السبت، 25 أبريل 2015

للــه در زنود الفتية السّمر


(تحرير مدينة جسر الشغور)
للــه درّ زنـــود الفتــــيــةِ السّـمـرِ****للــه درّ أســـود الغـــاب والجســـــرِ
للـه درّ شبــــــابٍ قـــال قائـــلهــم****اللــه أكبـــــرُ في سري وفي جهري
صلّوا الغداة وتكبيراتهم صعــدتْ****في الجــو مُعـلنةً عن وقعـة "النصر"
صـلّوا الغداة ومالوا نحــو أخْتهـمُ****جسرِ الشّغــور فقد ضجّت من الأسر
فالفتـح يا جســرنا هــــلّت بشائره****من كل ناحـــيــةٍ، في مطــلعِ الفجــر
يا لَــيلَـةً أقبـــلت بالنصـــر زاهيةً****بالنـــور مُشــرقـــةً كليــــلَة القـــــدْرِ
يا جســرُ، لا تهِنــي فاللهُ غايـتــنا****واللــهُ ما نِحُـنــا نصــرًا إلى نصــــر
ستون عامًا عـــلى بلواكِ صـابرةً****تحْـتَ السّيـــاطِ وتحْـتَ الّذلِّ والقهــرِ
ستون عامًا وجُنْــدُ البَغـي جاثمـةٌ****فــوق الرّقابِ وفـوق الرأس والصَّدرِ
ستون عامًا مضتْ والأرضُ باكيةٌ****تشـكو لبـارئهــا مــا كان منْ عـهْــرِ
جئناكِ يا جِسْـرُ والرّايـــاتُ خافقـةٌ****فوق الرّوابي وفـوق السّهـلِ والْوعْرِ
رايـاتُ سعــدٍ وعــمّـارٍ وعِـكرمـةٍ****رايات زيد وذي النّورين ذي الصبرِ
رايات نصرٍ يــدُ الفـاروق تحملها**** أرســــت دعائمها يُمنـــى أبي بكــرِ
جئنـاكِ يا جِسـرُ والأحــداق باكيةٌ****شوقًا إليك، وبعـــض الناس لا يدري
ذكرى الجـدود لنا كانت تجول بنا****فـــي كلّ ناحيــةٍ تـدعُــو إلـــى الثـأرِ
ذكْرى"الثمانيـن"هل تُنْسى فظائعها****يـوم "البريد" ويـــوم القتــلِ والنحرِ
لم تبْــق عائـــــلةٌ إلا وقد نُكِــبــــتْ****والنـاس قد هـربوا من شـدة الذّعـرِ
لم تبْــــــق ناقصــةٌ إلا وقـام بهــــا****غـلْمانُ حزبٍ أتى بالعهـــر والفُجْـرِ
من كلّ مـزبــلةٍ جـرثـومةٌ ظهـرتْ****قد أفسدت وعتتْ في البــرّ والبحــرِ
فطــاردتْ فتيــةً بـــاللـه مؤمنــــــة****لم ينحــنُـــوا أبـــدًا لِعصْـــبةِ الغـدرِ
ولاحقـــتْ كلّ ذي عــلْمٍ ومعـرفــةٍ****وكـلّ داعــيــةٍ للحــــقّ والطُّـهـْــــرِ
والجسرُ قد أصبحت بالجرذ مُتْخَمةً****لكنّهــا أقفــــرتْ من سيـــدٍ صقــــرِ
خــلتْ مدارسُها مِن مُبصــرٍ حـذِقٍ****يــدعو لِمـكْـرُمةٍ في العســر واليُسرِ
أدار دفّتَــهـــا مُستحـــمـــرٌ نــــزقٌ****في غفلةٍ دائمًا، لم يــصحُ من سُكــرِ
أمّــا مساجدها فأصبـــحتْ مِنــبرًا****تـــدعــو لطــاغيةٍ قــد زاد في الشـرّ
والطيبـــون غــدوا ما بين مُعتقَلٍ****أو شــــاردٍ خائـفٍ حيــنــًا من الدهـرِ
تشتتـوا في بقــاعِ الأرض قاطبَةً****أنّــى ذهبنا نـــــــرى قد أمّــها جسري
ذكـــراكِ باقــــــيــةٌ للنفس مُؤلمة****قد أجّـجــتْ عنــدنـا تــلًا من الجـــمرِ
بُشــراكِ يا جسرنا فبأســنا نازلٌ****في جُـــندِ طاغيــةٍ في الكــــرّ والفــــرّ
وبأســـــنا نازلٌ في قاتــلٍ فاجــرٍ****يـذوق غضــــبــتــنا تـــجــرُّع المـــرِّ
جئناكِ يا جسرنا حتى نُزيل أسـًى****من مقلتــيــــك بدا ردحًــا من العمْــرِ
جئنــاك يا جسـرنا بالحبّ نمـنحه****أهــلًا لنــا مكــثــوا في الذُلِّ والفقــــرِ
جئنــاك يا جســرنا وكلّنــا أمـَــلٌ****في أن نرى أهــلنــا في اليسر والبشرِ
نقيلُ عثــرتهم، نـزيـــــل فاقتهم ****نسعــى لـراحتهم في البيـت والقفـــــر
جئناك يا جسرنا وجنـدُنــا لهجـوا****للـــه ناصـــرِهــم بالحـمـــد والشــكرِ
السبت 6/رجب/1436 الموافق 25/نيسان/2015
محمد جميل جانودي


الجمعة، 3 أبريل 2015

العاصفة....وأحلام الأقــزام

بالحزم، بالإقـــدام، بالإصــرار*****بشكيمةِ الأبْطالِ في الأخطارِ
دُكّتْ حصونُ الشاتِمِـيــنَ لأمِّــنا****زوجِ النبيِّ، سليــلةِ الأطهـــارِ
بلغُــوا المـدى في سبِّهم وأذاهـمُ****للصحْــبِ والأخــيار والأبرارِ
لمّــا طفَا زبَــدٌ لهم خُدعـُــوا به****ظنــُّـوا بأنَّهــــــمُ مــنَ الثُّـــوار
ونسُوا بأنّهــــمُ ذراري قُــرْمــطٍ****كانوا ومــا زالوا مِن الفُجّـــار
وتسلَّــلوا متستــــريـــنَ بـبــزّةٍ****لرجال بيتِ المصطفى المُخْتار
فأتَوا إلى اليمنِ المُـمَيَّــــزِ أهــلُه****بصفـــاته العليا وحُسنِ جـوارِ
ألفَــوه رحبًا بالضيـــوفِ مُرحبًا****وقَـــراهمُ من أطيبِ الأثمـــارِ
ومضَوا إلى الشامِ الرفيعِ بذكْره****دخــلوه بالأسمَــال والأطْـمـار
متســـولّين لشــــــربةٍ ولُقيمـــةٍ****فكفــاهــم من جــوده بجِــــرارِ
وكساهمُ حُـــللًا وأجزل بالعـطا****وكأنّهـــم في الشامِ أهـلُ الــدارِ
لكنّهم عضّــــوا أياديَ أَسْبــغتْ****نِعَـمًا عليهـــمْ بالنعيم الجــاري
فتنكّروا للعيش بين النَاس فـي****أمْنٍ بــلا ضـــــرر ولا أكـــدارِ
غدروا وخانوا ثمّ هـدّد شرُّهــم****كلَّ الأنـــــامِ وسائــرَ الأمصار
فرأى ذوو الألباب أنَّ علاجَهم****بتـــرُ الفساد، ومنبـــتِ الأشرارِ
فتـوجّهوا لهمُ بضــربةِ فارسٍ****في أرضِ حِمْيرَ بالسلاح النَّاري
ذاقـوا وبالَ غـبائهـمْ وعنـادهمْ****هــذا جَــزاءُ مُنـــافِــــقٍ غـــدّارِ
مَنْ صمّ آذانًا لــه عنْ نــاصِحٍ****يدعو لخيرِ الناسِ في الأقطـــارِ
وتفاءل اليمنُ المصابُ بأمْنــهِ****بالأمْنِ بعــد الصــبرِ والإصرار
ربـَّاه إنَّ الشَّامَ يرجُـــو منْــكمُ****عَـــونًا لَـــهُ بالفــارسِ المغْــوارِ
فيظــلّ فوق جوادِه حتى يرى****هُبــلَ الظــلامِ مُســـربَلًا بالنـَّـارِ
ويــرى الشآم ببــهجةٍ مُتبَـسّمًا****ويمـــوجُ بالأزهَــارِ والأنـــوارِ
السبت 8/جمادى الأولى/1436 الموافق 28/آذار/2015