الخميس، 15 ديسمبر 2011

تبَرّأَ منْ جرَائِمهِ ليبْقى,,,

تبرّأ من جرائمه ليبقى!!!!
شعر/محمد جميل جانودي
 أحقّـاً ما يُردَّدُ في الفَضَــاءِ     بِـأَنَّ الذّئبَ شيْــخُ الأبْريـَاءِ
 وأنّ اللصَّ لَمْ يَسْرقْ مَتَــاعًا      ولَمْ يَهْتِكْ بيُـوتَ الأغْنِيَــاءِ؟
 أحَقّـًا أنّ مَـا يَجْري بأرْضِي      كَإذلالٍ وسَفْـكٍ للـدّمَـــاءِ
 وخَطْفٍ للنّساءِ ضُحًى وعَصْرًا     ونَهْبٍ في الصَّباحِ وفي الْمَسَاءِ
 أحَقّـًا أَنّ مَا قدْ قِيْلَ ضَـربٌ      مِنَ التّزْويرِ أوْ مَحْضُ افْتِـرَاءِ
  أحقّـاً قارَفَتْهُ الجِـنُّ لَيْــلاً     وعَـنْهُ الظَّالِمُ الطَّاغُـوْتُ نَائِي؟
 أحَسّ بِعَـرْشِـهِ يَهْويْ سَرِيْعًا      وأنّ الشّعْـبَ آتٍ بالفَنَـــاءِ
 فَطَاشَ صَوابُـه وَأتـَى بهَذْرٍ      وبَرْبَر نَاسيًا عُـرْفَ الّلقَــاءِ
  تلقّفَـهُ الأقـَارِبُ والأَقَـاصِيْ    وهُـمْ في دَهْشـةِ مِنْ ذَا الهُراءِ
  أمجنُـونًا غَـدَا أمْ بَـاتَ لَيْلاً     بِـوَادِيْ عبْـقَرٍ تَحْـتَ العَرَاءِ
  تَبَرّأ مِـنْ جَرَائِمِـهِ لِيَبْــقَى    بمَنْأًى عَنْ مُـلاحَقَـةِ القَضَـاءِ 
  نَفَى عنْ نفْسِهِ فِعْـلاً قَبيْحـا     وأسْـرَعَ فيْ اتّهَـامِ ذَوِيْ الوَلاءِ 
  فألْصَقَ مَا أتَـاه بِمَنْ فـَدَاهُ       لَهُ كانُـوا كأوْفَـى الأوْفيَــاءِ 
  وهَـذَا الفِعْـلُ لا يَرْضَاه شَهْمٌ    وَيَأْبَى الْقُرْبَ منْهُ ذوُو الحَيَــاءِ
 عَجيْبٌ مَا ادَّعَـاهُ وقَدْ تَمَـادَى     بنُـكْرانٍ لِخَـطْـفٍ وَاعْـتِدَاءِ
 وأنْـكَـرَ كلّ ما اقْتَـرفتْ يَدَاه     ولَـمْ يَعْـبأْ بِمُسْـتَمِـعٍ وَرَائِي
 لَعَمْرِيْ إنّــهُ وهْــمٌ كبيْـر     ويزْعُمُ أنّّـهُ فِـي الأذْكِـيـاءِ
 أيُعْـقَـلُ أنْ يُصدِّقَـهُ لَبيْـبٌ      ولَمْ يَقْبَلْه أغْبَـــى الأغْبِيَـاء
 أيَجُــرُؤُ واحدٌ مِنْ تَابِعِـيـهِ    عَلى قَـوْلٍ وفِعْـلٍ في الخَـفَاءِ
 بِلا إِذْنٍ يُسـطّـرُه رئيــسٌ     غَـدَا مَـلِكًا بِمَـكْرِ الأشْقِيَـاءِ
 فمَا مِنْ طلْقَــةٍ إلا وتَأْتـيْ      بأمْـرٍ منْـهُ فِـي ألِـفٍ وبَاءِ
 مُسَوّمَةٍ، ويُطْلِقُـها حَقُــودٌ     علَى شعْـبِ الطهَـارة والنّـقَاء
 عَلَى شَعْبٍ أطَالَ الصَّبْـرَ دَهْرًا     عَلى مُـرٍ وقَـهْـرٍ وابْتِـلاءِ
  وحِيْنَ أرَادَ أنْ يَحْيَـا كَرِيْمـا      وحُرًا قَـــابَلُـوه بِالازْدِرَاءِ
  ألا فَاصْمُتْ وإلا فَالْمَنــايَـا      ستحْـصُدُ مَنْ يُـنادي بالإخَاءِ
 وتَحْصُدُ مَنْ تَظَاْهَرَ فِيْ طَريْقٍ      ويَهْتِـفُ للعَـدالَــةِ والبِنَـَاءِ
 أتَرْضَى يَا أخِي فِي الشَّامِ هَـذَا     لتنْعَـمَ بالْمَـذلّةِ والـرّخَـاءِ؟!
 أترْضَى أنْ يُسَاقَ النّاسُ قَسْـرًا    لتَـصفِيْقٍٍ وهَــرْجٍ وادِّعـَاء؟
 هَوَى الثَّـوريِّ مَشْهُورٌ بِنُبْـلٍ     بِـهِ يَسْمُوْ عَلى جُـرْحِ البَـلاءِ
 ويَحْمِلُ روحَـهُ في راحَـتَيـه    ولا يَـرْضى حيَـاةَ الْخُنْفُسَـاءِ
 فَإمّـا سَيّــدٌ يحْيَـا عَزِيْـزًا    وإمّـا ميّـتٌ فــي كِبْريَــاءِ
السبت 15 محرم 1433 الموافق لـ 10/11/2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق