الخميس، 24 سبتمبر 2015

أقبل فإن الشام أقسم أهلها

أقبل فإن الشام أقسم أهلها
تعليقًا على ما تناقلته الأخبار بأن كبير الدببة قد زاد من ثقال أسلحته وخفافها في الساحل الشامي، تصحبها مرتزقته.. وهو لا يدري أن  أرض الشام ظامئة لدماء الغزاة الغاصبين، أيّا كانوا....
تعليقًا على هذا التهور والحمق قلت:
مَجْرى ميــــاهـك يا شـــــآمُ لَظامِ****لدم الغــزاة وسادن الإجــرام
متعطشًا، في غــــــلّة، لا تنطـفي****إلا إذا شــــرب الدمــا للئـــامِ
وألذهــا دمُ قـــادم مـن مشـــــرقٍ****متغطرسٍ، في غيــه متـــعام
قـــد جاء تدفعـــــه طباع عقاربٍ****وخنـــافس وحثــالة الأقـــزامِ
ظنَّ السواحل فيكِ بــــــيـتًا آمنـــًا****بالـورد مفـروشًا وريشِ نعامِ
وبأن فيها الغـــيدَ قـد وهَــــبتْ له****ما يشتهي في يقـــظــة ومنامِ
كم إنــــه، في حُمقــه، هـو سادرٌ****نســي الدروس بغابر الأيـــامِ
في قنــــدهارَ وكابلٍ، في غــزنةٍ****ذاق الرّدى في خنجرٍ وحُسامِ
نسي السيــوف الماضيات تــؤزه****وسقته كأس مـذلّةٍ ورغـــــامِ
تلك البلاد كــروضـة إن قـورنت****بالشـام حيثُ الأسد في الآجام
يا أيهــا المأفــونُ أقبـــل كي ترى****ما لا تظنّ رؤاه في الأحلامِ
أقبلْ، وعندئــذٍ ترى ما لــم تــــجد****ه بأي مِصْرٍ في مدى الأيام
أقـــــــــبلْ فإنّ حــرابَها مشتـــاقـةٌ****لتذلّ دبّــًا مُـوغـــلا بحــرام
أقبــل، فإن الشام أقسم أهــــــــــلها****أن يُرجعوك بركـلةِ الأقـدامِ
ومُكَفــنًــا بلفــافـــةٍ كتبــــوا عليهــا ما فعـــلتَ بمصحـــفٍ وإمـــامِ
جهز توابيت الرجوع وقـد حوت****جيفًا لجندك مُرغت في الشامِ
أقبلْ، فإنّك سوف تغــــدو عبـــرة****لمحــرِّقٍ للـزهرِ في الأكمامِ
========

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

بُشراك يا أُختاه فالفرجُ اقتربْ...

مُهــداة إلى حرائر الشام في سجن "عدرا"
بشراك يا أختاه فالفرج اقتربْ****والوغد من صوت الأسود لقد هربْ
سترين عَدْرا ازيّنت وتأهبتْ****فرحًا بضيف جاءها عالي النّسبْ
عدْرا التي مذْ جئتِها مكلـومةٌ****تبْكي وتصرخ: أينَ أنتمْ يا عربْ
أين الرّجولة والمروءة والوفا****أين التغني بالمفــاخر والــرتب؟
هل غاب عنكم أن سجنيَ زاخرٌ****بالطاهرات، وهنّ ربّاتُ الأدبْ!
"عدْرا"وما أدراكِ ما"عدرا" إذا****أرغى وأزبد في الفناء أبو لهبْ
عُــذرًا أبا لهبٍ فـلم تهبط إلى****درك القذارة مثل مجهول النّسبْ
شهدتْ مخازيَه وسوءَ فعـــالهِ****شهدت جرائمه التي فيها العجبْ
سجنٌ بكى وإلى القدير قد اشتكى****ما كان فيه منَ المآسي والكُربْ
فيه العـفيفاتُ اللــواتــــي لم تلد****أمثالَهنَّ الأمهاتُ مـدى الحـقبْ
أُلْـقـيْن فيــه لأنهـنّ أبـَــيْــن أنْ****يُصبحن في أيدي قرود كاللعبْ
ألْقيــــن فـيه لأنهنّ بصقْن في****وجه الزَّنيم وقلْنَ:تبًا، في غضبْ
وأغظْنَه لما عـــلَوْنَ علـيه في****قيم الشهامة والكــرامة والحسبْ
صـبرًا أخيّـــاتِ المروءة إنهـا****ساعاتُ كرب ثم تنسين النّصـبْ
إخوانـُـــكن اتــوا وفي أيديـهمُ****حممٌ تذيق المعتـدين لظى اللهب
أعـداؤهمْ لمّــا رأوهم زُلْزلـوا****حتـى غدت أسيافُهم مثل الخشبْ
أبطال دوما أقــبلوا ويقـودهـم****شهمٌ صــدوقٌ لا يُبــالي بالنّـوبْ
وجــوادُه من تحتـه يجري به****نحو الردى،وعليه، منطلقًا، وثبْ
جيشٌ تسمّى باسم دينِ محمدٍ([1])****أنعِـمْ به،طوبى لمن فيه اكتتبْ
مثل الصقور على الصخور الشاهقات رسوّهـا، والله فـيها قد غلبْ
منهم يفـــرّ عــدوّهم رهَبًا إذا****لا قاهم،في صدره زُرع الرّهب!
مهــلًا أخية إن فتـــح الشــامِ آت، أبشري، بل بشِّـــري، فقد اقتربْ
الإثنين 30/ذي القعدة/1436 الموافق 14/أيلول/2015
   



([1]) هو جيش الإسلام.

السبت، 5 سبتمبر 2015

البحـــر.....والطفل

البحر....والطفل
في إحدى رحلات الموت الزؤام، التي فرضت على كثير من السوريين في الشام، واستجابوا لها كرهًا... كان من بينهم طفل، دفعت أهله الأوهام والأحلام، إلى أن يركبوا البحر...علهم يحظوا بعيش آمن، وينعموا في أمان وسلام... وفي ليلة بلغ بدرها التمام، ولأمر يريده الله، ألقى البحر الطفل على الشاطئ...فبدا ساجدًا، وكأنها سجدة شكر على ما رأى من ربه وهو يلقاه من حفاوة وإكرام....
نظر إليه البحر نظرة ملؤها عطف وحنان... وأخذ يروي  له الحكاية من أولها، يروي له الحكاية وهو يذرف دموعًا مالحة جدًا من شدة الحرقة عليه....كان البحر موقنًا من أن الطفل يفهم عليه؛ لأنهما من عالم آخر بعيد عن عالم الدجل والنفاق... عن عالم الظلم والبهتان...
يا صغيري لا تجئني شاكيا
يا صغيري لا تجِئْــــني باكيـا**** أنت لا تدري حبيبي ما بــيا
لم يكن في طوع أمري أن أَرى****أحدًا في شاطئي قـــد أُلْقيـا
كم علا ظهري أناسٌ ومضوا****في أمانٍ، ما شكوا أمواجيـــا
لا تلمْني يا صغيـــــري أبـــدًا****إنّ ربــي كان فيك القـــاضيا
قلتُ سمعًا يا إلهـــــــي إننــي****لك عبــــدٌ، لن تراني عاصيا
إن لي قــــــلبًا ذوى مـــنْ ألمٍ****أنْ أراهُ في جـــــواري ثاويـا
إن لــــي قلبًا ينـــادي حرقـةً****يا إلهـــــــي، قــــد أتاني باكيا
برعــمٌ طفل مضى من عمره****ســـــنواتٌ، وغــدا في جوفيا
قال لي: يا بحـر إنـي كــاره****أن تراني عن ديــــاري قاصيا
يا صديقي هل تلبي رغبـتي****راحــــتـــــــي ألا أرى أعدائيا
راحتي في موطني يا صاحبي****فيـــه بيـــتي وأرى أصحابيا
قلتُ في حـزن عمـيق: ولـدي****لا تلُمْـــني، لا تكن لي جافـيا
لا تلمـني إذ أتــــاني هاتــفٌ****ألقــــــه قـد كان أمري ماضيا
لا تلمْني يا صغيـــــري أبـــدًا****إنّ ربــي فيك قد أوحـى ليــا
ألقـهِ حـتى تـــــــراهُ أعيـــــنٌ****فيكونَ الدّمـع منـــــها جاريــا
أو تـــــــــراه أمّــةٌ نسّـــــاءةٌ****نسيتْ ما كان فـــــيـــها غاليـا
عِزَّهــا أو مجدَها أو نورَهـــا****قد أضاء الكونَ يـــومًا زاهيا
ألقـهِ يا بَحـــــرُ قد تُحيي بـــه****غـــارقًا فـي نومـهِ أو لاهيـــا
ألقِهِ يـــــرو الحكايــــاتِ التي****صار فيها هــاربًا مستخْـفــيـا
عن سفيه الشام عن إجـــرامه****دمُها قد صـــار نهـرًا جاريـا
لم يــدع طفــلًا ولا شيـخًا ولا****ذاتَ خــــدرٍ، ما رأوا بواكيا
ألقـهِ يروي الطمــوحات التي****قـــد تلاشت، عنــدهم، تلاشيا
عن قَــرابـات له قد أهــــملتْ****ما عـــلـيها فــــــرأت دواهيـا
رُبّ طفلٍ قد قـضى في لُجــةٍ****صار عارًا فاضحــًا للأشقــيا
سوف يغدو سبةً لا تنـمـحــي****في جبيــــــن الكاذبين الأدعيا
زعموا في قولهم أن ينصروا****خائفًا في أرضـه أو نـــائـيـــا
في سماء البحر طارت روحه****تشتكي لله غـــدرا بـــــــاديـا
إنـــــــه عرّاهمُ مــــن نخـــوة****لم يجـدْ فيهم لظـــــــامٍ ساقـيا
ألقه يا بحــــر بـرًا، لا تخـف****أحـــدا فـــــي أن تــراه القاليـا
فهـــــــو عبدي وأنا رب لــه****في ظلالي سوف يبقى راضيا
الجمعة 20/ذو القعدة/1436 الموافق 4/أيلول/2015