الخميس، 3 مايو 2012

نداء من حرة شامية


يا مسلمون
نداء من حرة شامية
شعر/محمد جميل جانودي
يا مسلمونَ أليس فيــــــــــــــــــكم حــام؟   =     أم إنــــــــــــكم في غـــــــــــفْــــــلــةٍ وتعـــــامِ؟
يكفيــكمُ نــومًا على ضيــمٍ طمـــــــــــــا   =     يكفـــــــــــــــيــكمُ يا إخـــوتي إيـــــلامــــــــــــي
يكفيْـــــــكم تأيِـــــــيــــد بَـــــــــــاغٍ قــــــــــــــاتــــلٍ  =    يُغـــــــــريْـــــــكُـــمُ بِـــلُعــــاعَــــــــةٍ وحُـــــطـــــــامِ
إن لم تُلامسْ صرختي أسمــــاعكم    =     فالويــــــــــــــــلُ مِـــــــن آتٍ بشــرّ مُـــقَـــامِ
يا مسلمـــون أما سمعْـــتُــم صرْخـــةً    =     قــــد أطْـــــلَقــتْهــا حُـــــرّة في الشَّــــــــــــامِ؟
تشكو إلى الله العليــــــــــم بحـــــالهــــــــا   =     ما دنَّــــــسَـــــــــــتْـــهُ شــــــــراذمُ الإجْـــــــــــرامِ
تشــــــــكو إليه وفي اللســـــان تلَــــعْثُم    =     ربـــــــــــاه مَـــــا لـــــي لا أرى أقـــــوامِــــــي
ماذا دهـــاهم؟ قـد تخــــــلّف ركبُهـــــمْ    =      عــــــنْ نصرتي، وأنــــــــا أشدُّ حـــزامي
وتــلفـــــتـــــتْ من حولهـــا فـــــــلعـــلّهـــــــــــا  =     تـــلقى سَليـــــــــــــــلَ شهــــامَـــــــــة وكــــرامِ
تُفضــي إليـــه بما يمـــور بصـــــدرهــا   =     ممــــا رأتْ مِــــــن سافــــــليــــــــن لِـــئـــــــامِ
يا سيـــدي أنــــــا قصــــــتي أعجـــوبــــةٌ  =      وفــريـــــــــدةٌ في العـــــــالمِ المتـــــرامــــــــي
أنّــى اتّجَـــهتَ فلـــن ترى شَبَـــهًا لهــا   =      حتـــــى ولـــــــــــو في عـــالَــم الأحــــلامِ
هي قصـــةٌ تروي خيَــــــــــانَــــة ســـــارقٍ  =      دخَــل الحِمَـى مُستغْـــــفــــلَ الأفـــهـــامِ
طلــــــبَ الأمـــان بـــذلّــــــــــة مُسْـــتجـْــــديًا  =      ليعـــــــــــيــشَ بين أئمّــــةٍ أعـــــــــــــــــــلامِ
وبــدا كأفْعـــى لانَ ملْمسُ جــــلدِهــــــــــا  =      والســـــمُّ فيها قاتل الضـــــــــــــــــــــرغـــامِ
حتـــى تمـــــــــــــكّن راح يُنـــكر صُحبــــــةً  =      وثقــوا بــه في ســالـــفِ الأيـــــــــــــــــــامِ
أفْـــــنـــــــاهمُ بالــقــــتْـــلِ أو بالسَّجــــــــــنِ أو =      بالــــنّــفي تحْـــــت ذرائـــعِ الأوهــــــــــــامِ
ومضــى يُــــــــراوغُ ماكِــرًا ومـــدجِّـــــــــــــــلاً  =      بالقهـــــــــر والتـــزويرِ والإيهــــــــــــــــامِ
أوحــى إلــــــى أزلامِـــــــــــــــــه أن يُظْــــهِـــرو  =     ـه بمَظهــــر المستبسِـــل المقــــــــــدامِ
فهـــــــو المقــــاوم والمُمــــانع للعـــــــــــــــــــــــد  =     وِّ، وهـــــــازم الأوثـــانِ والأصنــــــــــامِ
غســـل العقــــولَ التافهاتِ بما افتــــرى   =     متبجّــحــــًا بوســـائــــل الإعْــــــــــــــــــلامِ
والنـــاسُ بيْــــــــــــــن مُصــــدّقٍ لِـــهُــــــــــرائــــه  =    ومـــكــــــــذبٍ لَــــــم يَـنْـــــخــــــدعْ بكــــلامِ
أمــا المُـــــــكـــذّبُ فاسْتُبــــــــيْـــحَــــــــت دارُه   =    ونســــــــــاؤه من طُغـــــــــــمـــــةٍ أقــــــــــزامِ
و"حمـــاةُ" تشهــدُ ما أصاب رجالَهــــــا    =    ونِســــاءَهـــــا مِـــــــــــــن ذلــــةٍ ورَغــــــــامِ
وسوى حمــــــــــــاةَ مــدائـــــــــنٌ قــــد هــدّهــا  =     وغْـــــــــــــــدٌ لئـــــيـــمٌ جــــاحدُ الإنْعــــــــامِ
ومضتْ عـــقــــــــودٌ والبـــلادُ بــــــأســـرهــــا  =     تشــــــكو من الأمــــراض والأسقــــــامِ
حتــى إذا هلكَ القمـــيــــــئُ تســـارعَــــت   =     جُــــــــــرْذانُـــه لوريْــــثــــِـــــه الهَـــــــــــــــــــدّام
جعـــلوه يجثُــــم فوق صــــــدر شآمنــــــــا   =     بـــرضـــا الطُّــــغــــاة وأنـــــــــذل الأزلامِ
ومضــــى يُنـــفّذ خــطــةً رُسِــمـــــــت لهُ    =     في غـــايَـــــة الإتقــــانِ والإحْـــــــــــــكامِ
حفـــظَ الحــدودَ لـــعُــــــــصبـــــةٍ محتــــــلّةٍ   =     ممّــــــن يُــهـــــــــــــدّدُ أمْنَــــها بِحُســـــــــــامِ
قد عاثَ في طول البـلاد وعرضـهـا   =      مُسْتــــهْـــتـــــرًا في شـــرعة الإســــــــلامِ
ومـــــــــشى على مَــــــا خـــطَّ والِـــدُه لــه   =     في نشر فاحشــــــــــةٍ وقتـْـــل إمــــــــــامِ
ويُبـــاركُ الخطــوَ اللعينَ عِـــــــصــــابةٌ    =     مـــن مثـــلِه جُبِــــلـتْ عــلى الإجْـــــرامِ
والناس أضــحتْ كالعبيـــد يدوسُــــها    =     صبــــيـــانُه بالنَّعــــلِ والأقـــــــــــــــــــــــــدامِ
وبــدا الأنامُ كأنهـــم قــــعـــــــــــدوا عـــلى   =     جـــمْــــر وفَــــــرْشٍ مـــن حــــديد حـــــامِ
لكــنّ صــبرَ النّــــــــاس أصـبح نــافِـــدًا   =     لمّــــا أطـــلّ النَّــــورُ فـــــي الأكمــــــــــامِ
أزهار آذارَ التي من رَوْضهــــــــــــــــــــا   =     أهْـــــــدت صبــــاحًا عاطـــــرَ الأنســامِ
وتفتــــــــــــــــــقت في أرض سوريا بـَــــــرا   =     عــــمُ ثــــورةٍ ضــــد الفســــاد الطـــامي
ونمتْ فكانت في الجبال وفي السّهـــــ  = ــــــــــــول وفــــي الوهــــاد وفي ذرى الآكامِ
والطــيــــــــــــــرُ غنّـــى هاتفــــًا، حريتـــــي   =     رجَــــــــــعــــت بثـــورةِ قـــائمٍ صــــــــــــــوّامِ
أمــّا فـــــــراشـــاتُ الربـــــــيع فصفَّــــقــــــت  =      تخــــتــــارُ زهـــرتها بلا إرْغـــــــــــــــــــــــامِ
والأرضُ صارت وردةً مثل الدِّهـــــــــ    =      ـــــان، تـزيَّـــنَت بِدم الشهيــد الشَّـامي
وأقـــــيْــــمَت الأعـْـــــــــــراس في أرجــائِها   =     في نشـــــوة من عـِـطــرهــــا وهيـــــــــامِ
لا، لـم تَـــــــــرُق لـلـــصّ رؤيـــــةُ أمّــــــــــــةٍ   =     تصحُــــــو وتنهض بعد طول منامِ
فاغتــــاظَ حـــنْــقــــًا ثم أرغــــى مُــــــزبِــــدًا   =     كالثّــورِ هَــــــاج ولم يُقَــــــــــــد بُزمــــامِ
لم يبق في شـــــــــــام العروبةِ مـوضعٌ    =     إلا وحـــرّقـَـــــــــــــــه بـــــــــذات ضـــــــرامِ
وأنــــــاخ في بـــــاب المجوس رحــــــاله    =     فاســـــتَـقــبـــلوه بِمــقْـــــــــودٍ وخُـــــــطــــام
ومضــــــى يُـــنَـــــفّـــــذ مَــــــا أرادوا فِـعـــــــلَهُ   =     من بــثِّ زنــــــدقــةٍ ونشـــــــر ظــــــلامِ
سلب الجمال من الزهـور فأصبحت     =    تـــبْـــــــكي دمًاً مِــــن حُــــرقـــــــة الآلامِ
يا مســـلمون ألا تـــــــــرون فـــــعـــــــــــــــــالَـهُ   =    أم إنــــــــــكم عـــــــــــــــــددٌ من الأرقـــــامِ
يا مسلِمـــون أمـــــــا فهمْـــــتـــــم نـــظْـــــــــرةً    =    مـــــن طـــفـــلَةٍ فـي عــالمِ الأيتـــــــــــامِ
تـــــرنـــــــــــــو إليــكم والدّمـــوع ســــــــــخـــــيــــّةٌ   =    من مقلتـــــيـــهـــا حَـــرّة الإيـــــــــــــــــــلامِ
أوَمَـــــــــــــــــا سمعْـــــتُــــــم أنّـــــة الثــكلى وقـــد  =     ذَبـَــحــــــوا بنـــــيـــها ذبحــــــةَ الأغنـــامِ
 أم إنـــــــكــم لـــــــــم تبْــــــــصروا العــذراء وهـــ =     ــي حَزينةٌ بعــــــــد اغتـــــصــــابٍ دامِ
أوَ لمْ تَصِـــلْكم بعــدُ زفـــــــراتُ الأســــــى    =    من صــــــدر مسجون مريضٍ ظام
إنْ لَـم تكونُـــــوا قد دَريْـــــتُــــــم فارقــــبـــوا    =    عــــمّــا قـــريبٍ عيشــــةَ الأنعــــــــــــــــامِ
أيْــــــنَ الأكــابــــــــــرُ والأعـاظـــم منـــــــــكمُ    =    أيْـــن الشــيُــــــوْخُ ونَــــــخـــوةُ الحـــكامِ؟
أيــْـــــن الذيْـــــــن يُفَـــــــــاخِـــــرون بأنّــــهــــم    =    أهـــــــــــلُ التّـقـــى والمجـدِ والإقــــــــدامِ
بلْ أيــــــنَ مـعْتَـــصمُ الشهـــامَة والإبـــا    =     حـــــتــى يُـــــلــبّــــيَ حُــــــرّة فــي الشـامِ
بِكمُ سـأمضي، أو بـدونــــــــكمُ، وفـي     =     نفسي عزيْــــــمـــةُ فـــارس مِـــــقــــــدامِ
أمْضي فإمـــــا أن أنَــــــال شهَــــــــــادتي    =     أو أسْــتـــــــمِــرَّ لِكـي أنــــــالَ مـــرامي
الثلاثاء 10/جمادى الآخرة/1433 الموافق لـ 1/أيار/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق