الأربعاء، 29 فبراير 2012

قتلوك يا ولدي وأنت بُريعم


هل نفهم بكاءكِ يا أختنا....؟؟!
في الغالب لم تَكُـنْ الْمُذيْعةُ (فوز الخمعلي) على شاشة الإخبارية السعودية[1] تدري أن إذاعتها لخبر مقتل الطفل فداء محمد الضياء من بلدة ((نوى)) على يد محترفي القتل من شبيحة السلطة في سوريا...ستكشف ما لديها من ضمير يقِظ، وقلبٍ حي، وعاطفة جياشة، صادقة ونبيلة... وربما لم تكن مستعدّة لرؤية الدم الطاهر وهو يتدفق من جسد فداء، ووالدُه إلى جانبه، يُحاول أن يحميه؛ فلم يستطع لأن رصاصة القاتل كانت أسرع في الوصول إلى ابنه من قدميه اللتين لم تقدرا على حمله بعد أن رأى فلذة كبده يهوي على الأرض وسط بركة من دمه الزكي...
ومن ثمّ فلم يكن غريبًا منها أن تبكي، وأن تجهش في البكاء...ذلك لأن المفاجأة مروعة في جميع الاتجاهات... هي مروعة للعين فتعلوها غشاوة كي لا ترى فظاعة الجريمة... وهي مروعة للقلب فتتسارع ضرباته معلنًا عن غضبه واشمئزازه مما وعى من تلك الجريمة... وهي مروعة للنفس وأحاسيسها فتحفز الدموع إلى أن تسيل مدرارًا لتخفف من ذهول ما أصابها.... وعندئذٍ ترتجف الأيدي... ويتهدج الصوت وتختنق الحناجر وتختفي الكلمات في سحابة الأسى والحزن التي تُخيم على الحواس والمشاعر... وهذا ما جرى للمذيعة الفاضلة... وقد حاولت أن تضبط عواطفها، وأن تسيطر على مشاعرها وأحاسيسها... ولكنها كانت ضعيفة أمام قوة الفعل... وهول الحدث... وفداحة الخطب... وحق لها ذلك...
 أجل... لأنها فهمت من جملة ما فهمت أن معنى قتل الطفولة هو قتل للبراءة والنقاء والصفاء في أعماق النفس البشرية... وهذا ليس بالأمر الهين ومن ثمّ يستحق البكاء... والإجهاش بالبكاء... وفهمت أن معنى قتل الطفولة هو قتل للأمل العريض والفسيح، الذي تتطلع إليه الأجيال وهي تبني نفسها وأمتها بادئ ذي بدء من مرحلة الطفولة... وإذ بالأمل يتلاشى...بتلك الطلقة القذرة بقذارة مطلقها...وهذا ليس بالأمر الهين أيضًا وهو يستحق البكاء ... والإجهاش بالبكاء.... وفهمت من جملة ما فهمت أن معنى قتل الطفولة هو الإعداد لمستقبل أسود، ومصير مجهول؛ لأمة كانت تتطلع إلى أطفالها على أنهم زهرات ذلك المستقبل، ونُوى ثمارها اليانعة... وهذا ليس بالأمر الهين وهو يستحق البكاء والإجهاش بالبكاء... وفهمتْ أيضًا أن معنى قتل الطفولة هو قتل للإنسانية جمعاء... لأن ذلك يعني إجهازًا على كل ما يضمن للإنسانية الاستمرار لتعمر الأرض بالصالح من العمل، والنافع من الجهد... وهذا والله لأمر جلل؛ يستحق البكاء والإجهاش بالبكاء.... فهل أدرك أولئك الذين يدافعون عن هذا القتل وهؤلاء القتلة عِظم الجريمة التي يرتكبونها بحق الإنسانية وآمالها ومستقبلها؟؟... ولن يفعل ذلك أحد عنده عقل راجح، وقلب واع، وبصيرة نافذة وإحساس مرهف... لأن من يملك كل أولئك لابد أن يفهم مثل ما فهمت هذه المذيعة الحرّة الكريمة، ذاتُ القلب الكبير، والفكرِ المستنير.. وهذا الفهم لا يأتي من فراغ.. وإنما نتيجة جهد مضن في تربية مستقيمة، ونشأة صالحة... وأنّى هذا لمن عمل مشرفو التربية عنده على نكس الفطرة، وحرفها عن طبيعتها التي جبلها الله سبحانه وتعالى عليها...
فتحية لك يا أختنا الفاضلة من أعماق قلب كل حر شريف... وتحية للمنبت الحسن، والمنشأ الصالح اللذين نشأت فيهما فَسَمَوَا بك إلى هذا المستوى من الرقي الإنساني الرفيع... وإن أمة ما زال في أبنائها ضمائر حية، وقلوب نابضة بالحق والكرامة لهي أمة جديرة بأن تتبوأ مكانًا مرموقًا وقياديا في المجتمع الإنساني... فلتصبر على وعورة الطريق، وغلاء الثمن... فكل كريم غالٍ ونفيس، وكل وضيع بَخْسٌ ورخيص...
أحييك يا أختنا الكريمة من خلال هذه القصيدة.. وأنا أعلم أن الكلمات لَتعجز عن التعبير بصدق عن سمو المعاني التي كلنا يرنو إليها، وعَبَّرت عنها ببُكائك العفوي الأصيل...     
قَتَـلوْكَ يا ولدي وأنتَ بُرَيْعِمٌ...
اِبْكِي الشَّهِيْدَ وردّدي معـنا الدّعاء    اِبْكِي الطّــفُـولةَ وهْيَ  تُـنْحَرُ في الْعَـرَاءْ
اِبْــــكـي "فـِـــــداءً" إنَّ قَلْبَــــــكِ شـَـــاهِدٌ    لَمْ يستَطِعْ صَمْتًا عَـلى طَــمْـسِ الضِّيَاءْ
اِبْـــــــكِي عَـلَــيْهِ فَـلَـنْ يَـلُوْمَكِ عَـاقِــــلٌ    إنّ الْــمَــلامَـــةَ هَــهُــــــــــنَا مَحْــضُ الْـغَــــبَـاءْ
جُـودِي بِــدَمْـعِـكِ واستَــزيدي سيــلَهُ    أَوَلَـــسْـــــتِ تَـبْكِـيْـــــنَ البـــَـــــراءة والنَّــقَـــــــاءْ؟!
اِبْكِــي عَـلَـيْـــــــهِ فَإنّ دَمْــعَـكِ مُـذْهِـــبٌ    دَرَن الْــــــقَــسَــــــــاوَةِ والبَــــــــلادَةِ والشَّــــقَـــاءْ
يا أُخْـــــتــــــــنَــا، اِبْـــــــكيْ ولا تَـــتَــــردَّدي    فالنَّــفْــسُ يَــهْـــــدأُ رَوْعُــــهَـا حِيْــنَ الْـبُـكَـاءْ
يَــا أُخْــتَـــــــنـــــا إنّ الْبُــــــــكاءَ لَـرَحْــــــمَــــةٌ    مِـــنْ رَبِّـــنَــا سَـكَــنَـــتْ قُـلُــوبَ الأتْـــقِــــيَـــاءْ
اِبْـــــــكِيْ ريَـاحِـــــيْـــنَ الشَّــآمِ وقدْ بــَـدَتْ     في قَـــبْـــضَـةِ الْجَـزَّارِ يـَـذبَــحُ مَا يَشَـــاءْ
اِبْكـــِي الْــورُوْدَ وقدْ غَــــَدَتْ مـدْفـونـةً     تَحـتَ الثَّـرَى، منْ غَــيْرِ مَاءٍ أوْ هَـوَاءْ
لَسْــــتِ الْوحِــيْـــــدةَ يا أُخَـــيَّـــــةُ فَاذْرِفـي   دمْعًا سَخِـيًّـا في الصّبَاحِ وفي الْمَسَاءْ
فَلأَنْـــــتِ نَـحْــــنُ ونَــحْـــــنُ أَنْـتِ وكلّنـَـا    يَـــا أُخْــتَــنَــا فيْمــا نُحِــــسُّ عَـــــلى سَــواءْ
اِبْـــــكِيْ عَلَى الطّـــفْــلِ الّذي أَبْــصَرْتِـه    في شَـاشَـــةِ الرّائِــــــيْ تَضَـــرّجَ بالــدّمَاءْ
مَــــا حَــــالُ والِـــــــــدِهِ الّـــــــذي بِـــجِــوَارِه    لَـمّـــــــا قَــضَـى فـي حُــجْــرِه، يا لَــــلْــبـــَـلاءْ
يَـــرْنُـــــو إلَــيْـــــهِ وقـَـدْ تَــــقَــــطَّعَ قَــــــلْـبُـــهُ    ولَــدِي حَبِــيْــبِــيْ قَـــــدْ رَضِيْــنَـا بالْقـَـضَـاءْ
قَــتَـــلُوكَ غَـــضـّـــًا يا بُــنَـــيَّ بحِقْـــدِهِـــمْ    تـَــبّــــًا لَــهُــــــمْ مِـنْ أَشقِـــيَـــــــــاءَ وأَغْـــــــبِـبَــاءْ
قَــتَـــــلُوكَ يَـا ولَــــــدِي وأنْـــــــــتَ بُــرَيْـــــعِمٌ    لا تَعْــرِفُ الحِقْــدَ الدّفِــيْنَ ولا العَـــدَاء!
قَــتَــــلُــوكَ في وضَــــحِ النّــهَـار لأنّـــهُم     قَـــدْ جُـــرّدوا مِــنْ كلّ خــيْــــرٍ أو حَـيَـاءْ
اِبْـــكِــيْ عَـليْــهِ فَــــــإنّ دمْــعَـــــكِ شــَــاهِـدٌ     يَـــــرْويْ إلى الأجيَــالِ لُــــؤْمَ الأَدْعِـــيَاءْ
اِبْــــــكـِيْ عَــــــلَــيْـــــــهِ بُــــــــكاءَ شــَــــوْقٍ إنَـــّهُ    قَـــــدْ طــار شَــوقـــــــًا لِلْجِـنَــان وللسّــمَاءْ
سَــبــقَــتْــــهُ أتْــــــــرابٌ لَـهُ زُغْـــــــبُ الْحَـــوَا    صِــــلِ طاهِـــــرينَ وأصْـفـِــيَـــاءَ وأبــرِيَـــاءْ
كمْ حَمْـزةٍ ؟ كَم ثَـامِرٍ؟ كمْ هَـاجَـرٍ؟    كم مِنْ (عُلا) أوْدَى بهِمْ أهْـلُ البِغَاء!
اِبْـكِـي علَــــيهِـــــمْ فَـــــالْـــــــبُـــكاءُ يُريْحُـــنـَـا      وبــهِ نَـــــرَى لِمُصَـابِــــنَا حُسْـنَ العَــزَاءْ
جمعة(عذرًا يا حماة......) 11/ربيع الأول/1433 الموافق لـ 3/شباط/2012
محمد جميل جانودي.
انظر الرابط


[1] كان ذلك يوم الأربعاء 1/شباط/ 2012 . 

الأحد، 26 فبراير 2012

مُناجاة أب وأم لابنهما الشهيد

مُنــاجاة أبوين لابنهما الشهيد
ما أحسب أنه كان يدور بخلد المعلم عليّ أنه سيكون أبًا لشهيد[1] وإن كان كل مؤمن يسأل الله الشهادة...وقد علم الله صدق توجهه في إقباله عليه في نفس تخلصت من شوائب الحياة وأدرانها... ثم أخذ يزكي تلك النفس حتى صفت وسمت...لتستعد إلى حياة أرقى وأفضل...عندئذٍ فرّ مُهاجِرًا بنفسه تلك من كونها ملتصقة بالطين والتراب ولعاعات الدنيا إلى فضاء أوسع وأرحب... فضاء تسبح فيه وهي تعايش الصِّدّيْقيْن والصالحين...وتصغي إلى قصصهم وابتلاءاتهم فتزداد سموًا وتحليقًا...ومن ثمّ فإنّ من كرم الله وفضله أن  خصّه – سبحانه - بمزيدٍ من الحفاوة به وبزوجه وأهله أجمعين، وتكريمهم أيما تكريم... وأي تكريم أعظم وأسمى من أن يكونوا أهلاً لشهيد قضى في سبيل تطهير أرض الشام من ذلك الرجس الذي ابتليت به لعقود...
ولأني قريبٌ من الأبوين، قرب بياض العين من سوادها، فقد كنت أعرفَ الناس بما يدور في نفس كل منهما... وبعضه سمعته منهما كفاحًا... ومن هذا وذاك كانت هذه القصيدة التي أهديها لهما ولكل من يُحس بإحساسهما...ولكل أبوين كُرّما بشهيدٍ مثلهما...
ألا يا ليتني لكَ كنتُ مُهْرا!!....
فراقُــــــكَ يا حَبِيْـــــــبِي كان مُـــــــــــــرّا     رحِـــيْــــلُـــك كان يَـــــــا ولَـــــــــــدي أمَــــــــرّا
فِــراقُــك كان يَعْنــي أنّ رُوحِـــــــــي      تُــــــــفَـــــــارقُ جِسْــمِيَ المـكْـلُـــومَ قـَــــهْـــرا
رحِــيْــلُك كانَ يَــعْني أنَّ بَعْــــضي      يُــغَــــــادِرُنِي فَــــــلا أسْــــــطيْـــع صَــبْــــــرا
حَــلَمْــتُ بأنْ أراكَ غَـدًا بِجَــنْـــــبِي      تـُـواسِيـْــــــــني، وأســـــــعَدُ فيْـــــــــكَ دَهْـــــرا
وفــِيْـــــــكَ رأيْــــــــــــتُ آمَـــالي كِـــبــَــارًا      تُــزاحِـمُـــــــني..أراهَـا وهْـــــــــيَ تَــتْــــرى!
وكِدْتُ أطِيْرُ من فرَحِي حَبيبي      لأنّـــكَ قَـــــــدْ كَـــبُرْتَ وصــــــِرْتَ حـُــرّا
بأنْ غادرْتَ[2] جَيْشَ الظُلْمِ نُبْلاً    لِجَيْشِ الشَّعْــــبِ قدْ أصْبَحْـتَ ذُخْرا
تقَـدّمْـــــــــتَ النّمُــــورَ وأنْــتَ لَيْـــــثٌ       تُـــــــكَــبّـــــــــرُ فــيْـــهِمُ ســِــــــــرًّا وجَــــــــهْــــــرا
بِــهِــــــمْ جـَــاوزْتَ يَــا ولَدي الثُـــريّــا      عَــلَوتَ كَـمَـــا عَــــــــلَوا مَـجْـــدًا وَقَـــــــدْرا
وفــِـي "تَــــلْـــبْــيسة"[3] الغـَــرّاءِ أعْـلى    لَـــكَ الـرّحْمَــــــنُ تَـكْـــريْــــــمــــــــًا وذِكْــــــــرا
وفيْــهَـــــــــا وردةٌ حَــمْــــراءُ تــاهَـــــــــــــتْ      على أتْــــرابِهَــا فِي الأرضِ فَــخْــــــرا
بِــــــــثَـــوبٍ أُرْجُـــوانِــــــيٍّ تَــبَـــاهَــــــــــــتْ      وما أبْـــقَـــتْ عَـلى الأسـْـــــــرار سِتْــــــرا
أنــَا و"أميْـــــــــن" كُــنّـــا في عِــــنـــاقٍ      يفُــــــوحُ عِنَــــــاقُـــــنَـــــا مِسْكًا وعِــــــطْــــــــرا
أنَـــــا مَــــــن رامَ شَــمَّـي ذات يَـــــــومٍ     فَــــــإنَّ دمَــــــــــــــــــــاءَه سَـــــــتـــكُوْنُ مَهـْــــــرا
أنــا مَــــــن رام تقبِـــيْــــلي وضَـــمِّـــــي     فـَــــــــإن عَـــــــــــلَـيْـــــــهِ للّـــــــــذَاتِ هَـــجْــــــــــرا
أنــَا أُدْعَــى "الشهَـادةَ" فاعْــرِفُوْنِي      لــقَـــــــدْ أُوْدِعْــــــــتُ يَـــــــــا عُــشّـــاقُ ســـرّا
بُنَــيَّ عَـرَفْـتُ فِــيْـــــــــكَ بِــهَا هِيَــــامًا     لــقَــــــدْ صَــارَحْــتَني فيْ ذاكَ عَـــشْـــــرا
سمِعْـتَ شــروْطَها فأتَــيْتَ تسْعَى      ونفسُكَ لَـمْ تُــطِـقْ مِنْ بَعْدُ  صبْـــــرا
فأسْـــــرَجْتَ الجَــوادَ وكنْــتَ دومــًا      تُـــــــــــــــدَرّبُ ظَــهْــرَه مُـــــــذْ كانَ مُـهْــــــــرا
لــقـَـــــدْ خَــاطَبْــتَـــــهُ يَــومَـــا بصــــدقٍ      وقُــلْـــــتَ لَــــه: ألا يَـــــا صـــاحِ عُــــــذْرَا
أمـا يَكْفِــــــيْـــــكَ رَعْـــيًا ثــمّ نــَوْمــًــا؟      وفي هَـــذيْــــــنِ قـــدْ أفْـــنَـــــــيْــتَ عُـــمْـــــرا
أمــا يَكْفِيْكَ ركْــضــًا في مُــروجٍ؟      وتــقْـــفِــــــــزُ هــهُـــــــنـَــا وهُـــــــــنَـــاكَ، غِـــــرّا
تُــغَــــــــازلُ هَـــــــــذِهِ حِيْــنًا وحِيــْـــــــنـــًا      صَـهِـْــــــيْـــلُك يَــــمْــلأ الآفَــــــاق هَــــــــــزْرا
وأرضُ الشــام تطلُبُنَـــا حَثِــــيْــــــثــًا       نَكُـــونُ لأهْـــلِهَــا سَــــــــنَـــدًا وظَـــهْــــــــــــــرا
لَـقَــــدْ عَــــاثَ الّــلئــــــــــامُ بهـــا فَسادًا     وإذلالاً ونَـــهْـــــــــــــــــبـــــًا ثُـــــــمّ نَـــــحْـــــــــــــــــرَا
فَـاَطْـــرَقَ ثُــمّ هَــمْهَــمَ في حَـــيـــــــاءٍ      وداعَــــــبِ مِنْــــــكَ ظـهْــرًا ثُــمَّ صـــَــــدْرا
وَأحْــنَـــــــى رأسَـــــهُ خَـــجَلاً وحُــــــبًــــــا      وذلّــــل يا "أمِــــيْـــــــنُ" إلَــــــــيْـــكَ ظَــــهْـــرا
ركبْـتَ عـليــْهِ ثم هَــتَـــفْــتَ هـيَّـــــــــا      فـإنّــي قــدْ وعَــــدتُ الْصَّــحْبَ ظُهْـــرا
ومِـلْتَ عَــلَى الأعَـــادي لا تُبَالِيْ      مَــــلأتَ قــلُــوبَــــهُــــم خَــــوفـــــًا وذُعْـــــــــرا
ولَــمَّا حَانَ وقْــتُ الظّهْر صُبَّــتْ      علَـيْــــكَ حِــــــرَابُـــهُــــــــم ورَمَـــوكَ غَـــــدْرا
سَقيْــــــــتَ الأرضَ شـَـلالاً غَـــزيْرًا       تـَـدفّــــــــــــقَ مِـــــنْ فُـــــــــؤَادِكَ واسْـــتَــــحَـــرّا
رَنــَوْتَ إلَى الْجَـــوادِ وكان يَـــبْكي       وسـالَ الدّمْــعُ مِن عَيْــــــنَـــيْــــــــه نَــهْــــرا
فقُـلْتَ لـَـهُ: ودَاعــًا يَا صـَــديْـــــــقي       وســامِـــــحْــنِي، ولا تَـــحْـــــزَنْ وشـُــــــكرًا
أشـَــارَ لِقَــــــلْبِهِ الْمَــرْمِيِّ حِقْــــــــــــدًا       وأطـــلَـــقَ زَفْــــــــــــرةً كبْـــــــــرَى وحَــــــــــــرّى
ونَــــــام مُــوسّــــــــدًا بِكَ مُسْتَريْحــــــــًا     ونِــــمْـــــتَ جِـــوَارَهُ[4]، وقَضَــيْــــــتَ بِــكْرا
لأنّــــــــكَ مُــــوْقِــــــــنٌ بـِــَزوَاجِ بــكْـــــــرٍ       مِـــــنَ الْحُورِ الْحِسَـاـنِ، فَفِضْتَ بِشْرا
هَـــــنِـــيْـــئــــَا للْجَــــوادِ بخَــيْــــر جـــــارٍ        ألا يَـــا لَــيْــــــتَــــــني لكَ كنْــــتُ مُهـْـــــــــرا
السبت 3/ربيع الآخر/1433 الموافق لـ 25/شباط/2012 – محمد جميل جانودي


[1] هو الملازم الأول المهندس أمين قرة علي.
[2] أعلن انشقاقه عن الجيش الأسدي يوم 16/كانون الثاني/2012
[3] مدينة تابعة لمُحافظة حمص.
[4] كان ذلك بعد صلاة الظهر من يوم السبت 12/ربيع الأول/1433 الموافق لـ 4/شباط/2012

الأربعاء، 22 فبراير 2012

ماذا تقولون للأحفاد إن سألوا؟

مع التحية إلى:
أصدقاء الشعب السوري
(إياد) قبيلة عربية، منها الشاعر لقيط بن يعمر الإيادي، الذي كان في بلاط كسرى وعلم أن الفرس يبيتون شرًا لقبيلته (إياد) ... فلم يستطع أن يكتم ذلك ودفعته حميته العربية إلى إبلاغ القبيلة بنية الفرس وهو يعلمُ أنه بذلك يُعرض حياته للخطر... فأرسل إليهم مخبرًا بما ينتظرهم من كارثة ولاسيما إذا باغتهم الفرس بالهجوم.. وكانت رسالتُه، تلك، قصيدةً مشهورةً... جاء فيها:
أبلغ إيــــــــــــادًا وخــــلل في ســــــراتهم    إني أرى الرأي إن لم أُعْصَ قد نصعـــا
يا لهْــف نَـــفسي أن كانت أموركم     شتــــــى وأحْـــــكم أمـــــــــــر النّـــــــاس فاجتمعا
أحـرار فارس أبنَـاء المُــــــــلوك لهم     من الجمُــوعِ جمـــــوعٌ تــــَــــــــــزدهي القـــــــــلعا
في كلِّ يــومٍ يسنُّون الْحِــراب لكم     لا يَهْـــــــــجعُون إذا مَـــا غَـــــــافلٌ هجَــــــــــــــعـا
ما لي أراكُــــــمْ نِيَـــــامًا فــي بُلَهْــــنيَــــةٍ      وقـــــدْ تَــرونَ شِـهابَ الْحَربِ قــــد سطعـــا
فاشْفــوا غَليلي برأيٍ منْــــكــمُ حسَــنٍ       يُضحي فُـــــؤادي لَـــــــهُ ريَّــانَ قدْ نقَـــــــعـــــــا
صُــونوا جِيَـــــــادَكمُ واجْـلُوا سُــيُوفَــكمُ       وجَـــــــددوا للقــــــــسـيّ النّبـــــــــلَ والشّـــــرعـَــــــا
يَــا قَــــــــوم لا تأمَــنوا إنْ كُنْــتُمُ غُــيُرًا      عَــــــــلى نِسَـــائِــكم كِسْـــــرى ومــا جَمَـــــــــعــــا
قُـــومُوا قِـيَــامًا عَـلى أَمْشَــاطِ أَرْجُـلِكم      ثم افْزعُـــــــوا قَـد يَنــالُ الأَمْنَ مَن فَـــــــزعا
هــــذا كتــــــــابي إليْــــــكم والنّــــذير معـــا      لِمــــنْ رأى منْـــــــكمُ رأْيــــــًـــا ومَن سَمِــــــــــــعــــا
وتقول بعض الروايات أن قبيلة إياد اختلفت على نفسها... فأوقع فيها كسرى... وحين علم بما فعل لقيط قطع لسانه....
واليوم هل تتكرر مأساة ((إياد)) ممثلةً بالشعب السوري الذي يتلقى الضربات إثر الضربات التي لا مثيل لها في البشاعة والوحشية ... هل تتكرر حين يشرف على تلك الضربات ويقوم بتمويلها أحفاد كسرى...
إن الجواب على هذا السؤال منوط بمن يسمون أنفسهم ((أصدقاء الشعب السوري)) وأولئك الذين يقولون أن قلوبهم تتقطع على ما يجري فوق ثرى الشام وفي جوفه... الشام الذي يُسميه المسلمون من غير العرب ((شام شريف))، ويتنادون إلى دعم الشعب السوري والعمل بشتى الوسائل على إيقاف طاحونة الموت، ومقصلة الرؤوس..اللتين تعملان على أرض سوريا...
وإنني مثل كل سوري يعتصر قلبه الألم، ويفتش عن أي شَرَفٍ ليقف عليه ويصيح بأعلى صوته...صيحة لقيط بن يَعمر الإيادي...في قبيلة ((إياد))... رأيت أن إطلاق مثل هذه الصرخة من أقل الواجبات لنجدة الشعب المكلوم.. وأرجو ألا ينقسم ((أصدقاء الشعب السوري)) على أنفسهم؛ كي لا يحل بالشعب السوري ما حل بقبيلة إياد، وتغدو الصيحة وكأنها صيحة في واد...أو صيحة لقيط في ((إياد))...
مَاذَا تقُـــــــــولونَ لـلأحْـفَــادِ إنْ ســـأَلُوا؟
هَـلْ رَاعَكُم فِي بِلادِ الشّامِ ما صُنِعَا**** منْ فَــــاجِرٍ، سَفَهًا، فَالشّامَ قَدْ فُجِعَا
طَمَتْ خُـطُوبٌ عَلَيْهَا كان مَبْعَثَها **** مِــنْ تحْـتِ خَيْمتِــهَـا ذُو خِــفَّــةٍ نُـــــزِعَـــــا
آخـَى العَـــدّوَّ ولم يفْـــطنْ لِــغَـــــــدْرتِـهِ **** والغـَـــــــــدْرُ شيْــمَــــتُه، من صـــــــدْرِهِ نَبَعَــــا
قد أغمَضَ الْعَيْن سَهْـوًا في بُلهْنـــيةٍ**** مِـمَّـا يَـفُـتُّ لـَهُ، مُستَــــــــــمْــرئًا، ورَعَـــــى
ظـنّ الْجَهُــولُ بــــــهِ ظَــنّــًا يُدَغْـــدُغُـه **** فَارْتَدّ منْدهِــشًا مِنْ سُوْءِ مَـــا اطّلعَـــــــا
حتّى إذا أَحْـــــكمَ الغَــــــــدّارُ قَبضَـــتَهُ **** أنْسَاهُ، مِنْ لُؤمهِ، ما كانَ قَدْ رَضَعَا
يَا حَسْـــرتاهُ عَـلى قَـومي يَسِيْرُ بِهِمْ **** وغْـدٌ إلى النَّار مُذْ صَاروا له تَبـــعَـــا
نَارِ الْمَجُوْسِ وَفِيْهَا جَمْــرةٌ عَـظُمَـتْ **** في الشّــام ألْهَــبَهَا، للدين قَدْ قَــلَـــعَـــا
يَـرْمـــي قَنــابِــــــــــلَهُ في كلّ نـَــــــــــــاحـــيةِ **** لا يَـــــــرعَــــــوي أبَــــدًا للسّــمّ قَــــد نقَـــعـَـــا
للعِـرْضِ يهتكـــــــــــــُــهُ للطـفْــلِ يَخْطفُه **** للشيْــــخ يُشْــبِعُـــــهُ ضــرْبًـا وَمـا ركعَـــــــا
فِي حِمْصَ مَجْزَرةٌ ضجّت بها أمَمٌ**** في كلّ نـَاحيَــةٍ للمَـــوت قَــــدْ زرعَـــــــــــا
نَــــــادَتْ كثِيْــرًا ولَمْ يَسْـمَعْ لَهَـــا أَحَـــــــدٌ**** حَتّى الْقـريْـــــبُ؛ فَمَا لبّــى وما هُـــرعَــــا
جَاءَ الْمَجُوْسُ وفي أحْشَـائِهِمْ لَهَــبٌ**** حِنْــقًا عَـلى عُـمَــرٍ أو مَن لَـهُ سَمِـــعَا
يبْغُونَكُم هَــمَــلاً لا مَــجْـــــــــــدَ يَرْفَعُكم****تُسْقَـوْنَ كأسَ الرَّدَى يَا بُؤْسَ مَنْ جَرَعَـــا
لكنّ كَـوكَـبةً في الشَّامِ قَــــــدْ وقفَــتْ **** في وجْـهِــهِم وأبَـــــــتْ لليْــثِ أنْ يقَـــــعـَــا
هَـبّتْ تـذودُ عَن الأحْــرارِ مُـخْلِصَةً **** لا تبْـــتَغِي جـَـاهـًــا،لا ترتَجِيْ طَمَـــعَـا
كُــونُوا لَهَـا سَـنَدًا وامْضُــوا لِـنَجْدَتها**** إنّ التَّـــــــــرَدّدَ مَــــــا أجْــــــدَى وما نَــــفَــــعَــــا
إنّ التَّــــــــردّد فــــِي طيّـــاتِــــــــه نَـــــــــــــدمٌ **** يُــــــوْديْ بصَاحِـبهِ أرْضًا ومَـــــــا رفَــعَــا
مَاذَا تقُـــــــــولونَ لِـلأحْـفَــادِ إنْ ســـأَلُوا**** فِيْمَ السّكُـوتُ عَلَى ضَيْمٍ وَمَنْ خَضَعا؟
فِيْمَ السّكُوتُ عَلَى الأعْراضِ يَهتِكُها****ذُو خِسّــةٍ، لمْ يَجِــدْ شَهمـًا لَـهُ رَدَعَــــــا
فِـيْمَ السّكُوْتُ عَلَى الأطْفَالِ يَذْبَحُهَا**** لِـــصٌّ لَئِـيْــمٌ، علَــى أشْـــلائِهِـمْ رَتَعـَـــــــــا
ما ذا تقُــولون للدّيّــانِ يـَــــــومَ غـــــدٍ **** في يـوم حشر وكلُّ النَّاسِ قـدْ خشَعَـا
هَـلاّ ذكَـرْتُمْ يَتَامَى لَيْسَ عِنْـــــدَهُــــمُ****مَا يُسْكِتُ الْجُوعَ أو مَا يُسْـكتُ الوجَعَـا
كَيْـــفَ الْـجَــوابُ إذا التَّاريْخُ قال لكمْ**** صَفْـحَاتُكم أَقْــفرتْ من فارسٍ سطعَـا
لا تَـرْكَــنُـــــوا أَبَــدًا لِـلْــــوعْـــــدِ يُــــــطْـلِـقُـــهُ ****  خَالِي الْمُــروءَةِ، للأوبَاشِ قــدْ جَمَعَـا
يُـعْـــــــطِيْـكُـمُ عَسَــلاً بِـالْـقَـــولِ يُظْـــهِرُهُ **** ويُبْــطِنُ السُّــمَّ حِيْنَ الْـفِعْــلِ مُـنْــــدَفِـعَــــا
شُـــــــــدّوا مآزِرَكُم، لا تُسْـــــــــرِفُوْا أبدًا **** جُــــــــــوْدُوا بِـرِزْقِــكمُ، تــبَّـــًا لِمَــــــنْ منَـعَـــــا
واسْتنْفِدُوا جُهْدَكُم فِيْ جَيْشِ عِـزّتِـكُمْ**** أعْـطُوْه مُهْجَتَـكم يَــــــــكُنْ لـكُم تبَـــــعَـــــــا
أبْــنَاؤه قَـدَّمُـوا مِنْ أجْـــلِكُم مُـهَــــــــجـًــــــا**** رُدّوا الْجَمِيْـلَ لـَهُ فِي نُبْـــلِ مَا صَنَعَــــــــا
إنْ شِئْتُمُ ذلّـةً فـِـي قَــعْـــــــــــرِ مُـظْـلِمــةٍ**** تُـدَاسُ هـَامَـاتُـكم، والْوَجْــهُ قَــدْ صُـفِـعَــا
لا تسْـمَعُـوا قَـوْلِي وارْضَـوا بِعَيْشِـكمُ**** تحْـــــــتَ النّـعَـالِ وتَـعْــسًا لِـلّـذي قَـــنِعَــــــــا
أو عِـزّةً وبِهَا تَـعْلُـونَ فـِــي رَغَـــــــــــــــــدٍ **** ولا يُرَى بَيْنَكُمْ مَنْ خَــــافَ أو جَــزِعـَا
فَامْضُـوا بِــثَــوْرَتِكُمْ لا تَرْجِـــعُوا أبــَدًا**** يَا بُؤسَ شعْبٍ إذَا مَا ثَارَ لَــوْ رجَعَــــــا
نُصْــحِي لـكُمْ إخْوتِي قُوْمُوْا لِعِــزِّكمُ**** طُوْبَى لِمَـــنْ فيْـــكُمُ بِالخَــيْرِ قَـدْ شَرعَــــا
الأربعاء في 30/ربيع الأول/1433 الموافق لت 22/شباط/2012
محمد جميل جانودي

السبت، 18 فبراير 2012

ما لي أراك بُنيّتي تتأوّهين؟!


ما لـــي أراك بُنيّـــــتي تتـــأوهيـــــــن
شعر/محمد جميل جانودي
مَا لِـــي أراكِ بُنيّـــــتي تتـــأوَّهِيـْــــــنْ       وعَــــلى جبــــــيْــــــنِكِ حَـيْـــــــــرة الْمُــتألّميْـــــــنْ
أفْضِيْ إليّ فـإنَّ صَـدريَ واسِـعٌ       كمْ ضــمَّ فِــــي جَنَـــبَاتِــــهَ مُـــرَّ السِّـنِــيْــــــنْ
بالأمْـــسِ كانتْ بَسْمَةٌ وَرْديَّـــــــةٌ        مِنْ ثَـــــغْــركِ الوضّـاء تشفِــي الحَائرين
وعُـيُونُك النّجْـلاءُ كانَ بَـــريْــقُــــــها      يُحْــــيِـــــــي نُـــفُــــوسَ اليائسينَ القانطيْــــــنْ
كَمْ كنتِ تُهْديْنَ اللآلئ رُصّعَتْ       بِالــــدُرِّ واليَــــــاقُوْتِ والحَــــــجَـــرِ الثمِـــيـــنْ
مِنْ فِــيْــكِ تخْـــــرجُ للأنــَـامِ كأنَّــــها      نبــَضَاتُ قلبِــــــــكِ خَــــــاطبَ المُتَردّديْــــنْ
ما بَــــــــالُـكُـــــــــم مُتـحَيّــــــريْن بـِثَــورةٍ       قَدْ أَبْهَرت مَن في الدّنـَــــى منْ ثَائِرينْ
ما بَـالُكم تتخــافَـــــــتون بِــــشَـــأْنِـــها       لكِــــــــنْ أقضَّـــت مَـــضْـــجَعَ الْمُــتَــجَــبِّريْنْ
الأبْــــعَدُـونَ تَسَـــابَـقُـوا في ذِكْـرِهَـا       لَــكِـــنَّـــــــكمْ لُـــــذْتـــــمْ بِـجُـــــــــحْـرٍ صـــامتِـــيْــنْ
هــلاّ نـظَــرتُم في عُــيُون شَبَــابِهَا        كي تقْــــرؤوا صِـدق الأُبَاة الْمُخلِصـيْن
هلاّ سَـمِعْـتُم ما يَجُوبُ سَـمَاءَها       مِنْ كُــلِّ صَــوْبٍ هَـــــــاتِفــيْــــنَ مُـكَـبِّريْــــــن
هلاّ رأيْــتُم كيْفَ تَـمْضِيْ أُسْــدُهَا      نَــحْــــــــــوَ التَّـــحَـرُّر في قَـــــــــنــاةٍ لا تَلِــيْــــنْ
يُلْقَى عَـلَيهِـم مِنْ شُـواظِ عِصاـبةٍ      شَــــــــررٌ أعِـــدّ بِـــــمَــطْــبَـــــــخِ الْمُــتَزنْــدقـــيْن
يَمْضـــونَ كالسّــهْمِ المُســـدَّدِ رَمْـيُهُ      قُـــــــــــدُمــًا ولا يَــثْـــنيْــهمُ قَـــطْـــــعُ الْـــوتِــيْـــــــنْ
فِيــــــْــمَ التّــــــــــردُّدُ والنّـــفـُـوسُ يــؤزّهـــا     ظــــــــــلْــمُ الطُّــــــغـــاةِ لِــوادعِــيْنَ وآمِنِـــيْــــن؟
فِيْـــــــمَ التّــــــردُّدُ والوقـَـائعُ أسْــفَــرَتْ      عمّــا تَـــــوارى خـلْفَ زَيْـــــفِ الزائِــــفـيْـــــــن
في بابٍ وغْــــــدٍ قدْ أَنَخْتُم رَحْـلَكم      رُحْمَى لكمْ من غـافِــلينَ و جَاهِـليْـنْ!
هَلْ سُـكِّرَتْ أَبْصَارُكم عن أصْلهِ       مِنْ أَيْنَ جَاءَ؟ وَمنْ يَكُونُ؟ وَمَا يَدين؟
عُــــــودُوا إلى مَا قَــــــالَهُ عُلَمَـاؤُكُمْ        في شَــأن عُصْــبَــتِه وكانوا مُنْصِـــفين!
وسَـلُوا العِمَــادَ وشَيْــخَـــهُ وخَــلِيْــلَه       تَــجِــدوا جَوابـًا شــافِــــــــيًا فيْـــــه الْيَقِـــيْن[1]
وسَــلُوا إمـامَ الزّهْـــدِ[2] عَـمّــــا قــالَهُ     عنهم بفــضْحِ المجرميْــــــن المـــارقيـــن!
يــا أمّةَ الْـقُــرآن عُـــــــوا أحْـــوالَــكـُمْ        أحْــوالُنـــا، مِنْ سُـــوءِهـــــَـا يَــنْدى الْجَبيْنْ
هَــلْ تَــذكُريْنَ بُنَـــيّـــتي ما قُـلْــتِـــــهِ        مالي أراكِ الْــيَـــــــــومَ في الْمُتَــشَائِمــيْن؟
مالِي أراكِ حـزيْـــــــــنَـــةً وكئيــــبَــــــةً        مَا الأمْـرُ قولِي واكشِفي السرَّ الدَّفيْنْ
مَــــا لي أراك كَــــــوردة مَـــرمِـيَّـــــــــةٍ       ذبُـــَـلت...وصَــارت موطِـئًا للْعَــابِـــثِـــيْــنْ
نَظَــرتْ إلـيّ بحَـسْــرَةٍ وتَـــــنَـــهّدَتْ       جَادَت عَلَى الخـدّين بالــدَّمْعِ السّخـينْ
أَلْقَتْ جِـبَــالَ هُـمُـومها في مُهْجَتِي      ومَضَتْ تُكَفْــكِفُ دَمْــعَـهـا ولَهــا أنــيْــــنْ
قالَت: أيُـعْـقَـلُ ما أرى يا سَــيِّــدي      مــن جَـفْوةٍ أبْصَــرْتُهـا في الأقْـربِــيْــــن؟!
بَـــلْ زلّــــــةٍ، وكبيْـــــــرة وخَـــطيــْـــــــرةٍ       يَحْــتــارُ فِــــيْــهــا كلّ ذي عــقْــلٍ رَصِـيْـنْ
مَـالِي أرى مِلْيَــار شَخصٍ واقِفٍ      يَـلْهو بِـجُــرْحِــي في عِــداد المْلْتهيـــنْ؟!
لَم يسْتَمِعْ لبُــكاءِ طِفْلٍ صَــــــارِخٍ       لمّـــــا تهَــــــــــدّم فَـْـوقَـــــــــه بَيْـــــــــتٌ حـَـــــزيْــــــنْ
لَمْ يسْتَجِـبْ أبَـدًا لِصَـــرْخةِ حُــرّةٍ       هامت هـروبًا من سُـــيُـــوف الحـــاقدينْ
هَـامَتْ تجُــــــوبُ مديْنَـــةً مَنْكُــوبةً      مَهْــجُورةً، أثــرًا غَـــدَتْ منْ بَعْدِ عَـــيْـن!
لَمْ يَسْتجِب للْجُـرْحِ يثْغب نَازفــًا       أنْ ضـمِّدوني؛ لا أُرى فِي الهـَـــــالكينْ
يا سيّدي، أتريْــــدُ مِنــي بَســـمَــةً        والنَاسُ فـــــــــي بلَــدي تَموتُ ولا مُعــيْـنْ
في حِمْص تتبعها حماة وجُـلّقٌ       قـــــــــــــــِيَـــــمٌ تُـداسُ، ومَـأْتمٌ فِــي كلِّ حِــيْنْ
في الّلاذِقيّــةِ إخْـــوَتي فِيْ مِحْــنَةٍ      مَا بَيْنَ مُـرْتَحِـــلٍ ومُعْتَــــــقَـــلٍ سَجِــــــيْــــن!
في إدْلِبَ الْخضْراء نارٌ أُضْرِمَت       فـغَــــــــدت يَـبَـــــــابــًا بَـعْـــــــدَ وردِ الياسَميـــْنْ
أنَسِــيْـتَ دَرْعـَــا؟ ما أظُنُّــك نَاسِـيًا      قَــــــلْعَ الأظَــافِــــــرِ للصَّـــغَـــارِ الْحَـالِمِيْــــنْ
أنسيْـتَ دَيْـرَ الزور حين تَبَخْتَرَتْ       فيْــــــــــها طـوابِـيْـــرُ العُـــــــــتـَــاةِ المُجْـــرميـــنْ
أنسيتَ مَنْ هجروا الدّيارَ وغَادَرُوا      جِسْرَ الشّغـُـور وهُمْ إِلَـــيْهـَا في حَـنِـيْـــنْ
ما كُنتَ تَنْسى مَا ذَـكَرْتُ فَإنَّ فِي     جَنْبَــــيْــــكَ نَــفْـــسًا حُـــــــرّةً لا تَــسْــتَكِــيْـــــــنْ!
منْ أَجـْـلِ هـذا بَسْمَـِـتي غـابَتْ ولَنْ    تَحْظَـى بِهَا مِنْ قبْـلِ دَحــرِ الْمُـعْــتديْــنْ
لَـكِــنَّ نُــورَ الْــفَــجْـــــــــرِ لاحَ بِــثَــــوْرةٍ      عُظْمى فَأَبْـشِرْ... إنَّهُ النّصْرُ الْمُـبِيْنْ
الأحد 20/3/1433 الموافق لـ 12/2/2012

الخميس، 2 فبراير 2012

بِقُلوبنا لك يا حماة قرار....


بِقُــلوبِنَــا لَكِ يَـا حَمَــاةُ قَــرَار...
في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة....
بِقُلُـوبِــنَــــــــــــــا لَكِ يَا حَمَــــــــــــاةُ قَـــــــــرارُ       مِنْ نُـورِ وَجْــهِكِ شَـعَّـــــتِ الأنْـــوارُ
ضَمّتْـــكِ بيْــــــنَ شِغَــافِهَـــا في لَهْـــفَـةٍ        تُــؤْوِيْـكِ إنْ نَــــزَلَـــتْ بِـــكِ الأكْـدَارُ 
وضُلُوْعُنَا تَحْمِيْكِ مِنْ سَـــوْطِ الرَّدَى      إنْ أَمْسَكَ السَّوْطَ الّلعِيْنَ حِمَــــــــارُ
عَشِقَـــتْــكِ يَــا أُمَّ الْــفِـــــــدَاءِ قُــــلُــــوبُــنَــــا       لمّــــا أطــــــــلَّ الشّــــعـْــــــبُ والـــثُّـــــــــوَّارُ
عشِقَتْ رياضَ العـــلْم فِيْـــــكِ يَؤمُّهـَـــا      فِـــــــلْـــذاتُ أكْــــبـــَـــــــــادٍ لَنَــــــــــا أبـــْــــــرَارُ
وتعَــلَّقَتْ بِــبُـــيُــوتِ خَــــــالِقــهَــــــــا ولَـــمْ        تَـــعْــــبَــأ إذا مـَـــا صَــــدّهَــا الْـفُــجَّـــارُ
عَقَـــــدَتْ عَلَيْكِ قِــــرانَـها مُــذ أشْرَقَتْ       فيْــــكِ النّجُــومُ ومِنْ سَنـَــاكِ تــُـــنَـــارُ
عَــقَــدتْ عَـلَــيْكِ وأَنْــتِ بِــكْــرٌ طـَاهرٌ      فَغــَدَتْ بِــقَــاعُ الأرْضِ مِنـْكِ تَـغَــارُ
عَشِقَــــتْ مَيَــاديْنَ الْجِـــهــَـادِ أقامَهـَــــا       صِـيْــــــــدٌ ويَـــقْــــــــدُمُ رَكْبَـــهُمْ مِغْــــــــوَارُ
شيْــــــخٌ ولَـــــكــنَّ الشبَـــــــابَ قَـــــريْـــــنُـــهُ       بِعَــــزيْــــمَــةٍ ويشُــــــــدّهَــــــــــا إِصْـــــــــرَارُ
في جَــامِــــعِ السُّــلْطَـانِ كانَ عَرِيـْــنُـهُ      هــُوَ كَـــــوْكَبٌ، مِــــنْ حَـــولِــهِ أَقْمـــــَارُ
ربّـى الشَّـبَابَ عَــلى الْكَرَامَةِ والإبَــــــا      وشعـَــــارُهُــمْ بيْــــنَ الْـــــوَرَى الإيْــــثَـــارُ
وعَلَى الْفَضِـيْـــلَةِ والتبَـــتُّــلِ والْـهُــدَى        بِـــــــقِـــــيَـــامِهِــــــمْ للّـــــيْـــلِ هُـــــمْ عُــــمّـَــارُ
وَعَـلَى التّـحَــرّرِ منْ عِـبَــــــادَة ظَـالِمٍ        حَــــــتّــــى أَحَسّـــــــوا أنَّـــــــهُــــــمْ أَحْـــــــرَارُ
فَأبَــوا رُضُــوخًــا للطّــواغِيْــــتِ الّتِـــيْ        قَــــدْ سَـــــادَ فِيْــــهَا فَــــاجـِــــــرٌ جَــــــــــزّارُ
تِلْكَ الطّـواغِيْــتُ الّتِيْ قَدْ صُنِّـــعَتْ        فِـــــي مَــــطْبَــــــخٍ طَــبّــاخُـــــــهُ خَــمّــــــارُ
في مَطْـــبَـــخٍ لِـلْـبَــغْـــــيِ يُنْــتِجُ قاتِـــلاً        أو ســَـــــارِقـــًا أوْ لِـلْخَــــنـَــــــــا سِـــمْسَــارُ
فِيْ مَـطْـبَــخٍ لِلْفُحْــشِ يُنْــتِجُ خَــائِــــنـًا        بَـاعَ الدّيَـــــــارَ، فَــدُنِّــسَــتْ أَمْـــصَــارُ
وَمَـضَـى يُـعَــــــرْبِـــدُ أَنَّــــــــــهُ لَمُــــقَـــــاوِمٌ        ومُـــــــمَـــــــانِــــــعٌ، صُنِعَتْ لَـهُ الأَدْوَارُ
فـيْ مَــطْبَـــخٍ لِلظُّــــلْمِ يَنْفُـــــثُ سُمَّــــهُ        مُتَــــــــــزَنْـــدِقُــــــــــــون وكُـلُّــهُمْ أَشْــــــــــــرَارُ
منْـــــــهمْ شَــــرَاذِمُ جَـــــاهِلُوْنَ فأقْـــبَــــلُوا       مُـــتَــــــــــوَسِّلِــــيْـــــــــــنَ ودَمْــعُــهُـمْ مِـــــدْرَارُ
جَاؤُوا حَمَاةُ إِلَيْكِ يَشْكُونَ الضَّنى        فـِيْ ذِلَّـــــةٍ، تَــــكْسُـــوهُــــــمُ الأطْمَــــــــارُ
نَـزلُوا بِـسَاحِكِ فَاحْتضَنْتِ نُـزوْلَهُمْ        أكْـرَمْــــــتِـــــــــهــِـــــــمْ وكأنَّـــــــــــــهُـــــــــمْ زُوَّارُ
وَلَهُمْ فَرَشْتِ بِسَاطَ جَــارٍ مُخْــلِصٍ        عَطْفًا عَلَيْهم، كُنْــــتِ نِعْـــمَ الْجَــارُ
عَـلّمْــــتِهِـــمْ، وجَعَـــلْتِهِـــــمْ فِي مَـــأْمَــنٍ        وتَــحَـــــــدّثَـــــتْ فِـــــي ذلكَ السُّمَّــــــــــارُ
ورَفَـــعْــتِ أَدْنَـاهمْ إلَى مَـا لَـمْ يكُـــنْ        حُلُمًا لهُ، وإلى المَناصِبِ صَـارُوا
لَكِــنَّـــــــهُــمْ لَـمَّــا تَــصَــلَّـبَ عُـــوْدُهُـــــــمْ        قَلبُـــــــوا المِجَـــنَّ وزاغَــتِ الأبْصَــارُ
وتنَـــــكَّروا لِجَمِيْـــــلِ صُنْعِــكِ فيْــهِــــمُ        ونَسُــــــوا الْفَضَائِــــلَ كلّــها وامْـتـَـارُوْا
وتَمَــيَّـــــزُوا غَيْــــــــــظًــا بِــرُؤْيَــة فِتْــيَــــــةٍ        صَـــلُّـوا وصَــامُــــوا، كلُّــهُــمْ أَطْهَـــارُ
واشْــتَــــــدَّ غَــيْظُـــهُمُ بِصَــرْخــةِ فَـارسٍ       آن الأوَانُ فَـــــــأَبْــــــشِــــــــريْ يَــــــــا دَارُ
آنَ الأوانُ لكَـــي نَــنَــــــــــالَ كَـــــــــرامَــةً        مَــسْــلُوْبَــةً، أنْ تُـــوْضَـــــعَ الآصـَـــارُ
آنَ الأوانُ لأنْ تَـــــسُــــــوْدَ عَــــــدَالَـــــــةٌ        بَيـْـــنَ الْــوَرَى، وَيُـــسَــــــوّدَ الأَخْـــيَــــارُ
آنَ الأوانُ لأنْ نُـــــحَـــرِّرَ قُــــــدْسَــنَـــــا        جُـــوْلانَــــــنَـــــــا، وتُــهَــــــــــدَّمَ الأسْــــــــــوَارُ
عَـلِـمُـوا بـأنّ الشَّعبَ فَاْضِحُ أمْرِهِمْ        وبِــمَـا يُـــــنــَاديْ تُــــكْشَـــفُ الأسْـتَـــــارُ
فأثَــارَهُـــــم هَــــــذَا الـــــنِّـــدَاءُ وأسْــفَـــرُوا        عَـنْ حِقْدِهِمْ، وعَـلَى حَمَاةَ أغَارُوا
أحْــــقَـــادُهُــم سَبَقَتْ قَـــنَــابِــلَـهُـم وفِـــي        أرْجَـــائِهَــا خَـــطْـــبٌ طَــمَى ودَمَـــــارُ
فِي كلّ بَــيْــــــــتٍ نَــكْـــبَـــــةٌ ومُصِيْـــبَةٌ         وبِـــــــــكُـلِّ حَـــــــيٍّ مَــــــــــأْتَــــــــــــــمٌ ودُوَارُ
كَمْ مُرْضِـعٍ فُجِعَتْ بِقَتْلِ رَضِــيْعِهَا        فِـيْ مَــنْــظَــرٍ تَــبْــكيْ لَهُ الأَحْــجـَــــارُ
كَم حَــامِلٍ بُــقِـــرَتْ لَـهَـا بَطْـــنٌ وَلَــمْ        تأْذَنْ بِــنَــــــشْـرِ مُصَـــابِهَـا الأَخْــبَـــــارُ
خمسُونَ أَلْــفـــًا قُــتِّــــــلُوا مـا ذَنْـبُــــهُم؟        وَدِمَـــاؤُهُـــــمْ سَـــــالَـــــتْ بِهَــــا أَنْـــــهَـــارُ
خَـنَـقُوا النَّواعِـيْرَ الّـتي غَــنّتْ عَلى        مَــرّ السِــنــيْنَ فَـــــضَـــجّــتِ الأَوْتَـــارُ
إيْـــهٍ حَــمَــــــاةُ أَمَـــــا ذَكَــرْتِ طُـفُـــــوْلةً        نَلْــهُــوْ بِــهَـــا وَتَـــــحُـــوْطُنــَا الأَزْهَـــــارُ
والنَّحْلُ يَرْشُفُ مِنْ رُضَابِ رَحِيْقِهَا       ويَــــدُوْرُ بَيْـــــنَ الْعَــاشِــــقِــيْــنَ حِـــوَارُ
يَـــتَـــــبَــادَلُـــوْنَ حَـدِيْــــــثَ وُدٍ بَــيْــــــنَــهُـــــمْ       بِحِـــدَائِــــــــهِ تَــتَــــــمَـــايَـــــــلُ الأَشْـــجَــــارُ
قَدْ كُنْــــــتِ غَافِيَــةً عَلَى يَــــــــدِ حَـــــالِمٍ       يَـــــرْعَـــــــى النّجُـــوْمَ، ومُـــاؤُهُ أنْـــمَـــارُ
فِـيْ ضِـفّــتَــــــيْــهِ نَـــــمَـــارِقٌ مُــخْـــضَـــرَّةٌ       مِنْ سِــحْــرِهَــا تَـتَـــــدَفَّـــقُ الأَشْــعَـــــارُ
جَـاؤُوا إِلَــيْـــــكِ فَــأَيْـــقَــظُوكِ بـِــنَــفْـــــثَـــــةٍ       مَـــعْـــقُـــــوْدةٍ، حِــــقْـــــــــدًا، لَــهَــــــا أَزْرَارُ
وَإِذا بِــأَحْـــــلامِ الْـــوُرُوْدِ تَــبَــعْــــــثَـــــرَتْ        ضاعَـتْ وحَــــلَّ مَحَــلَّهَــا إِعْــصَـارُ
صِــــــــــــلٌّ أَثَـــــــــــارَ غُــــــبَـــــــــــــــارَهُ وأُوَارَهُ        وتَـفَــجّــرَتْ مِـــــنْ مُــقْـــــــلَتَــيْـــــهِ النَّـــارُ
أوّاهُ يَـــــا عَــــقْــــدَ الثَّــــــمَــــانِــيْــــنَ الّـــذيْ       حَـــــفَّـتْ حَــمَـــــــاةَ بِظِــلّكَ الأخْطَـــــارُ
أوّاهُ يَا عَــــقْــــدَ الثّمـــانــيْـــــنَ انقَــــضَتْ       أيـَّــــــامُكَ الحُـــــبْـــلَى، لَـهَـــا اسْـتِـــذْكَارُ
أوّاهُ يَا عَـــــقْـــدَ الــــدِّمــَــــــاءِ ومَــا رَوَتْ      حِـــقْــــدًا طَــغَى، مَـعَ أنَّـــكَ الـثَّــرْثَــــــارُ
إيْـــــــهٍ حَــمَــــــــاةُ تَـصَــبَّـــري وتَـجَــــــمّـلي      فَـالْـيَــــوْمَ يُـغْــسَــلُ يـا حَـمــَـــاةُ الْـعَــــــارُ
اليَـــــــوْمَ هَـبّـــــــتْ ثَـــــــوْرَةٌ سُـــوريَّـــــــــــــــــةٌ       الْــيَــــــوْمَ يُــــؤْخَــذُ يَــــــا حَــــمَـــاةُ الــثّــــارُ
ثَـــــــأْرٌ بـِــــــلا جَــــــــوْرٍ ولا ظُــلْـــــــمٍ، ولا       حِــقْــــدٌ يـَــشُـوبُ الــثَّـــــأْرَ أَوْ أَضـْـرَارُ
ثَــــــــأْرٌ يُــعِـيْـــــدُ الْــحَــقَّ مِـنْ سُــــــرَّاقِـــــهِ       وبِـــهِ حُصُـــــــونُ المُـعْـــتَديْ تَــنْهَـــارُ
 ثـَـأرٌيُـعِـــــيْــــــدُ بَـــــــــرَاءَةً لِـــــطُـــفُـــوْلَــــــةٍ        وعَــلَى الأَنَـــامِــلُ تَــنْــبُـــــتُ الأظْفَـــارُ
ثَـــــــأْرٌ بِــهِ تَــمْــــشــيْ الْــبُـنَـــيَّـــــــــةُ حُــــرَّةً       لا ذِئْــبَ يَــخْـدِشُـهَـا وَلا صِــرْصَــارُ
إيْـــهٍ حَــمَــــــاةُ فَــإِنَّ فَــــــجْـــــــرَكِ قَــــــــادِمٌ      يَـمْــحُوْ ظَــلامَ الَّـلَيْــلِ عَـــنْــكِ نَهَـــــارُ
كَمْ حَــــــاوَلُوْا أنْ يَقْــــــذِفُـــــــوْكِ بِفِـــــــرْيَــةٍ      فَأصَـابَهُمْ فيْمَــــــا رَمَـــــــوْكِ شَـــــــنــَــارُ
كَمْ حَــاوَلُوا أنْ يُظْهِــــــــرُوْكِ دَمِيْــمَـةً       فَزَهَــــتْ بِحُسْــنِــكِ يَاْ حَمَـــــاةُ دِيَـــــارُ
الخميس 3/3/ 1433 الموافق لـ 26/1/ 2012
محمد جميل جانودي