الأحد، 4 نوفمبر 2018

على عبد الرؤوف جرت دموعي

مع ابنه حسان وابني عمه أحمد وعبد المجيد

على عبد الرؤوف جرت دموعي===كنهر قد تــــدفق من ضــلوعــي
بـلون الأرجــوان بــــدتْ تضاهي===شعاع الشمـس من بعــد الطلوعِ
أقـــــول لها قـــفي وتقول: دعـني===فأرجو أن يكــون غـــدًا شفيـعي
وتمْـــَنــحُ من لآلئِــــهـــا جُمـــــانًا=== وتذْكو، مثل جمْرٍ في السطوعِ
وفي حـُــزنٍ تــردُّ بمِـلء فـــيـهـــا===مضى نبـعُ الحنــانِ بلا رجـوعِ
بكى خُـــلُقُ الوفـاءِ عـــليه يــشكو===قضى أصلي، ستتْـبعه فــروعي
لخير النــاسِ يســــعـى دون مـَـنّ===ولم يكُ  بالبخــــيل ولا المَنُــوعِ
بقســـــمة ربـــّـه يحــيـــا سـعيــدًا===ويُـنْـــعَتُ بالرضـــيِّ وبالقَنـُـوعِ
كقــــلب الطيْــــــر كان له فُــــؤاد===حنــون، كم تبَـتل في خشــــوعِ
بلا جــــــزعٍ يــدق لأيّ خطــــبٍ===ولــم يكُ ذات يَــــوم بالجَـــزوعِ
ولـــم يرقــــأ لــــه جفـــنٌ إذا مــا===رأى أرقــــًا بطـفــلٍ أو رضـيـعِ
يُـذكّــرني الصبــورُ بــــه فأدعــو===لــه الرّحمـن بالأجــــر الرفيــعِ
وإنْ أبْــصــرْتُ ذا تقــوًى مطيعًا===ذكرتُ أُخــــيَّ ذا القـلبِ المطيـعِ
إذا جـــالستَه جالـــست كــــنـْــزًا===يجــــود عليــك بالقــــولِ البَـديـعِ
وإنْ مرعى الورى قـد صار جدبًا===تجــــد مـرعــاه أورق كالربيــعِ
عــلى ما كان مـن قـــدرٍ عظــيـم===فمــفرشــه من الشوك الضــريْعِ 
وما كنتُ الْوحيـــدَ بمن يــزكّـي===فـــــقــد زكّاه أخيــــار الجُمــــوعِ
له صـــــــدرٌ تَفَجّــر من هـــمومٍ===أبـــى عيش المذلّــة والخـــنــوعِ
وعاء الطيــــن ليس لــه اتســـاعٌ===لنفـسٍ قـد سمــتْ فـوق الجميـــعِ
تمـــزّق صــدره والروح طارت===تُحــلّـق بالسجــود وبالــركــــوعِ
فحَــــطَّ رحـــالَـــه بجـــوار ربٍّ===يلوذ بحصنه الرحب المنيــــــــعِ
*******************************************************



أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا؟!


أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا===مَنْ كان لي في ذي الحياةِ خلـيلا
مَن كان يُتعِـــــــبُ نفسَه لسعادتي===ويمدُّ لي حَـــبْــلًا به مـــــوْصولا
ويُطيعُـــني، ما ردَّ لي قـــولًا ولا===يومًا تردَّدَ، لو طلـبْــتُ جــزيـــلا
همّـي له همٌ وبِيْضُ صــحـــائفـي===يهْــفـــو لهــا ويضمُّهــــا تقبيـــلا
وإذا أحَسَّ بأنّـــني في مـحْـنــــــةٍ===يسعى إليَّ، برفـْـــعهــا مَشْغـــولا
يسعــى إليّ بمـــا أحِبّ بنَـــــشوة===فَـــــــرِحــًا يُدلِّــلُني بــهِ تدلــيـــلا
وإذا هَـمسْتُ أمــامه في حـــاجـةٍ===يمضي لهــا مُتفــــانيًا وعَجــــولا
ويغضُّ طرفًا في حيــاء مُـبْـــــديًا===عُذرًا، إذا لم يستطــع تحصـــيلا
وأراه مُنْكمشـــًا ولا يــدري بمـــا===هو فــاعِــــلٌ، مُتأسّـــفًا وخَجُـولا
في كلِّ صبْــحٍ كان يبعَـــث وردةً===أبْقى بطيبِ أريجِـــهــــا مذْهُــولا
فأشمّهــا، وأشـــــمّها، وأشـمّهـــا===لا أرتَـــــضي عمّا أشــــمّ بـديْــلا
مسحتْ أناملُه عــــليها فانتشــتْ===وأبَـــــت على مر الزمان ذبُــــولا
شــــعّــتْ وُريقـاتٌ لها وتَلألأتْ===كانَـــتْ أنامــلُهُ لهَـــا قِــنـْــــديْـــلا
وبصوتِهِ الهادي يثيرُ مشـاعري===بصـــداه أنعـــم بالحنـــــانِ طويلا
ومِنَ اسْمِـــه أعطاهُ ربّـي نِحْــلةً===فغدا رؤوفًا راحـــــــمــًا ونبيـــــلا
يحْنــو علَى مَنْ دونَهُ في عمـره===ويــزيدُ مَن هُـــو فــوقــه تبْجيـــلا
عبدَ الرؤوف هُديْتَ نهجًا مسْتقيْـ===ـمًا بيّـــنًا، أنعِــــــمْ بذاك سبيـــــلا
أمضيتَ عمركَ في الحياة مجاهدًا===لم تــرض فيها أن تعيش خَـــمولا
آثـــرتَ بالعـــزّ الحَــــياة بفـــاقة===ورفضـــت ذلًا بالغــنى مجـــدولا
مستأنِــسًا بكتَـــاب  ربَّـــك تاليــاً===آيــاتِــــهِ ومُـــرتّـــلًا تَــــرْتيـــــلا
بالصـبرِ واجهتَ البلاء وراضيـًا===قد كان صبرُك في البـــلاء جميلا
ناداك ربّــكَ فاســــتجبتَ مُـلبّــيًا===مـــا كان حِمْــلُك يا أخَـــيّ ثقـــيلا
أدْرِجْــتَ في كفَنٍ تضوّع مسكُه===ملأ الفيــافيَ، أنْجُـــدًا وسُـــهــــولا
سُجّــيْـــتَ، مُبتَسِمًأ، كأنّك ناظرٌ===لجِنــانِ ربّــكَ ترْتجـيــْهِ وصــــولا
والنّاسُ جاءتْ كي تُـودّعَ حِــبّها===وبَـــــدا جبِـيْـنُـك بالنّــدى مطــلولا
وأخــوكَ أوّلُهـمْ أتـــاكَ مُـــقبّــلًا===يَــرجـو لكَ الرّحْــمــنَ منــه قَبـولا
شُيّعتَ في وسطِ الجُموعِ مودَّعًا===وغــدَوتَ فــوقّ أكُــفِّهــمْ محْـمـولا
أُوْدِعــتَ بيْـن الوالدينِ مُـعَـطّرًا===فاهنــأ، أُخَــيَ، مُــجاورًا ونــزيــلا
عبدَ الرؤوفِ جزاكَ ربي جنـــةً===فيْـــهــا تُنعّـــــمُ بُكْــــرةً وأصــيْلا
يا ربّ أضْحى في رحابِك نازلًا===فاجعَـلْ له ظــلًا لديْـــــك ظــليْــلا
واغفرْ لهُ ما كان مـــــنْـه ونقِّـــهِ===يَـأتي الجـــنــانَ مُطيّــبًا مَغْسُــولا
(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)

ذكرى3:

ذكرى3:
=====
رحمك الله يا أبا حسان...
سجنوا صديقكَ الدكتور؛ لأنك جعلت عيادته عنوانَ رسائلي العادية إليك...!!!!
-------------------
كنتَ اجـتهــدْتَ وقلتَ عند عناقي===أرسلْ إليّ رســـائلَ الأشْـواقِ
فيـــها أُطَمْـِــئِنُ والـــديَّ وأطْمَــئـ===ــنُّ عَـليــــكَ بَــعـــدَ فـــــراقِ
وإليكَ عنواني، عــــيادة صاحبي===معْـروفــــة من كثرة الطُّــراق
فأخذتُ أبعـــثُ بالرسائل ليس فيـ===ـها ما يُسيـئ لطاعمٍ أو سَـــاقِ
وإذا بصاحـــــبِكَ الطبيبِ مقــيّــدٌ===يمشي يراه الناس في الأسواقِ
والجُـــرمُ أنّ رسائلي أعطاكـهــا===مــن غيرِ إبطــاءٍ ولا إرهـــاقِ
ولقيــتَ ما لاقــيتَ من جـــرائها===وصبرتَ،مُحتسبًا، لدى الخلّاقِ
فاللــهَ أســـألُ أن يُثيبـــك جنّـــةـً===وتنــال فيْـــها أطيَـب الأطبــاقِ
----------------------------------------------------------------

ذكرى2

ذكرى2
====
رحلات الجنوب والشمال
-----------------------

وبالك ظل مشغولًا بـــأمري===تخاف علي من غـربان سـودِ
بوقت محرج صعــبٍ وفيــهِ===تكالبت الضبــاع على الأسودِ
طرقت عديد أبــوابٍ لأجـلي===لأنجو من حثــالات الجــنــودِ
يعــــز عليك أن أبقـى طريدًا===ويصعب أن تراني في القيودِ
شمالًا أو جنوبًا كنت تسـعـى===لعل السعي يـــأتي بالجـــديــدِ
---------------------------------------------------------
رحمك الله يا أبا حسان.

ذكرى1


ذكرى1
=====
الزمن: تموز 1979
المكان: طريق الحسانية- جسر الشغور
يُذكرُني غروبُ الشمس يومًا==بصُحْبة مَـنْ غدا ضيفَ الكريـم
عشية أنْ طُلِبتُ إلى اعْـتــقالٍ==فرافــقــــني مع الليــلِ البهـيْــــمِ
وأوصــلني إلى مأوى أمــانٍ==وودّعني، حزيْــــنًا، كالسقــيـــمِ
ألا اهْنَأْ يـا أخي بـجـوار رب==كريمٍ صاحــبِ الخيــــر العمـيم
فـــــما قــدّمتَ منْ خيٍر تجده==وأحسنَ منــه جنــــاتِ النعيــــمِ
----------------------------------------------------------
رحمك الله يا أبا حسان.

قلبي وعيني أجمعا:

إن كنت أملك أن أقول لدمْعَتي===لا تنْــزلي فقـنـاةُ دمْعي مغلقةْ
فدموعُ قلبي لم تكن مُـلكي ولا===أسطيْـــعُ وقفَ نزولها مُتدفقةْ
العينُ تبكي كي تُخَفّفَ ما بهــا===والقلب يبكي كي يزيد تحَـرُّقَهْ
لكنّ قــلبي ثم عيــني أجمـعـــا===في أن نفـسي بالحبيب معلقــة
*********

أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا؟!


أيُلامُ مِثْلي إنْ بكاهُ طويـــــــــــــلا===مَنْ كان لي في ذي الحياةِ خليلا
مَن كان يُتعِـــــــبُ نفسَه لسعادتي===ويمدُّ لي حَـــبْــلًا به مـــــوْصولا
ويُطيعُـــني، ما ردَّ لي قـــولًا ولا===يومًا تردَّدَ، لو طلـبْــتُ جــزيـــلا
همّـي له همٌ وبِيْضُ صــحـــائفـي===يهْــفـــو لهــا ويضمُّهــــا تقبيـــلا
وإذا أحَسَّ بأنّـــني في مـحْـنــــــةٍ===يسعى إليَّ، برفـْـــعهــا مَشْغـــولا
يسعــى إليّ بمـــا أحِبّ بنَـــــشوة===فَـــــــرِحــًا يُدلِّــلُني بــهِ تدلــيـــلا
وإذا هَـمسْتُ أمــامه في حـــاجـةٍ===يمضي لهــا مُتفــــانيًا وعَجــــولا
ويغضُّ طرفًا في حيــاء مُـبْـــــديًا===عُذرًا، إذا لم يستطــع تحصـــيلا
وأراه مُنْكمشـــًا ولا يــدري بمـــا===هو فــاعِــــلٌ، مُتأسّـــفًا وخَجُـولا
في كلِّ صبْــحٍ كان يبعَـــث وردةً===أبْقى بطيبِ أريجِـــهــــا مذْهُــولا
فأشمّهــا، وأشـــــمّها، وأشـمّهـــا===لا أرتَـــــضي عمّا أشــــمّ بـديْــلا
مسحتْ أناملُه عــــليها فانتشــتْ===وأبَـــــت على مر الزمان ذبُــــولا
شــــعّــتْ وُريقـاتٌ لها وتَلألأتْ===كانَـــتْ أنامــلُهُ لهَـــا قِــنـْــــديْـــلا
وبصوتِهِ الهادي يثيرُ مشـاعري===بصـــداه أنعـــم بالحنـــــانِ طويلا
ومِنَ اسْمِـــه أعطاهُ ربّـي نِحْــلةً===فغدا رؤوفًا راحـــــــمــًا ونبيـــــلا
يحْنــو علَى مَنْ دونَهُ في عمـره===ويــزيدُ مَن هُـــو فــوقــه تبْجيـــلا
عبدَ الرؤوف هُديْتَ نهجًا مسْتقيْـ===ـمًا بيّـــنًا، أنعِــــــمْ بذاك سبيـــــلا
أمضيتَ عمركَ في الحياة مجاهدًا===لم تــرض فيها أن تعيش خَـــمولا
آثـــرتَ بالعـــزّ الحَــــياة بفـــاقة===ورفضـــت ذلًا بالغــنى مجـــدولا
مستأنِــسًا بكتَـــاب  ربَّـــك تاليــاً===آيــاتِــــهِ ومُـــرتّـــلًا تَــــرْتيـــــلا
بالصـبرِ واجهتَ البلاء وراضيـًا===قد كان صبرُك في البـــلاء جميلا
ناداك ربّــكَ فاســــتجبتَ مُـلبّــيًا===مـــا كان حِمْــلُك يا أخَـــيّ ثقـــيلا
أدْرِجْــتَ في كفَنٍ تضوّع مسكُه===ملأ الفيــافيَ، أنْجُـــدًا وسُـــهــــولا
سُجّــيْـــتَ، مُبتَسِمًأ، كأنّك ناظرٌ===لجِنــانِ ربّــكَ ترْتجـيــْهِ وصــــولا
والنّاسُ جاءتْ كي تُـودّعَ حِــبّها===وبَـــــدا جبِـيْـنُـك بالنّــدى مطــلولا
وأخــوكَ أوّلُهـمْ أتـــاكَ مُـــقبّــلًا===يَــرجـو لكَ الرّحْــمــنَ منــه قَبـولا
شُيّعتَ في وسطِ الجُموعِ مودَّعًا===وغــدَوتَ فــوقّ أكُــفِّهــمْ محْـمـولا
أُوْدِعــتَ بيْـن الوالدينِ مُـعَـطّرًا===فاهنــأ، أُخَــيَ، مُــجاورًا ونــزيــلا
عبدَ الرؤوفِ جزاكَ ربي جنـــةً===فيْـــهــا تُنعّـــــمُ بُكْــــرةً وأصــيْلا
يا ربّ أضْحى في رحابِك نازلًا===فاجعَـلْ له ظــلًا لديْـــــك ظــليْــلا
واغفرْ لهُ ما كان مـــــنْـه ونقِّـــهِ===يَـأتي الجـــنــانَ مُطيّــبًا مَغْسُــولا
(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)

رحلتَ مع الربيع بلا تــــأنِّ


عصر الخميس الرابع والعشرين من محرم لعام 1440هـ من الهجرة النبوية الشريفة الموافق للرابع من تشرين الأول لعام 2018م توفي أخي الأصغر عبد الرؤوف جانودي وهو في مستشفى دركوش، نُقِل إليه صباحًا على أثر أزمة حلت به في رئته. رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة....فقلت في رثائه:
--------------
رحلتَ مع الربيع بلا تــــأنِّ===تمنّـــينا وما يُــجـدي التــمَــــنّي

تمنّـــينا بأنْ تبــــقى لدينــــا===تؤانسُنا، ومنك الشـهدَ نجْــــــني
تمنــــيْـــنا التقـــاطَ الدرِّ لمّا===تجـــود بــــــه أُخَــيّ بغــير مَـنِّ
تمنينا الحيـاةَ بجــــنْـب حُــرٍ===كـــريمٍ مُبـــدعٍ فــــي كل فــــنِّ
"وما كل المطالبِ بالتمـنّي"===أمــانيّ الورى هــــيهــاتَ تُغْني
رحلتَ مع الربيع فما وجـدْنا===لدُنْــــيــانا بُعّـــيْـــدكَ أيَّ حُـسنِ
بُعَيْـدك سوف نظمأُ دون رِيٍّ===نمــيْــرُك كان يأتيْـــنا كَــمُـزنِ
فيا أهلي وجــيراني وربعـــي===أأحسسْتُم بحُــزنٍ مثلَ حــزنِي
أيا أرض المكـــارم خبّـريني===بما أحْـــسستِه من بعْــد دفْــــنِ
أما أبصرتِ أنّ الورد أغْفـى===وأطيــــارَ الحــــدائــق لا تُغني
ريــاحينُ الرياض غدت يبابًا===بكَـــت دمعًا هــتُــــونًا أيّ هَتْنِ
على عبدِ الرؤوف وقد توارى===وكفّن من عَــطائك ثوبَ قطنِ
وسُجّـي فيكِ في رمسٍ طهور===فألفى في ترابــك دفءَ حُضنِ
ألم يكُ فـــيْـــــكِ بنـّــاءً بجـــد===لخيـــر بنيـك يسعى ثُم يبــْـني
ففي التعلــــــيم كان لــهُ أيـــادٍ===يُـحِبُّ العلْــم عن ظهْـر وبطنِ
مهارتُه تجـــــلَّتْ في عـــلـومٍ===لها فــــــي الكهرباء أجلُّ شأنِ
ألمْ يشــــقى ليَسعد فيك نـاسٌ===ويحْـــــيـا آخــرون بطيْـب أمْنِ
وأحسنَ في إدارتــِه لِمَشْــفًى===ومَنْ وافـــاه كان علـيهِ يُـثْـنـــي
بــوجـــهٍ باســمٍ يلقى مريضًا===وعمّــا كان يبْـــذل لا تَسَــــلْني
وأمـّـــا في دمشقَ فقد تعَــنّى===بكلّ بقاعـِــــــــهــا أدلى بشطْنِ
هنا وهُـــــناك آثــارٌ عليــــــهِ===تدلُّ عــلى فـِـعـــالٍ ذاتِ وزنِ
لأجلِ الحَقّ كم لاقى صعــابًا===بحــــزمٍ صدّها وصفــــاءِ ذهنِ
إذا هبّـــــت رياحٌ ذات يـــومٍ===يُقابــــــلها بِلا خــورٍ ووهــــنِ
عصاميٌ، عفيفُ النفس يحيـا===ولو أمسى بلا قوتٍ ودُهْـــــــنِ
حفـــــيداتٌ له يأتـــــين سعيًا=== إليه وقـــد شُغِـــفْن بعذْبِ لحْنِ
أنَـــاملُهُـــن تُسعُــــــده بشـــدٍ===لشعرِ الرأس حيْــــنًا أو لذقـــنِ
يــمدّ يديه يحضنُـهنَّ حــبــــاً===ويَرْشفُ ريقَهـنّ بغيــر صحـنِ
ويلثــــمُهـــنّ تكــرارًا مرارًا===فيعجبُ منـــه إنسٌ بعــد جــــنّ
أخي عبدَ الرؤوف شقيقَ روحي===فراقكَ مسني بأشـدّ طعــــنِ
أبـــــا حسانَ لنْ أنساك، حبّي===سكَـنْـتَ القلب فـي حلٍّ وظعْـنِ 
يُعَــزّيني بأنــّــكَ ذو التــــزام===بدينِ الحقِّ في سهـــلٍ وحــزْنِ
ولم تَفْجُــر إذا خاصمتَ يومًا===ولم يُرَ منْـــــكَ ظلمٌ أو تجَــــنِّ
رحلتَ مودّعــًا، بيديك تومي===أرى الرحمن يرفعني ويُدنــــي
فأرجو اللــه أن ترْقــى مقامًا===لــكم يا مُهجـــتي بجنانِ عــدْنِ
ليلة الجمعة 25/محرم/1440 الموافق لـ 5/تشرين الأول/2018
-----------------------------------------------------------

السبت، 15 سبتمبر 2018

ألا يا إدلب الأحرار تيهي...


اللهمّ من أراد بإدلبَ وأهلِها ومُرابطيها خيرًا فوفقْه لكل خير، وبارك له في نفسِه وأقوالِه وأفعاله وجميع أحواله.... ومن أراد بها سوءًا فأنتَ وكيلُ المظلومين.. فاخترْ لهم ما يشفي الصدور، ويدخل إليها الفرح والسرور...
صليت الجمعة في جامع الفاتح في إسطنبول وبعد الصلاة رأيت جمهرة كبيرة لشباب أتراك وسوريين رفعوا أعلام الثورة وانبرى منهم خطباء معظمهم من الأتراك أفصحوا عن نصرتهم للثورة وخصوا إدلب بكلمات راقية يعبرون فيها عن نصرتهم لها والوقوف إلى جانبها...كان لذلك أثر طيب في نفسي...فقلت هذه القصيدة:
لإدلـــبَ أم لأنقــــرةَ انتسـابُ***هنا وهنــــاك آسـادٌ غِـضابُ
هنا وهنـــــاك أجنــــادٌ تربوا***على حبِّ المنايا واستطابُــوا
ولمْ يكُ ذاك في أمر مــــريجٍ***ولكن للنــداء قد استـــجابـوا
لقد سمعوا استغاثةَ ذاتِ خـدْرٍ***تنادي أنْ هلُمّــوا يـا شبـابُ
ألا هُبـُّـوا لِنجدتــِـــــنــا فــإنـّـا***غزتْنا في منــازلِنا الذئــابُ
غــزتْنا في ليــــــالٍ عمّ فـــيها***ظلامٌ دامسٌ فيه اضطرابُ
ولم يُـــرَ فــي سمــاها أيُّ نجمٍ***وكان لبــدرنـا فيها غيــابُ
وكان دلــيلَها عــرّابُ شــــــؤم***وخفــاشٌ يَـؤُزُّ بــه غـرابُ
يَؤزُّهــمُ التعَـــطّـشُ نحـو ثـأرٍ***وثأرُهم لما زعموا ســرابُ
عيونهٌـــمُ رمَـتْ بسهــام حــقدٍ***فكان لها بخافقــنا انصبـابُ
وفي أجسادنا غـرزوا حــــرابًا***فضجّتْ منهمُ تلك الحرابُ
وفي ساحــــاتنا عاثـوا فســـادًا***وحلّ بما بنيْـنــاه الخــرابُ
وفي أعراضنا خاضوا ومادوا***وللحُرُمات هتكٌ واغتصابُ
وما أبقــــوا لنــا ستـرًا يَقيْنــا***ومُزّق عنْ حرائرِنا الحجابُ
وأبصارُ البَــريّــة عــن أذانـا***لقــد عَمِيَـتْ وغشَّاها ضبابُ
وآذانُ الورى صُمّـــتْ ولكن***تُجيْدُ السمعَ إنْ طـنَّ الذّبــابُ
وممَّا زادَنا خـــــوفًا ويــأسًا***وإحبــاطًا وحلَّ بنــا اكتئـــابُ
نقيقُ ضفادعٍ تبغي ارتحــالًا***إلى أرضٍ طمى فيها اليــبَابُ
تهافُتُ من حسبناهمْ رجــالًا***عــلى جِيفٍ تدغدغـُها الكلابُ
وجريُهمُ إلى أوكار ضــبٍّ***تكاثــر في زواياها الضِّبــــابُ
وزيغٌ عند بعض الناس منّا***فكان لهُــم بثــورتِـنا ارْتيـــابُ
وبـــينـــــا نحنُ في همٍّ وغمٍ***ولا ندري بما يقــضي الكتابُ
رأينــا من بعـيدٍ ومض نورٍ***من الأناضـولِ شع له اقترابُ
وخيّم فــوق إدلبَ في حنــانٍ***ونادى أنْ دنـوتُ فلا تهابُــوا
برفـــقٍ قــــد تدلّى في أنـــاةٍ***وحيّــا مَــن لِربهـــمُ أنــــابوا
وحـلق مثْـــل نــسر في تَحَــدٍ***لمن جاؤوا بشــرٍ ثم خــابوا
شبـــابُ الشــام عانقهُم شبابٌ***من الأتراكِ هـزّهم الخطابُ
خطاب أخُـــوةٍ ألْــقـــاه شهْـــم***كــريمٌ صادقٌ حُــرّ مُهَــابُ
خطـابٌ، فيهِ كمْ طابتْ نفـوسٌ***بــه هـانتْ أمامهمُ الصِّعابُ
خطـابٌ كان رَيْـــــحــانًا علينا***وأما من طغـى فله عـــذابُ
توجهْنا لِمُعْــــتصمٍ فــــــلبــَّــى***جحــافله أتى منها الجوابُ
ألا يا إدلـــبَ الأحـــرار تيهــي***فأبْـــطالُ الشـآم إليك آبُــوا
غــدًا ستقـرّ عينكِ في فعــالٍ***لهم، وإذا رموا وغدًا أصابوا
لِبـــاغي إدْلِــــــبٍ بالشر قالوا***بإدلبَ أيها الوغـدُ الحسـابُ
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الصورة الأولى: لمظاهرة في معرة النعمان يوم الجمعة 14 أيلول 2018
الصورة الثانية:تجمع في سلحة جامع الفاتح في إسطنبول يوم الجمعة 7/أيلول/2018


السبت، 30 يونيو 2018

ياسينُ يا مَنْ قد سكنتَ بِخافقي


ما كان بدْعًا يا أخي أنْ تُبتلى===وتكون في ركْبِ الأوائــــلِ أولا
إنَّ ابتلاءَ الصَّالحينَ علامـــةٌ===لعُلُوِّ مَنْزلَةٍ لَهــــمْ عنـــــدَ المَــلا
فالأنبيــاءُ جميعُهم لقد ابتُــلوا===والمُصْطفى قد كان فيهم أفضـلا
فاصبرْ أُخيّ فإن أحمدَ قــدوةٌ===لك سابقـًا واليـــــــومَ أو مُستقبَلا
إني عرفتُك في الشدائدِ صابرًا===جلْدًا قوياً تبتــــــغي نيلَ العُـلا
يا سينُ، يا مَن قد عرفْتُ ثبَاتَه===مهما أتتُــه مصــائبٌ، ما بــدّلا
ياسين، يا مَنْ قد سكنْتَ بخافقي===أعـددْتُ في أعْمَـاقهِ لكَ مَنْزلا
فسواكَ يحْني للصَّغائرِ رأسَه===لكنَّ رأسَكَ في الدَّواهي قدْ عَــلا
كنتَ الوقُـورَ إذا ألَمّتْ مِحْنـةً===فَـلهـــــا تواجه، ثابـِـتًا ومُـــذلّــلا
ما كنتَ تجزع للمصائب يا أخي===حتى ولو بعضٌ لبعضٍ قد تلا
واليــوم ربـُّك مُبْـتلـيـْـكَ بعِــلّـــةٍ===وبإذنِهِ تُشفَى وتغـدو الأمْثــَلا
وتعــــــود تحملُ للأنــامِ رسالةً===أنعمْ بهــا وِبِمَنْ بها قد أرْسِــلا
أبشرْ أبا عــرفانَ إنــــي مُبصرٌ===لُطْفَ الكريمِ عليْـكمُ قـــد أقْبلا
بضيافة الرحمَـــن عش مُسْتَبْشرًا===فشفــــــاؤه بكتـابِه قد أُنْــزلا
والله أســـــــألُ أن أراكَ مُبَـــرّءاً===منْ كلّ سُقمٍ، بــــاسمًا مُتَهللا
 ********

الخميس، 28 يونيو 2018

يا أهل درعا بُورِكت خُطواتكم


يا أهل درْعا في اللقاء المفصَلي===لا تُخدَعُـوا مثلَ الخـداعِ الأولِ
قد تُعْـذرون بمـــــــا فعلتُم سابــقًا===بجهــالةٍ، لم تأخـذوا بالأفضلِ
لكنّــــــــكم في يومنا لن تُعْــذروا===في غـــفـلةٍ وتهــاونٍ وتخـاذلِ
جــاء العدو يريْــــدكم أن تركعوا===وإذا رفضتم جاءكم بالمــذهلِ
في قتلكمْ،ودمار ديرتكم،وفي اسْـ===ـتئْـصالكم، ووجـودُكــم لِتَزيُّلِ
إنَّ انتـــــمــاءَكمُ لأرضٍ أشـرقَتْ===فيها أصالتُكم وأنتمْ في العـــلِ
يعـــني له ذلًا وإحســــاســًا بمـا===يُبقيـه أرْضًا في المقـامِ الأسفلِ
فهــو الذي لا أصلَ يرفعه ويُعـْـــ===ـلي ذكره؛ قـــدْ جاءه بتسلسلِ
هو نطفـةٌ تـــاهتْ فألْـــفتْ مرتعًا===لقذارةٍ، فأتتْ بمِـــسْخٍ أهْبــــلِ
وأغــاظهُ فــي أنْ يـراكمْ شُــعْــلةً===بنجــومِكم،أو بالبُـدور الكُمّـلِ
فتسوّل العونَ التعيس من الورى===أمثالِــه، أحْقـر بـذا المُـتســوّلِ
يا أهْــل حوران العُــــروبة أنتــمُ===رمز العروبة، ليس ذا بِتقــوّلِ
أسمــاؤكم، ألقــابُــــكم، وكِناكـــمُ===شهـدت بمُجمل دعوتي ومُفصّلِ
وفِعالكم جـــــاءت تــتــوّج هــامكم===مَــنْ مِـنْكُـمُ رام العُـــلا فليعتـــلِ
حــورانُ كانــتْ مَنْهــلًا لبطــولـــةٍ===عربــيّـةٍ، أكْــرِمْ بها مِنْ مَنهَـــلِ
ما كان ينقصكم عتــــــــادٌ إنمـــا===توحيد صفٍ فـي المقام الأمْثلِ
هذي البـــطــولات التي تٌبدونهـا===عظُمَتْ، أصابتْ قاتلًا في مَقْتَلِ
من قبلُ كانت فيــكمُ يا إخــوتي===وأشـــــدّ منهــا دون أي تمـلمُلِ
زلاتُـكمْ، فيما مضى، مفهـومـة===فحــذار تكـرارًا لهـــا بتــــعــلّلِ
أخــــباركم وصلتْ مُعــطّرةً لنا===عن جَحْفلٍ يروي بطولةَ جحْفلِ
وأريجُهـــا قد فاح في أكَمــــاتِنا===كمْ فاق نسمةَ نرْجـــسٍ وقُرُنْفلِ
يروي حكاياتٍ لهاماتٍ طغَـــتْ===كم رأسِ علجٍ قـد طغى بمجَنْدَلِ
أحييتمُ أملاً تَـــــلاشـــى عِنْدنـــا===من بعدِ إرجــافٍ وجهْلِ الجُهّلِ
وأزَلْــتُمُ خـــوْفـًا غـزا وجدانَنـــا===من مكْـــــر خــوّانٍ أتى بتسلّلِ
قُــلتُم بــــأنّ الشعب قام بثـــورةٍ===وستستمِرّ برغم أنْــف مُخـــذّلِ
فَلَربّما تكبُـــو هنا وهُـــناك لكنْ===زخْمُهــا هو منّـةُ المُتَـــفَــــضّلِ
فالشمسُ تحجبها الغيومُ لفـــتـرةٍ===وتعـودُ تُشرق والظلامُ سينجلي
والبدر يحجُـبُـــه سحَــابٌ عابر===ويعُـودُ يُمْتِـعُ فـي الليالي الطّوَلِ
والثـورةُ الغـــرّاء مثلُهما غـدتْ=== قـدَرًا ستمضي دون أي تبَــدّلِ
جاءت لمَحْوِ الظلم مِنْ شامِ الوفا===سيكون ذاك بعاجِــلٍ أو آجـــلِ
إنـِّـــي لأجـْــــزم أنَّ هــذا قــادمٌ===وعْدُ المُهَــيْمِنِ مُــنْـجَزٌ بتعجّـلِ
مَنْ ينصرِ الرحْمَنَ مٌنْتصِرٌ ولوْ===وقفتْ لهُ جُـنْـدُ العتُــــلِّ الأرذلِ
يا أهلَ درعا بُورِكت خطُـواتُكم===في نصرِ ثورة شعبنا الْمستبسلِ
بل أنْـــتمُ فجّــرتمُـــوها باكـــرًا===أطفالُكم كانت لهـا بالمِـــرْجـــلِ
بُــــوْركتُمُ، نـشَّــأتُـمُ أجـــيــالَكم===أبــدًا على هدي الكتابِ الْمُنْـزَلِ
***********




الاثنين، 25 يونيو 2018

أهنّئ شعب تركيا بنصرٍ


بأيٍّ من عبـــارات التّهانـــي===يقــدمهــــــا لتُـــركيّــا لسانِـي
بأي مشاعرِ الإخلاص أُبْدي===يمور بصدقِـــــــها أبدًا جناني
سأبـدأ في مباركتي لشعــبٍ===قضى زمنًا يكابــــــد أو يُعـاني
أهنّــئه ببرِّ ابْنٍ كـــريـــــــمٍ===فريدٍ في الصفات وفي المعاني
 ببرِّ ابْنٍ أتى والناسُ حيرى===وتسألُ عــــن فتى هذا الزمانِ
فتًى يأني على قدرٍ ويمضي===بمــا يُرضي الإله بلا تــــوانِ
فأهـداها الكــريم لسان صدق===ويُعـرف في البلاد بأردغـانِ
تـولاه  الكريــــم بما تــــولّى===وأعــلى شأنــَـه بعدَ امْتـحــانِ
أهنّئ شـعــــبَ تركيا بنصـر===مُبينٍ، جــاء بالدررِ الحســـانِ
أهنّــئهُ بكـــوكبــةٍ أضـــاءتْ===ليــــالـــيَه بزهـــر الأقحــوانِ
بمضمونِ العــدالة قــد أتتْــه===وتنميــةٍ بــــدتْ في كل شــانِ
أهنــئُ مَـن بنى للتركِ مجدًا===أثيــــلًا بالعـُــــلوم وبالبـــيــانِ
فصاروا في الثريا لا يُدانَوا===وصاروا أوّلا عــنـــد الرهــانِ
أهَـــنّئ دولـــةً أضحتْ ملاذًا===لمظلومٍ ضعيفٍ مُســــتهــــانِ
كريمًا عـــاش فيها دونَ قيـد===وقــــد أنســـتْه أيـــامَ الهَـــوانِ
أهنّــئ كل حُــرٍّ قـــال فــيها==="نعــم" لمعـــلمٍ فــــــذٍّ وبــــانِ
لمَنْ أولى عِــــنايتــه بشامي===وبــرّ بأهـــلِهـــــا فـــي كلّ آنِ
رآهُـــــم حُـمّلوا عبئًا ثقيـــلًا===سُقـوا، حنقًا، سمــومَ الأفعوانِ
فآواهُــمْ وكان لهـــم نصيرًا===وأنقذهم من الــوغْـــدِ الجبـــانِ
وغـزّة لا تســل عنها إذا ما===أُصِيبَت في حصـــارٍ واحْتِـقانِ
يُسارعُ في إغاثَــتهـا جهارًا===ويغمـــرها بفـيْضٍ من حنــــانِ
ويشجُــبُ من يكيدُ لها بأمْرٍ===وما يـأتي لهـــا من مكْــر جانِ
وهبّ لنجدة الروهيـنج حالًا===وفيهم صار يسعفُ في ثـــوانِ
تصــدّى للصعابِ بكل حزمٍ===فــــذلّـــلــهــا بحــلمٍ واتّــــزانِ
همومُ البائسيْـــن لــه همــوم===يعالجُـــهــا بصــبرٍ في تـفــانِ
رســالتُه تعــمّ الأرض عـدلًا===وإحســــانًا وعيشًا في أمــــانِ
أهنئ شعبَ "تركيّا" بِـعُـرْسٍ===عظيمٍ في الزّمانِ وفي المكانِ
وأهدي للذي في الأرض يرنو===لعيش آمِـــنٍ أســمى التهاني
**********