عفْوًا رسول الله هذي حيلتي....
ماذا أقُــــــــول لحُــجّـــــةِ
الرحمـــن****وحبيـــــــبه، ومُـــــــبــــــــــلّغ القــــــــــــرآنِ
ماذا أقول لحامل النّور الذي****أقصى
الظلام بحكمـــةٍ وبيــــانِ
حمل الكــتابَ ومثـــــــــله
لبـــــريّـــة****غرقت ببحر الجهل والبهتـــانِ
قَــــاد السفينة نحـــوهــــــــم
بمهـــــارةٍ**** يدعــــوهمُ في رقـــــةٍ وحنــــــــــانِ
إنــي أتَــــــيْـــــــتُكــــمُ
بحَــــبـــــل مــــودّةٍ****وهِــــــدايةٍ من مُــــــبـــدع الأكوانِ
إني أتـــــيـــــتُـــــــــكم
لأنـــقــــــــذكم بــــه**** من ربقـــــــة الحيتان والغيلان
وسفينتي ترســـــــو بكم
محفوفـــة****في سيـــرها بعنــــــــاية الرحمـــــنِ
وأتى على أممٍ تقادم
عهـــــــدها****بــــالجـــور والإفســــاد والطغيــانِ
عاشت معــــبّدةً لمن أزرى
بها****رضخَت له بحبائل الشيطـــانِ
أوحــى لها أن لا حيـاة
بغيــــره****وإذا أبَــــــــت فهَــــــــلاكُـــــها بثـــــوانِ
واليأس صيّر أهلهــــا كطريدة****ما
بين فكّــــي كاســــرٍ جـــوعـــانِ
حتى إذا نور النبُوّة
جــــــــاءهـــا****مُـــتـــــجـــــــليًا بمحمـــــد العَـــــدنــانِي
نظـرت إليــه بلهْـــفـة وبــدا لهــــا****كالغيث
في الصحراء للظمآنِ
نظرت إليـه تشـوُّقًا ودموعــهـــا****تجري،
يُخضِّبُها دمُ الحرمانِ
يا سيّـــدي، إنّ القيـــود
ثقـــيـــــلةٌ****مفتــاحهـــا في قبضـــة السَّجّـــانِ
يا سيدي،والسجن أُوصِدَ بابُه****من
فوقنـا بيد الزّنــــيـــــم الـــــزاني
يا سيدي، إنّا إلـــــيــــكَ
بحـــاجةٍ****قُصـوى فمَنْ للمبْتلى والعـــــاني
وافيتنا والأرض ظمأى للهدى****ظمأ الوليد
لدفءِ صدرٍ
حانِ
فأتيتَها، يُمنـــاك تحمل
مشعلًا**** ليُضيــــــــئها بالعـــــلمِ والعـرفــــانِ
وشفيتَ بالقـرآن جــُرحـــًا
غائـــرًا****بصــــدورنا من غابر الأزمـــانِ
وبه كسرت قيودنا
فتحـــطمـت****وإذا بِـــــــنـــا فــــي راحــــــة وأمــــــانِ
والسّجن صار حديقةً
تشدو بها****أطيارُنا، وبـــــأعْــــذب
الألحانِ
أمّا الأسير فقد غـــدا
متــــحـــــرّرًا****فــــــرحَـــــان منــتشيًا بلا أحــــزانِ
ماذا أقول لمن أتــــانا مُنْــــقــــذا****من
آفــــة التــــمـــزيْـــق والْخـســـرانِ
ماذا أقــول لِمن أتــــــــانا
هـــاديًا**** في فتنــــة هَــــوجـــــاء كالبركـــانِ
إني هممتُ بأن أقص حكايةً****عمّا
جــرى في الشام أو لبْنانِ
عن خطّة قد دُبّرت لتنال من****أهل
التقى في سائر الأوطانِ
عن خطّة
نُسِجت خيوطُ
شباكها****خلفَ البحار
بمنتهى الإتقانِ
لكنّ ما بي من حيــاءٍ صــدّني****عمّا
هممتُ وصرتُ
كالحيران
إني لأخشى
إن أتيتُ لأشتكي****غدر المجوس وعابد الأوثانِ
ووقفتُ في أدبٍ أخاطب سيدي****أشكو
إليه تقاعس الخــــلان
أخشى عتابًا منه يسأل غاضبًا****عن
فتنةٍ عمياء في البلدانِ
عن فــــتــنة وتصــارعٍ وتحـارب****في
الشام بين الأهل والإخوانِ
رفعوا السيوف وأشهروها عاليًا****فانهـــد
ما قد شيدَ من بنيـــــانِ
عـــفوًا رسول الله هـــذي
حيـلتـي****أرجو بها التثقيل في ميزاني
عـــفوًا رســــــول الله إني
ذاهِـــــب****لأقــول قـــولة ناصـــحٍ مُتفــــــــانِ
يا قـــومَــــــنا كفّـــوا ولا
تــــــتــــــقاتلوا**** فيصيبكم غضبٌ من الدّيّانِ
يا قـــومنـــا هـــلّا
تحاكمْــــــتم إلى****ما تقــــتَـــــــضيه أخـــوَّة الإيمـــــانِ
يا قــومنا لا تُدخـلوا
بصراعكم****فرحًا إلى قلب العـدو الجــــاني
يا قـــومنــا لا تُحبطوا
بنــزاعكم****أعْـــــمــــالكم، فَـــــــتُـــباد بالنــــــيــــرانِ
يا قـــومنا ثـــوبوا لهــدي
نــــبيكم****واسعــــوا لصـــلحٍ كامل الأركان
يا قـــومنـــا لا تسمعُــــوا
لمؤجــجٍ****نـــــارَ العــــداوة بيـــــــنَــــكم، فتّـــــانِ
لا يخدعــــنّـــكمُ الكلام مذهّــــــــــبًا****قد
جـــاء من ذي مريةٍ خــــوّانِ
نقُوا الصـفـوف من الخبيث
فإنّه****ليثير فيكم جمرة الأضغــــانِ
أقصوا الجهول عن القرار فـإنهُ****يمضي
بقاربكم إلى القيـعان
أرضـــــــوا نبــــــــــيّكمُ وإخـــوانًا
لـــكم****بالصــلحِ حتى تظفروا بجِنانِ
محمد جميل جانودي
الإثنين 12/ربيع الأول/1435
الموافق 13/كانون الثاني/2014