رفقًا بنا يا غازيًا
للدار!!
رفـــــــــــقـــًــا بنـــــــــا
يا غــــــازيـــًــــا للـــدار****كُـــــــن زائــــــــــــرًا
كبــــــقــــــيّـــــــة الـــــــــزوارِ
إنـــا نـــــراك
أتيــــــتـــــنـــــا متجَــــــهّـــــمــــا****تُـــــرغي وتــــــزبــــد
مقْــــــــبـــــــلًا بدمــــــارِ
مهـــلًا علينا يا شتــــــــاءُ
فحيّــنــــــــــــا****يكتـــظّ بالأطفال والأيتام والأغرار
رفـــقا فـــما في الـــــدار إلا
طفــــلـة****وشــــقـــــيــــــقــــها كبــــــــراعــــمِ الأزهــــــــــار
وبُـــــــــنـــيـــــةٌ مـــدفــــونـــــة
بحَــــيــــــاتــــها**** قد كُــــفـــنـــــت بممـــــزق الأطمـــــــــــارِ
حضنَتْهُما كالأم تحضـن طفلـهـا****تحميهمــــا
من هجمــــة الإعصــــارِ
في حيّـــنَــــــا أمّ تضـــم
صغـــارهـــا****في لهْــــفَـــــــة، لاذت بهِــــــــم بِــــفـــــــــــرارِ
في حيـنا تلقى الرضيعَ بشحمه****فوق
الحصى،ملقًى بغـــــير دثــــــــــارِ
في حيــّـنا شـــــــيـــخ
تقــــوّس ظـــهرُه****خــــارت قـــــــــواه بكـــــثــــرة الأســـفــــــــار
متنقّــــلًا في
الزمْــــــــهــــرير مجــــردًا****مـــــِنْ أي ثـــــــــــوبٍ
ســـــــــــاتـــــِـــرٍ وإزار
قـــدمــــاه حافيتـــــــان ليس يَقيهمـــــــــا****نــــعـــل،
مــــن الأشــــواك والأحجــار
متنقــــلًا من بــلـــــــدة
لبُــــليدة لقُـــــريّة**** لمَــــــــــغــــــارة، لمُخـــيَّـــــمٍ، وقــــــــــفـــــــار
شيـــخٌ أتـــى مِـــــن واحـــــة
شــــامـــيّــــةٍ****قَـــــد حَـــــرّقَـــتْــــها نفْـــــثــــــة
الأشـــــــــرارِ
شــيخٌ أتــــى والسّـوط يُلهـب
ظهْـــرهُ****ذا شــــــــأنــــه كبَـقـــــيــــــة الأطهـــــــــــــارِ
السّـــوط ســــوط أعجَــمــيٌ إنّـــما
الـــ****الجــــلاد مــن قـــــــيس أتى وغفـــــار
أو هــــــكذا هــــو
يـــــــــــــــــدّعي لكــــنّـــــه****متــــــــحدّر مِـــــن نطفــــة
الأقــــــــــــذارِ
من آل "قــــــرمـــــط"
أصــلــه، وفعـــالهُ****تــــــروي حـكايـَــــــــــــة آثـــمٍ
خــــــــــــوار
يا أيهــــا الغازي تمهــــل، لا
تجـــــرْ****رفقـــًا بأهـــل الشــــام والأخيـــــــــــــــــارِ
فأبيـــــــتَ إلا أن
يَـــــنـــــــال كبــــــيرهم****وصغيرهم ســــــــــيـــلٌ من الأمطـــــار
يـــــقــــضـــون ليــــلهم بِلا
مــــأوًى ولا****ظــلٍ يقي، أو جـــــذوة مِـــــــن نـــــــــارِ
إنــا نُـــــحس بأن بَـــــــردك
قـــــــــارسٌ****ويكـــــــــون أقسى فــــي غريب الدارِ
حتى إذا ما استحكمت
صفعاتهُ****أضحى الأنــــامُ مشــــــتـــتي الأفكار
وتـــرى الدمـــاء تجمدت بعـروقهم****فتصــــــــــلبَت،
كالصــــارم الــــبـــــتــــــارِ
والثــــلج يهـطل فوقهُــــــــم
فيحيلهــم****كـــــــتـــلًا مسمّـــــــــــرة بــلا مسمــــــــــــــــــار
يكــسوهم أكــــفـــانَـهم عنــــد
الظــــلا****مِ، ويُــــــودعـــون قـــبُــــورَهم بنهـــــــــــــارِ
يا أيــــــــها الراجُــــــون
رحمـــة ربهـم****متشوقــــيــن لجَـــــنـــــــــة الغَــــفـــــــــــــــــــــــــار
هذي الطريق لمن أراد
عــبورها****في البــــــذل إعـــــلانًا وفي الإســـــرار
جـــودوا، فأول مستــفيــــدٍ أنْــــــتـــــــمُ****في
دفـع غائلـــــة الغشـــوم الضــــاري
هذي الطــريق لمن أراد
تحـــــرّرا****مـــن ربْـــــقَــــــــة الأوغـــــــاد والفُـــــــجـــــــار
وفّــوا العهـــود لمن يــدافع
عنكم**** ويصــــــد هجمـــة حـــاقـــــدِ غــــــــــــــــــدّار
يا أيّــــــها اللاهــون في
نعمــــائهم****مستـــــــمـــــتعِـــــين بقــــــيــــنــــــةٍ وجَــــــــــــوارِ
وقـــــصــوركم شيدتُـــــموها
فـخـمـــــــةً****فــــــيـــــــها يطيب العيشُ للسّمــــــــــــــــار
ولبــاسكم فيها الحـــريــرُ
وغـــيركم****عـــارٍ، وشهــــوتُه نصيف خِــــــمــــــارِ
من تحتــكم لين الفـــــــراش وجوفه****ريش
النـــــعــــام، ونـــــــاعم الأوبــــــــار
هلا ضمائركم صحت من نومها****لتزيل
ما وصمت به من عــــــــارِ
محمد جميل جانودي.
الإثنين 13 صفر 1435 الموافق 16
كانون الأول 2013