ثلاث سنــــيــــن يَـــا شــــــــامَ الأســــــود
ثلاث سنــــيــــن يَـــا شــــــــامَ
الأســــــود****مَـضـــيْـــتِ بِـــثـــــورةٍ ضــــــدّ القــــــرودِ
مضيتِ بها وقد يمّــمْــــــــتِ
وجهـــــًا****لِـــــربِّ العالمــيــــن، ولَـــم تحِــــيْــــــدي
ثلاث سنـــــين مَـــــرتْ، كنْــــــتِ
فيها****تُــــريْنَ الـــــنـــاس آيـــاتِ الصمـــــــودِ
تُـــــــرين النـــــــــاس
صبــــرًا لا يُــــبارى****وصــــدقـــًا في اللقــــــاء مع اللــــدودِ
فحين بَــــــــدأتِ كان النـــاس
حيــرى****وقد ذُهــلوا من الأمــــــر الجـــــــــديدِ
أتُعشــــبُ أرْضُـــنا من
بــــعــدِ قَحــــطٍ****وتغــــــــــــــدو للأقــــــاحي بالـــــــولــــــــــودِ
أيعْــــلو في "الحريقة"
صوتُ شعب****ويرفُـــض أنْ يُعــــامَلَ كالعَــــــبيـــــدِ
يُــنـــــــــــددُ بالمَــــــــــذلّـــــة
لا يُـــــــــــــبــــــالِـــــــي**** بتهـــــديـــــدٍ ووعــــــدٍ أو
وعيـــــــــــــــــــدِ
أتغضـــبُ شـــامنا من بعــــد
صمتٍ****وتصـرخ:يا شبابَ الحـق عودي
أفي الشـــام التي رزحــــــتْ
طـــويــــلاً****تُعـــــاني من فراعِـنـــةِ الـــــوجـــــــــــودِ
أذاقـــوهــــا
لــــــبـــــــــاسَ الجـــــوع حــــتــى****غــــدت في الذلّ من قـــــيـــد
لقيـــــدِ
كســــوهــا
من لبــــاس الخـــوف بُـــردًا****بـــــــه جــاؤوا من الصقع البعِيــــــــدِ
وطُـــرّزَ فـــوقــَــــه
غـــــول مُــــخــــــيــــــــفٌ****مُوشّــًى بالمَـــقـــــامع من حــــــديـــــــدِ
فعـــاش النـــاسُ في
هــــلــــــعٍ وذعــــــرٍ****وإرجَــــــــافٍ، ولَـــــــــطْــمٍ
للـــــخــــــــــدودِ
أتجـــرؤ أعيـــنٌ في القهر
عَــــاشتْ****ملاطمــــــــة المَـــخـــــارز للحقـــــــــــــودِ
أفـــي الشــــامِ الجريــــــح
نرى شبــــابًا****أبـــَـــــــوا إلا وثــُــــــوبــــــًا كالأســــــــودِ؟!
ســــــــؤالٌ قـــــد رآه
النّـــــــــــاسُ صعــــــبًا****فَــــــــــــجــــلّهُـــــــم
تـــــكبّـــــل بالقُــــــــيـــــــــــودِ
ولـــــكــــــنْ إن أراد الـــلـــــــــــــــه
أمْــــــــــــــرًا****يُــزِحْ من دربـــــــهِ أقـــــــوى الســـــــدودِ
وأوّل ما أزاح الخـــــــوفَ
حــــــتـــــــــى****شــكَتْ ساحاتُنـــــا عِظَـــــمَ الحُشـــــودِ
وألقـــى فـــــي قــلـــــوبِ
الناس حُـــبـــًا****بـــِـــــلا حَــــــدٍ لـــمَــــــنــــزلةِ
الشهــــــــــيــــــــــدِ
فما خافوا جنــــودَ الـــبـــــغـْــي
ترمي****عليْــــــهم جمـــرَ حـِــقــــدهمُ التــــــــلـيـــــــدِ
وكانُــــــوا كلّمـــا يـــــرمي
ويــــرمــــــــــي****تَــحـــــدّوهُ، ألا هَـــــــل مِــــــــن
مـــــزيـــــــــدِ
فكانت ثــــورة
بَـــيــــضــــــــــاء تحــــكي****بُــــــــــطـــــــــــــولاتٍ لأطْــــــــفــــــــــــــالٍ
ورودِ
شـــدَوا، يبغــون أنْ يــحيَـوا
كِـــــرامًا****وأحْــــــــــرارًا، وحُــــــــراسَ الحُـــــــــــــــــــــدودِ
وتحـــكي صــبْــــــــرَ
آبــــــــاءٍ عظــــــامٍ****على البلوى، وآثـــــارِ
الفــــقــيــــــــــــــــــــــدِ
كما تــــَـروي عجــائــــــب
أمّـــــــهـــــاتٍ****يُحبّــبْـــــــــنَ الشـــــــهــــادةَ
للــــــــــولــــــيـــــــــــدِ
أجـــل...بيضـــــاء ظلّت في
سلامٍ****ولـــو دَمِيَـــــتْ بزخّــــــاتِ الجنـــــــــــــــودِ
وظــلّــــــــــتْ تبْعـــــــــــثُ
الأزهـــــار ردّا****على القصفِ المُـزَمْجِـر كالرّعــودِ
إلى أن جَـــــاءهَــــــا يــــومٌ
عصـــيبٌ****تجـــلّت خِــسّــــــــــةُ البـــــــــاغي البليـــــــدِ
وراح يُـــــقـــتّــــــل
الأطفــــال صبـــــــــرًا****ويـــذبَــــــحُـــهُــــمْ بـــقــَـــــطْــعٍ
للــوريـــــــــــــــــــدِ
ويغتصــبُ النّســـــاءَ بلا
احتـــــرازٍ****ويفضحُـــهُـــم عـــلى مــرْأى الشّهـــــودِ
فثـــــارتْ نَـــخْــــوةُ
الرجُـلِ المُعَــــنّى****وثَــــــــارت نًخـــــوة البَـــــطــــل النّجِـــــيــــــدِ
وهَــــــبُّـــــوا
للجِــــهــــــــادِ بــلا تـــَــــــــوانٍ****وثــــاروا في الوِهـــــــادِ
وفي النّجـــــــــودِ
وفـــي كــلّ الحـــواضـر
والبوادي****وفـــي حَـــــــــــرٍّ وفــــي بــــَـــردٍ
شـــــــــــــــــــديدِ
وكان سِـــلاحُهُــــــم
(اللـــــهُ أكــبرْ)****بتـــقْــــــــوى اللــــه والــــقـــــــولِ
الـــسّـــديــــــــدِ
أذاقـــوا الغــــــاصبَ الموتورَ
مــرًا****ومُهـــــــــلًا طـــعْــــمُــهُ مثــــــــلُ الصـــــــديْدِ
وطاشَ صـــوابُهُ فمضى
يُنـــادي****ربيبــــًا في الجِـوار أخـــــــــــا نُهـــــــــــــــــودِ
فَــــلــــــــبّى ذلــــــك
المـــــأفــــــــونُ حـــتى****أتى بِـــــــــجــــرائِــه عَــــبـــر
الحـــــــــــــــدودِ
تصيــــَّدهم رجــــــــــــــالُ
الحقّ حــــالاً****رمَــــــوهم في الخنــــــــــادق واللـــــحـــودِ
وأعطــــوهم دروســـًا سوف
تبقــــــى****تـُـــــــــقـــرّعُـــهم عـــلى مــــرّ العُهــــــــــــــودِ
تــــقـــــول لهم ألا تـــبّــًا
وسُـــــــــحْــــــــقـــًا****فــأنــــــتــــم خنــــــتـــــمُ كلّ
العهـــــــــــــــــــــــودِ
سيبقى فعــــــــلُكم
عــــــــــــارًا عــليـــــكم**** يــلاحقُكم مـــدى الزمـــن
المـــــــديــــــدِ
ستبقى الشـــام تلعـــنُ
مُبغضيهـــــــا****وتلعـــنُ مَـــن يكيـــــــــد لهــــــــا
بكيـــــــــــــدِ
وتحضنُ عاشقــــــــــيهــــــا في
أنــــــــاةٍ****وتصحــــــــــــــبُهم لجَــــــــنـــــاتِ الخــــــلودِ
ستبـقى الشــــــام
ثــــائـــــــــــــرة إلى أن****تُطــــهّرَ مِـــــــن حقــــــودٍ أو
حســـــــــــودِ
ستبقـــى الشـــــام
ثــــائــــــــــــرة إلى أن****تُـــــرفْــــــــرف رايَــــــةُ الحكْــــم
الرشيـــــــــدِ
الإثنين 16/جمادى الأولى/1435 الموافق 17آذار 2014
محمد جميل جانودي