السبت، 24 ديسمبر 2011

أبطال جبل الزاوية


أبطال جبل الزاوية
21/12/2011
شِعر محمد جميل جانودي
أغْمضْ عُيُونَكَ عَنْ سُفُوحِ الزَّاوِيَةْ       كَيْ لا تَرَى مَا قدْ جَرى مِنْ داهِيَةْ
كي لا تَرى فيْها نُفُـوسًا أُزهِقَـتْ          وهي الكريْمَةُ منْ أصولٍ ساميــة
كي لا ترى ما يستحيلُ وقُـوعه           مِـن آدَمـــيٍّ في الدُّنـى المُـتراميةْ
أغلق عيونَك عن جرائِـمَ لم يقعْ           شَبَــهٌ لهَــا فِـي بلْــدَةٍ أو نَــاحِيَــِةْ
وإذا دُعيْــتَ لأن تَـــراها مـرّةً            فانْـــظر إليْـها والبصائرُ واعِيَــة
افتحْ عيونَك واسْتَـــعِدَّ لِصدْمــةٍ           مِـنْ هَوْلِــهَا دَمُعُ العُيُونِ كَساقيةْ
دَعْ عنْكَ لَوْمِيَ يَا أخِي فِي دَعْوتي         لِتَـــرَى فَظَـائِعَ لَمْ تكُنْ بالخَافِيَةْ
لتَــرَى نِسَـاءً أُيِّمـَــتْ بشبَـابِِــهَا            وتَرى شيُوْخًا فوْقَ جَمْـرٍ جاثيةْ
وتَـرَى بُنَيَّــاتٍ برَيْـعـَانِ الصبَـا           يُنْـهَشْنَ حقْـدًا منْ ذئَــابٍ عَاوِيَةْ
كَمْ مُـرْضِعٍ قدْ أُبْعِـدَتْ عنْ طِفْلِهَا         بِِرَصَــاصةٍ كانتْ علَيْهَا قََاضِيَـةْ
كَم غَرْسَـةٍ مُخْضَـرّة قدْ أُحْرِقـَتْ           وقُطُـوفُهَـا مِنْ قَبْـلُ كانتْ دانِيَةْ
أمسكْ عَليْكَ النفسَ يوْمَ كَرِيهَــةٍ         فيها دمَـــاءُ القومِ صارتْ جاريةْ
قـومٌ كأنَّ الشمسَ بعضُ ضيائِهمْ         فَوجُوهُهُمْ بالنّــورِ كانتْ زاهيـةْ
قـومٌ كأنَّ الجُــــوْدَ ينْـهَلُ منــْهمُ         ما جادَ منه على البُطُـونِ الخاويةْ
قـَـومٌ كأنّ الّليْــــثَ دُرّبَ فيـــهمُ         فغـَدا شُجاعًا في الوطيس الحَامِيَةْ
قومٌ تربّـوا فِي الجِبـالِ فأصبَحوا          مثـــــلَ الجِبَالِ بعُشقِــــهِمْ للعَاليَةْ
ما قطُّ دانـُوا للغُـزاةِ  بـأرْضِـهِمْ           بـل لقنّوهُــم من دروسٍ قاسيـــة
حتـى أتـَى وغْـدٌ بحلّــةِ صَالِحٍ            مُتَنـــكّراً، مَنَّــاهُــــمُ بِالْعَافِـــيــَةْ
حَسبُوه منهم حين بشّ مُـخَـادعًا           ونفُـــوسُهُم فيمـا يُدجّـل راجيَــة
لكـنّ طبْـــعَ الذّئبِ كانَ قرينَــهُ            فَــأتـاهمُ غـدرًا بجُنْــدٍ عَــاتيَـــة
جُنــدٍ أتـتْ لتصبَّ حقْـدًا مُزمِنًا            فـوق الورى نَـارًا تلظّى حاميَةْ
 قََـدْ كانَ ذنْبُهُـــمُ بِـِأنْ قَـَـالُوا لََهُ           لا لِلْمَذلّةِ فـِي قِــــ لاعِ الزاويَـــة
لا لِلْمَـذَلَّـةِ فـي الْوِهَادِ وبطْنِهَـا             لا لِلْمـذَلّةِ في الرّبُوع الغَــاليَــةْ
لا لِلْْمَـذلََّةِ في نفوسٍ قََــد سَمَتْ             حتّــى ولَوْ لَمْ تَبْـقَ مِنْهـمْ باقيَـةْ
لا للمـذلّةِ فِي عَــريــــن أشاوسٍ          كانُــوا حُمَـاةً مِن غُـــزاة بَاغِيَــةْ
تبًـا لِعَيشٍ تحْـــتَ ظِلِّ مُــراوِغٍ           ومُنَـــافِقٍ ولَديْــهِ نفْـسٌ واطيَـــةْ
زأرُوا كأسْدٍ في الْحِمَى وتقدَّمُوا          كي يَدْفَعُوا عَنْهُمْ وُحُوْشًا ضَارِيَةْ
وأغـاظَ ذاك عـدُوَّهـم فرمَـاهـمُ            بسهـَامِ حِقْـــدٍ من قُـرونٍ خـاليَـة
يا أيُّــــها الْجبَـــل الأشـمُّ تحيّــةً          كانت سيوفُك في الأعادي ماضيَةْ
لمْ تُبْقِ يا جبلَ المُـروءة بُقْــعَةً         إلا وثـارت، وهْــدةً أو رابـِيَةْ
"كنصفرةٌ" شهدَت بطُولاتٍ علَتْ          ومعَـاركًا كانَـــتْ بحَـق شافيَـــة
"كَفْرُ العُوَيْدِ" وأُخْتُـهـا "كفرنبلٌ"            لهمَـــا أيَـــادٍ للكرامَــة ساعيــة
"كَفْرُ العُوَيْد"وأهْلُها لَبِسُوا الرّدَى        ونُفُـوسُـهم كانـتْ بِــذلكَ راضيَــة
أكفـانُهم كانَـتْ أُعِـــدّت مُسْبـَقًا           فَغَـدَوْا نُجُـومًا فِيْ سَمَـاءٍ صَـافيَـةْ
غصّت مساجِِــدُها بجُنْـدٍ قُـتّـلُوا           حُمِــلوا إليهْـَـا مِـن بِـقَــاعٍ نَــائيـةْ
قُتِـلُوا لأنّــهُمُ أبَـوا أنْ يُوغِـلُوا           في قتْــل أهليهِــم وصفْعِ النّاصيـةْ
لمْ يقْبَلُوا أَنْ ينْضَووا في زُمْرةٍ           قـد أجْرمَتْ، كانَـــتْ بِحـقٍّ جَانيَةْ
عَبِِقتْ دِيَـارُهُمُ بِِطِيْـبِ أَريْجهِمْ           أكْـرِمْ بِـهِ عبَــقًا بِـأرضٍ حَـانِــيَـةْ
تَحْـنُـو عَلَـى فِــلْذاتِ أكبَـادٍ لَهَـا           لكِنَّهــا تُلْقِي الْعِـــدا في الْهـاويَــةْ       
سيُسَجّلُ التاريْخُ حُسنَ صَنِيْعِهَا          وسيلْْــعَنُ التاريخُ ذاك الطاغيَـــــةْ


          

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

حمْصُ غَنّــتْ

حِمْصُ الثَّوْرَة..
حِمْصُ غَنّتْ فِي أتُونِ الْحَرْبِ شِعْـرَا!
حِمْصُ أبْلَتْ فِي سَبيْـلِ الحَقِّ صَبْـرَا..
حِمْصُ تَاهَتْ في سَمَاءِ الشَّـامِ فَخْـرَا
حِمْصُ لَبّتْ صَرْخةَ المَـظْلومِ جَهْـرَا
****
حِمْصُ جَادَتْ مِنْ دِمَا الأحْرَارِ نَهْـرَا..
حِمْصُ رَشّتْ فِي الوجُوهِ السّمْرِ عِطْرا
حِمْصُ شدَّتْ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ خَصْرَا
حِمْصُ قَـالتْ للثُّـرَيَّا: فُقْـتُ قَـدْرَا
****
حِمْصُ قادَتْ ثَوْرَةً .. فِي الشَّامِ كُبْرَى
 حِمْصُ أفْشَـتْ لِلْوَرَى ما كان سِـرَّا!!
حِمْصُ دَكّتْ للعِـدَا حِصْـنًا وقَصْـرَا
حِمْصُ خَطّتْ في جَبيْنِ الدّهْرِ سِفْـرَا!
****
حِمْصُ صَدّتْ مَنْ غَـزَاهَا.. لَمْ تَفرّا
حِمْصُ كَانَتْ للطّغَـاةِ الْيَـوْمَ قَـبْرا
حِمْصُ لَمْ تَعْبَأ بمَا قَـدْ قِيـل زُوْرَا
حِمْصُ لَمْ تَتْركْ لنَا فِيْ الأمْرِ عُذرا!!
****
حِمْصُ كَانَتْ فِي لَيَالِي الشَّـامِ بَـدْرا
حِمْصُ كانَتْ فِيْ سَخَـاء النَّفْسِ بَحْرَا
حِمْصُ كانَتْ للشَّبَابِ الحُـرّ ذُخْـرَا
حِمْصُ لُغـزٌ صيّـرَ الأفْـهَامَ حيْرى
****
حِمْصُ تَحْـلُوْ دَائِـمًا عُسْرًا وَيُسْـرَا
حِمْصُ تَشْـدُو للْمَنَايَـا وهْيَ تْتْـرَى
حِمْصُ بِئْـرٌ مِنْ حَنَانٍ فَاضَ طُهْـرَا
حِمْصُ سارَتْ فِي طَرِيْق الحَقّ سيْرا
****
حِمْصُ جُـرْحٌ نَـازِفٌ وازْدَادَ غَـوْرَا
حِمْـصُ صَـوتٌ أنَّ إيلامًا وقَهْــرا
حِمْصُ عَـاثَ الوغْدُ فِيْـهَا واسْتَمَـرّا
حِمْصُ لا تَشْكُوْ لِغَيْـرِ الّلـهِ أمْــرَا

****
حِمْصُ جِيْلٌ مِنْ شبَـابٍ رامَ نَصْـرَا
حِمْصُ بَحْرٌ مِنْ عَطَـاءٍ فاقَ حَصْرَا
حِمْصُ نُـورٌ قَدْ أحَالَ الّليْلَ ظُهْـرا
حِمْصُ سِفْـرٌ للْمَعَـانِي ازْدَادَ سِحْرا
****
حِمْصُ شِيْكَتْ مِنْ لئِيْـمٍ جَـاء غَدْرا
حِمْصُ عَانَتْ فَيْ سَبيْـلِ الحَـقِّ مُرّا
حِمْصُ أهْدَتْ خيْـرَها للمَجْـدِ مَهْرا
حِمْصُ مَـدَّتْ جِسْمَهَا للشّعْبِ جِسْرا
****
حِمْصُ رُوْحٌ دبّ في الأجْسَـادِ طُرّا
حِمْصُ خَطَّتْ مِنْ دَمٍ للمَجْـدِ سَطْرَا
حِمْصُ كانَــت فَارِسًا شَهْمًا أغرّا
حِمْصُ ثَوْبٌ للْـوَرَى مَا زَالَ سِتْرَا
****
حِمْصُ ثارَتْ واسْثَارَتْ مَنْ أبَــرّا
حِمْصُ هبّتْ كيْ يَعِيْشَ الشعْبُ حُرّا
حِمْصُ ألقَتْ في وجُوْهِ البَعْثِ جَمْرَا
حِمْصُ رَمْزٌ زارَ قلبًـا واسْتَقَــرّا
****
كَمْ شهِيْـدٍ فِي ثَرَاهَـا قَدْ تَـوَارَى
كَمْ عظيْـم في هَوَاهَا قَـدْ تَبَـارَى
كَمْ فَتَـاةٍ قَـدْ قَضَت تَـأبَى الشّنارا
إنّهَـا حِمْصُ الّتِـيْ تأبَـى انْدِحَارَا
****
شعر/محمد جميل جانودي
الخميس 15/12/2011

حمص غَنّــت.....

حِمْصُ الثَّوْرَة..
شعر/محمد جميل جانودي
حِمْصُ غَنّتْ فِي أتُونِ الْحَرْبِ شِعْـرَا!
حِمْصُ أبْلَتْ فِي سَبيْـلِ الحَقِّ صَبْـرَا..
حِمْصُ تَاهَتْ في سَمَاءِ الشَّـامِ فَخْـرَا
حِمْصُ لَبّتْ صَرْخةَ المَـظْلومِ جَهْـرَا
****
حِمْصُ جَادَتْ مِنْ دِمَا الأحْرَارِ نَهْـرَا..
حِمْصُ رَشّتْ فِي الوجُوهِ السّمْرِ عِطْرا
حِمْصُ شدَّتْ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ خَصْرَا
حِمْصُ قَـالتْ للثُّـرَيَّا: فُقْـتُ قَـدْرَا
****
حِمْصُ قادَتْ ثَوْرَةً .. فِي الشَّامِ كُبْرَى
حِمْصُ أفْشَـتْ لِلْوَرَى ما كان سِـرَّا!!
حِمْصُ دَكّتْ للعِدَا حِصْـنًا وقَصْـرَا
حِمْصُ خَطّتْ في جَبيْنِ الدّهْرِ سِفْـرَا!
****
حِمْصُ صَدّتْ مَنْ غَـزَاهَا.. لَمْ تَفرّا
حِمْصُ كَانَتْ للطّغَـاةِ الْيَـوْمَ قَـبْرا
حِمْصُ لَمْ تَعْبَأ بمَا قَـدْ قِيـل زُوْرَا
حِمْصُ لَمْ تَتْركْ لنَا فِيْ الأمْرِ عُذرا!!
****
حِمْصُ كَانَتْ فِي لَيَالِي الشَّـامِ بَـدْرا
حِمْصُ كانَتْ فِيْ سَخَـاء النَّفْسِ بَحْرَا
حِمْصُ كانَتْ للشَّبَابِ الحُـرّ ذُخْـرَا
حِمْصُ لُغـزٌ صيّـرَ الأفْـهَامَ حيْرى
****
حِمْصُ تَحْـلُوْ دَائِـمًا عُسْرًا وَيُسْـرَا
حِمْصُ تَشْـدُو للْمَنَايَـا وهْيَ تْتْـرَى
حِمْصُ بِئْـرٌ مِنْ حَنَانٍ فَاضَ طُهْـرَا
حِمْصُ سارَتْ فِي طَرِيْق الحَقّ سيْرا
****
حِمْصُ جُرْحٌ نَـازِفٌ وازْدَادَ غَـوْرَا
حِمْصُ صَـوتٌ أنَّ إيلامًا وقَهْــرا
حِمْصُ عَاثَ الوغْدُ فِيْـهَا واسْتَمَـرّا
حِمْصُ لا تَشْكُوْ لِغَيْرِ الّلـهِ أمْــرَا

****
حِمْصُ جِيْلٌ مِنْ شبَـابٍ رامَ نَصْـرَا
حِمْصُ بَحْرٌ مِنْ عَطَـاءٍ فاقَ حَصْرَا
حِمْصُ نُـورٌ قَدْ أحَالَ الّليْلَ ظُهْـرا
حِمْصُ سِفْـرٌ للْمَعَـانِي ازْدَادَ سِحْرا
****
حِمْصُ شِيْكَتْ مِنْ لئِيْـمٍ جَـاء غَدْرا
حِمْصُ عَانَتْ فَيْ سَبيْـلِ الحَـقِّ مُرّا
حِمْصُ أهْدَتْ خيْـرَها للمَجْـدِ مَهْرا
حِمْصُ مَـدَّتْ جِسْمَهَا للشّعْبِ جِسْرا
****
حِمْصُ رُوْحٌ دبّ في الأجْسَـادِ طُرّا
حِمْصُ خَطَّتْ مِنْ دَمٍ للمَجْـدِ سَطْرَا
حِمْصُ كانَــت فَارِسًا شَهْمًا أغرّا
حِمْصُ ثَوْبٌ للْـوَرَى مَا زَالَ سِتْرَا
****
حِمْصُ ثارَتْ واسْثَارَتْ مَنْ أبَــرّا
حِمْصُ هبّتْ كيْ يَعِيْشَ الشعْبُ حُرّا
حِمْصُ ألقَتْ في وجُوْهِ البَعْثِ جَمْرَا
حِمْصُ رَمْزٌ زارَ قلبًـا واسْتَقَــرّا
****
كَمْ شهِيْـدٍ فِي ثَرَاهَـا قَدْ تَـوَارَى
كَمْ عظيْـم في هَوَاهَا قَدْ تَبَـارَى
كَمْ فَتَـاةٍ قَدْ قَضَت تَـأبَى الشّنارا
إنّهَـا حِمْصُ الّتِيْ تأبَـى انْـدِحَارَا
****
الخميس 15/12/2011


الخميس، 15 ديسمبر 2011

تبَرّأَ منْ جرَائِمهِ ليبْقى,,,

تبرّأ من جرائمه ليبقى!!!!
شعر/محمد جميل جانودي
 أحقّـاً ما يُردَّدُ في الفَضَــاءِ     بِـأَنَّ الذّئبَ شيْــخُ الأبْريـَاءِ
 وأنّ اللصَّ لَمْ يَسْرقْ مَتَــاعًا      ولَمْ يَهْتِكْ بيُـوتَ الأغْنِيَــاءِ؟
 أحَقّـًا أنّ مَـا يَجْري بأرْضِي      كَإذلالٍ وسَفْـكٍ للـدّمَـــاءِ
 وخَطْفٍ للنّساءِ ضُحًى وعَصْرًا     ونَهْبٍ في الصَّباحِ وفي الْمَسَاءِ
 أحَقّـًا أَنّ مَا قدْ قِيْلَ ضَـربٌ      مِنَ التّزْويرِ أوْ مَحْضُ افْتِـرَاءِ
  أحقّـاً قارَفَتْهُ الجِـنُّ لَيْــلاً     وعَـنْهُ الظَّالِمُ الطَّاغُـوْتُ نَائِي؟
 أحَسّ بِعَـرْشِـهِ يَهْويْ سَرِيْعًا      وأنّ الشّعْـبَ آتٍ بالفَنَـــاءِ
 فَطَاشَ صَوابُـه وَأتـَى بهَذْرٍ      وبَرْبَر نَاسيًا عُـرْفَ الّلقَــاءِ
  تلقّفَـهُ الأقـَارِبُ والأَقَـاصِيْ    وهُـمْ في دَهْشـةِ مِنْ ذَا الهُراءِ
  أمجنُـونًا غَـدَا أمْ بَـاتَ لَيْلاً     بِـوَادِيْ عبْـقَرٍ تَحْـتَ العَرَاءِ
  تَبَرّأ مِـنْ جَرَائِمِـهِ لِيَبْــقَى    بمَنْأًى عَنْ مُـلاحَقَـةِ القَضَـاءِ 
  نَفَى عنْ نفْسِهِ فِعْـلاً قَبيْحـا     وأسْـرَعَ فيْ اتّهَـامِ ذَوِيْ الوَلاءِ 
  فألْصَقَ مَا أتَـاه بِمَنْ فـَدَاهُ       لَهُ كانُـوا كأوْفَـى الأوْفيَــاءِ 
  وهَـذَا الفِعْـلُ لا يَرْضَاه شَهْمٌ    وَيَأْبَى الْقُرْبَ منْهُ ذوُو الحَيَــاءِ
 عَجيْبٌ مَا ادَّعَـاهُ وقَدْ تَمَـادَى     بنُـكْرانٍ لِخَـطْـفٍ وَاعْـتِدَاءِ
 وأنْـكَـرَ كلّ ما اقْتَـرفتْ يَدَاه     ولَـمْ يَعْـبأْ بِمُسْـتَمِـعٍ وَرَائِي
 لَعَمْرِيْ إنّــهُ وهْــمٌ كبيْـر     ويزْعُمُ أنّّـهُ فِـي الأذْكِـيـاءِ
 أيُعْـقَـلُ أنْ يُصدِّقَـهُ لَبيْـبٌ      ولَمْ يَقْبَلْه أغْبَـــى الأغْبِيَـاء
 أيَجُــرُؤُ واحدٌ مِنْ تَابِعِـيـهِ    عَلى قَـوْلٍ وفِعْـلٍ في الخَـفَاءِ
 بِلا إِذْنٍ يُسـطّـرُه رئيــسٌ     غَـدَا مَـلِكًا بِمَـكْرِ الأشْقِيَـاءِ
 فمَا مِنْ طلْقَــةٍ إلا وتَأْتـيْ      بأمْـرٍ منْـهُ فِـي ألِـفٍ وبَاءِ
 مُسَوّمَةٍ، ويُطْلِقُـها حَقُــودٌ     علَى شعْـبِ الطهَـارة والنّـقَاء
 عَلَى شَعْبٍ أطَالَ الصَّبْـرَ دَهْرًا     عَلى مُـرٍ وقَـهْـرٍ وابْتِـلاءِ
  وحِيْنَ أرَادَ أنْ يَحْيَـا كَرِيْمـا      وحُرًا قَـــابَلُـوه بِالازْدِرَاءِ
  ألا فَاصْمُتْ وإلا فَالْمَنــايَـا      ستحْـصُدُ مَنْ يُـنادي بالإخَاءِ
 وتَحْصُدُ مَنْ تَظَاْهَرَ فِيْ طَريْقٍ      ويَهْتِـفُ للعَـدالَــةِ والبِنَـَاءِ
 أتَرْضَى يَا أخِي فِي الشَّامِ هَـذَا     لتنْعَـمَ بالْمَـذلّةِ والـرّخَـاءِ؟!
 أترْضَى أنْ يُسَاقَ النّاسُ قَسْـرًا    لتَـصفِيْقٍٍ وهَــرْجٍ وادِّعـَاء؟
 هَوَى الثَّـوريِّ مَشْهُورٌ بِنُبْـلٍ     بِـهِ يَسْمُوْ عَلى جُـرْحِ البَـلاءِ
 ويَحْمِلُ روحَـهُ في راحَـتَيـه    ولا يَـرْضى حيَـاةَ الْخُنْفُسَـاءِ
 فَإمّـا سَيّــدٌ يحْيَـا عَزِيْـزًا    وإمّـا ميّـتٌ فــي كِبْريَــاءِ
السبت 15 محرم 1433 الموافق لـ 10/11/2011م

السبت، 10 ديسمبر 2011

عُذْرًا أُخَيَّ الْيَعْرُبي...


عُـذْرًا أُخَيَّ اليَعْـرُبي...
عُـذْرًا أُخَيّ اليَعْـرُبي...
أعَجِبْتُ أم لَمْ أعْـجَبِ....
أرغِبْتُ أمْ لمْ أرْغَـبِ......
أغضِبْتُ أمْ لمْ أغْـضبِ...
أحسبتُ أم لمْ أحْسَـبِ...
أقَـرُبْتُ أم لم أقْـرَبِ.....
أهَـربْتُ أم لمْ أهْـرَبِ....
أغَرُبْتُ أمْ لَمْ أَغْـرُبِ.....
كَلاّ..فَلَنْ تَجِدَ الجَوَابَ علَى سُؤَالِي الْمُخْتَبِي..
====
مَنْ يُنْصِفُ المحْكُوما؟
مَنْ يُنقِـذُ المكْلومَـا؟
مَنْ ينْصُرُ المظْـلوما؟
مَنْ يَرْحمُ المَهْـمُوما؟
****
مَنْ يُسْعِفُ المجروحا؟
مَنْ يَحْقِنُ المسفـوحا؟
مَنْ يدْفُـنُ المذبُـوْحَا؟
مَنْ يَسْتَطيْعُ الَْبَـوْحَـا؟
****
مَنْ ينْصُرُ الثُّـوَّارا؟
مَنْ يَركَبُ الأخْطَارا؟
مَنْ يَحْفَظُ الأسْرَارا؟
مَنْ يُشعِلُ الأنوارا؟
****
مَنْ يَرْجُـمُ الشيطانا؟
مَنْ يقتُـلُ الثّعْبَـانَا؟
مَنْ يُبعِدُ الأحْـزَانَا؟
مَنْ يَرْفُضُ الإذْعَانَا؟
****
مَنْ ينشدُ الأشْعَـارا؟
مَنْ يَنقلُ الأخْبَـارا؟
عَمّنْ طَغَى أو جَارا....
أوْ أفْسـدَ الأمْصَارا....
====
عُـذْرًا أُخَيّ اليعْـرُبي!!!
أرجُوكَ أرْشدْنِي إلى أحًدٍ يُلبي مَطْلَبِي...
أرجُوك لا تَضْحَكْ عليّ فإنَّنِي مَا كنْتُ يومًا بِالْغَبِي!!!
******
محمد جميل جانودي

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

من أسماء الثورة السورية (الكاشفة)

من أسماء الثورة
الكاشفة
 لقد كشفتْ الثورة كنوزًا وكنوزًا، ورفعت أعيانًا ورمُوزا، وتركتْ الفضاء واسعًا أمام الأدباء لينظموا شعرًا ونثرًا، عما كشفته صبحًا وعصرًا، أو مساءً وفجرًا... وأيضًا تركت الفضاء واسعًا أمام المؤرخين ليسطِّروا ملاحمَ عن التضحية والفداء، والعزة والإباء، والصبرِ على كل بلاء، وأعطتْهم الشاهدَ والدّليل، عمّا فعلَه الطُّغاةُ من وحشية وتنكيل... وعما قابله الأحرار والشرفاء، من شموخ ومضاء، وعِزّةٍ وإباء، وصبر طويل... كما تركت الفضاء أمام الفنانين ليقدموا أجمل اللوحات، وأنصعَ الصفَحَات، تنطقُ بالبيّنَاتِ الواضحَاتِ عن ثورةٍ مباركة وشعب ثائر نبيل...
نعم إنها الكاشفَةْ... وأنعِْم به من اسمٍ جميل لمُسمّى فضيل...
يَا ثَوْرَةً فِي الشَّامِ كنْـتِ الكَاشفَةْ         عَنْ كلِّ خيْرٍ في النُّفُوْسِِ وهَاتِفَةْ
ضوّعْتِ دُنْيَانَـا بعِطْرِ رجَالِنـا         لمّا محَـوا أثَـرَ الرّمُوز الزائفَةْ
أعْلَيْـتِ ذكْرًا للْحَرَائرِ فِي الدُّنى         لمْ تَثْنِهــنّ رزيّـةٌ أو عَاصِفَةْ
يا ثـَـوْرَةً كشفَتْ كنُوزًا خُبّئتْ         زمنًا طَـويْلاً في قُـلُوبٍ واجِفَةْ
لمّا أتيتِ أزحْـتِ عنْهَـا خوفَها        فَغَدَتْ إلى جَوْفِ الرّدى مُستشرِفةْ
تَأتي إلَيهِ وتَرْتـَمِي في حُضْنِـهِ        وكأنّها تحْتَ الظّـلالِ الوارفَـةْ
تلكَ القُلوبُ انْفَضّ عنْها خَـوْفُهَا         أضْحَتْ لِساحَات المنَـايا هادفَةْ
أظهَرْتِ فيهَا مِنْ مَكَارِمِ طَبْعِـهَا         مَا كانَ يَخْفَى في الْعُقُودِ السَّالِفَةْ
حُجِبَتْ بأيْــدي الآثمِينَ لأنّـهَا         كانتْ وما زالتْ بهِـم مُسْتهْدَفَةْ
لا حُبَّ لا إيثــارَ لا جودًا ولا       حرصًا على وقفِ الجُرُوْحِ النّازِفَةْ
كَلا ولا نَشـرًا لأيِّ فَـضيـلةٍ          بَيْنَ الورَى، بـل إنّها مُسْتقْرَفَةْ
جُلُّ الْورَى يَخْشَى الْوُشاةَ وخَطَّهُمْ         فَنُفُوْسُهُمْ صَوبَ الأَذيَّةِ عَاكِفَةْ
والْخَوْفُ يدْفُنُ في النُّفُوسِ فضَائِلاً        ويُميتُـهَا حِيْنًا فَتَغْـدُو مُرْجِفَةْ
يَا ثَوْرَةً أظْـهرْتِ كلَّ فَـضيْـلةٍ        ونفُوسُنا أضْْحت بِفضلِِكِ مُرْهَفَةْ
هذا أخٌ يَفْــدِي أخَــاه بِنَفسِه         وعَليْهِ يَحْنُو فِي الرّعُودِ القَاصِفَةْ
كَمْ صرْخةٍ فِي بَلْدةٍ وجَدتْ صدًى        في أخْتِها، هبَّت تُلبّـي واقِـفَةْ
والأمّ تَـدفعُ بابْنِها نَـحْوَ الرّدَى        في وجْهِ سَيْلٍ منْ وحُوشٍ جَارِفَةْ
لِتَرى السَّلامَةَ في رُبُوْعِ بِلادِهَا          نَعِمَتْ بهَا كلّ الْجمُـوعِ الخَائِفَةْ
وتَرَى الشَّآمَ وأهلَهَا فِـي عِـزّةٍ           ولِكُل كَأسٍ لِلْكَـرَامَةِ راشِـفَةْ
تِلْكَ السَّجَايَا مِنْ جِبِـلّة شعْبِنَـا           دُفنَتْ بِفِعْلِ عصابَةٍ مُتَعَجْـرِفَةْ
فَأعَـدْتِ للشّعْبِ الكريْمِ بهَـاءَهُ           وحمَيْــتِه مِنْ زلّـةٍ ومُحَرّفة
يا ثَـوْرةً حقّـًا لأنْتِ عَظيْمَـةٌ          قـدْ كُنْـتِ رائدةً لنـا ومُشَرّفَةْ
محمد جميل جانودي