الاثنين، 6 أكتوبر 2014

تهنئة العيد

تهنئة العيد
قالوا: لمَ تُهنئ الأمّة بالعيد؟ وفيم تهنئها...؟ قلت: أهنئها لأنها استيقظت، بعد رقاد، وصحت بعد غفلة، ونطقت بعد صمت... وأهنئها على صحوة في الفكر والفهم عند كثير من شبابها لم تكن كذلك من قبل. وأهنئها على محاولاتٍ، بعضها متواضعٌ وبعضها جلي، في وحدة الكلمة ووحدة الصف إلا أن هذه المحاولات تتجه قُدُمًا نحو الأفضل... وأهنئها على نمو عنصر الاستشعار فيها، فأخذت تحس بأي عمل يتنافى مع الفطرة السليمة والخلق القويم فتشير إليه وتفضحه.... وأهنئها على ازدياد نسبة المهتمين بالشأن العام لها، على ما في هذا الاهتمام من بعض الثغرات...ولكنه اهتمام له مؤشراته الإيجابية....وأهنئها على أنها أخذت تميز،إلى حد كبير، عدوَّها، فتتخذه عدوَا بقدر ما تملك وتستطيع... وتعرف صديقها فتسعى على الإبقاء على صداقته وتنميتها بقدر ما تستطيع...أهنئها على ما ظهر منها من بطولات في صمود أبطال غزة الذي كان وراءه جميع أصحاب الضمائر الحية، والنفوس الكريمة...كما أهنئ الشعب السوري العظيم على جوده بأغلى ما يملك، من أجل كرامته واستمراره على ذلك الجود والعطاء، وأهنئه على وجود أبطال أشاوس، يُثلجون صدور محبيهم جميعًا بما يُنجزونه من جليل الأعمال لتحطيم صنم الفساد والنذالة، وعدم التراجع عن ذلك، وأهنئ الشعب السوري على وجود أمهات كانت ضيافةُ العيدِ عندهن فلذاتِ أكبادهن، قدمنها في رضا الله تعالى ثمنًا لكرامة أريد لها أن تظل مفقودة في نفوس هذا الشعب العظيم، قدّمنها وهن يبتسمن راضيات شاكرات لله على ما حبا به أبناءهن من شهادة وتكريم..... نعم أهنئ الأمة عامة، والشعب السوريّ بخاصة على هذا...ولن يصرفني عن ذلك وجود سقطة هنا، وزلة هناك ... فالحق أقوى من الباطل دائمًا... مهما نفش الباطل ريشه وانتفخ.
فلتهنئي يا أمتي بكرامة الإنسان****أخـــذت تعود إليك بعد زمانِ
حرموك منها، عنوةً، في غــفلةٍ****بالقـــهر والإذلال والإذعــانِ
ســــلبُوك كل إرادة فـتــــــلذذوا****وكأنهــم في ســكرة النشـوان
طمسوا لدى الأجيال كل فضيلة****تــدعو إلى الأخلاق والإيمانِ
أنســوا أبَــــا بكر وإخْــــوانًا له****من خيرة الأصحاب والخلان
أنسوا أبا حفصٍ وغُــرّةَ عهــده****مُــتلألئًا بالعـــدل والإحســـانِ
أنسوك عثمان الكبيـــــر بقـدره****وحيائه، وعطــائه المتفـــــاني
أنسوا عليًا ذا الـمروءة والفـــدا****وبأنــه من أشجــع الشُّجعـــانِ
أنســوكِ ما من شأنه يُعليك في****هذي الحــيــاة بعــزة الإيمــانِ
قالوا بأنــك لستِ أهـــلًا للعــلا****ومقامُك المعـروفُ في القيعان
زعموا بأن الشــام فُصّل قــدُّهـا****للـقُـرْمُــطـي، فما لها مـن ثانِ
بطــلاء زيــــفٍ زيّـنوه بزعمهم****فـــــبـدا لأحمق أجمل الـفتيـان
لكنّ أهْــلك أبطــلوا سحــرًا لهـم****ظهَــــرت حقيقــــته بكلّ بيـانِ
عــرّوه في أفعـــاله وخصــــالهِ****حتـى غــدا أعــجوبةَ الأزمــانِ
ومضى، شبابُك، أمتي،بجهادهم****حتى يُقيموا العدل في الأوطانِ
أفليــس هذا، أمتي، عــيدا على****عيد يُضـــاف لأمّــة القــــرآنِ؟
فِلــــتهنئي بالعـــيد في أيـــــامه****لما زكَتْ بــدم الشّهيـــد القانـي
وبــه اهنئي لما تذكّـرتِ الألى****رفضوا الخضوع لربقة الطغيانِ
فرفضتِ عيشًا في الزوايا أمتي****تبـــقين في الدنْــيا بِـلا عنـوانِ
إني لأعـــــلم كم تُحبين الجمــا****ل وعطره في الأرض والإنسانِ
كم زهـرة في العالمين غرستِها****لم تطلبي شكــرًا على الإحسانِ
كم شمــــعــةٍ للتائهين أنَـرْتـــها****حتى يسيروا في هُـدى الرحمن
كم من قُصــورٍ أنت قد شيّدتها****حتى غــدت عــلَما بكل مكــانِ
لكن عــزتــــك التي قد ضُيّعت****أغلى من العيش الرغيد الهاني
في العيـــد قد ألفيتـها مرفوعــة****بســواعـد الشـــهداء، بالأيـمانِ
في العيــد قـــد ألفيـتها مرفوعةً****حــــتى ولو بتهـــــدم البُنيـــانِ
هــدمُ الحجارة ليس أكبر أمتي****من هــدم نفـسٍ الحر في البلدانِ
أيـكون بــــدعًا أن أهنّئ أمــــةً**** في عيدها، تسعى لفك العاني؟
ثاني أيام التشريق
الإثنين 12/12/1435هـ الموافق 6/10/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق