الاثنين، 11 يونيو 2012

يا حولة الأحرار مهلاً وانظري


يا حُــولة الأحــرار مهلاً وانظري
شعر/ محمد جميل جانودي
زعموا بأني قـــد قـــتـــلتُ صغــــــــاري        وهـــــــدمـــــــــتُ فوق الأبْــــريــــاء ديـــاري
قالوا بأني قـــد بعَـــثــــــتُ عصــــابــــــةً        من إخــــوتــــي ليُـــــمــــزّقُـــــــوا أســـــتــــاري
قالوا بأن النـــار أضـــرمـــهــــا فتًــــــــى        من حيّنـــــا، ورمى الورى بِجِمـــــــــــــــــارِ
قالوا بأن النّـــوق هــــاج سُــــــــعــارُهـا        حتى غـدت في الحـــــــي كالإعــــــصارِ
فقضت على أتـــرابها وصـــغــارهـــا         من شــــــارفٍ أو ضـــامـــرٍ وحُــــــــــــــوارِ
قالوا بأنّ الصقْـــر حـــــلــقَ فـوقنـــــــــــا        ورمـــــى الـــــــورود بــــوابِــــــــلٍ من نــــــارِ
واو الجَماعة أسفرت عن سخطها         لمّــا أُشــــــــــــيْــــر بهـــــــا إلـــــــى الأشـــــرارِ
ضجت وقالت إنني أُوْجِـــــدتُ لـلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعقلاء، لا لـــــلقــــــــــــــرد أو لحمــــــــــــــارِ
تبّـــًا لهــــم، إن النّفـــــــــاق صنيعــــــــــةٌ        لهـــــــمُ، بهــــا عَـــــــزفـــوا على الأوتــــــارِ
هم يضحكون على الأنام بزعمهـم         ويُــطــبّـــلـــون لِـــــــربّــــــــــــهــــم بــــــــــشــــّـــارِ
أنا لا أرى فيمـــا أتَــــــــــــــوه غــــرابــــــــــةً        فــــــقــــلوبهم قُـــدّت من الأحْـــــــجـــــــــــارِ
وطبَـــاعهم كطبــــاعِ ذئـــــبٍ غــــــــــادرٍ       سُـــحـــقًا لكلِّ مُنــــافِـــــــــــقٍ غــــــــــــــــــــــــدّار
هجَـــــــمُــوا عليَّ بلـــيْـــــــلَةٍ هـــــيّــــــأتُــــــها        لأقــول فيــــها أجمـــلَ الأشعـــــــــــــــــــــــارِ
وأعَــلمَ الأطـــفــــالَ درســــًا مُفْـــعَمـــــــــًا        بالصّبرِ والإيْـــــــــــــمـــــانِ والإيثــــــــــــــــــــارِ
هجموا عليَّ وإننــــي أُصغـــــي إلى          أنشودة في الحُـــبّ من سُمـّــــــــــــــــــاري
يا حُــــــولةَ الأمل الكبير ونبْضــَــــــه         يا معْــــــــــــــــقـــــل الأحــــــــــرار والــــــثــــــوارِ
يا مَن صفَعْـتِ الظلمَ وهو معـربدٌ          وفضحـــتِ ســـوأتـــه وثـــــوبَ العــــــــــــــارِ
ثـــوبًا ببــــاطنــــه الخيانةُ والخَنـــــــــــــــا        ونَــــــــــذالةُ الأوغـــــــــــــــــــاد والفجّــــــــــــــــــــــار
لكن ظاهــــــــــــــره لِمـــــــن في عيــــــــنه        حـولٌ، كبائعة الهـــــوى بسِـــــــــــــــــــــــــــوارِ
للعين يخطف إن رنت لشـــــواظه          ويُـــزيـــــــــــلُ عنهـــا قُـــدرةَ الإبْصــــــــــــــــارِ
يا حُـــولة الأحـــــــرار أنتِ كشــوكـة         في حلق دجّــــــالٍ أتى بعُــــــــــــــــــــــــــــــوارِ
قد جاء من بطن الكهوف ليعتلي         قممَ الجبــــــال بنفخـــــة المزمــــــــــــــــــــــارِ
أغضبتِهِ، لما فضحتِ مقاصــــدا          لفِـــــــــــعـــاله في ســـائــــــــــر الأمصــــــــارِ
فأتى بغــــــــــلْمــــانٍ له مِـــن غــــــاـبــــــةٍ        محْـــــــــــــــــــــشوة برجــــــــــــــــــالِه الأقــــــــذار
قَــدِموا إليــــــــــكِ بحقــــــدهم وغبـــــائهم        سفـــــــــكوا دماء الغُــــــــــفّــــل الأطهــــــــار
ذبحوا الشيوخ ولَم يُراعُـــوا حُـــــــرمةً         للشيْــــــــــب أو لتقَـــــــــــــــدُّم الأعمــــــــــــــــارِ
قتلوا النّســـــــاءَ ولم يُــراعــوا حُــــرمــةً        لعفـــــــــــــــــــيــــــــفــــةٍ وعَــــــليّــــةِ المقــــــــــــــدارِ
ذبحوا الصّغــــار ولَم يُـــراعوا حرمةً        لبـــــــراءة نقــــــشـــت على الأقـــــمـــــــــــــــــارِ
لم يستطيعوا فهْـــــــــــم بسمةَ ثغــــرهم        يفْــــــــــــــــتـــرُّ مثـــل تفتّــــحِ الأزهــــــــــــــــــــــارِ
وأدوا لديْــــــــــــــــهـــم لثغــــــةً باحــــــوا بها       عن عشــقِـــهــــــم لمعــيشــــة الأحـــــــــــــرارِ
أنّى لهم في أن يُــراعــوا حُــــــــــــرمــــةً       وهُمُ ســـلالـــــــــة خـــائـــــــنٍ خَـــــمّــــــــــــــــــــــارِ
لا لــنْ تُـــراعَى حُـــرْمـــــة من بائـــــــــــعٍ       للأرضِ أو لِـلْــعِـــــــــرْضِ أو سِمْســـــــــــارِ
أو كاذب ومــــــــــــــــــــــــــزوّر ومُـــــــنــــافقٍ      ومُــقــــــــــــــــبّــــــــل الأقــــدامِ للكــــــــــفّــــــــــــــارِ
أو ماجـــــــــــــــن مُتــــــــــزنــــدق ومُمَـــــاـلئ       للغاصبين لأرضِنـــــــــــا، خـــــــــــــــــــــــــوّارِ
يا حُـــولـــة الأحـــرار مهْـــلاً وانْظـــري        غضب الورى في سائــــــر الأقطــــــــار
لبــــــــــــّوا نــِـداءكِ بُــكـــــــــــــــــــــرة وعشيـــــــّةً      ونِــدا (القُبير) بعتــــــمـــة الأسحـــــــــــــــارِ
ستريْـــن منهُـــــــــــم ما يُطَيّـــبُ خــاطــرًا        لكِ أو يُـــبَـــــرّد ما اصطليـــتِ بنــــــــــارِ
سترينَ عهد الظـــــلْم والحقـــــدِ انْمحى       لتعُــــمّ رحــــــمــــةُ ربّنـــــــــــــــا الغفّـــــــــــــــــــــارِ
وترين رايـــــاتِ الكرامـــةِ رفــــــرفـــــــت         فَـــــــــــــــــــوق الشـــآم بعــــزةٍ وفَــــــخــــــــــــــارِ
ووجـــوه أهــــــلـيهــــــا بنــــــــور أشــرقت         ورؤوسهــــم قَـــــد كُلّـــلَتْ بالغـــــــــــــــــــــــارِ
جمعـة ((تجار وثوار معًا لنحقيق الانتصار)) 21/رجب/1433 الموافق لـ 8/حزيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق