يا مسلمون
نداء من حرة شامية
شعر/محمد جميل جانودي
يا مسلمونَ أليس
فيــــــــــــــــــكم حــام؟ = أم إنــــــــــــكم في
غـــــــــــفْــــــلــةٍ وتعـــــامِ؟
يكفيــكمُ نــومًا على ضيــمٍ
طمـــــــــــــا = يكفـــــــــــــــيــكمُ يا إخـــوتي
إيـــــلامــــــــــــي
يكفيْـــــــكم تأيِـــــــيــــد
بَـــــــــــاغٍ قــــــــــــــاتــــلٍ = يُغـــــــــريْـــــــكُـــمُ
بِـــلُعــــاعَــــــــةٍ وحُـــــطـــــــامِ
إن لم تُلامسْ صرختي
أسمــــاعكم = فالويــــــــــــــــلُ مِـــــــن آتٍ بشــرّ
مُـــقَـــامِ
يا مسلمـــون أما سمعْـــتُــم
صرْخـــةً = قــــد أطْـــــلَقــتْهــا حُـــــرّة في الشَّــــــــــــامِ؟
تشكو إلى الله العليــــــــــم
بحـــــالهــــــــا = ما دنَّــــــسَـــــــــــتْـــهُ
شــــــــراذمُ الإجْـــــــــــرامِ
تشــــــــكو إليه وفي اللســـــان
تلَــــعْثُم = ربـــــــــــاه مَـــــا لـــــي لا أرى
أقـــــوامِــــــي
ماذا دهـــاهم؟ قـد تخــــــلّف ركبُهـــــمْ = عــــــنْ نصرتي، وأنــــــــا أشدُّ حـــزامي
وتــلفـــــتـــــتْ من حولهـــا
فـــــــلعـــلّهـــــــــــا = تـــلقى سَليـــــــــــــــلَ
شهــــامَـــــــــة وكــــرامِ
تُفضــي إليـــه بما يمـــور
بصـــــدرهــا = ممــــا رأتْ مِــــــن سافــــــليــــــــن
لِـــئـــــــامِ
يا سيـــدي أنــــــا قصــــــتي
أعجـــوبــــةٌ = وفــريـــــــــدةٌ في العـــــــالمِ
المتـــــرامــــــــي
أنّــى اتّجَـــهتَ فلـــن ترى
شَبَـــهًا لهــا = حتـــــى ولـــــــــــو في عـــالَــم
الأحــــلامِ
هي قصـــةٌ تروي
خيَــــــــــانَــــة ســـــارقٍ = دخَــل الحِمَـى مُستغْـــــفــــلَ الأفـــهـــامِ
طلــــــبَ الأمـــان
بـــذلّــــــــــة مُسْـــتجـْــــديًا = ليعـــــــــــيــشَ بين
أئمّــــةٍ أعـــــــــــــــــــلامِ
وبــدا كأفْعـــى لانَ ملْمسُ
جــــلدِهــــــــــا = والســـــمُّ فيها قاتل
الضـــــــــــــــــــــرغـــامِ
حتـــى تمـــــــــــــكّن راح
يُنـــكر صُحبــــــةً = وثقــوا بــه في ســالـــفِ
الأيـــــــــــــــــــامِ
أفْـــــنـــــــاهمُ
بالــقــــتْـــلِ أو بالسَّجــــــــــنِ أو = بالــــنّــفي تحْـــــت ذرائـــعِ
الأوهــــــــــــامِ
ومضــى يُــــــــراوغُ ماكِــرًا
ومـــدجِّـــــــــــــــلاً = بالقهـــــــــر والتـــزويرِ
والإيهــــــــــــــــامِ
أوحــى إلــــــى أزلامِـــــــــــــــــه
أن يُظْــــهِـــرو = ـه بمَظهــــر المستبسِـــل
المقــــــــــدامِ
فهـــــــو المقــــاوم
والمُمــــانع للعـــــــــــــــــــــــد
= وِّ، وهـــــــازم
الأوثـــانِ والأصنــــــــــامِ
غســـل العقــــولَ التافهاتِ بما
افتــــرى = متبجّــحــــًا بوســـائــــل
الإعْــــــــــــــــــلامِ
والنـــاسُ بيْــــــــــــــن
مُصــــدّقٍ لِـــهُــــــــــرائــــه = ومـــكــــــــذبٍ لَــــــم
يَـنْـــــخــــــدعْ بكــــلامِ
أمــا المُـــــــكـــذّبُ
فاسْتُبــــــــيْـــحَــــــــت دارُه = ونســــــــــاؤه من
طُغـــــــــــمـــــةٍ أقــــــــــزامِ
و"حمـــاةُ" تشهــدُ ما
أصاب رجالَهــــــا = ونِســــاءَهـــــا مِـــــــــــــن
ذلــــةٍ ورَغــــــــامِ
وسوى حمــــــــــــاةَ مــدائـــــــــنٌ
قــــد هــدّهــا = وغْـــــــــــــــدٌ لئـــــيـــمٌ
جــــاحدُ الإنْعــــــــامِ
ومضتْ عـــقــــــــودٌ والبـــلادُ
بــــــأســـرهــــا = تشــــــكو من الأمــــراض والأسقــــــامِ
حتــى إذا هلكَ القمـــيــــــئُ
تســـارعَــــت = جُــــــــــرْذانُـــه لوريْــــثــــِـــــه
الهَـــــــــــــــــــدّام
جعـــلوه يجثُــــم فوق صــــــدر
شآمنــــــــا = بـــرضـــا الطُّــــغــــاة وأنـــــــــذل
الأزلامِ
ومضــــى يُنـــفّذ خــطــةً
رُسِــمـــــــت لهُ = في غـــايَـــــة الإتقــــانِ
والإحْـــــــــــــكامِ
حفـــظَ الحــدودَ
لـــعُــــــــصبـــــةٍ محتــــــلّةٍ
= ممّــــــن
يُــهـــــــــــــدّدُ أمْنَــــها بِحُســـــــــــامِ
قد عاثَ في طول البـلاد
وعرضـهـا = مُسْتــــهْـــتـــــرًا في شـــرعة
الإســــــــلامِ
ومـــــــــشى على مَــــــا
خـــطَّ والِـــدُه لــه = في نشر فاحشــــــــــةٍ وقتـْـــل
إمــــــــــامِ
ويُبـــاركُ الخطــوَ اللعينَ
عِـــــــصــــابةٌ = مـــن مثـــلِه جُبِــــلـتْ عــلى
الإجْـــــرامِ
والناس أضــحتْ كالعبيـــد
يدوسُــــها = صبــــيـــانُه بالنَّعــــلِ
والأقـــــــــــــــــــــــــدامِ
وبــدا الأنامُ كأنهـــم
قــــعـــــــــــدوا عـــلى = جـــمْــــر وفَــــــرْشٍ مـــن حــــديد حـــــامِ
لكــنّ صــبرَ النّــــــــاس
أصـبح نــافِـــدًا = لمّــــا أطـــلّ النَّــــورُ فـــــي
الأكمــــــــــامِ
أزهار آذارَ التي من رَوْضهــــــــــــــــــــا = أهْـــــــدت صبــــاحًا عاطـــــرَ الأنســامِ
وتفتــــــــــــــــــقت في أرض
سوريا بـَــــــرا = عــــمُ ثــــورةٍ ضــــد الفســــاد
الطـــامي
ونمتْ فكانت في الجبال وفي
السّهـــــ = ــــــــــــول وفــــي الوهــــاد وفي ذرى الآكامِ
والطــيــــــــــــــرُ غنّـــى
هاتفــــًا، حريتـــــي = رجَــــــــــعــــت بثـــورةِ قـــائمٍ
صــــــــــــــوّامِ
أمــّا فـــــــراشـــاتُ
الربـــــــيع فصفَّــــقــــــت = تخــــتــــارُ زهـــرتها بلا
إرْغـــــــــــــــــــــــامِ
والأرضُ صارت وردةً مثل
الدِّهـــــــــ = ـــــان، تـزيَّـــنَت بِدم الشهيــد الشَّـامي
وأقـــــيْــــمَت
الأعـْـــــــــــراس في أرجــائِها
= في نشـــــوة من
عـِـطــرهــــا وهيـــــــــامِ
لا، لـم تَـــــــــرُق لـلـــصّ
رؤيـــــةُ أمّــــــــــــةٍ = تصحُــــــو وتنهض بعد طول منامِ
فاغتــــاظَ حـــنْــقــــًا ثم
أرغــــى مُــــــزبِــــدًا = كالثّــورِ هَــــــاج ولم
يُقَــــــــــــد بُزمــــامِ
لم يبق في شـــــــــــام العروبةِ
مـوضعٌ =
إلا وحـــرّقـَـــــــــــــــه
بـــــــــذات ضـــــــرامِ
وأنــــــاخ في بـــــاب المجوس
رحــــــاله = فاســـــتَـقــبـــلوه
بِمــقْـــــــــودٍ وخُـــــــطــــام
ومضــــــى يُـــنَـــــفّـــــذ
مَــــــا أرادوا فِـعـــــــلَهُ
= من بــثِّ زنــــــدقــةٍ
ونشـــــــر ظــــــلامِ
سلب الجمال من الزهـور فأصبحت = تـــبْـــــــكي دمًاً مِــــن حُــــرقـــــــة الآلامِ
يا مســـلمون ألا تـــــــــرون
فـــــعـــــــــــــــــالَـهُ = أم إنــــــــــكم عـــــــــــــــــددٌ من
الأرقـــــامِ
يا مسلِمـــون أمـــــــا
فهمْـــــتـــــم نـــظْـــــــــرةً
= مـــــن طـــفـــلَةٍ فـي عــالمِ
الأيتـــــــــــامِ
تـــــرنـــــــــــــو إليــكم
والدّمـــوع ســــــــــخـــــيــــّةٌ
= من مقلتـــــيـــهـــا
حَـــرّة الإيـــــــــــــــــــلامِ
أوَمَـــــــــــــــــا
سمعْـــــتُــــــم أنّـــــة الثــكلى وقـــد
= ذَبـَــحــــــوا بنـــــيـــها
ذبحــــــةَ الأغنـــامِ
أم إنـــــــكــم لـــــــــم
تبْــــــــصروا العــذراء وهـــ = ــي حَزينةٌ بعــــــــد اغتـــــصــــابٍ دامِ
أوَ لمْ تَصِـــلْكم بعــدُ
زفـــــــراتُ الأســــــى = من
صــــــدر مسجون مريضٍ ظام
إنْ لَـم تكونُـــــوا قد
دَريْـــــتُــــــم فارقــــبـــوا = عــــمّــا
قـــريبٍ عيشــــةَ الأنعــــــــــــــــامِ
أيْــــــنَ الأكــابــــــــــرُ
والأعـاظـــم منـــــــــكمُ = أيْـــن الشــيُــــــوْخُ ونَــــــخـــوةُ
الحـــكامِ؟
أيــْـــــن الذيْـــــــن
يُفَـــــــــاخِـــــرون بأنّــــهــــم
= أهـــــــــــلُ التّـقـــى والمجـدِ
والإقــــــــدامِ
بلْ أيــــــنَ مـعْتَـــصمُ الشهـــامَة
والإبـــا = حـــــتــى يُـــــلــبّــــيَ حُــــــرّة
فــي الشـامِ
بِكمُ سـأمضي، أو
بـدونــــــــكمُ، وفـي = نفسي عزيْــــــمـــةُ فـــارس
مِـــــقــــــدامِ
أمْضي فإمـــــا أن أنَــــــال
شهَــــــــــادتي = أو أسْــتـــــــمِــرَّ لِكـي أنــــــالَ
مـــرامي
الثلاثاء 10/جمادى
الآخرة/1433 الموافق لـ 1/أيار/2012