الجمعة، 31 يوليو 2015

هل ستبقى الزبداني باكية؟!

هل ستبقى الزبـداني باكيـــة؟****هل سيبـقى دمعها كالساقية؟
هل سيبقى دمها مُســترْخصًا****كم أراقت من دمـاء زاكية؟!
هل سيبقى أســـدها في محنةٍ****حوصرت بين الجبال العاتية
حاصرتهـــــا غلمةٌ مأفــونـةٌ****قــــد أتتْهـا من ديـــارٍ نــائـية
حملت نار المجـوس وحقدهم****واستعانــت بالنفوس الواهية
هل سيبقى بــردى في حزنه؟****ماؤه لم تبــــق منه باقــيــــةْ
وشجيرات عــــلى ضفـــاتـهِ****أصبحت من بعد ريِ ظاميـة
فهــــوت أوراقها وأصـبحت****مــن جمـــالٍ وحــُليٍ عـارية
وشكت فيهـــا البلابل همّهــا****إذ رأت فيها الحمائمَ بــاكيـــة
عــن ســـلامٍ كان ظلًا وارفًا****فـــي سمـــاها مثــل أم حانية
فأتــاها صـــائــدٌ في خـلسـةٍ****بثّ رُعـــبًا من عــقود خاليـةْ
جاء من أقصى الدّنى في حلّةٍ****شُوهدتْ من ناظريها زاهية
لونهــــــا ذو صُفــرة فـتـــانةٍ****مثــل قينٍ لســـواها غـــاوية
وبهــا أخفــى معــــالمَ غــدره****فبـــــدا للناس شيخًا داعيـــة
هل ستبقى الزبداني تصطلي****بجمـــارٍ سُــعِّرتْ مــن داهية
من ذرارينا له جــنْـــد غدت****خادمًا عن طيب نفس راضية
جهِــــلت دينًا لهـا يرشـــدها****ويُنيـــر الدّرب نحو العــــالية
ومشتْ دربًا على غير هدًى****قــــدماها زلتــــا في الهــاوية
جاءها الزنديق في ثوب التّقى****وأراهـا خُــلّـبًا مــن غـــاليةْ
وعليها راح يهـذي ضــاحـكًا****من هنا للقـدس دربٌ ماضيةْ
صدّقــت ما قــاله من جهـلها****في يـــديه أصبحت كالجاريةْ
وأطاعتْ أمــره في غــفـــلةٍ****لا تـــبــالي مـــن دواهٍ آتـيـــةْ
بنت عمي،لا تموتي حسرة****ليس يُجدي الصّحو عند القاضية
ليس يُجدي لطم خـدٍ عندها****ليس يُجدي الصحوُ وقت الضاحية
إن صحوت الفجر أدركت المنى****فافهمي مني تكوني الناجية
زبـداني اختارك الديّان كي****تفضحي السوءات كانت خافية
إنّ نصـــرَ اللـهِ آتٍ فاثبتي****أبشــري بالنصـر عنــد الرابيةْ

أبشري بالنصر يا رمز الفدا****وقريـــبًا تهزميــن الطـاغــيةْ
الجمعة 15/شوال/1436 الموافق 31/تموز/2015

السبت، 25 يوليو 2015

فقط للمخلصين للثورة السورية

لم تعد الثورة السورية بعد اليوم خيارًا من عدة خيارات، يمكن لمن يريد الخلاص من الظلم، ونيل الحرية، أن يختاره أو يختار غيره...ربما كان هذا مستوعبًا إلى حد ما فيما مضى... أما اليوم فهي الخيار الوحيد لمن يريد بناء مستقبل له ولأولاده من بعده، لا يرى فيه ظلمًا ولا قهرًا ولا نفاقًا ... ولا يرى فيه إضفاء محمومًا للشرعية على نظام طائفي، كُرّس على مرأى ومسمع ممن يسمون أنفسهم الأوصياء على أقدس ما يحسبونه أرقى ما توصلوا إليه (الديمقراطية)؛ التي تعني فيما تعني عندهم: الحرية والمساواة واحترام آراء الشعوب وصناديق الاقتراع، و...و....
نعم، لم يبق أمام المخلصين لهذه الثورة من خيار لهم إلا هي، حتى تستكمل أهدافها، وعليهم ألا يخالطهم أدنى شك في أنها ستُستكمل، بإذن الله، لأنهم دفعوا الثمن باهظًا ومُقدّمًا، وهم إن لم يختاروا ذلك برغبة وأريحية وتصميم فسيجبرون على اختياره... ذلك لأن دماء الشهداء وأرواحهم التي يرون أنهم مخلصون لها، وأنها حاضرة في أذهانهم كل لحظة... هذه الدماء سوف تلزمهم على هذا الخيار... لأن غيره هو محض الخيانة والنسيان لتلك الدماء والأرواح... فما من حر شريف، إلا ويسمع كل يوم صراخًا يكاد يثقب أذنيه يقول له: إنني أرقت دمي، وبذلت روحي من أجلك وأجل أهلك وأبنائك؛ لتعيشوا، وقد تحررتم من (هيمنة العائلة الواحدة) و(هيمنة الطائفة الواحدة) و(هيمنة الطبقة الواحدة) و(هيمنة الجهال) و(هيمنة الرويبضة) و(هيمنة العبيد) و(هيمنة اللصوص) و(هيمنة اللاحضارة) و.....و... نعم إنها صرخة يومية، بل لحظية، تطرق سمع كل من كان عنده قلب أو ألقى السمع وهو شهيد...
صحيح أن الغيوم تتلبد، وتزداد كثافة في سماء الثورة، وصحيح أن كل يوم ينشق فجره يُعَد لها عدو جديد، وصحيح أن المثبطين نشيطون، وأنه يوجد كثيرون من أصحاب القلوب ذات الجدر الرقيقة الواهية التي يسهل لليأس أن يخترقها وينفذ إلى أعماق تلك القلوب... فيترجَم ذلك اليأس إلى عبارات تنطلق على الألسنة... مثل (ليتنا نعود إلى الحالة التي كنا عليها قبل الثورة!!) أو (لولم تقم الثورة لما حصل هذا الخراب!!) أو ( حقًا إن المؤامرة عالمية...!!!) أو .....
أما عن العبارة الأولى فيبدو أن أذواق أصحابها مريضة... فلم تتذوق طعم رائحة الحرية التي هبت عليهم منذ أول يوم خرج الناس، بعفويتهم، يهتفون (حرية...حرية)، ولم يفهموا ذاك الشيخ الذي جاوز السبعين من عمره وكان قد  مر على الثورة أربعة أشهر لا غير فقال: أنا عمري، فقط، أربعة أشهر... معتبرًا أن سنوات عمره السبعين التي أمضاها في ظل الاستعباد والقهر لا شيء، وأنها هباء منثور... وأما عن أصحاب العبارة الثانية‘ فيبدو أن على أبصار أصحابها غشاوة سميكة، وكأنهم لم يروا الخراب الأشد الذي كان يعم البلاد قبل الثورة...هذا الخراب المتمثل بالفساد الأخلاقي، والتفكك الأسري والاجتماعي(فقد الثقة بين الأخ وأخيه، والجار وجاره، و...)، والفساد المالي(الرشوة، والسرقة، والغش، و...)، والفساد السياسي(تكريس السلطة في يد قلة قليلة ومن يلوذ بها، وما رافق هذا التكريس من ظلم وجور ..))، والفساد العسكري( الهزائم المتتابعة...)، والفساد الديني(البدع والمخالفات وتسخير الدين لغير ما أراده الله...)...وأما عن أصحاب العبارة الثالثة، فيبدو أن اختلاط الأمور عندهم بلغ إلى درجة لا تميز بين الحق والباطل، وتجعل مكر الماكرين، وكيد الكائدين ينطلي عليهم بسرعة... فالمؤامرة عالمية ولكن على من يريد أن يتحرر من العبودية للعبيد ليغدو عبدًا لله وحده... والمؤامرة عالمية ولكن لدعم الظالم وترسيخ قدمه ما دام أن في ذلك مصلحة أساطين تلك العالمية...
فعلى الذين جعلوا الثورة السورية خيارهم الوحيد أن يعوا ذلك كله، وأن لا يملوا ولا يكلوا في نشر هذا الوعي بين الناس، وأنهم حتى يكونوا منسجمين مع ذلك الخيار عليهم أن يضعوا أعمالهم ونشاطاتهم تحت الاختبار اليومي الذي يتلخص في أن يسأل كل واحد منهم نفسه السؤال الآتي: هل تقدم عطائي للثورة وعملي لأجلها في هذا اليوم عما كان عليه بالأمس أم تأخر؟ ومن ثم يعمل حسب الجواب... ومجالات العمل كثيرة ومتنوعة، فالذي يستطيع إحداث فرجة بين تلك الغيوم المتلبدة فليفعل، والذي يستطيع أن يزرع الأمل ويخفف من هجمة غيلان اليأس فليفعل، والذي يستطيع أن يقلل من الذرائع التي يتخذها الأعداء للتثبيط  والتخذيل فليفعل، والذي يستطيع أن يذب عمن يحس أنه كان نصير ثورته فيفند شبهةَ تهمةٍ وجهت إليه فليفعل، ويكفي من بعض الناس أن يكون سلوكه مع الآخرين سبب تعلق به وحب له، ومن ثم يتعلقون بثورته ويحبونها، وليحذر أي من هؤلاء أن يكونوا ثغرات تُؤتى الثورة من قبلهم...وفي أضيق الحالات فإن المطلوب من كل واحد أن يدعم هذه الثورة ولو بكلمة طيبة، وألا يحقرن صغيرًا في ذلك.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الحديث غير موجه إلى أولئك الذين كان باطنهم غير ظاهرهم حيال الثورة، ولا إلى أولئك الذين اتخذوا من الثورة مطية لهم لبلوغ غرض ذاتي قريب...فهؤلاء لا يملك المرء إلا أن يدعو لهم بالهداية أو أن يشير إليهم ليُتقى شرهم، ويُستبعدوا من طريق العاملين.      

السبت، 18 يوليو 2015

ألا يا عيد هل تدري بحالي

ألا يا عيــدُ هـــل تـدري بحـالي****وهـل تُصغـي لآهاتـي الثــقالِ
أتــدري ممّ أشــكو يا صديْــقي****فأضحتْ بسمتي ضربَ المُحالِ
قديْــمًا حيْـــن تأتي كان وجـهي****يُطل بنـــوره مثــــــل الــهلال
ويكبُــر نــــوره يـــومًا بــيـــومٍ****ليغدو ذات يــومٍ فـــي الكمــالِ
فأمــشي في بـــلادي في أمــانٍ****ولا أخشى متــاهـات الدغـــالِ
ولا أخشى عـــدوًا إنْ أتـــانــي****لــــهُ أعْــــددت آلاف النّـــبــالِ
وحولي فتـــيةٌ وقــفـــوا بجنبي****وقد خبــــروا أفانيــــنَ القـتــالِ
جبـــاههُـــم لغيــــر الله تـــأبـى****سجودًا، في المقال وفي الفعـالِ
وتطلـــبُ رزقها مـن غيــر ذلٍ****وتأبى الرزقَ إلا مـــن حـــلالِ
وفي ذات الإلـــه لقـــد تفـــانوا****لأجل الحق ضــحّوا بالغـــوالي
وأما اليــومُ يا عــيــــدي فــإني****أرى مـــا لا يـسـرُّ بأي حــــالِ
أرى الأوغاد قد صالتْ وجالتْ****غدتْ في الأرض صاحبةَ المقالِ
أرى مَـــن خــــانَ أُمتـَـنا بأمسٍ****يُرَحَّــبُ فيه ترحـــيبَ الرجالِ
سليلَ الشاتميـــن لعرض قومـي****وأصحابِ النـــبي بـــلا جـدالِ
وعبدَ الســوء للغـــازين أرضي****يُـطــيعُــهـــم بــــــدلٍّ أو دلالِ
يُصـــعّــرُ خــدّه عـــن كلّ حــرّ****ويَــبْذلــه لأربَــاب الضــــلالِ
أرى أهــلي وخلاني وصحــبي****تفـرّق شمْـــلُهم فــوق الرّمــالِ
وبعضهمُ غدوا في البحرِ غرقى****بقـصدهم اللجوء لأرض "غالِ"
أديم الأرض كان فراشَ بعْــضٍ****لحــافُهـــم من السُّـحب الثـِّقالِ
نأوا بالنّفْس عــــن سُكْنى بنـــاءٍ****مخــافـة هدمه من ذي خبـــالِ
براميــــــلُ المنــــايا ساقــطاتٌ****بلـيــلٍ أو نهــــارٍ فـــي تـــوالِ
فهــــــذا هــائـــمٌ فــــي كل وادٍ****وهذا مختــفٍ خـــلف التــــلالِ
وتلك تسيــــر مُثــقـــلةً بطـفـــلٍ****ويتبـعها أخــــوه بلا نعـــــــالِ
أرى أبنـــاء جلدتنـــــــا نــيـــامًا****ولم تُـوقــظْهـمُ سـودُ الليـــالي
ومنهمْ من يُنــاصبـــــني عـــداءً****ويزعُم أنّ ديني فـــي اعْـتلالِ
ولم تشفعْ صـــلاتـــي لي بشيءٍ****لديه، ولا صيامي أو خـــلالي
وصــار دمي بما أفــتى مبــاحًـا****ولــم يعــبــا بآيــــاتِ الطّـوالِ
يفسرُها كمــا يهــــوى ويُمْضـي ****هواه عليّ فــي نفسي ومـالي
أرى وأرى وليــس لديّ شـكٌ**** فلمْ يَـكُ ما أرى نسـج الخـــيــالِ
فهلْ أدركت يا عِيدي مَرامي****وفيم غـدتْ همــومي كالجبــــالِ؟
وفيم الحزنُ يسكنُ في عيوني****وفيْــم أبِيتُ ليْــليَ في انشِغَـــــال
ولولا رحـــمة المولى أتـــتنــا****بثورتنا، ومــا خطــرت ببــــالِ
لكان مصيرنا كمصيـــر عــادٍ****نُــــدَعُّ إلى انْـــقـراضٍ أو زوالِ
فجاءتْ بلسمًا للشــــام تُنهــــي****مرارة مــا سُقيـنا في الخـــوالي
صحيحٌ أنّ أهل الشام ضحــوا****بفــلْذاتٍ لهـــم صـيـــدٍ عــــوالِ
لقــدْ علموا بـأن منـــالَ غـــالٍ****لـــه مهـــرٌ ثميـــنٌ جـــدُ غـــالِ
فما وهنوا وما ضعفوا وظــلتْ****سيوفُهـــم لهم خـــيـرَ الظـــلالِ
رعـــوا عهـــدا قويْــمًا أبرمُوه****بطــرد ابنِ الخنـا وأبي رغــالِ
ولو في ذاك قـد سالتْ دماهــم****دم الأحرارِ يرخصُ في المعالي
غدًا يا عيـدُ تـــأتي والأقــاحي****بأيْــــديْـهــــم، وتبْــــرق كالآلي
غــدًا تأتي وتُبصـــرهم كرامًا****يسوسهم فـــتَى شهمُ الخــــصالِ
وبســـمتُــهم يشع النّـــور منها****ألا يا عيـدُ أبْــشرْ بــالوصـــــالِ

يوم عيد الفطر الجمعة 17/تموز/2015
أرض "غال": فرنسا وبلجيكا وجزء من ألمانيا.
أبو رغال: دليل أبرهة حين عزم على هدم الكعبة.

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

وداعًا أيها الشهر الكريم


وداعًا أيهــا الشهــر الكريـم
وداعًا أيهــا الشهــر الكريـم****فــحــبُّكَ في حــنايانا مقــيــمُ
وداعًا، لم تدمْ فينـــا طويـلًا****مررتَ كما يمــــرّ بنا النّسيمُ
نحسُّ به فينْــعشنا ويمضـي****وفيـــه قـلوبنـــا شوقًا تهـيــمُ
أتيتَ ونحن بالأدران نشـقى****فأسعــدنا التــــطـهُّر والنعيـمُ
أتيْتَ ونحنُ في الدّنيا أسارى****لأنفُسِــنا وتُنْهِــكُـــنا الهمومُ
فحطّمتَ القيود ولم تـدعْـــنـا****لما يمْـــليه شيْــــطانٌ رجيمُ
وضمدت الجــراح بكل رفقٍ****ألــم يرســـلك رحمن رحيمُ
وأسعدت القلوب بفيض نـورٍ****فليس بهــــا عليــل أو سقيمُ
أتيتَ ونحـــن في فتـــنٍ كليلٍ****يحـار بها المحنَّــكُ والحليمُ
كُفينا شرّهـــــا لما احتــوتنا ****ظلالُك أيهـــا الشهر الكـريمُ
أتيتَ وقـد قعـــدنا عن جهـادٍ****فلمْ نعبَـــأ بما فعــل الغشـومُ
أرانا أن فيــــك اللهـو يحْــلو****وأن بـــه نحَــقق ما نـــرومُ
فصححت المسار وقــلت هيا****أعدوا كي تهابَـكم الخصومُ
سمونـــا إذ مــررت بنا ببدرٍ****وبدّل حالنــا الفتـحُ العظــيمُ
فأصبحنا فـوارس لا نبــــالي****بجعــجـعةٍ يُرددهــا "زنيمُ"
رحلتَ ونحنُ في خيـرٍ عميمٍ****تُرى؛ هل حالنا هذي تدومُ؟
أنبقى والنفوس بهـــا صفــاء****فلا حقـــدٌ ولا حسدٌ ذميــــمُ
وهل تبـــــقى لنا هممٌ عـوالٍ****ولا تــرقى لموقعهـا النجومُ
وهل نبْـــقى كُمــاةً في إبــاءٍ****فلا تفــري عزائمَنــا الكُـلومُ
ندافع عن كرامتِـــــنا بعــزمٍ****إذا ما مسّــــهــا وغـدٌ لئـــيمُ
ونهجمُ بالحقيــقةِ في مضــاءٍ****وننشرها، ألا نعـــمَ الهجومُ
وهل تزدانُ سيــرتـــنا بحـلمٍ****وبِشــْرِ أمْ يُشـوّهها الوجُـومُ
وهل بالعـدل نحكمُ إن حكمنا****وبالإنصــافِ دُنيــــانا تقـومُ
وهل إن عدتَ تُبصرنا بخيرٍ****كما فارقتنا أم..... يا كريمُ؟
 الثلاثاء 27 رمضان 1436 الموافق 14تموز2015