السبت، 19 مايو 2012

شهباء تبهي فأنت اليوم مفخرة


شهباء تيهي فأنتِ اليوم مفخرةٌ
مهداة إلى أبطال جامعة حلب
شعر/ محمد جميل جانودي
يا ناطــــق الضاد بشّر أُمّـــةَ العـــرب         بثـــــــــورة الشـــام ذات المَــــــجْــــد والحَسَـــــبِ
أخبِــــرهُـــمُ أن عَـــــــهـــد الذلّ مُنْــــصـــرمٌ        فـــــي ثـــورة العِــــــــلــــم والأخــــــــلاقِ والأدبِ
خيـــــرُ البشائر بُــركانٌ به انتـــفَـــــضت        خــيْــــــــرُ الْمـــدائن في ســــــوريــــَّة العـــــــــربِ
فيـضٌ مــــــن العـــلمِ والآدابِ يـــــــرفـــــده        تــفجّــــــــــر اليـوم يحكي ثــــورة الغَــــــضــــبِ
سيْــــلٌ تـدفَّـــــــق من ميـــــــــــدان جامعـــةٍ        في قَــــلعـــة العـــــــــز والأمجـــاد في حـــلبِ
شهـــبــــاءُ تِيْـهــي فــأنتِ الْيــــومَ مَفخـــرةٌ        بالثـــائـــــريــــــــن على التــدجــــــيــــل والكــذبِ
صـــروح عــِلْمِكِ في أرجـائكِ انطلقتْ         لــم تخشَ ذا صـــلَـــفٍ، كلا ولم تــهـَـــــبِ
أحرارُك اليــــومَ أحفــــــــادٌ لِــمـــن سبقــــــوا        في نُصـرة الحقّ أو في دحْـر مغتصِــبِ
شبـــانك اليـــوم آســــادٌ بِــــــــك ائتـــــــــزروا        بُـــــردَ الشجـــاعَـة في ســــاحٍ من اللّـــــهبِ
قد علقــوا رايــــــــــة الثــــوار إذ خفـــقــــــت        عند الثــــريّا تُضاهي ومضـــــــة الشُّهُــــبِ
جادت بخـــيرٍ عـــــلى أرجـــاء ديرتـنــــــــا         كالغيـثِ ينزل من مـــــزنٍ ومن سُحُــــــبِ
قـــد أرجف النّــاسُ فيما أرجفوا خــطـــاً         ظــنّوا بأنّـكِ فـــــي نـــومٍ وفــــــــي لَعِــــــــــــبِ
لَـــــمْ يَــــــقـْـــدروا أبــدًا للأسْـــدِ غَضبَـــتهـَـــا        لو أنهـــا كظـــمَــتْ غيــظًا ولَـــــم تثــِــــــــبِ
فالّلـــيْثُ يــــَمكثُ حــيْـــنًا قـــبــــلَ وثبَتِــــــــهِ        ليجعــل الخصــــمَ في جـــوٍّ من الرّهَــــبِ
حتـــى إذا حان وقتُ القنـــْصِ مـــد لَـــه        قوسًا رمتْ صـــدرهُ بالــــعــاجلِ النَّشِــــــبِ
يا ســائــــــــلًا فتيـــةً في بهـــو جامـــــــــــعـــةٍ      عن ســـر وثبتـهم في المـوقــــــف اللّجـــبِ
هـــلاّ نــظَـــــرت إلى أحْــــداقـــــــــــهم لتــــرى       فيْــــــــــها الْجـــواب وفـــــــيها عـــزّة الطـــلبِ
هـــلا نظـــرت إلى هــامـــــاتِهم شمخــــتْ        تسمـــــو بما حفظت من أقدس الكتـــــــبِ
قد أجْمـــعوا أمْــرهم في نيـــــل ما سُــلِبوا        حُــــــــــريّـــــــــةً لهُـــمُ ردْحـــــًا من الحُـــــقُـــــــبِ
لم يَــعرفوا زمــنًا قـــــــــــــــــد ضِيْــــمَ شعبُــــهمُ       مثــــلَ الذي ســوّد الأوباشَ في العــــرب
لم يعـــرفـــــــــــــــوا بلدًا دِيْـــــست كــــرامتُـــــــه        مــــن حــاقدٍ نـــزقٍ قـــــد جــــــــاء بالعجــبِ
هبّــوا بــثَورتـــــــهم في نَصــــــــــر إخوتهم         يا قـــومَنـــا أبشروا بالنصـــــر من حــــلبِ
لا والـــــذي ألْــــهــم الــــثّـــوار ثــــــورتَــــــــهـم        لا نــــــرتـــضي بدلاً عـــــــن ثـــورة النّجُـــــبِ
نمضي بهــــا قـُـدُمـــًا لا ننحنـــي أبـــــدًا         حــتـــــــــى ولـو دَمُنَــــــا قــــــد سال كالقُــــرَبِ
إنـا سنَــــمــضي ولن تُثـــنى عـــزائِمُـــنَـــا         نجـــرّ من جيْــــــدهــــــــا حمّــــالَةَ الْحطــــــبِ
عهـــدًا علينــــا سنبقى رهــــــــن شارتكـــم        حتــى نُطِيْـــحَ بهِــــــم، بــالرأس والــذنَـــــــــــبِ
جمعة أبطال جامعة حلب في 27/جمادى الآخرة/1433 هـ الموافق لـ 18/أيار/2012م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق