السبت، 4 أكتوبر 2014

واعتصموا

"واعتصموا"
مضى على الثورة السورية المباركة قُرابة أربع سنوات، تعرضت فيها لمحن ومؤامرات، ولمصائب وعثرات، لكن أقساها وأخطرها كانت قاصمة للظهر، مشتتة للأمر، موهنة للفكر، مُذهبة للريح، تصفق لكل قبيح.... إنها الفرقة والتنازع، والتشاجر والتصارع، لا تكاد محاولة ما، أن تظهر للنور إلا وتُوأد في مهدها، واحتار المخلصون العاملون للثورة في هذا الشأن كثيرا، وأعلنوا من أجله نفيرا ونفيرا، ليتداركوا شرّا مُستطيرا، وعُقدتْ لقاءات واجتماعات، وتمت محاورات ودراسات...اعترضها العديد من العقبات... وبقي الأمر في جذب ودفع، وعملٍ حثيثٍ لرأب الصدع، فكان عملهم هذا مشروعا، سمّوه "واعتصموا" تيمنا بقول ربهم طاعة وخضوعا، إلى أن تنفس صبح يوم عيد الأضحى المبارك، لعام خمسة وثلاثين وأربعمئة وألف، وتنفس معه المولود الجديد، فكان للمؤمنين بشارة، ولسواهم حسرة ونذارة... فهنيئًا لمن ضحى وبذل، حتى وصل بالثورة إلى ما وصل، وإننا لنسأل الله لهم التوفيق، وأن يزيل من أمامهم كل عقبة في الطريق. ومن حنايا الصدر المتلهف لأن تأخذ وحدة الصف مكانها في الصدارة، ومن حرص ألسنة الإخوة المتنافسين لبث هذه البشارة، ومن بينهم الأخ الفاضل محمد الملحم (أبو عمر) ابن حمص الأبية.. خرجت هذه القصيدة:
يا شآمـــي أبشـري واستبشــري
يا شآمـــي أبشـري واستبشــري****باعتصام الثائــرين العـــامرِ
في صبــــاح العيد بُشرى أقبلت****وتنــادي، أمتــــي لن تُقهري
ها هــمُ الأحْــرار أضحوا وحدةً****أعلنـــوها في الصباح الباكرِ
وكــتـــــاب اللــه يهديـــهـــم إلى**** نيل نصر حاسمٍ، بل مُبـهرِ
فحذار اليوم من مُــــصــغٍ إلى****مُرجفٍ لا يرعوي ذي خنجر
أبْــعِــدوه عَــنْ قـــرارات لتكم****واحذروا من قول واشٍ مُفتــرِ
واستخيروا ربّـــكم في أمــركم****واستشيروا ا خبــراء العسكرِ
كم عــدوٍ طـــار من فـرحتــــه****حين كنتــــمْ في لظى التــدابُرِ
كم ســـفيـــهٍ راح يُؤذي فيـــكمُ****من خـلافٍ في رؤاكم مُســفرِ
شعبُــكم يرنُـــو إليْـــكم راجـيًا****في حيــاةٍ حُسنَ طيْـبِ المعشر
وجُمــوع النـــاس تدعو ربّهـا****في ســــجودٍ للقـــاءٍ مُثمِـــــــرِ
"واعتصموا" كان في أحلامنا****فرأينــــاهُ كروضٍ مُـــــزهـــرِ
"واعتصموا" قد بدا في ليـــلنا****مثْــــــل مصبــاحٍ يُرى كالقمر
"واعتصموا"قد أغاظَ المعتدي****فــغـــدا فـي خفـــةٍ كالحــــائر
أمّـتي "واعتصموا" خيرُ أتـى****فاسجدي للــه دومـــًا واشكري
===========
يوم السبت العاشر من ذي الحجة لعام 1435 الموافق 4/تشرين الأول/2014 .
محمد جميل جانودي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق