الخميس، 29 أغسطس 2013

يا فجر يوم الأربعا.....


يا فجْــــــــر يوم الأربعَــــــا...

صحت الغوطة الشرقية فجر يوم الأربعاء 21آب 2013 على كارثة حلت بها.... حين أطلق علهم أنذال العصر غازات سامة معيقة للتنفس، شالة للأعصاب.... قاتلة...وفي ثوان معدودات كانت جثثٌ لأطفالٍ، وشيوخ، وشباب، ونساء، منتشرة في بلدات الغوطة، فقارب عدد الشهداء ألفي شهيد، ومن لم يمت من الأطفال كان في حالة رعب ودوار وغثيان، وكذلك كان حال جميع من بلغتهم  رسالة الحقد هذه ، وبدوا هائمين يترنحون، فاقدين للوعي، فيما يشبه الهذيان...
يا فجْــــــــر يوم الأربعَــــــا****ماذا حمـــــــلتَ فأوجَعــــا؟
ما كــنـــــتَ فجــرًا دامــــيـــًا**** بل كنتَ فيه الأبشعـــا
هـــــــــلا رأفـــتَ بحالنـــــــا**** أم جئـــــتنا كي نُفجَــــــــعا؟
أبنـــــــــــــــــــاؤنَـــــا وبناتـُــنــــــا**** كانُــــــــوا بلــــــيـــل هُجّــعـــــــــا
ونساؤنــا يحْضُـــــنَّ أط****فـــــــــالا صغَــــــــارا رُضّعَـــــــا
وشيوخنـــا بصـــلاتـــــــهم****كانـــــــوا قـــــــيـــــامًا رُكَّــــعـــــــــا
والليل خيّــــــم فوقــنــــــــــــــا**** والبَــدْر يضحك ساطعا
نامـــت دمشق ولم تُرع****حتى أتــــــى مـــنْ روعـــــــا
وغفت على صدر الأشــــــــــــــــــمّ وقاسيـــــون لهــــــــــا دعـــــا
وبنــــــاتـــــها مــــن حولهـــــــا****كنّ الجمــــال المبـــدَعــــا
في جـــوبرٍ فاح الشـــــــــــذا**** وبعَين ترمـــــــــــا رجّعـــا
عربينُ هب نسيـــــــمهـــــــــــا**** أحيا النفـــوس وأمتعــا
كانت بلابــــل دوحهـــــــــــــا****تشــــــــدو نشيـــــــدا رائــــــعا
وقــــــــــف المُــــــؤذن هاتــفـــا****بالحـق يجهر صادعا
وإذا بنسمـــــــــات الصبـــــا****صارت سَموما صافعا
وكأن تـــــنــــــــيـــــــــــــنــــًا أتــــــى**** وأثــــــــار سمــــًا ناقعـــــــــا
أو أنّ صِـــــــــــلا قاتـــــــــــــــلًا****بـــزفـــــيـــــره قد أفــــزعــــــــــــا
في الغوطة الخضراء ألـْ****قـــــــى ســـــــمّــــــه فتوزعـــا
وغدت يبابًا ليس فيـــــــــــ ****هـا صالحٌ كي يُزرعـــا
كـــــم والدٍ بيـــــــــن الأنــــــــــا****مِ لطــــفــــله فيــــــــها نعَـى
كم من فتى قد كان يحــ****لـــمُ أن يعــــيش ويُبدعا
قد كان يحــــلم أن يكــــــو**** ن مهندسًا أو صانعا
أو قـــــاضـــــيــا أو قـــائـــــدا**** أو تاجــرا أو زارعــــــــــــــا
ويشيــــد صرحًــا شامخـــًـا**** للعــــلم لن يتَــــــــــصدعا
كم من فتى قد كان يحـ****لــــمُ أن يجـــــــدّ وينفعــــــــا
يــــبـــــني لـــــه مستقــــــــــبـــــلًا****ويشــق دربـــــًا واسعــــــــــــا
كم من فتــــاة أزهـــــــــــــرت**** وتريد عيشــــًا ناصعـــــا
تــــــرنــــــــــــو لعــــــــــش آمـــــنٍ**** ليكون حصنًـــا مانـعـــا
كم من فتـــــــــــــــــاة أمّـــــلتْ****عــــــيشًا رغيــــدا مُربـعــــــــا
كم من أبٍ حمل ابنـــــه**** يرنـــــــو إليـــــــه مــــــــودعا
يرنـــــــــو إليـــــــــه بـــــــدهشة****بـــــدمٍ غـــزيــــــر دامــــــــــعــــا
كم مُـــرضعٍ قد أُذهِـــلت****عن طفلها أنْ تُرضعــــا
كم مُستغيث لم يجــــــــــدْ****متجــــاوبًــــــــــــا أو ســـــامِعا
وإذا بــــــــــــــــــــــــخّـــــــوان أثيــ****مٍ، جاء فجر الأربعـــــــــــا
وإذا بطاغــــــــيـــــــــة الشــــآ**** م بسُـــمّه قـــد أســــــرعـــــــا
فقضى على أحـــلامهم**** وإلى هلاكـــــــــهُمُ دعـــــــــا
أهــدى لهم غـــازا مًمِــيـ**** تًا، لم يروا له دافعـــــــــــــا
فأماتــــــــــــهم في لحظــــة****ومضى يَــــــروغُ مــــقَــنَّعـــــا
والناس، جلّ الناس صا****متــــــــةٌ على ما فظّـــــعا
إلا قــــــــلــــــيــلا أظـــــهــــــــــــروا**** بالقــول شجبًا لاذعــا
ما كان فيهــــــــــــم نـــــــاطقٌ****ذو شـوكةٍ كي يردعــــا
يــــــــا وارثــــــــــــــا لنــــــــــذالــــــــةٍ****قد كنتَ أنت الضالعــا
فـــي كل فـــعـــــلٍ شــــائـــــنٍ****للأرض كنـــتَ البـــائعــا
ولمَــــــــن تعاظـــــــم حـــقــــده****كنْــــتَ الذلـــول الطائعـا
يا مجــــــــرمـــا، مهــلاً فلن****تبقى بجُحـــرك قـــــابعـــا
ستُجَـــرّ منــــــــــــه بــــــــذلـــــــةً****وتُرى بقــــــيــــــــــدٍ خـــــانــــعا
ذا شأنُ مَن ظلم العبـــــا****دَ وفي الخيانــَة أمْرعــــا
السبت 17 شوال 1434 الموافق 24 آب 2013
محمد جميل جانودي.