الأحد، 9 يونيو 2019

رثاء الدكتور عبد اللطيف عربيات:


ربما أنَّ أدنى أشكال التعارف بين الناس هو تعارف الأجساد والأبدان... وأرقاها هو تعارف الأرواح.. لكن ما أجمل اجتماع الاثنين في تحقيق إحدى غايات الخلق العظيمة (التعارف)...
كم تأثرت بوفاة من عرفته روحًا وفكرًا، عرفته برابطة الإخوة في الله بالرغم من تباعد المسافات، عرفته باسمه المشرق الذي ملأ صفحات الصحف والمجلات، وأتى على ألسنة مذيعي الأخبار، وعاقدي الندوات...إنه المجاهد الدكتور عبد اللطيف عربيات...الذي لبى دعوة خالقه يوم الجمعة الماضي، وهو قائم يُصلي في المحراب.. وكأن إحساسًا من نوع خاص لامس نفسه حين نهض في ذلك اليوم وقد تزين وتطيب ولبس أجمل ثيابه واندفع، على الرغم من اعتلال صحته، إلى حبيبه وجاره المسجد ليصلي الجمعة فيه...وما أن تنفس نفحات طيبه، وباشر يحييه بأداء ركعتي تحية المسجد، حتى تلقته الملائكة بالبشرى بأنه قد آن الأوان لأن يلقى العبد المنيب ربه، وبأن يلقى الحبيب حبيبه...فهيا أيها الشيخ الذي أفنى عمره في جهاد ومجاهدة في سبيل الله، داعيًا إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنافحًا عنه بالحجة والبيان....وللتو فاضت روحه وهي تملأ المكان بأريجها الفواح..
رحم الله الدكتور المربي، ابن مدينة السلط الأردنية، عبد اللطيف عربيات وجعل له مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر
روحي تعانقُ روحَه===في عـالـم الأرواحِ
ما كنتُ أعرفهُ ترا===بًا في دنــى الأشباحِ
إلا بصورتِه التي===قد أشرقت في السَّـاحِ
عبدُ اللطيفِ سما على===أقْــرانه بنـجـــاحِ
ربّى فأثمر في الورى===وجنى ثمار فلاحِ
وثمــــارُه قد أينعت=== في أنجـــدٍ وبِـطاحِ
ومهندس بل غارسٌ===للخــير والأفـــراح
حمل الهمومَ لدعوةٍ===بعشيــــةٍ وصبــــاحِ
وأدار دفَّتـهــا التي===مـالت بفعــل ريـــاحِ
ونجت بحكمتـه فلم===تعبأ بصـــوت نُبــاحِ
يسعى لصالح قـومه===في غـــدوة ورواحِ
هو للخواطر جابـر===هـو بلسم لجـــــراح
لخصومه هو منصفٌ===بـوداعة وسمــاحِ
للسلط مسقـــــط رسه===أعطى بكـفٍّ راحِ
بنزاهة أمضى ســـــنيّ حيــــاته وصـــــلاح
في الجمعة الغراء ما===ت مزينًا بوشــاح
لاقي الكريم مسبِّحـــأ===بلسانــــه الصّداحِ
لاقي الكــريم مُصــليًا===في عطره الفوّاحِ
يا رب فـــارو فــؤاده===من أطيب الأقداحِ
----------------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق