الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

ألا قم يا صلاح الدين حالا...

ألا قم يا صلاح الدين حالًا
ألا قُــمْ يا صــــلاح الدين حالًا****فأهلُك سيـدي عشقوا اقتتـالا
حروبٌ بيــــن أكـرادٍ وعــرب****دمُ الشعبـين مثـل النهر سالا
وأوقدَ فيهمــــا إبْــــــليس نــارًا****فزادت في نفوسهما اشتعالا
وكلّ منهمَــــا أصغى طويــــلًا****لـــه حــتّى تربّــع واستطالا
فرسّخ في نفوس الكـرد قـــولًا****بأنّ العُرب قد كانوا وبــــالا
وأذكى بدعة في العرب تقضي****بـــأن الكرد قد تاهوا ضلالا
وســخّر جُنـــده إنـــــسًا وجــنّا****لوغر الصدر آمــــادًا طوالا
وضاقت عيُــــنه حسدًا وغيـظًا****برؤية عابد الــرحمن صـالا
وأبصـر مارد الأتراك يصحو****ليصنعَ منهم، حــقـــًا، رجالا
غـدت أبصارُهم ترنو لمــاض****بــه بلغوا، بدينهــــم، الكمالا
وأنهــمُ لحـــاضـرهم بُــــنـــــاةٌ****وأن غــدًا إلى الجــوزاء آلا
فــــفَــكّرَ، ثمّ قـــدّرَ، ثم أبــدى****بما في صدره حقدًا وغـــالى
ويمــمّ نحــو شمطــاء عجــوزٍ****وقد فاقتـه مكــرًا واحتــــيالا
وقال لها: أمَــا للتـــــرك حــلٌ****يكونُ مصيـرُهم فيـه الـزوالا
تقــدّمهـــم يُؤرقُـــني كثــيـــرًا****وأخشى من كُماتهمُ النّــــزالا
فقالت: ذاك عندي، فانتـظرني****نصبتُ لهم بكوباني الحبـــالا
غـــدًا بجحيمها يـلْقــون سوءًا****وتُبصر حيـلتي فعــلت فعــالا
فأنّى كان مـوقــــــفهم فشـــــرٌ****يحيق بهـم، ويلقــون النــكالا
ألا انهض يا صلاح الدين حتى****تـؤدب مَن مِن الحق استقالا
تُـــؤلّف بيـن أكـــرادٍ وعـــربٍ****وتوقف بينهم حـربًا سجــالا
وتجمعهم على ديـــنٍ وتقــــوًى****وتسقيهم من الحُـــبّ الزلالا
أتــــذكر حيــــن كانا في إخـاءِ****وكان الـود بينهـــما مثـــــالا
قلوبهـــــما بنــور اللـــه كانتْ****تُصافح بعضها؛ عمّــًا وخالا
(أنا العربيّ) غابت عن زهـوٍ****(أنا الكردي) ما سادت مجالا
ألا انهض إننــا قـــوم عطـاشٌ****لوحدتنا، ونحـــتفل احتـــفالا
ألا انهض، إننــا ندعو جهارًا****إلى المــولى ونبــــتهل ابتهالا
ألا يا ربّــنا فابعـث صـــلاحًا****يُوحّـــدنا، وأحْي لنـــــا بِــلالا
الإثنين 19/ذي الحجة/1435 الموافق 13/تشرين الأول/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق