الأحد، 4 نوفمبر 2018

على عبد الرؤوف جرت دموعي

مع ابنه حسان وابني عمه أحمد وعبد المجيد

على عبد الرؤوف جرت دموعي===كنهر قد تــــدفق من ضــلوعــي
بـلون الأرجــوان بــــدتْ تضاهي===شعاع الشمـس من بعــد الطلوعِ
أقـــــول لها قـــفي وتقول: دعـني===فأرجو أن يكــون غـــدًا شفيـعي
وتمْـــَنــحُ من لآلئِــــهـــا جُمـــــانًا=== وتذْكو، مثل جمْرٍ في السطوعِ
وفي حـُــزنٍ تــردُّ بمِـلء فـــيـهـــا===مضى نبـعُ الحنــانِ بلا رجـوعِ
بكى خُـــلُقُ الوفـاءِ عـــليه يــشكو===قضى أصلي، ستتْـبعه فــروعي
لخير النــاسِ يســــعـى دون مـَـنّ===ولم يكُ  بالبخــــيل ولا المَنُــوعِ
بقســـــمة ربـــّـه يحــيـــا سـعيــدًا===ويُـنْـــعَتُ بالرضـــيِّ وبالقَنـُـوعِ
كقــــلب الطيْــــــر كان له فُــــؤاد===حنــون، كم تبَـتل في خشــــوعِ
بلا جــــــزعٍ يــدق لأيّ خطــــبٍ===ولــم يكُ ذات يَــــوم بالجَـــزوعِ
ولـــم يرقــــأ لــــه جفـــنٌ إذا مــا===رأى أرقــــًا بطـفــلٍ أو رضـيـعِ
يُـذكّــرني الصبــورُ بــــه فأدعــو===لــه الرّحمـن بالأجــــر الرفيــعِ
وإنْ أبْــصــرْتُ ذا تقــوًى مطيعًا===ذكرتُ أُخــــيَّ ذا القـلبِ المطيـعِ
إذا جـــالستَه جالـــست كــــنـْــزًا===يجــــود عليــك بالقــــولِ البَـديـعِ
وإنْ مرعى الورى قـد صار جدبًا===تجــــد مـرعــاه أورق كالربيــعِ
عــلى ما كان مـن قـــدرٍ عظــيـم===فمــفرشــه من الشوك الضــريْعِ 
وما كنتُ الْوحيـــدَ بمن يــزكّـي===فـــــقــد زكّاه أخيــــار الجُمــــوعِ
له صـــــــدرٌ تَفَجّــر من هـــمومٍ===أبـــى عيش المذلّــة والخـــنــوعِ
وعاء الطيــــن ليس لــه اتســـاعٌ===لنفـسٍ قـد سمــتْ فـوق الجميـــعِ
تمـــزّق صــدره والروح طارت===تُحــلّـق بالسجــود وبالــركــــوعِ
فحَــــطَّ رحـــالَـــه بجـــوار ربٍّ===يلوذ بحصنه الرحب المنيــــــــعِ
*******************************************************



أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا؟!


أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا===مَنْ كان لي في ذي الحياةِ خلـيلا
مَن كان يُتعِـــــــبُ نفسَه لسعادتي===ويمدُّ لي حَـــبْــلًا به مـــــوْصولا
ويُطيعُـــني، ما ردَّ لي قـــولًا ولا===يومًا تردَّدَ، لو طلـبْــتُ جــزيـــلا
همّـي له همٌ وبِيْضُ صــحـــائفـي===يهْــفـــو لهــا ويضمُّهــــا تقبيـــلا
وإذا أحَسَّ بأنّـــني في مـحْـنــــــةٍ===يسعى إليَّ، برفـْـــعهــا مَشْغـــولا
يسعــى إليّ بمـــا أحِبّ بنَـــــشوة===فَـــــــرِحــًا يُدلِّــلُني بــهِ تدلــيـــلا
وإذا هَـمسْتُ أمــامه في حـــاجـةٍ===يمضي لهــا مُتفــــانيًا وعَجــــولا
ويغضُّ طرفًا في حيــاء مُـبْـــــديًا===عُذرًا، إذا لم يستطــع تحصـــيلا
وأراه مُنْكمشـــًا ولا يــدري بمـــا===هو فــاعِــــلٌ، مُتأسّـــفًا وخَجُـولا
في كلِّ صبْــحٍ كان يبعَـــث وردةً===أبْقى بطيبِ أريجِـــهــــا مذْهُــولا
فأشمّهــا، وأشـــــمّها، وأشـمّهـــا===لا أرتَـــــضي عمّا أشــــمّ بـديْــلا
مسحتْ أناملُه عــــليها فانتشــتْ===وأبَـــــت على مر الزمان ذبُــــولا
شــــعّــتْ وُريقـاتٌ لها وتَلألأتْ===كانَـــتْ أنامــلُهُ لهَـــا قِــنـْــــديْـــلا
وبصوتِهِ الهادي يثيرُ مشـاعري===بصـــداه أنعـــم بالحنـــــانِ طويلا
ومِنَ اسْمِـــه أعطاهُ ربّـي نِحْــلةً===فغدا رؤوفًا راحـــــــمــًا ونبيـــــلا
يحْنــو علَى مَنْ دونَهُ في عمـره===ويــزيدُ مَن هُـــو فــوقــه تبْجيـــلا
عبدَ الرؤوف هُديْتَ نهجًا مسْتقيْـ===ـمًا بيّـــنًا، أنعِــــــمْ بذاك سبيـــــلا
أمضيتَ عمركَ في الحياة مجاهدًا===لم تــرض فيها أن تعيش خَـــمولا
آثـــرتَ بالعـــزّ الحَــــياة بفـــاقة===ورفضـــت ذلًا بالغــنى مجـــدولا
مستأنِــسًا بكتَـــاب  ربَّـــك تاليــاً===آيــاتِــــهِ ومُـــرتّـــلًا تَــــرْتيـــــلا
بالصـبرِ واجهتَ البلاء وراضيـًا===قد كان صبرُك في البـــلاء جميلا
ناداك ربّــكَ فاســــتجبتَ مُـلبّــيًا===مـــا كان حِمْــلُك يا أخَـــيّ ثقـــيلا
أدْرِجْــتَ في كفَنٍ تضوّع مسكُه===ملأ الفيــافيَ، أنْجُـــدًا وسُـــهــــولا
سُجّــيْـــتَ، مُبتَسِمًأ، كأنّك ناظرٌ===لجِنــانِ ربّــكَ ترْتجـيــْهِ وصــــولا
والنّاسُ جاءتْ كي تُـودّعَ حِــبّها===وبَـــــدا جبِـيْـنُـك بالنّــدى مطــلولا
وأخــوكَ أوّلُهـمْ أتـــاكَ مُـــقبّــلًا===يَــرجـو لكَ الرّحْــمــنَ منــه قَبـولا
شُيّعتَ في وسطِ الجُموعِ مودَّعًا===وغــدَوتَ فــوقّ أكُــفِّهــمْ محْـمـولا
أُوْدِعــتَ بيْـن الوالدينِ مُـعَـطّرًا===فاهنــأ، أُخَــيَ، مُــجاورًا ونــزيــلا
عبدَ الرؤوفِ جزاكَ ربي جنـــةً===فيْـــهــا تُنعّـــــمُ بُكْــــرةً وأصــيْلا
يا ربّ أضْحى في رحابِك نازلًا===فاجعَـلْ له ظــلًا لديْـــــك ظــليْــلا
واغفرْ لهُ ما كان مـــــنْـه ونقِّـــهِ===يَـأتي الجـــنــانَ مُطيّــبًا مَغْسُــولا
(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)

ذكرى3:

ذكرى3:
=====
رحمك الله يا أبا حسان...
سجنوا صديقكَ الدكتور؛ لأنك جعلت عيادته عنوانَ رسائلي العادية إليك...!!!!
-------------------
كنتَ اجـتهــدْتَ وقلتَ عند عناقي===أرسلْ إليّ رســـائلَ الأشْـواقِ
فيـــها أُطَمْـِــئِنُ والـــديَّ وأطْمَــئـ===ــنُّ عَـليــــكَ بَــعـــدَ فـــــراقِ
وإليكَ عنواني، عــــيادة صاحبي===معْـروفــــة من كثرة الطُّــراق
فأخذتُ أبعـــثُ بالرسائل ليس فيـ===ـها ما يُسيـئ لطاعمٍ أو سَـــاقِ
وإذا بصاحـــــبِكَ الطبيبِ مقــيّــدٌ===يمشي يراه الناس في الأسواقِ
والجُـــرمُ أنّ رسائلي أعطاكـهــا===مــن غيرِ إبطــاءٍ ولا إرهـــاقِ
ولقيــتَ ما لاقــيتَ من جـــرائها===وصبرتَ،مُحتسبًا، لدى الخلّاقِ
فاللــهَ أســـألُ أن يُثيبـــك جنّـــةـً===وتنــال فيْـــها أطيَـب الأطبــاقِ
----------------------------------------------------------------

ذكرى2

ذكرى2
====
رحلات الجنوب والشمال
-----------------------

وبالك ظل مشغولًا بـــأمري===تخاف علي من غـربان سـودِ
بوقت محرج صعــبٍ وفيــهِ===تكالبت الضبــاع على الأسودِ
طرقت عديد أبــوابٍ لأجـلي===لأنجو من حثــالات الجــنــودِ
يعــــز عليك أن أبقـى طريدًا===ويصعب أن تراني في القيودِ
شمالًا أو جنوبًا كنت تسـعـى===لعل السعي يـــأتي بالجـــديــدِ
---------------------------------------------------------
رحمك الله يا أبا حسان.

ذكرى1


ذكرى1
=====
الزمن: تموز 1979
المكان: طريق الحسانية- جسر الشغور
يُذكرُني غروبُ الشمس يومًا==بصُحْبة مَـنْ غدا ضيفَ الكريـم
عشية أنْ طُلِبتُ إلى اعْـتــقالٍ==فرافــقــــني مع الليــلِ البهـيْــــمِ
وأوصــلني إلى مأوى أمــانٍ==وودّعني، حزيْــــنًا، كالسقــيـــمِ
ألا اهْنَأْ يـا أخي بـجـوار رب==كريمٍ صاحــبِ الخيــــر العمـيم
فـــــما قــدّمتَ منْ خيٍر تجده==وأحسنَ منــه جنــــاتِ النعيــــمِ
----------------------------------------------------------
رحمك الله يا أبا حسان.

قلبي وعيني أجمعا:

إن كنت أملك أن أقول لدمْعَتي===لا تنْــزلي فقـنـاةُ دمْعي مغلقةْ
فدموعُ قلبي لم تكن مُـلكي ولا===أسطيْـــعُ وقفَ نزولها مُتدفقةْ
العينُ تبكي كي تُخَفّفَ ما بهــا===والقلب يبكي كي يزيد تحَـرُّقَهْ
لكنّ قــلبي ثم عيــني أجمـعـــا===في أن نفـسي بالحبيب معلقــة
*********

أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا؟!


أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا===مَنْ كان لي في ذي الحياةِ خليلا
مَن كان يُتعِـــــــبُ نفسَه لسعادتي===ويمدُّ لي حَـــبْــلًا به مـــــوْصولا
ويُطيعُـــني، ما ردَّ لي قـــولًا ولا===يومًا تردَّدَ، لو طلـبْــتُ جــزيـــلا
همّـي له همٌ وبِيْضُ صــحـــائفـي===يهْــفـــو لهــا ويضمُّهــــا تقبيـــلا
وإذا أحَسَّ بأنّـــني في مـحْـنــــــةٍ===يسعى إليَّ، برفـْـــعهــا مَشْغـــولا
يسعــى إليّ بمـــا أحِبّ بنَـــــشوة===فَـــــــرِحــًا يُدلِّــلُني بــهِ تدلــيـــلا
وإذا هَـمسْتُ أمــامه في حـــاجـةٍ===يمضي لهــا مُتفــــانيًا وعَجــــولا
ويغضُّ طرفًا في حيــاء مُـبْـــــديًا===عُذرًا، إذا لم يستطــع تحصـــيلا
وأراه مُنْكمشـــًا ولا يــدري بمـــا===هو فــاعِــــلٌ، مُتأسّـــفًا وخَجُـولا
في كلِّ صبْــحٍ كان يبعَـــث وردةً===أبْقى بطيبِ أريجِـــهــــا مذْهُــولا
فأشمّهــا، وأشـــــمّها، وأشـمّهـــا===لا أرتَـــــضي عمّا أشــــمّ بـديْــلا
مسحتْ أناملُه عــــليها فانتشــتْ===وأبَـــــت على مر الزمان ذبُــــولا
شــــعّــتْ وُريقـاتٌ لها وتَلألأتْ===كانَـــتْ أنامــلُهُ لهَـــا قِــنـْــــديْـــلا
وبصوتِهِ الهادي يثيرُ مشـاعري===بصـــداه أنعـــم بالحنـــــانِ طويلا
ومِنَ اسْمِـــه أعطاهُ ربّـي نِحْــلةً===فغدا رؤوفًا راحـــــــمــًا ونبيـــــلا
يحْنــو علَى مَنْ دونَهُ في عمـره===ويــزيدُ مَن هُـــو فــوقــه تبْجيـــلا
عبدَ الرؤوف هُديْتَ نهجًا مسْتقيْـ===ـمًا بيّـــنًا، أنعِــــــمْ بذاك سبيـــــلا
أمضيتَ عمركَ في الحياة مجاهدًا===لم تــرض فيها أن تعيش خَـــمولا
آثـــرتَ بالعـــزّ الحَــــياة بفـــاقة===ورفضـــت ذلًا بالغــنى مجـــدولا
مستأنِــسًا بكتَـــاب  ربَّـــك تاليــاً===آيــاتِــــهِ ومُـــرتّـــلًا تَــــرْتيـــــلا
بالصـبرِ واجهتَ البلاء وراضيـًا===قد كان صبرُك في البـــلاء جميلا
ناداك ربّــكَ فاســــتجبتَ مُـلبّــيًا===مـــا كان حِمْــلُك يا أخَـــيّ ثقـــيلا
أدْرِجْــتَ في كفَنٍ تضوّع مسكُه===ملأ الفيــافيَ، أنْجُـــدًا وسُـــهــــولا
سُجّــيْـــتَ، مُبتَسِمًأ، كأنّك ناظرٌ===لجِنــانِ ربّــكَ ترْتجـيــْهِ وصــــولا
والنّاسُ جاءتْ كي تُـودّعَ حِــبّها===وبَـــــدا جبِـيْـنُـك بالنّــدى مطــلولا
وأخــوكَ أوّلُهـمْ أتـــاكَ مُـــقبّــلًا===يَــرجـو لكَ الرّحْــمــنَ منــه قَبـولا
شُيّعتَ في وسطِ الجُموعِ مودَّعًا===وغــدَوتَ فــوقّ أكُــفِّهــمْ محْـمـولا
أُوْدِعــتَ بيْـن الوالدينِ مُـعَـطّرًا===فاهنــأ، أُخَــيَ، مُــجاورًا ونــزيــلا
عبدَ الرؤوفِ جزاكَ ربي جنـــةً===فيْـــهــا تُنعّـــــمُ بُكْــــرةً وأصــيْلا
يا ربّ أضْحى في رحابِك نازلًا===فاجعَـلْ له ظــلًا لديْـــــك ظــليْــلا
واغفرْ لهُ ما كان مـــــنْـه ونقِّـــهِ===يَـأتي الجـــنــانَ مُطيّــبًا مَغْسُــولا
(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)

رحلتَ مع الربيع بلا تــــأنِّ


عصر الخميس الرابع والعشرين من محرم لعام 1440هـ من الهجرة النبوية الشريفة الموافق للرابع من تشرين الأول لعام 2018م توفي أخي الأصغر عبد الرؤوف جانودي وهو في مستشفى دركوش، نُقِل إليه صباحًا على أثر أزمة حلت به في رئته. رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة....فقلت في رثائه:
--------------
رحلتَ مع الربيع بلا تــــأنِّ===تمنّـــينا وما يُــجـدي التــمَــــنّي

تمنّـــينا بأنْ تبــــقى لدينــــا===تؤانسُنا، ومنك الشـهدَ نجْــــــني
تمنــــيْـــنا التقـــاطَ الدرِّ لمّا===تجـــود بــــــه أُخَــيّ بغــير مَـنِّ
تمنينا الحيـاةَ بجــــنْـب حُــرٍ===كـــريمٍ مُبـــدعٍ فــــي كل فــــنِّ
"وما كل المطالبِ بالتمـنّي"===أمــانيّ الورى هــــيهــاتَ تُغْني
رحلتَ مع الربيع فما وجـدْنا===لدُنْــــيــانا بُعّـــيْـــدكَ أيَّ حُـسنِ
بُعَيْـدك سوف نظمأُ دون رِيٍّ===نمــيْــرُك كان يأتيْـــنا كَــمُـزنِ
فيا أهلي وجــيراني وربعـــي===أأحسسْتُم بحُــزنٍ مثلَ حــزنِي
أيا أرض المكـــارم خبّـريني===بما أحْـــسستِه من بعْــد دفْــــنِ
أما أبصرتِ أنّ الورد أغْفـى===وأطيــــارَ الحــــدائــق لا تُغني
ريــاحينُ الرياض غدت يبابًا===بكَـــت دمعًا هــتُــــونًا أيّ هَتْنِ
على عبدِ الرؤوف وقد توارى===وكفّن من عَــطائك ثوبَ قطنِ
وسُجّـي فيكِ في رمسٍ طهور===فألفى في ترابــك دفءَ حُضنِ
ألم يكُ فـــيْـــــكِ بنـّــاءً بجـــد===لخيـــر بنيـك يسعى ثُم يبــْـني
ففي التعلــــــيم كان لــهُ أيـــادٍ===يُـحِبُّ العلْــم عن ظهْـر وبطنِ
مهارتُه تجـــــلَّتْ في عـــلـومٍ===لها فــــــي الكهرباء أجلُّ شأنِ
ألمْ يشــــقى ليَسعد فيك نـاسٌ===ويحْـــــيـا آخــرون بطيْـب أمْنِ
وأحسنَ في إدارتــِه لِمَشْــفًى===ومَنْ وافـــاه كان علـيهِ يُـثْـنـــي
بــوجـــهٍ باســمٍ يلقى مريضًا===وعمّــا كان يبْـــذل لا تَسَــــلْني
وأمـّـــا في دمشقَ فقد تعَــنّى===بكلّ بقاعـِــــــــهــا أدلى بشطْنِ
هنا وهُـــــناك آثــارٌ عليــــــهِ===تدلُّ عــلى فـِـعـــالٍ ذاتِ وزنِ
لأجلِ الحَقّ كم لاقى صعــابًا===بحــــزمٍ صدّها وصفــــاءِ ذهنِ
إذا هبّـــــت رياحٌ ذات يـــومٍ===يُقابــــــلها بِلا خــورٍ ووهــــنِ
عصاميٌ، عفيفُ النفس يحيـا===ولو أمسى بلا قوتٍ ودُهْـــــــنِ
حفـــــيداتٌ له يأتـــــين سعيًا=== إليه وقـــد شُغِـــفْن بعذْبِ لحْنِ
أنَـــاملُهُـــن تُسعُــــــده بشـــدٍ===لشعرِ الرأس حيْــــنًا أو لذقـــنِ
يــمدّ يديه يحضنُـهنَّ حــبــــاً===ويَرْشفُ ريقَهـنّ بغيــر صحـنِ
ويلثــــمُهـــنّ تكــرارًا مرارًا===فيعجبُ منـــه إنسٌ بعــد جــــنّ
أخي عبدَ الرؤوف شقيقَ روحي===فراقكَ مسني بأشـدّ طعــــنِ
أبـــــا حسانَ لنْ أنساك، حبّي===سكَـنْـتَ القلب فـي حلٍّ وظعْـنِ 
يُعَــزّيني بأنــّــكَ ذو التــــزام===بدينِ الحقِّ في سهـــلٍ وحــزْنِ
ولم تَفْجُــر إذا خاصمتَ يومًا===ولم يُرَ منْـــــكَ ظلمٌ أو تجَــــنِّ
رحلتَ مودّعــًا، بيديك تومي===أرى الرحمن يرفعني ويُدنــــي
فأرجو اللــه أن ترْقــى مقامًا===لــكم يا مُهجـــتي بجنانِ عــدْنِ
ليلة الجمعة 25/محرم/1440 الموافق لـ 5/تشرين الأول/2018
-----------------------------------------------------------