الخميس، 2 فبراير 2012

بِقُلوبنا لك يا حماة قرار....


بِقُــلوبِنَــا لَكِ يَـا حَمَــاةُ قَــرَار...
في الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة....
بِقُلُـوبِــنَــــــــــــــا لَكِ يَا حَمَــــــــــــاةُ قَـــــــــرارُ       مِنْ نُـورِ وَجْــهِكِ شَـعَّـــــتِ الأنْـــوارُ
ضَمّتْـــكِ بيْــــــنَ شِغَــافِهَـــا في لَهْـــفَـةٍ        تُــؤْوِيْـكِ إنْ نَــــزَلَـــتْ بِـــكِ الأكْـدَارُ 
وضُلُوْعُنَا تَحْمِيْكِ مِنْ سَـــوْطِ الرَّدَى      إنْ أَمْسَكَ السَّوْطَ الّلعِيْنَ حِمَــــــــارُ
عَشِقَـــتْــكِ يَــا أُمَّ الْــفِـــــــدَاءِ قُــــلُــــوبُــنَــــا       لمّــــا أطــــــــلَّ الشّــــعـْــــــبُ والـــثُّـــــــــوَّارُ
عشِقَتْ رياضَ العـــلْم فِيْـــــكِ يَؤمُّهـَـــا      فِـــــــلْـــذاتُ أكْــــبـــَـــــــــادٍ لَنَــــــــــا أبـــْــــــرَارُ
وتعَــلَّقَتْ بِــبُـــيُــوتِ خَــــــالِقــهَــــــــا ولَـــمْ        تَـــعْــــبَــأ إذا مـَـــا صَــــدّهَــا الْـفُــجَّـــارُ
عَقَـــــدَتْ عَلَيْكِ قِــــرانَـها مُــذ أشْرَقَتْ       فيْــــكِ النّجُــومُ ومِنْ سَنـَــاكِ تــُـــنَـــارُ
عَــقَــدتْ عَـلَــيْكِ وأَنْــتِ بِــكْــرٌ طـَاهرٌ      فَغــَدَتْ بِــقَــاعُ الأرْضِ مِنـْكِ تَـغَــارُ
عَشِقَــــتْ مَيَــاديْنَ الْجِـــهــَـادِ أقامَهـَــــا       صِـيْــــــــدٌ ويَـــقْــــــــدُمُ رَكْبَـــهُمْ مِغْــــــــوَارُ
شيْــــــخٌ ولَـــــكــنَّ الشبَـــــــابَ قَـــــريْـــــنُـــهُ       بِعَــــزيْــــمَــةٍ ويشُــــــــدّهَــــــــــا إِصْـــــــــرَارُ
في جَــامِــــعِ السُّــلْطَـانِ كانَ عَرِيـْــنُـهُ      هــُوَ كَـــــوْكَبٌ، مِــــنْ حَـــولِــهِ أَقْمـــــَارُ
ربّـى الشَّـبَابَ عَــلى الْكَرَامَةِ والإبَــــــا      وشعـَــــارُهُــمْ بيْــــنَ الْـــــوَرَى الإيْــــثَـــارُ
وعَلَى الْفَضِـيْـــلَةِ والتبَـــتُّــلِ والْـهُــدَى        بِـــــــقِـــــيَـــامِهِــــــمْ للّـــــيْـــلِ هُـــــمْ عُــــمّـَــارُ
وَعَـلَى التّـحَــرّرِ منْ عِـبَــــــادَة ظَـالِمٍ        حَــــــتّــــى أَحَسّـــــــوا أنَّـــــــهُــــــمْ أَحْـــــــرَارُ
فَأبَــوا رُضُــوخًــا للطّــواغِيْــــتِ الّتِـــيْ        قَــــدْ سَـــــادَ فِيْــــهَا فَــــاجـِــــــرٌ جَــــــــــزّارُ
تِلْكَ الطّـواغِيْــتُ الّتِيْ قَدْ صُنِّـــعَتْ        فِـــــي مَــــطْبَــــــخٍ طَــبّــاخُـــــــهُ خَــمّــــــارُ
في مَطْـــبَـــخٍ لِـلْـبَــغْـــــيِ يُنْــتِجُ قاتِـــلاً        أو ســَـــــارِقـــًا أوْ لِـلْخَــــنـَــــــــا سِـــمْسَــارُ
فِيْ مَـطْـبَــخٍ لِلْفُحْــشِ يُنْــتِجُ خَــائِــــنـًا        بَـاعَ الدّيَـــــــارَ، فَــدُنِّــسَــتْ أَمْـــصَــارُ
وَمَـضَـى يُـعَــــــرْبِـــدُ أَنَّــــــــــهُ لَمُــــقَـــــاوِمٌ        ومُـــــــمَـــــــانِــــــعٌ، صُنِعَتْ لَـهُ الأَدْوَارُ
فـيْ مَــطْبَـــخٍ لِلظُّــــلْمِ يَنْفُـــــثُ سُمَّــــهُ        مُتَــــــــــزَنْـــدِقُــــــــــــون وكُـلُّــهُمْ أَشْــــــــــــرَارُ
منْـــــــهمْ شَــــرَاذِمُ جَـــــاهِلُوْنَ فأقْـــبَــــلُوا       مُـــتَــــــــــوَسِّلِــــيْـــــــــــنَ ودَمْــعُــهُـمْ مِـــــدْرَارُ
جَاؤُوا حَمَاةُ إِلَيْكِ يَشْكُونَ الضَّنى        فـِيْ ذِلَّـــــةٍ، تَــــكْسُـــوهُــــــمُ الأطْمَــــــــارُ
نَـزلُوا بِـسَاحِكِ فَاحْتضَنْتِ نُـزوْلَهُمْ        أكْـرَمْــــــتِـــــــــهــِـــــــمْ وكأنَّـــــــــــــهُـــــــــمْ زُوَّارُ
وَلَهُمْ فَرَشْتِ بِسَاطَ جَــارٍ مُخْــلِصٍ        عَطْفًا عَلَيْهم، كُنْــــتِ نِعْـــمَ الْجَــارُ
عَـلّمْــــتِهِـــمْ، وجَعَـــلْتِهِـــــمْ فِي مَـــأْمَــنٍ        وتَــحَـــــــدّثَـــــتْ فِـــــي ذلكَ السُّمَّــــــــــارُ
ورَفَـــعْــتِ أَدْنَـاهمْ إلَى مَـا لَـمْ يكُـــنْ        حُلُمًا لهُ، وإلى المَناصِبِ صَـارُوا
لَكِــنَّـــــــهُــمْ لَـمَّــا تَــصَــلَّـبَ عُـــوْدُهُـــــــمْ        قَلبُـــــــوا المِجَـــنَّ وزاغَــتِ الأبْصَــارُ
وتنَـــــكَّروا لِجَمِيْـــــلِ صُنْعِــكِ فيْــهِــــمُ        ونَسُــــــوا الْفَضَائِــــلَ كلّــها وامْـتـَـارُوْا
وتَمَــيَّـــــزُوا غَيْــــــــــظًــا بِــرُؤْيَــة فِتْــيَــــــةٍ        صَـــلُّـوا وصَــامُــــوا، كلُّــهُــمْ أَطْهَـــارُ
واشْــتَــــــدَّ غَــيْظُـــهُمُ بِصَــرْخــةِ فَـارسٍ       آن الأوَانُ فَـــــــأَبْــــــشِــــــــريْ يَــــــــا دَارُ
آنَ الأوانُ لكَـــي نَــنَــــــــــالَ كَـــــــــرامَــةً        مَــسْــلُوْبَــةً، أنْ تُـــوْضَـــــعَ الآصـَـــارُ
آنَ الأوانُ لأنْ تَـــــسُــــــوْدَ عَــــــدَالَـــــــةٌ        بَيـْـــنَ الْــوَرَى، وَيُـــسَــــــوّدَ الأَخْـــيَــــارُ
آنَ الأوانُ لأنْ نُـــــحَـــرِّرَ قُــــــدْسَــنَـــــا        جُـــوْلانَــــــنَـــــــا، وتُــهَــــــــــدَّمَ الأسْــــــــــوَارُ
عَـلِـمُـوا بـأنّ الشَّعبَ فَاْضِحُ أمْرِهِمْ        وبِــمَـا يُـــــنــَاديْ تُــــكْشَـــفُ الأسْـتَـــــارُ
فأثَــارَهُـــــم هَــــــذَا الـــــنِّـــدَاءُ وأسْــفَـــرُوا        عَـنْ حِقْدِهِمْ، وعَـلَى حَمَاةَ أغَارُوا
أحْــــقَـــادُهُــم سَبَقَتْ قَـــنَــابِــلَـهُـم وفِـــي        أرْجَـــائِهَــا خَـــطْـــبٌ طَــمَى ودَمَـــــارُ
فِي كلّ بَــيْــــــــتٍ نَــكْـــبَـــــةٌ ومُصِيْـــبَةٌ         وبِـــــــــكُـلِّ حَـــــــيٍّ مَــــــــــأْتَــــــــــــــمٌ ودُوَارُ
كَمْ مُرْضِـعٍ فُجِعَتْ بِقَتْلِ رَضِــيْعِهَا        فِـيْ مَــنْــظَــرٍ تَــبْــكيْ لَهُ الأَحْــجـَــــارُ
كَم حَــامِلٍ بُــقِـــرَتْ لَـهَـا بَطْـــنٌ وَلَــمْ        تأْذَنْ بِــنَــــــشْـرِ مُصَـــابِهَـا الأَخْــبَـــــارُ
خمسُونَ أَلْــفـــًا قُــتِّــــــلُوا مـا ذَنْـبُــــهُم؟        وَدِمَـــاؤُهُـــــمْ سَـــــالَـــــتْ بِهَــــا أَنْـــــهَـــارُ
خَـنَـقُوا النَّواعِـيْرَ الّـتي غَــنّتْ عَلى        مَــرّ السِــنــيْنَ فَـــــضَـــجّــتِ الأَوْتَـــارُ
إيْـــهٍ حَــمَــــــاةُ أَمَـــــا ذَكَــرْتِ طُـفُـــــوْلةً        نَلْــهُــوْ بِــهَـــا وَتَـــــحُـــوْطُنــَا الأَزْهَـــــارُ
والنَّحْلُ يَرْشُفُ مِنْ رُضَابِ رَحِيْقِهَا       ويَــــدُوْرُ بَيْـــــنَ الْعَــاشِــــقِــيْــنَ حِـــوَارُ
يَـــتَـــــبَــادَلُـــوْنَ حَـدِيْــــــثَ وُدٍ بَــيْــــــنَــهُـــــمْ       بِحِـــدَائِــــــــهِ تَــتَــــــمَـــايَـــــــلُ الأَشْـــجَــــارُ
قَدْ كُنْــــــتِ غَافِيَــةً عَلَى يَــــــــدِ حَـــــالِمٍ       يَـــــرْعَـــــــى النّجُـــوْمَ، ومُـــاؤُهُ أنْـــمَـــارُ
فِـيْ ضِـفّــتَــــــيْــهِ نَـــــمَـــارِقٌ مُــخْـــضَـــرَّةٌ       مِنْ سِــحْــرِهَــا تَـتَـــــدَفَّـــقُ الأَشْــعَـــــارُ
جَـاؤُوا إِلَــيْـــــكِ فَــأَيْـــقَــظُوكِ بـِــنَــفْـــــثَـــــةٍ       مَـــعْـــقُـــــوْدةٍ، حِــــقْـــــــــدًا، لَــهَــــــا أَزْرَارُ
وَإِذا بِــأَحْـــــلامِ الْـــوُرُوْدِ تَــبَــعْــــــثَـــــرَتْ        ضاعَـتْ وحَــــلَّ مَحَــلَّهَــا إِعْــصَـارُ
صِــــــــــــلٌّ أَثَـــــــــــارَ غُــــــبَـــــــــــــــارَهُ وأُوَارَهُ        وتَـفَــجّــرَتْ مِـــــنْ مُــقْـــــــلَتَــيْـــــهِ النَّـــارُ
أوّاهُ يَـــــا عَــــقْــــدَ الثَّــــــمَــــانِــيْــــنَ الّـــذيْ       حَـــــفَّـتْ حَــمَـــــــاةَ بِظِــلّكَ الأخْطَـــــارُ
أوّاهُ يَا عَــــقْــــدَ الثّمـــانــيْـــــنَ انقَــــضَتْ       أيـَّــــــامُكَ الحُـــــبْـــلَى، لَـهَـــا اسْـتِـــذْكَارُ
أوّاهُ يَا عَـــــقْـــدَ الــــدِّمــَــــــاءِ ومَــا رَوَتْ      حِـــقْــــدًا طَــغَى، مَـعَ أنَّـــكَ الـثَّــرْثَــــــارُ
إيْـــــــهٍ حَــمَــــــــاةُ تَـصَــبَّـــري وتَـجَــــــمّـلي      فَـالْـيَــــوْمَ يُـغْــسَــلُ يـا حَـمــَـــاةُ الْـعَــــــارُ
اليَـــــــوْمَ هَـبّـــــــتْ ثَـــــــوْرَةٌ سُـــوريَّـــــــــــــــــةٌ       الْــيَــــــوْمَ يُــــؤْخَــذُ يَــــــا حَــــمَـــاةُ الــثّــــارُ
ثَـــــــأْرٌ بـِــــــلا جَــــــــوْرٍ ولا ظُــلْـــــــمٍ، ولا       حِــقْــــدٌ يـَــشُـوبُ الــثَّـــــأْرَ أَوْ أَضـْـرَارُ
ثَــــــــأْرٌ يُــعِـيْـــــدُ الْــحَــقَّ مِـنْ سُــــــرَّاقِـــــهِ       وبِـــهِ حُصُـــــــونُ المُـعْـــتَديْ تَــنْهَـــارُ
 ثـَـأرٌيُـعِـــــيْــــــدُ بَـــــــــرَاءَةً لِـــــطُـــفُـــوْلَــــــةٍ        وعَــلَى الأَنَـــامِــلُ تَــنْــبُـــــتُ الأظْفَـــارُ
ثَـــــــأْرٌ بِــهِ تَــمْــــشــيْ الْــبُـنَـــيَّـــــــــةُ حُــــرَّةً       لا ذِئْــبَ يَــخْـدِشُـهَـا وَلا صِــرْصَــارُ
إيْـــهٍ حَــمَــــــاةُ فَــإِنَّ فَــــــجْـــــــرَكِ قَــــــــادِمٌ      يَـمْــحُوْ ظَــلامَ الَّـلَيْــلِ عَـــنْــكِ نَهَـــــارُ
كَمْ حَــــــاوَلُوْا أنْ يَقْــــــذِفُـــــــوْكِ بِفِـــــــرْيَــةٍ      فَأصَـابَهُمْ فيْمَــــــا رَمَـــــــوْكِ شَـــــــنــَــارُ
كَمْ حَــاوَلُوا أنْ يُظْهِــــــــرُوْكِ دَمِيْــمَـةً       فَزَهَــــتْ بِحُسْــنِــكِ يَاْ حَمَـــــاةُ دِيَـــــارُ
الخميس 3/3/ 1433 الموافق لـ 26/1/ 2012
محمد جميل جانودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق