الجمعة، 1 يونيو 2012

شاهد من قلب الحدث يقول:

شاهد من قلب الحدث يقول:
لا يا أبواق الكذب والدجل... لا يا من تكذبون على أنفسكم.. والكذِبُ على النفس هو أحط أنواع الكذب، وأشدها فتكًا بصاحبه ومسخًا لإنسانيته... وأيضا ألف لا لكم أنتم يا من عطلتم عقولكم، وأعطيتموها إجازة طيلة فترة الدعاية الرخيصة التي تطلقها الأبواق النشاز ضد الحق والحقيقة...فصدقتموهم... وكنتم من النافخين للدجل والبهتان في أبواقهم...
يا أبواق الدجل، إن الأجهزة التي تستخدمونها في نشر أكاذيبكم وضلالاتكم لَتستغيث من قذارة ما تروجون من خلالها، وهي عجماء صماء بكماء.. لا تملك حيال ما تُحَمِّلونها من جبال كذبكم ما تدفع عن نفسها ذاك الأذى الكبير والشر المستطير...
تستطيعون أن تتبجحوا زاعمين أنَّ ما جرى في الحولة هو من فعل عصابات إرهابية مسلحة... جاءت بزعمكم لترهب وترعب... ويستطيع كل من يجد في علقم تبجحاتكم عسلاً لذيذ الطعم أن يضحك على نفسه ويصدق تلك المزاعم....
أما أنا فلا...هل تدرون لماذا؟  لأنني ابن الحولة وبنت الحولة وشيخ الحولة وعجوز الحولة ..لأنني أعرفها بيتًا بيتًا، وأعرف عاداتها الأصيلة، وأخلاقها النبيلة، وأعرف وداعتهم وحسن ضيافتهم... فلا يمكن لذي فطرة سوية، وقلب سليم، خال من الحقد والضغينة، أن يُلوح عليهم بوردة شائكة ... أنا شاهد العيان على كل ما جرى.. فعيني هي التي رأت وأذني هي التي سمعت، وقلبي هو الذي تفطر واحترق... لذلك لا تستطيع كل وسائلكم القذرة، وأساليبكم الملتوية، أن تنال من حقيقة ما لدي... لأني رأيت أزلامكم بأم عيني.. رأيتهم وهم يقتلون ويذبحون ويخطفون ويسرقون... ورحم الله من قال(( أيُعقل أن أكذب عيني وأصدق أذني؟)) ... أما أولئك الذين يصدقونكم فهم أتفه عندي من ذبابة... لأنهم تنكروا لأعظم نعمة وهبهم الله إياها.. ألا وهي نعمة العقل... فما كلفوا أنفسهم أن يسألوا: من القاتل؟ ومن المقتول؟ أيُعقل أن يقتل المرء أهله الذين هم من عظمه ولحمه؟ وفوق ذلك هم شركاء معه في الهدف والغاية، وفي المذهب والعقيدة؟ ونحن نعتقد أن النفس البشرية لها حرمتها عند الله أيا كان مذهبها ودينها..
أما أنتم يا من تصدقون تلك الأبواق فلن تجنوا من ذلك إلا جمرًا يحرق أسماعكم، وقتادًا يُدمي حناجركم وهي تروج لأولئك الدجالين... هلاّ عدتم قليلاً إلى التاريخ القريب والبعيد.. لتروا من هم أولئك الذين كانوا يُهلكون الحرث والنسل، ويقتلون النساء والأطفال والشيوخ... من هم الذين كانوا يحيكون المؤمرات في الخفاء تمشيًا مع باطنيتهم المتجذرة في نفوسهم... اسألوا يا من تحتاجون إلى دليل على الشمس في ضحى يوم صائف لا سحابة تحجبها عن الناظرين... اسألوا الحجر الأسود في الكعبة المشرفة... ماذا حل به وبالحجيج على يد أمثال هؤلاء... اسألوا مدينة جبلة وما جرى فيها ... اقرؤوا ما ذكره المؤرخون والعلماء...ثم توقفوا قليلاً قبل أن تصدقوا ما يروج هؤلاء.. فإن أبيتم ذلك فليس أمامكم إلا أن تهبطوا إلى مستنقع القذارة والدناءة معهم.. وعما قريب ستجدون أنفسكم قد اجتمعتم معهم في مزبلة التاريخ...
لا يا ساسة العالم وقضاته.. لا يا مؤرخي الأحداث ومتتبعيها.. لا يا مالكي آلة التطبيل والتزمير والتزوير... لن أصدقكم لأن المسألة كانت معي وليس مع أي جهة أخرى... فأنا الشاهد وأنا الضحية وأنا المصاب... لن أكذب عيني وإحساسي ومعاناتي... وكذلك كل شرفاء العالم وأحراره.. لن يمسخوا عقولهم، ولن يُكَذّبوا محاكماتهم العقلية المنطقية لينجروا وراء هرطقات السحرة لديكم...فاكذبوا ما شئتم..فلن تكون إلا حلقة من كذباتكم التي طبختموها في الماضي، وتطبخونها كل يوم وأنتم تعيثون فسادًا في أرض سوريا الطهور...
أما أولئك الذين يدْعون إلى تحقيق عادل ونزيه.. فلن أقول لهم توقفوا عن ذلك.. ولكني على استعداد لأن أقدم لهم شهادتي الدامغة من غير أجر أو مقابل سوى طلب واحد منهم أخاطبهم فيه: لا ترموا بعقولكم في متاهات أكاذيب القاتل السّفاح، ولا تنخدعوا ببعض عباراته التي تعوّد على صياغتها مستلهمًا إياها من فكر باطني يُظهر فيه خلاف ما يُبطن، ويبتسم لكنه ينفث سمومه في وجوه من يبتسم لهم... ولو أنكم وقعتم في أحابيله فتكونون قد أهنتم أنفسكم أولاً والعقل الإنساني ثانيًا والعدالة ثالثًا، وهيأتم له الفرصة - بعد أن ينال منكم ما يريد - كي ينظر إليكم شزرًا وهو يفرك يديه فرحًا بما نجح به معكم، ويضحك بملء شدقيه وهو يقول: تبًا لكم.... يا لكم من أغبياء....
محمد جميل جانودي
جمعة أطفال الحولة مشاعل النصر...11/رجب/1433 الموافق لـ 1/حزيران/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق