الخميس، 30 أكتوبر 2014

من ضوابط الاجتهاد في أمر ما...

من ضوابط الاجتهاد في أمر ما.
ربما يكون من المفيد والضروري التذكير بأن أي عدم مبالاة في أي عمل اجتهادي، في أثناء العمل في خدمة  ثورة الحرية والكرامة، باتكاء المفرط على القاعدة "من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد"؛ عدم المبالاة هذا لا ينبغي المرور عليه، بسرعة، بذريعة نيل المرء على الأقل على أجر واحد، ونعتبر أن المسألة قد انتهت.
في الحقيقة، إن عدم مبالاة المجتهد، حين يجتهد، لا يعني فقط  الوقوع في الخطأ فحسب، وإنما يعني، في جملة ما يعنيه، حرمان الثورة من اجتهاد مصيب ومثمر وبناء فيما لو لم تكن عدم المبالاة تلك. بل إن العمل الاجتهادي يحتاج إلى مزيد من التحري والجهد، والمشورة، أكثر بكثير من العمل بنص مُحكم، ولا سيما إذا كان أحاديّ المدلول.
صوبت سهمك كي تصيد أُرينبًا****فـــي وسط حشـــــد للأنام تسيـر
فنجا الأرينب، لم يُصـــب بأذيّةٍ****والسهم أصبح في الصدور يغور
إن اللامبالاة عند المجتهد، في تحري الأكثر صوابًا يعني أمورًا عدة:
1-   الأنانية، فلا يتعب نفسه في سبر غور الموضوع المعني، ما دام أنه سيحصل على أجر واحد على الأقل.
2-   عدم الحصول على النتيجة المرجوة من اجتهاد مُرتجل، فالقائد العسكري، مثلًا، حين يكون أمام أمر اجتهادي في تنفيذ عمل ما، وينفذه، على عجل، حسب ما يُملي عليه رأيه، دون تريث وصبر ومشاورة، سيجد نفسه وجنوده في موقف صعب، في الغالب، ومثله المتبرع بماله، حين لا يتحرى، بدقة، الجهة التي، إن وصل إليها ماله، أنفقته، فعلًا، بما يعود على الثورة ورجالها بالخير الوفير، لا يكون قد أدى، حق ماله، ولا ينفعه استئناسه بحديث يتكلم عن وقوع الصدقة في يد سارق أو بغي أو ... فهذا في حق المتصدق الذي بذل جهدًا ليضع صدقته في يد مستحقيها، ثم اجتهد فأخطأ.
3-   من حيث لا يشعر، يكون في عمله هذا أسوة لغيره في عدم المبالاة، ومن ثم تكثر النتائج غير الصحيحة من اجتهادات متسرعة وغير مدروسة.
4-   يفقد مصداقيته بين العاملين معه، فتكرار (اجتهاداته) الخاطئة يدفعهم إلى عدم الثقة به، ولننظر، كم حجم الكارثة كبيرًا، في مجموعة فقد أفرادها ثقتهم بقائدهم.
إن أول ما ينبغي أن يراعيه المجتهد هو:
1-   أن يتأكد من عدم وجود نص محكم فيما يجتهد فيه.
2-   أن يكون على علم وخبرة في الأمر الذي يتم الاجتهاد فيه.
3-   أن يبحث عن وجود حالة مشابهة سابقة، فيستأنس بها، ويستفيد من نتائجها.
4-   أن يستشير من يراهم أهلًا وذوي خبرة في الموضوع الذي يجتهد فيه، ويُجري موازنات بين الآراء المتعددة التي قدمها المستشارون، ويختار الأنسب منها، وألا يتفرد، حتى، بهذا الاختيار.
5-   أن يضع أمامه النتائج المتوقعة، عن كل اجتهاد على حدة، وينظر أيها أقل ضررًا وسلبية، أو أيها أكثر نفعًا وإيجابية، حسب الحالة، ويتم الاجتهاد بناء على تلك الدراسة.
6-   أن يراعي الظروف الزمانية والمكانية، وأحوال الناس الذين معه، فرب اجتهاد كان مجديًا في زمن ما ولم يكن كذلك في زمن آخر، والأمر ذاته بالنسبة للمكان، والأشخاص.
ومن الجدير بالتنويه إليه، أن المرء حين يُفرط في اجتهاده، من غير أن يتقيد بضوابط ذلك الاجتهاد، فهو، في الغالب، يكون أقرب إلى المساءلة أمام الله وأمام الناس، ولا تنطبق عليه قاعدة (من اجتهد فأخطأ فله أجر، ومن اجتهد فأصاب فله أجران).
نسأل الله أن يبصرنا بالأمور جيدًا حتى لا نندم عند الزلل نتيجة التفريط أو الإفراط. 


الجمعة، 24 أكتوبر 2014

قل للصِّغار ذوي الرؤوس الخاوية

قُـل للصِّغار ذوي الرؤوس الخاويـة
قُـل للصِّغار ذوي الرؤوس الخاويـة****حتـــّام ترضون الحيـاةَ الواطيـــةْ
ألقَـابـــــــكم ملّتْ صَغَـــارَ نفوسـِـكم****تلك التي مــــن كل فضلٍ عاريـةْ
مُنِــحَـــــتْ لكمْ ممَّن حَـسِـبـْتُم أنـهُــمُ****حــدبوا عــليــكمْ مثـلَ أمٍّ حانِـــيةْ
لقــد استخــــفـــوكم فأصبـحتم دُمـًى****ما فيكــمُ من ســـيـــدٍ أو داهِـيـــةْ
تشــكو القلانسُ إذ عــلتْ هاماتــــكم****وتقول: ما تحتي عقـــول بـالــيـة
ما فـــيكمُ شهـــــمٌ يلبي صرخــــــــةً****من حُـــرّة بُليتْ بخسـةِ طاغيـــة
أو آهــــــةٍ زفَـــرتْ بِــهــــا مكلومةٌ****سمعتْ بهــا أُذُنٌ بـــأرض نائيــة
لكنّــــكــمْ صـــمٌّ وبـُـــــكــمٌ ثــمّ عُمْـ****ـــيٌ عشــتُمُ همَـــلًا كثور السّاقيةْ
أيديــــكمُ في المنْـكـــــرات سخــــيّةٌ****لكنّـــها مغــــلولـــةٌ لِمُصــــابيـــهْ
أمسكتُــــمـوها عن يتــامى رُضــــعٍ****أطلقتــموهـــا في جيــوب الزانيةْ
وهمــومُـــكم مصبـــوبة في رقصةٍ****أو شهـــوةٍ أو في مجالس لاهيَـــة
وجبــــــــاهكم عفّـــرتمــوهــا ذلّــةً****للعـــمّ ســـامٍ فــي الليـــالي الخالية
خُشــبًا مُســنّــدة وقفـــــتــم عنــــده****يُــلـــقي الأوامــرَ فيـــكمُ متــوالية
هــذا عـــدُوّ فانْهــــضـــوا لقتــــالهِ****ما دام يأبـى العيش تحــت جناحيهْ
ومثيــلُه مَـــنْ لا يُطيـــع أوامِـــري****ويـــذمّ أقــوامًا أتتْــــــني جاثـيــــةْ
وسواهُمــا من راح يغـمـــزُ بابنتي****في أنّـها بنْــــتٌ بغِـــيٌّ غـــاويــــةْ
هــــذا وذاك وهــــــؤلاء وتـــلكـــمُ**** ممــن يُثــيرُ الرّعـبَ في أرجائيهْ
هيّــا استعـــدّوا وافهــمُـوني جــيدًا****كــونوا بجنــبي، دائمًا، وورائيــــهْ
أومــأْتمُ بِــرؤوســـكم أنْ ســـــيدي****جئْـنـــا إليــك بســرعــةٍ وطواعيةْ
فأْمُـــرْ تُطَــعْ واختر لنا ما تشتهي****فالأمْــر أمـرُك في الأمــور العاليةْ
تبـــًا لـكم، فلقــدْ غـــدَوتم مثل منْ****قد دلّ "أبْــرهةً" لهــــدم الغـاليـــــةْ
واليــــوم جــاء عـــدُوّكمْ متنكــــرًا****فــلْــذاتُكم يُلقـــيهــمُ في الهاويـــــةْ
يُغـــريكمُ بخـــنـــاجرٍ مسمـــــومـةٍ****طعنـَــاتُها بصــــدوركُم هي داميـةْ
مِنْ سُكْركُم، هلا صحوتُم كي تروا****آمــالَكم بمَــهـــبِّ ريـــحٍ عاتيـــــةْ
وتـــركتــمُ أطفـــالكمْ فــي ضيْــعةٍ****أقــدامُهم في أرضِ شــوكٍ حافـــيةْ
وعــــلى مــوائـــدَ للّــئــامِ تحــلّقوا****متضــورين، لهــم بطـونٌ خـــاويةْ
يبْـغـــون منهــم بيـــعَ كل فضيــلـةٍ****بلُقيـــمةٍ فيــهـــا المـــرارةُ باديـــةْ
أأمِـنْـــتُـــمُ ألا يُســــوِّدَ وجْـــهـَـــكم****أجيـــالُ تـأتي في القرون التـــاليةْ
أمْ إنـــكم هُـــنتمْ وهـــانــتْ فيكـــمُ****قِيـَـمُ الرّجولةِ والمعـــاني السّـــاميةْ
إنْ كان شهدٌ يُرْتجَــى منْ حنْـــظلٍ****فلتأمنــوا؛ لا...لن تُجزّ النــــاصيـةْ
لكــنّ هــــــــذا مثــلُ باسط كـفــــه****للماء يَـــرجــو ريَّ نَفْـــسٍ صادية
وتكــون خاتمـــةُ المطـــاف عليكمُ****ألا يُــــرى لكـــمُ بأرضٍ باقــيـــــةْ
الجمعة 30/ذي الحجة/1435 الموافق 24/تشرين الأول/2014





الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

ألا قم يا صلاح الدين حالا...

ألا قم يا صلاح الدين حالًا
ألا قُــمْ يا صــــلاح الدين حالًا****فأهلُك سيـدي عشقوا اقتتـالا
حروبٌ بيــــن أكـرادٍ وعــرب****دمُ الشعبـين مثـل النهر سالا
وأوقدَ فيهمــــا إبْــــــليس نــارًا****فزادت في نفوسهما اشتعالا
وكلّ منهمَــــا أصغى طويــــلًا****لـــه حــتّى تربّــع واستطالا
فرسّخ في نفوس الكـرد قـــولًا****بأنّ العُرب قد كانوا وبــــالا
وأذكى بدعة في العرب تقضي****بـــأن الكرد قد تاهوا ضلالا
وســخّر جُنـــده إنـــــسًا وجــنّا****لوغر الصدر آمــــادًا طوالا
وضاقت عيُــــنه حسدًا وغيـظًا****برؤية عابد الــرحمن صـالا
وأبصـر مارد الأتراك يصحو****ليصنعَ منهم، حــقـــًا، رجالا
غـدت أبصارُهم ترنو لمــاض****بــه بلغوا، بدينهــــم، الكمالا
وأنهــمُ لحـــاضـرهم بُــــنـــــاةٌ****وأن غــدًا إلى الجــوزاء آلا
فــــفَــكّرَ، ثمّ قـــدّرَ، ثم أبــدى****بما في صدره حقدًا وغـــالى
ويمــمّ نحــو شمطــاء عجــوزٍ****وقد فاقتـه مكــرًا واحتــــيالا
وقال لها: أمَــا للتـــــرك حــلٌ****يكونُ مصيـرُهم فيـه الـزوالا
تقــدّمهـــم يُؤرقُـــني كثــيـــرًا****وأخشى من كُماتهمُ النّــــزالا
فقالت: ذاك عندي، فانتـظرني****نصبتُ لهم بكوباني الحبـــالا
غـــدًا بجحيمها يـلْقــون سوءًا****وتُبصر حيـلتي فعــلت فعــالا
فأنّى كان مـوقــــــفهم فشـــــرٌ****يحيق بهـم، ويلقــون النــكالا
ألا انهض يا صلاح الدين حتى****تـؤدب مَن مِن الحق استقالا
تُـــؤلّف بيـن أكـــرادٍ وعـــربٍ****وتوقف بينهم حـربًا سجــالا
وتجمعهم على ديـــنٍ وتقــــوًى****وتسقيهم من الحُـــبّ الزلالا
أتــــذكر حيــــن كانا في إخـاءِ****وكان الـود بينهـــما مثـــــالا
قلوبهـــــما بنــور اللـــه كانتْ****تُصافح بعضها؛ عمّــًا وخالا
(أنا العربيّ) غابت عن زهـوٍ****(أنا الكردي) ما سادت مجالا
ألا انهض إننــا قـــوم عطـاشٌ****لوحدتنا، ونحـــتفل احتـــفالا
ألا انهض، إننــا ندعو جهارًا****إلى المــولى ونبــــتهل ابتهالا
ألا يا ربّــنا فابعـث صـــلاحًا****يُوحّـــدنا، وأحْي لنـــــا بِــلالا
الإثنين 19/ذي الحجة/1435 الموافق 13/تشرين الأول/2014


الجمعة، 10 أكتوبر 2014

رُحْماك ربي... إننا

رُحْماك، ربي، إننا....
مَنْ "داعشٌ"؟ مَنْ "كِي بكـي"؟****أرجوكَ قُـــلْ لي يـا ذكي
أسْــــــمــــاءُ هـــــــذا أحــمـــدٌ****ومحَـــمـــدٌ وأبـــو زكـي
أســــماءُ ذاك مُعمّـرٌ أو خـالِــدٌ****أو "شيرِكو" أو "أزبَكي"
فتشابهُ الأسماء لـــم ينفعْـــــهمــــــــا، صــارا بليْــــلِ حــالكِ
أفْـــنــَـــوا رجالَــهـــما لأجـــــــلِ ســواهُـــــــــما بتَـهــــــالكِ
بحَـــــمــاقـــــة وغـــــبــــــاوةٍ****وقعا بخُـــبْــــثِ شـــرائكِ
هـــــذا لِــــــذاك مقــــــاتـــــلٌ****يُعطيْـــه وصــف المشركِ
ويــــــــردّ ذاك مُــخَـــــوّنــــًا****لغــــريْـــمـــه، بتـفـــــذلكِ
لهُــــــمـــا عــــدُوٌ واحــــــــدٌ****يــــرتَــــاح فـــوق أرائــكِ
حـــــيــنًا يُغـــازل "داعـــشَا"****حـينًـا يُمَــــنّــي الـ"كيبكي"
يُغْــــري الْعـــداوةَ فـــيهــــما****بتَــصـــارعٍ وتــــــشـــابكِ
يتِــــسابَـــقــــــــــان لأمْــــره****في لَـهْـــفَــــةٍ وتــبـَــــــرّكِ
وتَــــراهــــما قـــدْ صُنّــــفـــا****في هـــــــالكٍ أو مُـــهْـــلَكِ
فــــي الأصــلِ كانــــا إخـــوةً****خاضــا، معًــا، لمعَـــاركِ
في يَـــــوم حطيــــــنٍ وشــــقْـــحَـــــبَ أو بيـــومِ "البابَــــكِ"
بِــــأخُـــــــوّة الإيــــمــــانِ لا****ذوا دائــــــمًا، بتَــمســـــكِ
فــــأتى العــــدوُّ مُـــفَــــــــرّقًا****لهما، بِـــثــــــوب النّـاسكِ
وتبـــاعدا عَــــــن ديــــــنـــهمْ****بتعَـــــصــــبٍ وتفَـــكـــكِ
رُحْمـــــــاكَ ربـــــــي إننـــــا****لك يـــــــا إلــهـــي نشتكي
هَــــيـــئ لنـــــا مـــن أمـــرنا****رشــدا، لأفضــــلِ مَسْــلَكِ
الجمعة 16/ذو الحجة/1435 الموافق 10/تشرين الأول/2014
شقحب: معركة عظيمة نشبت بين المسلمين والتتار، حضرها ابن تيمية، وكان له فيها دور بارز.

البابك: بابَك الخُرّمي، باطني من جهة فارس، قام بفتنة هوجاء عمياء في عهد المعتصم دامت طويلًا، إلى أن قضى عليها المعتصم، واستأصل شأفتها.

فتح الحارّة

فتح الحارّة
في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك لسنة 1435 فتح أبطال سوريا مدينة الحارّة، في محافظة درعا الأبية، وكان فتحًا مبينا:
فتحوا الحـرّة يوم النحرِ**** دخلوا البلدة عند الفــجرِ
دخلوها بجروحٍ تنــزفْ****دخلــوها بثيــــاب حُـمْـر
بجبـــاهٍ عاليـة دخـــــلوا****من غير عزهُـوٍّ أو كِبـْـر
ولتــلّ الحرّة قد صعدوا****وعَــلَوه شمــوخًا كالنسْرِ
ملأوا الأجـواء بتكبيـرٍ****علتِ الأصواتُ ضُحى النحرِ
أبـــطالُ الحَـــرَة فــتيان****أصحاب قــنـوت أو ذكر
بخضوعٍ سجدوا وخشوعٍ****للــه بـآيـــــات الشـــكرِ
أبطالُ الحـرّة قد صمدوا****وتحـــلّوا دومًا بالصــبرِ
دحروا غلمان مُسيـــــلمةٍ****دحروا أربـابًا للفُـــجْــرِ
هزموا مَنْ ناصـر مأفونًا****قـد شيّـد بنـيان العُهــــرِ
أعطوهم درسًا لن يُنسى****وسقــوهم من كأسٍ مُــرِّ
بــوجــوه تعلوها غبــرةْ****ألقـــــوهم في قاع القبــر
عادت للحـــرّة بهجـــتُها****والبسمةُ رجعــت للثغــر
أهــلوها دخلوا مسجدَهـا****بــوجــوه تطفـحُ بالبــشْرِ
من بعــد أداء لفــروض****نعِــمــوا بالنّــفل وبالوتْر
يارب اجْعل عيد الأضحى****للثــــــورة يَـــومًا للنصرِ
الإثنين 12/12/1435 الموافق 6/تشرين الأول 2014


الاثنين، 6 أكتوبر 2014

تهنئة العيد

تهنئة العيد
قالوا: لمَ تُهنئ الأمّة بالعيد؟ وفيم تهنئها...؟ قلت: أهنئها لأنها استيقظت، بعد رقاد، وصحت بعد غفلة، ونطقت بعد صمت... وأهنئها على صحوة في الفكر والفهم عند كثير من شبابها لم تكن كذلك من قبل. وأهنئها على محاولاتٍ، بعضها متواضعٌ وبعضها جلي، في وحدة الكلمة ووحدة الصف إلا أن هذه المحاولات تتجه قُدُمًا نحو الأفضل... وأهنئها على نمو عنصر الاستشعار فيها، فأخذت تحس بأي عمل يتنافى مع الفطرة السليمة والخلق القويم فتشير إليه وتفضحه.... وأهنئها على ازدياد نسبة المهتمين بالشأن العام لها، على ما في هذا الاهتمام من بعض الثغرات...ولكنه اهتمام له مؤشراته الإيجابية....وأهنئها على أنها أخذت تميز،إلى حد كبير، عدوَّها، فتتخذه عدوَا بقدر ما تملك وتستطيع... وتعرف صديقها فتسعى على الإبقاء على صداقته وتنميتها بقدر ما تستطيع...أهنئها على ما ظهر منها من بطولات في صمود أبطال غزة الذي كان وراءه جميع أصحاب الضمائر الحية، والنفوس الكريمة...كما أهنئ الشعب السوري العظيم على جوده بأغلى ما يملك، من أجل كرامته واستمراره على ذلك الجود والعطاء، وأهنئه على وجود أبطال أشاوس، يُثلجون صدور محبيهم جميعًا بما يُنجزونه من جليل الأعمال لتحطيم صنم الفساد والنذالة، وعدم التراجع عن ذلك، وأهنئ الشعب السوري على وجود أمهات كانت ضيافةُ العيدِ عندهن فلذاتِ أكبادهن، قدمنها في رضا الله تعالى ثمنًا لكرامة أريد لها أن تظل مفقودة في نفوس هذا الشعب العظيم، قدّمنها وهن يبتسمن راضيات شاكرات لله على ما حبا به أبناءهن من شهادة وتكريم..... نعم أهنئ الأمة عامة، والشعب السوريّ بخاصة على هذا...ولن يصرفني عن ذلك وجود سقطة هنا، وزلة هناك ... فالحق أقوى من الباطل دائمًا... مهما نفش الباطل ريشه وانتفخ.
فلتهنئي يا أمتي بكرامة الإنسان****أخـــذت تعود إليك بعد زمانِ
حرموك منها، عنوةً، في غــفلةٍ****بالقـــهر والإذلال والإذعــانِ
ســــلبُوك كل إرادة فـتــــــلذذوا****وكأنهــم في ســكرة النشـوان
طمسوا لدى الأجيال كل فضيلة****تــدعو إلى الأخلاق والإيمانِ
أنســوا أبَــــا بكر وإخْــــوانًا له****من خيرة الأصحاب والخلان
أنسوا أبا حفصٍ وغُــرّةَ عهــده****مُــتلألئًا بالعـــدل والإحســـانِ
أنسوك عثمان الكبيـــــر بقـدره****وحيائه، وعطــائه المتفـــــاني
أنسوا عليًا ذا الـمروءة والفـــدا****وبأنــه من أشجــع الشُّجعـــانِ
أنســوكِ ما من شأنه يُعليك في****هذي الحــيــاة بعــزة الإيمــانِ
قالوا بأنــك لستِ أهـــلًا للعــلا****ومقامُك المعـروفُ في القيعان
زعموا بأن الشــام فُصّل قــدُّهـا****للـقُـرْمُــطـي، فما لها مـن ثانِ
بطــلاء زيــــفٍ زيّـنوه بزعمهم****فـــــبـدا لأحمق أجمل الـفتيـان
لكنّ أهْــلك أبطــلوا سحــرًا لهـم****ظهَــــرت حقيقــــته بكلّ بيـانِ
عــرّوه في أفعـــاله وخصــــالهِ****حتـى غــدا أعــجوبةَ الأزمــانِ
ومضى، شبابُك، أمتي،بجهادهم****حتى يُقيموا العدل في الأوطانِ
أفليــس هذا، أمتي، عــيدا على****عيد يُضـــاف لأمّــة القــــرآنِ؟
فِلــــتهنئي بالعـــيد في أيـــــامه****لما زكَتْ بــدم الشّهيـــد القانـي
وبــه اهنئي لما تذكّـرتِ الألى****رفضوا الخضوع لربقة الطغيانِ
فرفضتِ عيشًا في الزوايا أمتي****تبـــقين في الدنْــيا بِـلا عنـوانِ
إني لأعـــــلم كم تُحبين الجمــا****ل وعطره في الأرض والإنسانِ
كم زهـرة في العالمين غرستِها****لم تطلبي شكــرًا على الإحسانِ
كم شمــــعــةٍ للتائهين أنَـرْتـــها****حتى يسيروا في هُـدى الرحمن
كم من قُصــورٍ أنت قد شيّدتها****حتى غــدت عــلَما بكل مكــانِ
لكن عــزتــــك التي قد ضُيّعت****أغلى من العيش الرغيد الهاني
في العيـــد قد ألفيتـها مرفوعــة****بســواعـد الشـــهداء، بالأيـمانِ
في العيــد قـــد ألفيـتها مرفوعةً****حــــتى ولو بتهـــــدم البُنيـــانِ
هــدمُ الحجارة ليس أكبر أمتي****من هــدم نفـسٍ الحر في البلدانِ
أيـكون بــــدعًا أن أهنّئ أمــــةً**** في عيدها، تسعى لفك العاني؟
ثاني أيام التشريق
الإثنين 12/12/1435هـ الموافق 6/10/2014



السبت، 4 أكتوبر 2014

واعتصموا

"واعتصموا"
مضى على الثورة السورية المباركة قُرابة أربع سنوات، تعرضت فيها لمحن ومؤامرات، ولمصائب وعثرات، لكن أقساها وأخطرها كانت قاصمة للظهر، مشتتة للأمر، موهنة للفكر، مُذهبة للريح، تصفق لكل قبيح.... إنها الفرقة والتنازع، والتشاجر والتصارع، لا تكاد محاولة ما، أن تظهر للنور إلا وتُوأد في مهدها، واحتار المخلصون العاملون للثورة في هذا الشأن كثيرا، وأعلنوا من أجله نفيرا ونفيرا، ليتداركوا شرّا مُستطيرا، وعُقدتْ لقاءات واجتماعات، وتمت محاورات ودراسات...اعترضها العديد من العقبات... وبقي الأمر في جذب ودفع، وعملٍ حثيثٍ لرأب الصدع، فكان عملهم هذا مشروعا، سمّوه "واعتصموا" تيمنا بقول ربهم طاعة وخضوعا، إلى أن تنفس صبح يوم عيد الأضحى المبارك، لعام خمسة وثلاثين وأربعمئة وألف، وتنفس معه المولود الجديد، فكان للمؤمنين بشارة، ولسواهم حسرة ونذارة... فهنيئًا لمن ضحى وبذل، حتى وصل بالثورة إلى ما وصل، وإننا لنسأل الله لهم التوفيق، وأن يزيل من أمامهم كل عقبة في الطريق. ومن حنايا الصدر المتلهف لأن تأخذ وحدة الصف مكانها في الصدارة، ومن حرص ألسنة الإخوة المتنافسين لبث هذه البشارة، ومن بينهم الأخ الفاضل محمد الملحم (أبو عمر) ابن حمص الأبية.. خرجت هذه القصيدة:
يا شآمـــي أبشـري واستبشــري
يا شآمـــي أبشـري واستبشــري****باعتصام الثائــرين العـــامرِ
في صبــــاح العيد بُشرى أقبلت****وتنــادي، أمتــــي لن تُقهري
ها هــمُ الأحْــرار أضحوا وحدةً****أعلنـــوها في الصباح الباكرِ
وكــتـــــاب اللــه يهديـــهـــم إلى**** نيل نصر حاسمٍ، بل مُبـهرِ
فحذار اليوم من مُــــصــغٍ إلى****مُرجفٍ لا يرعوي ذي خنجر
أبْــعِــدوه عَــنْ قـــرارات لتكم****واحذروا من قول واشٍ مُفتــرِ
واستخيروا ربّـــكم في أمــركم****واستشيروا ا خبــراء العسكرِ
كم عــدوٍ طـــار من فـرحتــــه****حين كنتــــمْ في لظى التــدابُرِ
كم ســـفيـــهٍ راح يُؤذي فيـــكمُ****من خـلافٍ في رؤاكم مُســفرِ
شعبُــكم يرنُـــو إليْـــكم راجـيًا****في حيــاةٍ حُسنَ طيْـبِ المعشر
وجُمــوع النـــاس تدعو ربّهـا****في ســــجودٍ للقـــاءٍ مُثمِـــــــرِ
"واعتصموا" كان في أحلامنا****فرأينــــاهُ كروضٍ مُـــــزهـــرِ
"واعتصموا" قد بدا في ليـــلنا****مثْــــــل مصبــاحٍ يُرى كالقمر
"واعتصموا"قد أغاظَ المعتدي****فــغـــدا فـي خفـــةٍ كالحــــائر
أمّـتي "واعتصموا" خيرُ أتـى****فاسجدي للــه دومـــًا واشكري
===========
يوم السبت العاشر من ذي الحجة لعام 1435 الموافق 4/تشرين الأول/2014 .
محمد جميل جانودي.


يا أرض شلّف في بلاد الشام

                يا أرض شلّف في بلاد الشـــام
يا أرض شلّف في بلاد الشـــام****طيبي شذًى بالفــارس المقدامِ
طيبي بمن واريته تحت الثرى****في يوم تروية الحجيج الظامي
لمَــا توارتْ شمس يومٍ مُشرقٍ****ومُخــلّدٍ مِــــــن أفضل الأيــامِ
روّاكِ من دمه الطهور بدفـــقةٍ****فغــدوت منها أطيــــب الآكامِ
عشرون عــــامًا عُمـره لكنــه****فاق الشيــوخ بروعة الأفهـــامِ
ورواكِ إخــوانٌ لـــه من حولهِ****بـــــدم لهم، يشفي من الأسقامِ
نزلت تُشيّعـــهم ملائـــكة السما****وتزفــهم في مــوكب وزحـامِ
يا أرض شلّف هل رأيت طباعه****بالجــود والإيثــار والإقــدام
إن كنتِ لا تـدري فــــإني مخبرٌ****من غـــير تزويْــر ولا إيهامٍ
هـو صـــادقٌ في قـــوله وفعاله****هـو يا أخيّةُ واصل الأرحــامِ
بــرٌ بــــوالـــدة لـــــه وبــــوالدٍ****وبإخْـــوةٍ، فــــي رقّــةٍ ووئامِ
طيبي بإسماعيـل خير مُجــاهدٍ****لعصابَـــة الإفســـاد والإجرامِ
طيبي به وبمن قضى بجـواره****من أجل عـــزّة أمــةِ الإســلامِ
ألفى العقاربَ والأفاعي أقبلت****وتسللت في خــلســةٍ وظــــلامِ
جاءت لتلدغ كل حرٍ مُخلصٍ****يأبى الخضـــوع لزمرة الأزلام

جاءت لتنثر سمها في روضة****فتُحــيـلها حطــبًا وسـوء حطامِ
جاءت ويقدمها حقود غــــادرٌ****من آل قرمط، مُخــتـفٍ بلثـــامِ
فانقض كالليثِ الهصور يصدها**** بيمِــــينــه بمهنّـــد وحُـــسامِ
نكصت على أعقــابِـها مذعورةً****فرت أمام غضنــفر وهُمـــامِ
أبلى بلاء صادقًا عنــــــد اللــقا****حتى قضى متــوشحًا بوســام
كُتِبت عَــليـــه عبَــــارة ذهبيّـةٌ****"روحي فداء أحبتي في الشامِ
يا أرض شلّف قد حملت أمانةً**** كوني لهــــا أهلًا بلا إحجـــامِ
في كل صبح قد تنفس زغردي****فاح الصبا بشذا الشهيد الشامي







الخميس، 2 أكتوبر 2014

شهيد ليلة التروية


شهيد ليلة التروية: أبو أحمد الشامي

دخلتُ المنزل راجعًا من صلاة العشاء الآخرة، ليلة الخميس الثامن من ذي الحجة، فرأيت جميع من فيه واجمين سا كنين، كأن على رؤوسهم الطير، فقلت في نفسي: اللهم اجعل في ذلك الخير، وسلمت كالعادة، فردوا السلام بهدوء من غير زيادة، فتريثت في السؤال عن الخبر، وأخذت أجيل في الحاضرين البصر، فوقعت عيناي على دموع منهمرة، تَجهدُ صاحبتُها إلى أن تجعلَها مخفية مستترة، فباءت محاولتها بالفشل، إذ الدموع كانت غزيرة كماء السماء إذا نزل، عندئذ سألت بحيرة ما الأمر؟ وفيم هذا البكاء والقهر؟ فنظرت إليَّ صاحبةُ الدموع، بنظرة ذات حزن وخشوع، ثم حولت نظرتها إلى إحدى بناتها، وكأنها توحي إليها بالكشف عن سر آهاتها، فقالت البنت بصوت متهدج حزين، لكنه برفق ولين: يا أبت، استشهد ابن خالي أبي أحمد، وأسكتها الحزن عن الإسهاب والتدليل، فسألت: كيف وأين؟ فردتْ عليّ عمّته: في جبل الأكراد بالقرب من دورين، أصابت قلبَه رصاصةٌ في معركة التحام، مع الموتورين الحاقدين اللئام.....

وقفت مذهولا قليلا، ولم أنبس ببنت شفة طويلا، وخرجت قاصدا غرفتي فاعتكفت فيها وحيدا، حابسا دمعي عن عينَيِّ غيري كيلا أجلب له من الحزن مزيدا.
جمعت صدغيّ بين يديّ، وأخذتُ في سري أخاطب والديه وقلت، لله دركما، أخوه الأكبر مغيّبٌ في سجون الطغاة، لا خبر عنه ولا أثر، فصبرتما على فراقه، وما فقدتما الأمل في فك أسره وانعتاقه، لم يكن ذاك لعلامة ظهرت من المجرمين آسريه، فهم أبعد ما يكونون عن أي عمل مُجْدٍ أو نزيه، وإنما لثقتكما القوية بالله، واطمئنانكما إلى عدالة ما قدره وقضاه، وهاهو أخوه؛ حبيبه ورفيقه، وأنيس طفولته وصديقه، ينضم إلى قافلة الشهداء، ومواكب الأحرار الأصفياء، اختاره الله ليكون شهيد ليلة الترويةْ، فكان استشهاده خير استجابة لله وتلبيةْ، وكأن لسان حاله يقول: يا رب، إذا كان الحجيج قد سمعوا أذان خليلك إبراهيم في الحج فأتوك وهم يهتفون لبيك اللهم لبيك، محرمين بثياب بيضاء، يطوفون بكعبتك الغراء، شَدّهم الشوقُ لخير البقاع، قادمين من مختلفِ الأصقاع، طامعين في ثوابك، مستأنسين بالوقوف على بابك، وهم يتجهزون ليوم التروية، ليزيدوا نفوسهم تصفية وتحلية، ويرووا ظمأ الأجساد والأرواح، من ماء زمزم اللذيذ القراح، يا رب إذا كان هذا حال حجاج بيتك الحرام، وبيني وبينهم آلاف الأميال والأقدام، فإني قصدت من أول خروجي في سبيلك، إلى أن أحج إلى مرضاتك، حين سمعت مناديًا ينادي "حي على الجهاد" فأنال العز في الدنيا والسعادة في يوم المعاد، فأحرمت بثياب النفير، وأسرعت للقائك أحثُّ الخطا في المسير، وفي ليلة التروية حققتَ لي الغاية، فاخترتني شهيدا وأنا رافعٌ للحق راية، فرويتُ وارتويت، وأخذتُ وأعطيت، رويتُ أرض الشام المباركةَ بدمي، متأسياً بما فعله أحرار بني قومي، وارتويت من فيوضات رحمتك ما أستغني به عما سواك، ومن سحائب جودك ما أنعم به في ظلال رضاك، وأخذت بالشهادة وساما، وأعطيت بها لأحبتي أمنا وسلاما، فيارب أسألك أن تلحقني بشهداء الشام الأبرار، المصطفين الأخيار، وأسألك أن تجعل دمي الذي سال على ثراها نورا يهدي المخلصين، ونارا يحرق غاصبيها المجرمين، اللهم اجعل دمي مدادا يسطر به المنتظرون من بعدي ملاحم البطولات، وهم ماضون ليحققوا ما ضحت به من أجله الأمهات السوريات، من أبناء وبنات، ومهج وأكباد وفلذات.
خاطبتُ والديّ الشهيد ومَنْ يلوذ به بما تقدم في سري، متأدبا بأدب المقام، مقدّما لهما أسمى آيات التقدير والعزاء والاحترام، وهأنذا أستأذنهما وأستأذن آباء وأمهات الشهداء على أرض الشام، لأصرخ في آذان فئام من الناس نيام، أن هبوا من رقادكم، وكفوا عن نزاعكم وعنادكم، قوموا فتحسسوا طريق الشهداء فاسلكوه، ونهج جهادهم الحق فاتبعوه، ولا تدعوا دماءهم تضيع هدرا، وإياكم أن تلتمسوا لتقاعسكم وتوانيكم عذرا، فالخطر على الشام وأهلها قد تفاقم وادلهمّ، وها هي المؤامرات، ترونها، تحاك من غريب حينًا، وأحيانا من ابن عم، فكونوا لها في صحوة، وحذار أن تلفتكم عنها غفوة أو كبوة، واعلموا أنه ليس أمامكم من خيار سوى الثبات والاستمرار، وإلا تغشّاكم إلى يوم القيامة الذل والعار.
رحمك الله يا أبا أحمد، يا شهيد يوم التروية، وشفَّعك في أهلك وذويك ومحبيك، وجعل استشهادك لبنةً في بناء دولة العدل والحرية والكرامة، وأحلك في الجنة دار المقامةْ، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

يوم التروية

    اليوم هو يوم التروية......اللهم إنا نعيش في أرض قاحلة، تعج بها الأفاعي والعقارب، لا ماء ولا شجر، ولا غذاء ولا ثمر، جف ريقنا، والتهبت أكبادنا، أخذنا نتلفت يمينا وشمالا، علنا نجد للضيق الذي نحن فيه مخرجا، ولكربنا فرجا، وإذا بمناد ينادي، هلموا إلى واحة وارفة الظلال، كثيرة القلال، رائعة الجمال، إذا أبصرتها العيون قرت، وإذا أحست بها النفوس اطمأنت، ليس بينكم وبينها، إلا عزيمة صادقة، وقلوب بوعد ربها واثقة، وإرادة على هجر الأرض المجدبة، والتوجه نحو البقاع المخصبة، وهذا لا يتم إلا بال...حب والإيثار، ومصاحبة الأخيار، والبعد عن الأشرار، وسير بلا توقف، وتطلع إلى رضوان الله بتشوق وتلهف، وأحذركم من عقبات الطريق، نزاع وشقاق، وانبهار ببريق وعود من أهل الفجور والنفاق، ورؤية الأفاعي والعقارب والهوام على أنها دعاة أمن ووفاق وسلام، فشمروا عن سواعد الجد، وثقوا بصدق الوعد، الذي طلائعه نصر وتمكين، وخواتمه حياة في دار الكرامة مع النبيين والصديقين، اللهم فارو ظمأنا بسرعة الاستجابة، وحقق أمننا بصدق في التوبة والإنابة، وأوصلنا إلى واحتك الخضراء، وجنتك الفيحاء، لنتنسم أريجها، وننهل من زلالها، ونتفيأ ظلالها، نسألك ذلك في هذا اليوم الأغر، من الأيام العشر، فاستجب لنا يا أرحم الراحمين.