد سعيد الأظن، من قرية الدّانا..وأخذ يُحدثني عنه في الطريق إلى أن وصلنا منزله، وكان استقبال الرجل لنا لا يُوصف من كثرة الحفاوة والتكريم، وغير ذلك كثير. أرجو أن أتمكن من الحدسث عن هذه الخصلة فيه بإسهاب، في غير هذا الموضع.
(8) كان في الثمانين من عُمره، حينَ أُجْبرنا على حياة الغربة بعيدًا عن وطننا الغالي، وبقي طيلة حياته يُعاني من مرارة هذا الفراق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
=======

الأحد، 1 سبتمبر 2019

يا عام هجرتنا


يا عام هجرتنا يا خيرَ مَن شهِدا===ما كان مِنْ أمْــــرنا جمْعًا ومُنْفردا
صفْحاتُ تاريخِنا قد سُطرت بدمً===والشامُ جادت بـــه من أهلها مددا
فلذات أكبادها ألقت بهم لتـــرى===أبناءهم حُـــرّروا من قيد مَنْ فسدا
ألقتْ بهم لترى فجرًا ينيرُ لهــــا===دربًا لعــزّتهـا يمضي بهــا صُعُدا
تُحاسبُ النفس عن ماضٍ ألـمّ بها===في خيرهـــا فرّطتْ، وإذ به نفدا
قد أوكلتْ أمرهــا للذئــبِ واثقـةً===كانت له تبَــعًا، كانت له عَضُـــدا
تـلـفّــتت فـرأتْ أبْــناءَ جلـدتــهــا===بالذئبِ قد ولهوا، هاموا به أمــدا
تلفّتتْ فــرأت مِـن حـــولها أُمَــمًا===لقتلِهـــا أزمعــوا، كانوا بهـا لُبدا
فأسلمــــوا أمرَها لخـــائنٍ نـــزقٍ===سقــوه من بئرِهم، عليه كم وردا
أعانهُ ضَعْفُهــا وجهــــلُ أبنــائهـا===وجمعُها قد غـــــدا مُبَعْــثرًا بَددا
جاءت مكفِّرَةً ما كان من عبثٍ ===يومًا وقـــد قبّلتْ للمجرميـن يــــدا
في غفلة مَهَدَت لمَن طغى سبلًا===فسلّ سيفًا على مَنْ صـام أو سجدا
يلقّـنُ الطفلَ أمـــرًا فيه منقصــةٌ===لِمن زكوا أنْفسًا، أحصاهمُ عـــددا
جاءتْ مُكَفِّرةً في أنها سكتـــتْ===دهــراً على باطل، كانــت له سنـدا
مرت عقــــــود لها تقول قولتَه===فمثـــله لَــم تجـــد بين الورى أحَدا
أشياخُها، كذبًا، شادوا بفعلتـِـــه===لكنهُـــم سفَّهوا أقـوالَ مَنْ رشـــــدا
رأتْه مُنْتهِكًا لعـــرض مؤمنــةٍ===ما معّرت وجهها فيمن نزا و عـــدا
كم مِن فتى صالحٍ في السجنِ منطرحٌ===كم مِن فتًى فجأة من أهله فُقدا
كم سيمَ ذو كرم لِحُسن سيرتِه===منْ مجرم نتـــــنٍ في فعـــله حُمِـــدا
رســـوم مشيَخَةٍ لكنْ قلوبُهـــمُ===مَنْ مثلُهم أبَــدا، ما قـــط قَد حُـــسدا
واليوم قد أدركت فظيع غلطتهـا===من نومها استيقظت لتقذف الزبدا
يا عامَ هجرتنا صبرا فقصتُنا===يئــــــنُّ قلبُ الفتى من هَولها كمَــــدا
من أجْل هذا غلا مهرٌ لمَطْلَبِنا ===مِن غيْره لن نرى عـزّا لنـــا أبـــدا
شبابُنا عــــرفوا ألا سبيل لهُـم===سوى الجهاد مضوا في دربـِـه أسُدا
شبابنا وثقوا باللـــه ينصــرهم===وأنــّـــه مُهْـــلِكٌ أعــــداءهـــم قِــدَدا
شبابُنا عــرفوا لو أنّهم رجعوا===لأبصروا، هُبَلًا، في الشام قدْ عُبِــدا
هذي رسالتُهم يا عامَ هجـرتنا===لمَنْ ترى في الورى مِن أمرهم رشدا
=====================================

الخميس، 20 يونيو 2019

ما أعظمك يا سراقب!!


ما أعظمكِ يا سراقبُ...في ليلة واحدة يسطع فيكِ اثنا عشر كوكبًا....
====================================
في ليلة ليــــلاء كانتْ صعـــبةً===غشيَتْ ســراقبَ والظلامُ قد انتشرْ
أهــدتْ كواكبها ليشرقَ فجـرها===أنوارها سطعت وكانوا اثنيْ عشَرْ
أهدتـْـهم، يُمحى بهمْ ظلمٌ طغـى===في الشامِ أو ما حولها اليـوم انتشرْ
أجزلتِ في كرم العَطاء سراقبُ===أهديتِ أنبلَ ما لديـــكِ مــن البشرْ
ذي ثُـــلّـةٌ مما وهبْـــت لشامنــا===والله يعلم من قضــى ومــن انتظر
ما بــــدّلوا دينًا بــه قـــد نُشئوا===حتى ولو دمُهمْ على الأرضِ انهمرْ
من كلّ بطنٍ من بطون سراقبٍ===قــــدمُوا لدفع الشــرّ عنهم فاندحرْ
كانــوا كأزهارٍ بروض عـــامرٍ===ألوانُــــها شتّى، وتزهُـــو كالـدررْ
ما مات صحبُكِ يا سراقبُ إنّما===هي دعــوة لهــــمُ فلبّــوا مَن أمـــرْ
لهمُ الجنانُ تزيّنتْ وتجهّـــزَتْ===أكْـــرمْ بداعٍ ثـــــــــمَّ مَدْعُـوٍّ شــكرْ
---------------------------------------------------------------
الأربعاء 16/شوال/1440هـ و 19/6/2019
والشهداء هم:
محمد محمود العبود
احمد عبد الكريم زيدان
عبد الرحمن عامر هلال
محمد نعيم الابرش
نبيل عبد المنعم حاج اسماعيل
جميل فؤاد بلال
امجد حسن باكير
محمد عبد الكريم كفرطوني
احمد عبد الله حبار
اسامة الشيخ المعضماني
محمد حاج علي الباكير
ابو صدام ريان



الثلاثاء، 18 يونيو 2019


بين يدي رحيل الرئيس الفذ محمد مرسي
====================
أيها الرئيس الفذ الكبير، لن يفرح شانئوك بموتك، ولن يهنؤوا وهم يرون مصر، كنانة الله في أرضه، تحضن ابنها البار بين حناياها، وهي تقول له: تعال يا ولدي وعد إلى أحشائي ثانية، فالطغاة الذين هم على ظهري، رفضوا بشدة وإلحاح جود عطائك، وأريج ورودك وأزهارك، ورفضوا التنعّم بثمار برّك وإخلاصك، وقبضوا أيديهم  عن الغرف من معين علمك، والسباحة في بحر نقائك وطُهرك وصفائك...
نعم يا أبا المصريين، بل يا أبا العرب والمسلمين، بل يا نبض الإنسانية الذي لن يُوقفه موت جسد، هو بالأصل إلى فناء..
أجل.. أنك أب لكل أولئك إلا من أبى، فإنه محروم.. وبعقدة الحسد والحقد مأزوم...
نعم يا أيها الراحل عن هذه الدنيا ودناءتها، والوافد على رب كريم، ورحمن رحيم، وممهل للظالمين ليوم عظيم...
نعم، أيها الجبل الشاهق، والعلَمْ السّامق...والله، لن يفرح شانئوك بموتك، وهل من قبل فرح طاغوت أصحاب الأخدود، بموت الغلام...أبدًا.. بل كان موته لعنة عليهم ولحظة انعتاق وفكاك للناس من قيوده الخسيسة، وجحيم ناره البئيسة.. فانطلقت حناجرهم جميعًا عن بكرة أبيهم لتهتف  "آمنّا بالله رب الغلام" وها نحن نشهد تاريخ الإيمان والكفر، والعدل والظلم، والحق والباطل، يُعيد نفسه اليوم أيها الراحل العظيم.. وستصرخ البشريّة كلها: "آمنّا برب مرسى وإخوانه ومحبيه البررة الكرام" وعندئذ يندحر طغاة الأرض وأوباشها، في كل الأرض إلى مزابل التاريخ، وجحور الفئران والجرذان، ويتبعهم خفافيشها وإمّعاتها، غير مأسوف عليهم.. وإنها لسنة لا تتخلف، إذا آن أوانها، بتقدير العزيز العلام...
نعم والله ما متّ لكن ماتت العلياء...
ما مـتَّ لكن ماتـــــتْ العليــاء===تلك التي حفـّـــــت بهـا الأرزاءُ
ما مت لكن لو سمعــنا ناعـــيـا===قلنا لهم: فرحــت به الأحيـــاء
شهـــداء أمّتنـــا مصابيح الهدى===أحياء عند ملـــيكهم كـــرمـاء
ولأنتَ يا مُرسي رمــز نــاصع===للصـــادقين ومن هـمُ أمنـــــاءُ
قد كنت يا مُرسيّ نجمًا ساطعـًا===الأرض فيك ازيّــنت وسمـــاء
بل أنت سيد من تولىّ الأمر في===ليل الورى إذ سادت الظلمــاء
ولأنتَ نــــورٌ حامـلًا للنور لمْـ===مَـا أشرقت بضيائه الأنحــــاءُ
ولأنتَ أزهى وردةٍ في روضةٍ===بأريجهـــا قد هامت الشعـــراء
لكن بعض الناس أعرض نائيًا===زكمت أنوفهم، اعتراها الـــداءُ
حسدًا تجلّى فــــي تفاهات لهم===فهــمُ وأحفـــاد القـــرود ســواء
في صدرك الميمون حق صامتٌ===لكنّــه صــــدحت به القــرّاء
يكفيك هــــــذا أن تكون نموذجًا===بك يحتذي من قومـنا الشرفاء
يكفيك هـــذا كي تكــون مُبــرَّءًا===مما، بِزورٍ، قـــــاله السفهــاء
الناس تمضي للقبور وما لهـــا=== فعلُ يشيد بــــــذكرهـا وثنـــاء
الناس تمضي للقبـور وما درى===أحد بها، وإذا دروا، فخــــواء
ومضيت أنت مُشَـــيعًا بمشاعرالـ===آلاف حزنى، هزهنّ بـــكاءُ
لم يبق حـر في الدنى إلا بــــكى===في حُرقة وبكت عليك سمـاءٌ
جفتْ دموع الأرض لا من قــلّة===لكنّهـــا، من وجدهــا، جدبـاءُ
لم يبق شخص لم يُلوّثه الخنــــا===إلا ارتـــوت من دمعه الغبراء
يبكي الرجولة ناشها ذو خــسّـــة===وأعـــانه في فعـــله اللقطــاءُ
يبكي المروءة أجهضت في مهدها===والمجهضون لها همُ الجبناءُ
يبكي الشجاعة فيك يا ليث الورى===خافتْــك، ميتًا، ثلّة حمقــــاءُ
كُره الفضيلة جامع لهم وقــــد===نالوا رضا من هــم لنـــا أعداءُ
لم يسمحوا لك أن تُوارى في الثرى===ما بين شعبكَ والنفوس ظماء
عطشى لتشرب من دما من خانها===من أرضعَـته قبيحة شمطاءُ
جادت عـــليه بما سقتـــــه ذئــابها===فبدا عليــه الحقد والبغضاءُ
منعوا ذويك بأن يروا راحاتـــــهم===حملت حبيبهم فهُــم أكفـــاءُ
وذووك هم أحرار مصر جميعُهم===لم يستطيعوا، إنهم سجنــــاء
علّمتهم في السجن ما معنى الإبــا===وإذا بهم في سجنهم عُظماءُ
علّمتهم في السجن ما معنى الفــدا===فإذا نفــوسهم لمصـر فــداءُ
قتـلوك يا مُرسيّ قتلًا فــاضحًـــًا===وعليه أهل الأرض هم شهداءُ
صار اتصالك بالشريف خــيانـة===تبّا لهم، ولِــمن لهم نصـــراءُ
صار انتـصــارُك للشـــآم مسبّةً===كم إنهم فيما مضــوا حقـــراءُ
قُوبلت بالمعـــروف نكـرانًا وذا===طبْـــع الذي من أمّــه لخنـــاءُ
وأردت أن ترقى بمصر إلى العلا===جزعوا فإنهمُ لهــــا أعــداءُ
من أجل ذلك صــرت في زنزانةٍ===جدرانها من حقــدهم صمّاءُ
وضعوك في قفصٍ إذا يومًا دعوا===ليحاكموك بما يُقال "قضاءُ"
وضعوك في قفص مخافــة وثبة===لك نحـوهم فيصيبهم إغمـــاء
لله درّك أيّــــها البَـــــــطلُ الذي===يشدو بفضلك نخـبــة علمـــاءُ
أعلى مقامك ما سموت بفضله===خلقٌ وزانك في الأنام صفـــاءُ
شهد العظــام بأن قدرك قد سما===حتى غدت من دونك الجوزاءُ
لمّا رأى الديّـــانُ صبرك لا يني===ولديــك عزم ثابت ومضـــاءُ
شاء اختيارك كي يُريحك سيدي=== من زُمرة عبثت بها الأهـواءُ
نــــادى بأن آن الأوان لــراحة===تحظى بها، ويزول عنك بـلاء
وبأنّ جنّــــــته استعدت للــذي===لم تثْــنه عــــــن دينـــه اللأواء
وبأنّه آن الأوان لمصـر سحْـــ===ــقَ عدُوّهــا، هو حيّـــةٌ رقطاءُ
فعليك يا مُرسيّ رحمة خالقي===يَـــده على أحبـــابـــــه سحــــاءُ
-------------------------------------------------------------
في إسطنبول يوم الإثنين 14 شوال 1440 و 17حزيران 2019.






الاثنين، 10 يونيو 2019

إخي أبا قتيبة


أ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 أتظن إن تأخرت بالرد عليك أنه هجر ونسيان... معاذ الله.. كيف أنسى من هو ساكن في قلبي، ومؤنس وحشتي، ومذهب آلام غربتي...كيف أنس شقيقين كنت أتنسم شيئًا من الأمل حين ألتقي بهما.. أخوي عبد الله وعليّاً.. ذكريات حفرت في صخر الغربة القاسي لا يمكن لرياح الفراق، ولا لوابل العواصف أن تمحوها...لكن تأخرى كان ، كما يُقال، لحاجة في نفس يعقوب قضاها...
أخي يمور الشوق في حنايا صدري، ويلح علي أن أخاطبك بلغة مورانه، وإني لا أتقن ذلك..ومع هذا استجبت له فاسمع لترجمة ذلك الموران..
يممت وجهي لنجم كنت أرعـــاه===يا نجــم قل لي متى حبــــي سألقاه
أين الطريق إليه فإني هائم دنِفٌ===أرجوك قل لي فقلبي الشوق أضناه
طال الفراق وطالت غربتي معه===لا تحسبني لبعدي ســــــوف أنساه
كم خضت بحرًا وبحرًا ما ئجًا لأرى===أبا قتيبة يدعــو في مصــــلاه
لكنّ أمواجه سخريــــــــة نطقت=== سواك قد جاءني فــــخاب مسعـاه
منّيتُ نفسي بعطر منـــــه أنشقه===ويل لمــــن لم يجد ما قــــد تمنّـــاه
ما كنت أحسب أن البعد يغرقني===يا بحْـــــــــر فيك، فآه منْــــك أوّاه
خاب الرجا منك لكنّ لـــي أملًا===بالله ألقى به مَـــن بِــــــتُّ أهــــواه
-----------------------------------------------------------------

هذه الصورة في منزلي الأول في الروضة




الأحد، 9 يونيو 2019

رثاء الشيخ محمد الراوي


عظم الله أجر الأمة بوفاة الشيخ محمد الراوي*
من من الذين يعرفون هذا الجبل الأشم، ولو معرفة يسيرة، وبأي وجه من وجوه المعرفة، روحية، أو علمية، أو جهادية، أو شخصية، أو ....من له أي معرفة بهذا العلَم، ولا يحزن لموته...إنه الشيخ الجليل محمد الراوي..صحيح أنني لم يكتب لي، مع حرصي على ذلك، أن أعرفه من الناحية الشخصية، لكنني عرفته عن قرب من النواحي الأخرى...كانت بداية قصة معرفتي به منذ ما يقارب ثمانية وثلاثين سنة، حين التقيت بابن أخيه الأستاذ الفاضل عبد المعطي محمد فتحي الراوي في المعهد العلمي في المندق، وكان يُطلق عليه، معهد زهران العلمي، كان الأخ عبد المعطي كتابًا مفتوحًا وثريًا عن عمه الشيخ محمد، فلا تكاد جلسة معه تخلو من الحديث عنه، تارة عن جهاده وهو في مصر، جهاده بالكلمة الصادقة، والجهر بها أمام الطاغوت، وتحمله السجن المرير والعذاب الشديد، وصبره وثباته متحديًا الطاغوت في أن ينال منه ما يريد من استكانة وهزيمة روحية أو فكرية، حتى ولو بما رخص له أن يأخذ به من تلفظ باللسان، وكان يحدثني عن علمه الغزير وما قدم به من نفع لأجيال الأمة التي يصعب حصر عددها، وهو يربيها روحًا وفكرًا وعلمًا جيلًا إثر جيل....كما كان يحدثني عن حدبه وعطفه على ذوي رحمه، فكان كثير الصلة لهم، يتحسس حاجاتهم ومطالبهم، فيسارع، بما يستطيع، إلى قضائها من غير تأخير...شهد له علماء الأزهر الأجلاء بطول باعه في العلم، وبجودة أدائه، وأمانته في حمله، كما شهدت صروح الجامعات التي حضيت به معلمًا ومربيًا في ساحاتها.
علَمٌ سما بعلومــــــه وجهـــــــاده===حتى عـــــلا بســــموه الجوزاءَ
سلْ مصر عنه وعن مناقبـه التي===لم تستــــــطع في عدّها إحصاءَ
وله نصيـــــب وافر مــن (اِسمِه)===يروي العطاش وينقـــذ الجهلاء
راوي الحديــــث وشارحٌ ومفسر===قـــد بزّ فيــــــما عنده العلمـــاءَ
له لهـــــجةٌ معروفــــة وبها غــدا===متميـــزًا، أكــرمْ بهــــــا إلقــاءَ
 عظّم الله أجر الأمة بهذا المصاب الجلل..يكفي أنه علامة تشير إلى قبض العلم من بينها...نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويشمله بعظيم مغفرته، ويُسكنه عالي جنته، وأن يعوض الأمة ما فقدت بفقده
--------------------------------------
*
قرأت الخبر في بعض مواقع التواصل.


رثاء الدكتور عبد اللطيف عربيات:


ربما أنَّ أدنى أشكال التعارف بين الناس هو تعارف الأجساد والأبدان... وأرقاها هو تعارف الأرواح.. لكن ما أجمل اجتماع الاثنين في تحقيق إحدى غايات الخلق العظيمة (التعارف)...
كم تأثرت بوفاة من عرفته روحًا وفكرًا، عرفته برابطة الإخوة في الله بالرغم من تباعد المسافات، عرفته باسمه المشرق الذي ملأ صفحات الصحف والمجلات، وأتى على ألسنة مذيعي الأخبار، وعاقدي الندوات...إنه المجاهد الدكتور عبد اللطيف عربيات...الذي لبى دعوة خالقه يوم الجمعة الماضي، وهو قائم يُصلي في المحراب.. وكأن إحساسًا من نوع خاص لامس نفسه حين نهض في ذلك اليوم وقد تزين وتطيب ولبس أجمل ثيابه واندفع، على الرغم من اعتلال صحته، إلى حبيبه وجاره المسجد ليصلي الجمعة فيه...وما أن تنفس نفحات طيبه، وباشر يحييه بأداء ركعتي تحية المسجد، حتى تلقته الملائكة بالبشرى بأنه قد آن الأوان لأن يلقى العبد المنيب ربه، وبأن يلقى الحبيب حبيبه...فهيا أيها الشيخ الذي أفنى عمره في جهاد ومجاهدة في سبيل الله، داعيًا إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنافحًا عنه بالحجة والبيان....وللتو فاضت روحه وهي تملأ المكان بأريجها الفواح..
رحم الله الدكتور المربي، ابن مدينة السلط الأردنية، عبد اللطيف عربيات وجعل له مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر
روحي تعانقُ روحَه===في عـالـم الأرواحِ
ما كنتُ أعرفهُ ترا===بًا في دنــى الأشباحِ
إلا بصورتِه التي===قد أشرقت في السَّـاحِ
عبدُ اللطيفِ سما على===أقْــرانه بنـجـــاحِ
ربّى فأثمر في الورى===وجنى ثمار فلاحِ
وثمــــارُه قد أينعت=== في أنجـــدٍ وبِـطاحِ
ومهندس بل غارسٌ===للخــير والأفـــراح
حمل الهمومَ لدعوةٍ===بعشيــــةٍ وصبــــاحِ
وأدار دفَّتـهــا التي===مـالت بفعــل ريـــاحِ
ونجت بحكمتـه فلم===تعبأ بصـــوت نُبــاحِ
يسعى لصالح قـومه===في غـــدوة ورواحِ
هو للخواطر جابـر===هـو بلسم لجـــــراح
لخصومه هو منصفٌ===بـوداعة وسمــاحِ
للسلط مسقـــــط رسه===أعطى بكـفٍّ راحِ
بنزاهة أمضى ســـــنيّ حيــــاته وصـــــلاح
في الجمعة الغراء ما===ت مزينًا بوشــاح
لاقي الكريم مسبِّحـــأ===بلسانــــه الصّداحِ
لاقي الكــريم مُصــليًا===في عطره الفوّاحِ
يا رب فـــارو فــؤاده===من أطيب الأقداحِ
----------------------------------------