(تحرير مدينة جسر الشغور)
للــه درّ زنـــود الفتــــيــةِ السّـمـرِ****للــه درّ أســـود
الغـــاب والجســـــرِ
للـه درّ شبــــــابٍ قـــال قائـــلهــم****اللــه أكبـــــرُ في سري وفي
جهري
صلّوا الغداة وتكبيراتهم صعــدتْ****في الجــو مُعـلنةً عن وقعـة
"النصر"
صـلّوا الغداة ومالوا نحــو أخْتهـمُ****جسرِ الشّغــور فقد ضجّت من
الأسر
فالفتـح يا جســرنا هــــلّت بشائره****من كل ناحـــيــةٍ، في مطــلعِ
الفجــر
يا لَــيلَـةً أقبـــلت بالنصـــر زاهيةً****بالنـــور مُشــرقـــةً كليــــلَة
القـــــدْرِ
يا جســرُ، لا تهِنــي فاللهُ غايـتــنا****واللــهُ ما نِحُـنــا
نصــرًا إلى نصــــر
ستون عامًا عـــلى بلواكِ صـابرةً****تحْـتَ السّيـــاطِ وتحْـتَ الّذلِّ
والقهــرِ
ستون عامًا وجُنْــدُ البَغـي جاثمـةٌ****فــوق الرّقابِ وفـوق الرأس
والصَّدرِ
ستون عامًا مضتْ والأرضُ باكيةٌ****تشـكو لبـارئهــا مــا كان منْ
عـهْــرِ
جئناكِ يا جِسْـرُ والرّايـــاتُ خافقـةٌ****فوق الرّوابي وفـوق السّهـلِ
والْوعْرِ
رايـاتُ سعــدٍ وعــمّـارٍ وعِـكرمـةٍ****رايات زيد وذي النّورين ذي
الصبرِ
رايات نصرٍ يــدُ الفـاروق تحملها**** أرســــت دعائمها يُمنـــى أبي
بكــرِ
جئنـاكِ يا جِسـرُ والأحــداق باكيةٌ****شوقًا إليك، وبعـــض الناس لا
يدري
ذكرى الجـدود لنا كانت تجول بنا****فـــي كلّ ناحيــةٍ تـدعُــو إلـــى
الثـأرِ
ذكْرى"الثمانيـن"هل تُنْسى فظائعها****يـوم "البريد"
ويـــوم القتــلِ والنحرِ
لم تبْــق عائـــــلةٌ إلا وقد نُكِــبــــتْ****والنـاس قد هـربوا من شـدة
الذّعـرِ
لم تبْــــــق ناقصــةٌ إلا وقـام بهــــا****غـلْمانُ حزبٍ أتى
بالعهـــر والفُجْـرِ
من كلّ مـزبــلةٍ جـرثـومةٌ ظهـرتْ****قد أفسدت وعتتْ في البــرّ والبحــرِ
فطــاردتْ فتيــةً بـــاللـه مؤمنــــــة****لم ينحــنُـــوا أبـــدًا
لِعصْـــبةِ الغـدرِ
ولاحقـــتْ كلّ ذي عــلْمٍ ومعـرفــةٍ****وكـلّ داعــيــةٍ للحــــقّ
والطُّـهـْــــرِ
والجسرُ قد أصبحت بالجرذ مُتْخَمةً****لكنّهــا أقفــــرتْ من سيـــدٍ
صقــــرِ
خــلتْ مدارسُها مِن مُبصــرٍ حـذِقٍ****يــدعو لِمـكْـرُمةٍ في العســر
واليُسرِ
أدار دفّتَــهـــا مُستحـــمـــرٌ نــــزقٌ****في غفلةٍ دائمًا، لم يــصحُ
من سُكــرِ
أمّــا مساجدها فأصبـــحتْ مِنــبرًا****تـــدعــو لطــاغيةٍ قــد زاد في
الشـرّ
والطيبـــون غــدوا ما بين مُعتقَلٍ****أو شــــاردٍ خائـفٍ حيــنــًا من
الدهـرِ
تشتتـوا في بقــاعِ الأرض قاطبَةً****أنّــى ذهبنا نـــــــرى قد أمّــها
جسري
ذكـــراكِ باقــــــيــةٌ للنفس مُؤلمة****قد أجّـجــتْ عنــدنـا تــلًا
من الجـــمرِ
بُشــراكِ يا جسرنا فبأســنا نازلٌ****في جُـــندِ طاغيــةٍ في الكــــرّ
والفــــرّ
وبأســـــنا نازلٌ في قاتــلٍ فاجــرٍ****يـذوق غضــــبــتــنا تـــجــرُّع
المـــرِّ
جئناكِ يا جسرنا حتى نُزيل أسـًى****من مقلتــيــــك بدا ردحًــا من العمْــرِ
جئنــاك يا جسـرنا بالحبّ نمـنحه****أهــلًا لنــا مكــثــوا في الذُلِّ والفقــــرِ
جئنــاك يا جســرنا وكلّنــا أمـَــلٌ****في أن نرى أهــلنــا في اليسر
والبشرِ
نقيلُ عثــرتهم، نـزيـــــل فاقتهم ****نسعــى لـراحتهم في البيـت والقفـــــر
جئناك يا جسرنا وجنـدُنــا لهجـوا****للـــه ناصـــرِهــم بالحـمـــد
والشــكرِ
السبت
6/رجب/1436 الموافق 25/نيسان/2015
محمد
جميل جانودي