الخميس، 20 يونيو 2019

ما أعظمك يا سراقب!!


ما أعظمكِ يا سراقبُ...في ليلة واحدة يسطع فيكِ اثنا عشر كوكبًا....
====================================
في ليلة ليــــلاء كانتْ صعـــبةً===غشيَتْ ســراقبَ والظلامُ قد انتشرْ
أهــدتْ كواكبها ليشرقَ فجـرها===أنوارها سطعت وكانوا اثنيْ عشَرْ
أهدتـْـهم، يُمحى بهمْ ظلمٌ طغـى===في الشامِ أو ما حولها اليـوم انتشرْ
أجزلتِ في كرم العَطاء سراقبُ===أهديتِ أنبلَ ما لديـــكِ مــن البشرْ
ذي ثُـــلّـةٌ مما وهبْـــت لشامنــا===والله يعلم من قضــى ومــن انتظر
ما بــــدّلوا دينًا بــه قـــد نُشئوا===حتى ولو دمُهمْ على الأرضِ انهمرْ
من كلّ بطنٍ من بطون سراقبٍ===قــــدمُوا لدفع الشــرّ عنهم فاندحرْ
كانــوا كأزهارٍ بروض عـــامرٍ===ألوانُــــها شتّى، وتزهُـــو كالـدررْ
ما مات صحبُكِ يا سراقبُ إنّما===هي دعــوة لهــــمُ فلبّــوا مَن أمـــرْ
لهمُ الجنانُ تزيّنتْ وتجهّـــزَتْ===أكْـــرمْ بداعٍ ثـــــــــمَّ مَدْعُـوٍّ شــكرْ
---------------------------------------------------------------
الأربعاء 16/شوال/1440هـ و 19/6/2019
والشهداء هم:
محمد محمود العبود
احمد عبد الكريم زيدان
عبد الرحمن عامر هلال
محمد نعيم الابرش
نبيل عبد المنعم حاج اسماعيل
جميل فؤاد بلال
امجد حسن باكير
محمد عبد الكريم كفرطوني
احمد عبد الله حبار
اسامة الشيخ المعضماني
محمد حاج علي الباكير
ابو صدام ريان



الثلاثاء، 18 يونيو 2019


بين يدي رحيل الرئيس الفذ محمد مرسي
====================
أيها الرئيس الفذ الكبير، لن يفرح شانئوك بموتك، ولن يهنؤوا وهم يرون مصر، كنانة الله في أرضه، تحضن ابنها البار بين حناياها، وهي تقول له: تعال يا ولدي وعد إلى أحشائي ثانية، فالطغاة الذين هم على ظهري، رفضوا بشدة وإلحاح جود عطائك، وأريج ورودك وأزهارك، ورفضوا التنعّم بثمار برّك وإخلاصك، وقبضوا أيديهم  عن الغرف من معين علمك، والسباحة في بحر نقائك وطُهرك وصفائك...
نعم يا أبا المصريين، بل يا أبا العرب والمسلمين، بل يا نبض الإنسانية الذي لن يُوقفه موت جسد، هو بالأصل إلى فناء..
أجل.. أنك أب لكل أولئك إلا من أبى، فإنه محروم.. وبعقدة الحسد والحقد مأزوم...
نعم يا أيها الراحل عن هذه الدنيا ودناءتها، والوافد على رب كريم، ورحمن رحيم، وممهل للظالمين ليوم عظيم...
نعم، أيها الجبل الشاهق، والعلَمْ السّامق...والله، لن يفرح شانئوك بموتك، وهل من قبل فرح طاغوت أصحاب الأخدود، بموت الغلام...أبدًا.. بل كان موته لعنة عليهم ولحظة انعتاق وفكاك للناس من قيوده الخسيسة، وجحيم ناره البئيسة.. فانطلقت حناجرهم جميعًا عن بكرة أبيهم لتهتف  "آمنّا بالله رب الغلام" وها نحن نشهد تاريخ الإيمان والكفر، والعدل والظلم، والحق والباطل، يُعيد نفسه اليوم أيها الراحل العظيم.. وستصرخ البشريّة كلها: "آمنّا برب مرسى وإخوانه ومحبيه البررة الكرام" وعندئذ يندحر طغاة الأرض وأوباشها، في كل الأرض إلى مزابل التاريخ، وجحور الفئران والجرذان، ويتبعهم خفافيشها وإمّعاتها، غير مأسوف عليهم.. وإنها لسنة لا تتخلف، إذا آن أوانها، بتقدير العزيز العلام...
نعم والله ما متّ لكن ماتت العلياء...
ما مـتَّ لكن ماتـــــتْ العليــاء===تلك التي حفـّـــــت بهـا الأرزاءُ
ما مت لكن لو سمعــنا ناعـــيـا===قلنا لهم: فرحــت به الأحيـــاء
شهـــداء أمّتنـــا مصابيح الهدى===أحياء عند ملـــيكهم كـــرمـاء
ولأنتَ يا مُرسي رمــز نــاصع===للصـــادقين ومن هـمُ أمنـــــاءُ
قد كنت يا مُرسيّ نجمًا ساطعـًا===الأرض فيك ازيّــنت وسمـــاء
بل أنت سيد من تولىّ الأمر في===ليل الورى إذ سادت الظلمــاء
ولأنتَ نــــورٌ حامـلًا للنور لمْـ===مَـا أشرقت بضيائه الأنحــــاءُ
ولأنتَ أزهى وردةٍ في روضةٍ===بأريجهـــا قد هامت الشعـــراء
لكن بعض الناس أعرض نائيًا===زكمت أنوفهم، اعتراها الـــداءُ
حسدًا تجلّى فــــي تفاهات لهم===فهــمُ وأحفـــاد القـــرود ســواء
في صدرك الميمون حق صامتٌ===لكنّــه صــــدحت به القــرّاء
يكفيك هــــــذا أن تكون نموذجًا===بك يحتذي من قومـنا الشرفاء
يكفيك هـــذا كي تكــون مُبــرَّءًا===مما، بِزورٍ، قـــــاله السفهــاء
الناس تمضي للقبور وما لهـــا=== فعلُ يشيد بــــــذكرهـا وثنـــاء
الناس تمضي للقبـور وما درى===أحد بها، وإذا دروا، فخــــواء
ومضيت أنت مُشَـــيعًا بمشاعرالـ===آلاف حزنى، هزهنّ بـــكاءُ
لم يبق حـر في الدنى إلا بــــكى===في حُرقة وبكت عليك سمـاءٌ
جفتْ دموع الأرض لا من قــلّة===لكنّهـــا، من وجدهــا، جدبـاءُ
لم يبق شخص لم يُلوّثه الخنــــا===إلا ارتـــوت من دمعه الغبراء
يبكي الرجولة ناشها ذو خــسّـــة===وأعـــانه في فعـــله اللقطــاءُ
يبكي المروءة أجهضت في مهدها===والمجهضون لها همُ الجبناءُ
يبكي الشجاعة فيك يا ليث الورى===خافتْــك، ميتًا، ثلّة حمقــــاءُ
كُره الفضيلة جامع لهم وقــــد===نالوا رضا من هــم لنـــا أعداءُ
لم يسمحوا لك أن تُوارى في الثرى===ما بين شعبكَ والنفوس ظماء
عطشى لتشرب من دما من خانها===من أرضعَـته قبيحة شمطاءُ
جادت عـــليه بما سقتـــــه ذئــابها===فبدا عليــه الحقد والبغضاءُ
منعوا ذويك بأن يروا راحاتـــــهم===حملت حبيبهم فهُــم أكفـــاءُ
وذووك هم أحرار مصر جميعُهم===لم يستطيعوا، إنهم سجنــــاء
علّمتهم في السجن ما معنى الإبــا===وإذا بهم في سجنهم عُظماءُ
علّمتهم في السجن ما معنى الفــدا===فإذا نفــوسهم لمصـر فــداءُ
قتـلوك يا مُرسيّ قتلًا فــاضحًـــًا===وعليه أهل الأرض هم شهداءُ
صار اتصالك بالشريف خــيانـة===تبّا لهم، ولِــمن لهم نصـــراءُ
صار انتـصــارُك للشـــآم مسبّةً===كم إنهم فيما مضــوا حقـــراءُ
قُوبلت بالمعـــروف نكـرانًا وذا===طبْـــع الذي من أمّــه لخنـــاءُ
وأردت أن ترقى بمصر إلى العلا===جزعوا فإنهمُ لهــــا أعــداءُ
من أجل ذلك صــرت في زنزانةٍ===جدرانها من حقــدهم صمّاءُ
وضعوك في قفصٍ إذا يومًا دعوا===ليحاكموك بما يُقال "قضاءُ"
وضعوك في قفص مخافــة وثبة===لك نحـوهم فيصيبهم إغمـــاء
لله درّك أيّــــها البَـــــــطلُ الذي===يشدو بفضلك نخـبــة علمـــاءُ
أعلى مقامك ما سموت بفضله===خلقٌ وزانك في الأنام صفـــاءُ
شهد العظــام بأن قدرك قد سما===حتى غدت من دونك الجوزاءُ
لمّا رأى الديّـــانُ صبرك لا يني===ولديــك عزم ثابت ومضـــاءُ
شاء اختيارك كي يُريحك سيدي=== من زُمرة عبثت بها الأهـواءُ
نــــادى بأن آن الأوان لــراحة===تحظى بها، ويزول عنك بـلاء
وبأنّ جنّــــــته استعدت للــذي===لم تثْــنه عــــــن دينـــه اللأواء
وبأنّه آن الأوان لمصـر سحْـــ===ــقَ عدُوّهــا، هو حيّـــةٌ رقطاءُ
فعليك يا مُرسيّ رحمة خالقي===يَـــده على أحبـــابـــــه سحــــاءُ
-------------------------------------------------------------
في إسطنبول يوم الإثنين 14 شوال 1440 و 17حزيران 2019.






الاثنين، 10 يونيو 2019

إخي أبا قتيبة


أ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 أتظن إن تأخرت بالرد عليك أنه هجر ونسيان... معاذ الله.. كيف أنسى من هو ساكن في قلبي، ومؤنس وحشتي، ومذهب آلام غربتي...كيف أنس شقيقين كنت أتنسم شيئًا من الأمل حين ألتقي بهما.. أخوي عبد الله وعليّاً.. ذكريات حفرت في صخر الغربة القاسي لا يمكن لرياح الفراق، ولا لوابل العواصف أن تمحوها...لكن تأخرى كان ، كما يُقال، لحاجة في نفس يعقوب قضاها...
أخي يمور الشوق في حنايا صدري، ويلح علي أن أخاطبك بلغة مورانه، وإني لا أتقن ذلك..ومع هذا استجبت له فاسمع لترجمة ذلك الموران..
يممت وجهي لنجم كنت أرعـــاه===يا نجــم قل لي متى حبــــي سألقاه
أين الطريق إليه فإني هائم دنِفٌ===أرجوك قل لي فقلبي الشوق أضناه
طال الفراق وطالت غربتي معه===لا تحسبني لبعدي ســــــوف أنساه
كم خضت بحرًا وبحرًا ما ئجًا لأرى===أبا قتيبة يدعــو في مصــــلاه
لكنّ أمواجه سخريــــــــة نطقت=== سواك قد جاءني فــــخاب مسعـاه
منّيتُ نفسي بعطر منـــــه أنشقه===ويل لمــــن لم يجد ما قــــد تمنّـــاه
ما كنت أحسب أن البعد يغرقني===يا بحْـــــــــر فيك، فآه منْــــك أوّاه
خاب الرجا منك لكنّ لـــي أملًا===بالله ألقى به مَـــن بِــــــتُّ أهــــواه
-----------------------------------------------------------------

هذه الصورة في منزلي الأول في الروضة




الأحد، 9 يونيو 2019

رثاء الشيخ محمد الراوي


عظم الله أجر الأمة بوفاة الشيخ محمد الراوي*
من من الذين يعرفون هذا الجبل الأشم، ولو معرفة يسيرة، وبأي وجه من وجوه المعرفة، روحية، أو علمية، أو جهادية، أو شخصية، أو ....من له أي معرفة بهذا العلَم، ولا يحزن لموته...إنه الشيخ الجليل محمد الراوي..صحيح أنني لم يكتب لي، مع حرصي على ذلك، أن أعرفه من الناحية الشخصية، لكنني عرفته عن قرب من النواحي الأخرى...كانت بداية قصة معرفتي به منذ ما يقارب ثمانية وثلاثين سنة، حين التقيت بابن أخيه الأستاذ الفاضل عبد المعطي محمد فتحي الراوي في المعهد العلمي في المندق، وكان يُطلق عليه، معهد زهران العلمي، كان الأخ عبد المعطي كتابًا مفتوحًا وثريًا عن عمه الشيخ محمد، فلا تكاد جلسة معه تخلو من الحديث عنه، تارة عن جهاده وهو في مصر، جهاده بالكلمة الصادقة، والجهر بها أمام الطاغوت، وتحمله السجن المرير والعذاب الشديد، وصبره وثباته متحديًا الطاغوت في أن ينال منه ما يريد من استكانة وهزيمة روحية أو فكرية، حتى ولو بما رخص له أن يأخذ به من تلفظ باللسان، وكان يحدثني عن علمه الغزير وما قدم به من نفع لأجيال الأمة التي يصعب حصر عددها، وهو يربيها روحًا وفكرًا وعلمًا جيلًا إثر جيل....كما كان يحدثني عن حدبه وعطفه على ذوي رحمه، فكان كثير الصلة لهم، يتحسس حاجاتهم ومطالبهم، فيسارع، بما يستطيع، إلى قضائها من غير تأخير...شهد له علماء الأزهر الأجلاء بطول باعه في العلم، وبجودة أدائه، وأمانته في حمله، كما شهدت صروح الجامعات التي حضيت به معلمًا ومربيًا في ساحاتها.
علَمٌ سما بعلومــــــه وجهـــــــاده===حتى عـــــلا بســــموه الجوزاءَ
سلْ مصر عنه وعن مناقبـه التي===لم تستــــــطع في عدّها إحصاءَ
وله نصيـــــب وافر مــن (اِسمِه)===يروي العطاش وينقـــذ الجهلاء
راوي الحديــــث وشارحٌ ومفسر===قـــد بزّ فيــــــما عنده العلمـــاءَ
له لهـــــجةٌ معروفــــة وبها غــدا===متميـــزًا، أكــرمْ بهــــــا إلقــاءَ
 عظّم الله أجر الأمة بهذا المصاب الجلل..يكفي أنه علامة تشير إلى قبض العلم من بينها...نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويشمله بعظيم مغفرته، ويُسكنه عالي جنته، وأن يعوض الأمة ما فقدت بفقده
--------------------------------------
*
قرأت الخبر في بعض مواقع التواصل.


رثاء الدكتور عبد اللطيف عربيات:


ربما أنَّ أدنى أشكال التعارف بين الناس هو تعارف الأجساد والأبدان... وأرقاها هو تعارف الأرواح.. لكن ما أجمل اجتماع الاثنين في تحقيق إحدى غايات الخلق العظيمة (التعارف)...
كم تأثرت بوفاة من عرفته روحًا وفكرًا، عرفته برابطة الإخوة في الله بالرغم من تباعد المسافات، عرفته باسمه المشرق الذي ملأ صفحات الصحف والمجلات، وأتى على ألسنة مذيعي الأخبار، وعاقدي الندوات...إنه المجاهد الدكتور عبد اللطيف عربيات...الذي لبى دعوة خالقه يوم الجمعة الماضي، وهو قائم يُصلي في المحراب.. وكأن إحساسًا من نوع خاص لامس نفسه حين نهض في ذلك اليوم وقد تزين وتطيب ولبس أجمل ثيابه واندفع، على الرغم من اعتلال صحته، إلى حبيبه وجاره المسجد ليصلي الجمعة فيه...وما أن تنفس نفحات طيبه، وباشر يحييه بأداء ركعتي تحية المسجد، حتى تلقته الملائكة بالبشرى بأنه قد آن الأوان لأن يلقى العبد المنيب ربه، وبأن يلقى الحبيب حبيبه...فهيا أيها الشيخ الذي أفنى عمره في جهاد ومجاهدة في سبيل الله، داعيًا إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنافحًا عنه بالحجة والبيان....وللتو فاضت روحه وهي تملأ المكان بأريجها الفواح..
رحم الله الدكتور المربي، ابن مدينة السلط الأردنية، عبد اللطيف عربيات وجعل له مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر
روحي تعانقُ روحَه===في عـالـم الأرواحِ
ما كنتُ أعرفهُ ترا===بًا في دنــى الأشباحِ
إلا بصورتِه التي===قد أشرقت في السَّـاحِ
عبدُ اللطيفِ سما على===أقْــرانه بنـجـــاحِ
ربّى فأثمر في الورى===وجنى ثمار فلاحِ
وثمــــارُه قد أينعت=== في أنجـــدٍ وبِـطاحِ
ومهندس بل غارسٌ===للخــير والأفـــراح
حمل الهمومَ لدعوةٍ===بعشيــــةٍ وصبــــاحِ
وأدار دفَّتـهــا التي===مـالت بفعــل ريـــاحِ
ونجت بحكمتـه فلم===تعبأ بصـــوت نُبــاحِ
يسعى لصالح قـومه===في غـــدوة ورواحِ
هو للخواطر جابـر===هـو بلسم لجـــــراح
لخصومه هو منصفٌ===بـوداعة وسمــاحِ
للسلط مسقـــــط رسه===أعطى بكـفٍّ راحِ
بنزاهة أمضى ســـــنيّ حيــــاته وصـــــلاح
في الجمعة الغراء ما===ت مزينًا بوشــاح
لاقي الكريم مسبِّحـــأ===بلسانــــه الصّداحِ
لاقي الكــريم مُصــليًا===في عطره الفوّاحِ
يا رب فـــارو فــؤاده===من أطيب الأقداحِ
----------------------------------------


رثاء الأخ عبد الباسط حلي


ما لي أرى جسر الشغور حزيــنة===وكأن آهــــاتٍ بـــهــــا مدفونة
ساءلتــها، فتـــــأوّهت وإذا بهــــا.=== تبدو كأن بقلبهـــــا مطعــونة
قالت أما تدري بمــــــا قد حلّ بي===أولم ترى دمعي يصب سخينه
علم هــــــــوى متأثــرًا بجـــراحه===وسعادتــــي كانت به مرهونـة
قــــد كان يحمي بيت أبنـــائي كما===يحمي الغضنفر شِـبله وعرينه
قد كان يحملُ همّـــنــا في غــربة===في نفـــــــسه آلامُــــنا مسكونة
من آل حلي في المدينة قد ثــوى===كانت عليه شفيــقــــة وحنـــونة
طابت له السكنى بطيــبة أحمـــدٍ===غشيــته فيــــــها رحمة وسكينة
بِبَقيعها قـــــــد أودعوه فنـال عنــ===ــبره وكافـــــــورا ونال دهونه
أكرم بعبد الباسط المرجـــــو لــه===ربّـــــًا بجنّــات يُـــقـــر عيونه
-----------------------------------------------------------------


رثاء ثلاثة علماء


رثاء الطنطاوي والزرقا والندوي...
شهدتْ سنة 1999 موتَ عديد من علماء الأمة الأفاضل؛ مثل الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز، والشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.. فرثيتهم جميعًا بهذه القصيدة
بَانتْ سُعَـادُ فَلا حِسٌّ ولا خَبَـرُ

مَهْـلاً سُعـادُ، فقَـــــــــــــــلْبي كادَ يَنْفَـــــــطِـرُ
بَانتْ سُعَـادُ وما بَانتْ ضَرائِرُهـا

تلْكَ الضَّـرائرُ لا تُبْـــــــــــــــــقي ولا تــذَرُ
كانتْ سُعَـادُ لأَهْلِ الْحيِّ مُؤْنِسَـةً

تُقيْـلُ عَثْــــــــــــــــــــرتَهُمْ يَوْمـًا إذا عثَــــــــــــــروا
جاءَتْ ضَرائِرُها بالْجَهْـلِ مُنْـذِرةً

يَـا ويْحَ قَومي إِذا ضَمَّتْـــــــــــــــهمُ الحُـفَرُ
كانتْ سُعَادُ لنَـا يَـنْبوعَ مِعْــــــــــــــرِفـةٍ

نروي العِـــــــــــــطاشَ بِها، والنَّـارُ تسْتَعِرُ
جاءَتْ ضرائِرُهَـا بالجَدْبِ مُنْـذِرَةً

وغَـارَ يَنبوعُنَـا واجْتــــــــــــــــــــاحَنَـا الكدَرُ
جَاءتْ ضرائِرُهَـا تدْعُو كَرائِمَـــــــــنَـا

للأخْـــــــــــــــــــذِ في بِـدَعٍ أَتْبَـاعُهـــــــــا كثُروا
جَاءَتْ ضَرائِرُهَا تَـدْعو إلى فِتَـــــــــنٍ

قَـدْ كانَ حـــــــــــــــــذَّرَنا منْ شرِّها عُمَـرُ
رِفْقَـًا سُعَـادُ فَإنَّ الْقَومَ في ضَعَـــــــةٍ

مَنْ ذا يَقُـودُهمُ يا سُعْدى ويَنْتصِرُ؟
أضْحَـوْا كأَنَّهُمُ في لُجَّــةٍ غَــــــــــــــــــــــرِقُوا

مِنْ غيْرِ رُبَّانَ، لا سَمْـــــــــــــــــــــــعٌ ولا بَصَـرُ
كانتْ سُعَـادُ لنَــــــــــــــــا أُمّـًا نلوذُ بها

يَـومًا بِيَوْمٍ إِذا ما انْتـــــــــــــــــابَنـا الضَّــــــــــــــــررُ
حِيْنـًا عَهِـدْناكِ بِابْنِ الباز شامِخَةً

ذَوْدًا عـن الدِّيْـنِ لَمْ يَعْبأْ بِمَنْ كفَروا
أوْ كُنْــتِ زاهِيَـةً في حُـــــــــــــــــــــلّةٍ أَدَبًا

عـــــلى لسـانِ "عليٍّ" تُنْثَــــــــــــرُ الدُّررُ
لكِنَّـهُ قدْ قضــــــى في يَوْمِ حَـاجتِنـا

للشَّهْــــدِ نَرْشُـفُهُ، والآنَ نصْـــــــــــــــطَبِـرُ
قـدْ كُنْـتِ واسِطةً للعَقْـــــــــــــــــــــدِ زيَّنَهُ

مُحَدّثُ الشَّامِ، عنْهُ يَصْـــــــدقُ الْخَبَـرُ
مَنْ ذا يُحَـدّثنا مِـــــــــنْ بَعْـدهِ حِكَمًا

مِنْ ذا يُبَصِّـرُنـا، لو خــــــــــانَنا الْبَصَرُ
كُنْتِ الْمَهَـابــــــــــةَ للزَّرْقَــــــــا تُجــــــــــــــــــلّلُهُ

في مَجْلِسِ الْفِقْـهِ يَحْلو عِنْدَه السَّمَرُ
  غَادَرْتِ سَـاحتَنا لمَّـا قضَوا وبــــــــدَتْ

فينَـا الْعُلُـومُ عـــــــــــن الأَمْصَارِ تنْحَسِرُ
كانَ الْعَـزاءُ لَنَـا في نُخْبَــــــــــــــــةٍ وَرثَـــــــتْ

عِلْـمَ الْكِتَــابِ وفي آياتِــــــــــــــــهِ نظـــــــــروا
قَـدْ أَمَّهُـمْ عَلَمٌ في الْهِنْـــــــــــــــــــــدِ مَوْطِنُهُ

أَمَّـا شــــــــــــــــــذاهُ ففي الأَرْجَـاءِ ينْتشِـرُ
قُلْنَا:سُعَادُ دَنَــــــــتْ في صَفْوِ مَشْربِهِ

هُــــــــــــــــــوَ الْبَقِيَّــةُ مِمَّـــــــــنْ كانَ يُنْتَـــــــــــظَـرُ
لكِنَّــــــــهُ لَمْ تَـــــــدُمْ فينَــــــــــــــــــا سَعـادتُنـــــــــــــا

إذ إنّها بَعُـــــــــدَتْ لمَّـا أتى الْخَبَـــــــــــــــــــــــــرُ
يَنْعي أبـــــــــــــــــــــا حسَنٍ في يَوْمِ مِحْنتِنـا

فالنَّـاسُ لِلْعِلْمِ والآدابِ قدْ خَسِروا
ينْعِـــــــــــــــــــي أبَـا حسَنٍ وَخَطْبُنَـا جلَلٌ

في كلِّ صِقْعٍ نرى الأَعْداءَ قدْ نفَروا
يَبْغـوننا هَمَــــــــــــــــــــــــــــلاً نرْعى كَسَـائِمةٍ

وقَـوْمُنـا نُوَّمٌ، يا لَيْتَهـــــــــــــــــم شعَـــــــــــــروا
لَو دَعْـوةٌ نهَضَــــــــتْ مِنْ أَجْلِ عِزَّتِنـا

أَلْفَيْتَـهـــــــــــــــم زعمُوا في أَنَّهــــــــــــا الخَطَــرُ
ربّاهُ فارْحَـــــــــــــــمْ رجالاتٍ لَنا، وهَبُـوا

لِلْحَــقِّ أَنْفُسَهُمْ، منْ أَجْلِهِ صَبَروا
آمَالُ قومي فيــــكَ يَـا رحْمنُ واسِعَةٌ
----------------------

تَهْديْهِمُ عِوضًا، لَو أَنَّـهُم شَكَـروا
-------------------