الأربعاء، 26 مارس 2014

يا جبالًا أوّبي هذا الصباح...

يا جـــبـالًا أوّبي هذا الصبـــاح
يا جـــبـالًا أوّبي هذا الصّبـــاحْ**** أسـمعي الدنــيـــــا أذانًـــــا بالفَـــلاحْ
أخبِـــــريْهـــا أنّ فُــــــرســانًـــا أتـَــــــوا****بــوجــــوهٍ أشـــرقَت، غـــــــــرٍّ مـــــــلاحْ
وبهـا كانوا مصابيــــحَ الهُدى**** ينشرون النور في شتّى البطاحْ
أخبريهـا أنَّ فــــيـــهـــــــمْ خــــالــــــدًا**** سلَّ سيــفــــًا في سبـــيـــل الله لاحْ
والمُثَنَّــــى ثُــــــمَّ ســـعْـــــدًا صِنْـــوُهُ****ويُـــرى فــــــــيهِــــمْ عـــليٌ وصـــــــــــلاحْ
ولهُــــــم فــي كلِّ أرضٍ مَعْــــــلمٌ****يُرشـــــدُ النّـــــاسَ إلى دربِ النجاحْ
ولهـــــــم في كل يــــــومٍ وقــــفــــــــةٌ****يُسمِعُــــون الحـقّ بالقولِ الصّـراحْ
ولهـــــــمْ في كـــلٍ وادٍ صيْــــــحَـــةٌ****من صداها رُدّ للبغـــــي الجُمـــاحْ
يا جبالَ الساحل الشـاميّ قــدْ****جــــاءكِ الأحـــــــرار بالمــاء القـراحْ
بشّـــري مَنْ كان يشــــكو ظمــأً****أنّ عهــــدَ الجـــدْب من دنياه راحْ
بشّـري مَن كان يشـكو سغَــبًا****أنَّ خيرَ الأرض غطّى كــل ناحْ
يا جبـــالًا رقـــــدتْ في سفحهـا****كَسَبٌ، غنّــتْ أهــــازيجَ الصَّبـــــاحْ
ســـائليها هل رأتْ مـذْ خُـلقـتْ****ساعـةً لم تشك من وخزِ الجراحْ
هــل رأت مـذْ حُـرّرت يومًا بدا****فيه ظـلْم أو تَــــعــــــــدٍّ أو نُــــــبــــــــاحْ
يا جبـــالًا أوّبـــي واســتـغـــفـــــري****عَـــــــن حــرامٍ كان يــومًا بالمُبـــــــاحْ
واستعــــدي أن تكـــوني دوحــــةً****ليـــــس فيها مُوبقـــــــاتٌ أو ســفـــاحْ
أو عــرينــــا فيــك يعـلو شـامخًـــا****لأســـودٍ إنْ دعـــا داعي الكـــفـاحْ
 الأربعاء 25/جمادى الأولى/1435 الموافق 26/آذار/2014 

الثلاثاء، 25 مارس 2014

صبرًا فإن النصر أشرق فجره

صــبرًا فــإن النصرَ أشرق فجرُه....
لي إخوة في الساحلِ المحبُـــوب****يتـــقـــلّـــبُـــــون على لظـًى ولهيـــــــــبِ
يتهيبون منَ الذي يجـــــري عـــلـى****ساحاتـِهــم من مِبْضـــــعٍ لطبيـــــبِ
قد جاء كي يجتـــثّ رأســـًا فاســــدًا****أرداهُـــــــــمُ فـــــــي ذلّــــــــةٍ وخُــطــوبِ
يخشون من غُـول توحش عندهم****يفـــــنـــــيـــهُـــــمُ بالقتـــــــــل والتعــــــذيبِ
مهْ إخـــوتي؛ لا تجــزعـــوا وتأمّـــلوا****فيما يُــــروّج عَـــــن أخٍ وحَــــبــــيـــبِ
مهْ إخــوتي، إن الطبـــيبَ أخ لكم****ويداه حانيـــــتان في الــتهْــــــذيْــــبِ
إبليس بجهـد كي يُخــــــوّفكم بمـــــــا****يَحــلو له من مفْــــتَــــرًى مكْــــذوبِ
ويقـــولُ إن البغـــيَ يُولِغُ في الدما****ويزيـــــدُ في التنكيــــل والتخــــريبِ
إن أنــــــتـُـــــــــمُ أبـــديْـــــــتـــــمُ تأيـــــيــــــــدكم****للقـــادميــــــن بفِــــــتـــنةٍ وحــــــــــــــــروبِ
فحـــذار من تصـــديقه يا إخــــوتــي****تخـــويفــــه ضـــربٌ من الترهــــيبِ
يُغري بكم كي تخذلوا إخـــوانَــــــــكم****فالْقَــــوهُــــــــمُ بالـــورد والـــــــتـــرْحــــيبِ
إخـــوانكم بجهــــادهـــــم يحْــــمـــونَـــكم****منهم يـــلوذ المعْــتـــــــدي بهُـــــروبِ
كسبٌ لتشهـد أنهم صانوا الحمى****أهْـــــلُ المـــروءة والــوفــــا والطيبِ
صبـــرًا فــإن النصــــر أشرق فجــرُه****فوق الجبـــال وخــلف كل كثيبِ
الرياض في 24/جمادى الأولى/1435 الموافق 25/آذار/2014

إني سعيد..هل عرفتم ما السبب؟

إني سعيد..هل عرفتم ما السبب؟
إني سعيد، هل عرفتم ما السبـــــب؟****قالوا: انتــصارات تتــــالت في حلب
فأجبت، أسعـــــدَني الذي قــــد قـــلتـــم****من قبلُ لكن ليس ذاك هو السبب!
قالوا: إذن يـــبـــــرود، كانــت فرحـــــــة****وصــــــمـــود أبْــــــطال لها فــــيه العجب
فأجبتـــــــهم: هـــذا لَعَـــــــمري مُســــــــــــعِدٌ****وأزاح عن نفسي جبالًا من تـعـــــــــب
لكــــــنّ سعـــــدي اليــــــوم كان مـــمَــــــيّزًا****في طعمه، فسناه من قلبي اقتــــربْ
سكتُــــــــوا قـــــــــليْـــــلًا ثُــــــــم قـــــــالوا: إنـــــه****تحـــريرُ أسرى شعبنا: أســمى طلبْ
فضحكتُ ثـــــــم نظرت فيــــــهم قائــلًا****هو مسعِد...لكــــنـــَّـه هـــــو مُـــرْتـــقَـــــــبْ
قالوا لــــــــقــــــد أتعبتَــــــنـــــا فارأف بنــــــــــا**** نرجــــوك أخبرنــــا فــــإنـــا في سغـــــــبْ
فهــززتُ رأســــــي ثم قــــلت بدهشــــــةٍ****ما لي أراكم قـد زهـدتم في كسب؟!!
نظروا بأعين بعــــــــضهـــم وتساءلوا****ما بالُنــــا؟! بل كيف ننـــــساها"كسب"
الرياض في 24/جمادى الأولى/1435 الموافق 23/آذار/2014

الجمعة، 21 مارس 2014

ثلاث سنين يا شام الأسود

ثلاث سنــــيــــن يَـــا شــــــــامَ الأســــــود
ثلاث سنــــيــــن يَـــا شــــــــامَ الأســــــود****مَـضـــيْـــتِ بِـــثـــــورةٍ ضــــــدّ القــــــرودِ
مضيتِ بها وقد يمّــمْــــــــتِ وجهـــــًا****لِـــــربِّ العالمــيــــن، ولَـــم تحِــــيْــــــدي
ثلاث سنـــــين مَـــــرتْ، كنْــــــتِ فيها****تُــــريْنَ الـــــنـــاس آيـــاتِ الصمـــــــودِ
تُـــــــرين النـــــــــاس صبــــرًا لا يُــــبارى****وصــــدقـــًا في اللقــــــاء مع اللــــدودِ
فحين بَــــــــدأتِ كان النـــاس حيــرى****وقد ذُهــلوا من الأمــــــر الجـــــــــديدِ
أتُعشــــبُ أرْضُـــنا من بــــعــدِ قَحــــطٍ****وتغــــــــــــــدو للأقــــــاحي بالـــــــولــــــــــودِ
أيعْــــلو في "الحريقة" صوتُ شعب****ويرفُـــض أنْ يُعــــامَلَ كالعَــــــبيـــــدِ
يُــنـــــــــــددُ بالمَــــــــــذلّـــــة لا يُـــــــــــــبــــــالِـــــــي**** بتهـــــديـــــدٍ ووعــــــدٍ أو وعيـــــــــــــــــــدِ
أتغضـــبُ شـــامنا من بعــــد صمتٍ****وتصـرخ:يا شبابَ الحـق عودي
أفي الشـــام التي رزحــــــتْ طـــويــــلاً****تُعـــــاني من فراعِـنـــةِ الـــــوجـــــــــــودِ
أذاقـــوهــــا لــــــبـــــــــاسَ الجـــــوع حــــتــى****غــــدت في الذلّ من قـــــيـــد لقيـــــدِ
كســــوهــا من لبــــاس الخـــوف بُـــردًا****بـــــــه جــاؤوا من الصقع البعِيــــــــدِ
وطُـــرّزَ فـــوقــَــــه غـــــول مُــــخــــــيــــــــفٌ****مُوشّــًى بالمَـــقـــــامع من حــــــديـــــــدِ
فعـــاش النـــاسُ في هــــلــــــعٍ وذعــــــرٍ****وإرجَــــــــافٍ، ولَـــــــــطْــمٍ للـــــخــــــــــدودِ
أتجـــرؤ أعيـــنٌ في القهر عَــــاشتْ****ملاطمــــــــة المَـــخـــــارز للحقـــــــــــــودِ
أفـــي الشــــامِ الجريــــــح نرى شبــــابًا****أبـــَـــــــوا إلا وثــُــــــوبــــــًا كالأســــــــودِ؟!
ســــــــؤالٌ قـــــد رآه النّـــــــــــاسُ صعــــــبًا****فَــــــــــــجــــلّهُـــــــم تـــــكبّـــــل بالقُــــــــيـــــــــــودِ
ولـــــكــــــنْ إن أراد الـــلـــــــــــــــه أمْــــــــــــــرًا****يُــزِحْ من دربـــــــهِ أقـــــــوى الســـــــدودِ
وأوّل ما أزاح الخـــــــوفَ حــــــتـــــــــى****شــكَتْ ساحاتُنـــــا عِظَـــــمَ الحُشـــــودِ
وألقـــى فـــــي قــلـــــوبِ الناس حُـــبـــًا****بـــِـــــلا حَــــــدٍ لـــمَــــــنــــزلةِ الشهــــــــــيــــــــــدِ
فما خافوا جنــــودَ الـــبـــــغـْــي ترمي****عليْــــــهم جمـــرَ حـِــقــــدهمُ التــــــــلـيـــــــدِ
وكانُــــــوا كلّمـــا يـــــرمي ويــــرمــــــــــي****تَــحـــــدّوهُ، ألا هَـــــــل مِــــــــن مـــــزيـــــــــدِ
فكانت ثــــورة بَـــيــــضــــــــــاء تحــــكي****بُــــــــــطـــــــــــــولاتٍ لأطْــــــــفــــــــــــــالٍ ورودِ
شـــدَوا، يبغــون أنْ يــحيَـوا كِـــــرامًا****وأحْــــــــــرارًا، وحُــــــــراسَ الحُـــــــــــــــــــــدودِ
وتحـــكي صــبْــــــــرَ آبــــــــاءٍ عظــــــامٍ****على البلوى، وآثـــــارِ الفــــقــيــــــــــــــــــــــدِ
كما تــــَـروي عجــائــــــب أمّـــــــهـــــاتٍ****يُحبّــبْـــــــــنَ الشـــــــهــــادةَ للــــــــــولــــــيـــــــــــدِ
أجـــل...بيضـــــاء ظلّت في سلامٍ****ولـــو دَمِيَـــــتْ بزخّــــــاتِ الجنـــــــــــــــودِ
وظــلّــــــــــتْ تبْعـــــــــــثُ الأزهـــــار ردّا****على القصفِ المُـزَمْجِـر كالرّعــودِ
إلى أن جَـــــاءهَــــــا يــــومٌ عصـــيبٌ****تجـــلّت خِــسّــــــــــةُ البـــــــــاغي البليـــــــدِ
وراح يُـــــقـــتّــــــل الأطفــــال صبـــــــــرًا****ويـــذبَــــــحُـــهُــــمْ بـــقــَـــــطْــعٍ للــوريـــــــــــــــــــدِ
ويغتصــبُ النّســـــاءَ بلا احتـــــرازٍ****ويفضحُـــهُـــم عـــلى مــرْأى الشّهـــــودِ
فثـــــارتْ نَـــخْــــوةُ الرجُـلِ المُعَــــنّى****وثَــــــــارت نًخـــــوة البَـــــطــــل النّجِـــــيــــــدِ
وهَــــــبُّـــــوا للجِــــهــــــــادِ بــلا تـــَــــــــوانٍ****وثــــاروا في الوِهـــــــادِ وفي النّجـــــــــودِ
وفـــي كــلّ الحـــواضـر والبوادي****وفـــي حَـــــــــــرٍّ وفــــي بــــَـــردٍ شـــــــــــــــــــديدِ
وكان سِـــلاحُهُــــــم (اللـــــهُ أكــبرْ)****بتـــقْــــــــوى اللــــه والــــقـــــــولِ الـــسّـــديــــــــدِ
أذاقـــوا الغــــــاصبَ الموتورَ مــرًا****ومُهـــــــــلًا طـــعْــــمُــهُ مثــــــــلُ الصـــــــديْدِ
وطاشَ صـــوابُهُ فمضى يُنـــادي****ربيبــــًا في الجِـوار أخـــــــــــا نُهـــــــــــــــــودِ
فَــــلــــــــبّى ذلــــــك المـــــأفــــــــونُ حـــتى****أتى بِـــــــــجــــرائِــه عَــــبـــر الحـــــــــــــــدودِ
تصيــــَّدهم رجــــــــــــــالُ الحقّ حــــالاً****رمَــــــوهم في الخنــــــــــادق واللـــــحـــودِ
وأعطــــوهم دروســـًا سوف تبقــــــى****تـُـــــــــقـــرّعُـــهم عـــلى مــــرّ العُهــــــــــــــودِ
تــــقـــــول لهم ألا تـــبّــًا وسُـــــــــحْــــــــقـــًا****فــأنــــــتــــم خنــــــتـــــمُ كلّ العهـــــــــــــــــــــــودِ
سيبقى فعــــــــلُكم عــــــــــــارًا عــليـــــكم**** يــلاحقُكم مـــدى الزمـــن المـــــــديــــــدِ
ستبقى الشـــام تلعـــنُ مُبغضيهـــــــا****وتلعـــنُ مَـــن يكيـــــــــد لهــــــــا بكيـــــــــــــدِ
وتحضنُ عاشقــــــــــيهــــــا في أنــــــــاةٍ****وتصحــــــــــــــبُهم لجَــــــــنـــــاتِ الخــــــلودِ
ستبـقى الشــــــام ثــــائـــــــــــــرة إلى أن****تُطــــهّرَ مِـــــــن حقــــــودٍ أو حســـــــــــودِ
ستبقـــى الشـــــام ثــــائــــــــــــرة إلى أن****تُـــــرفْــــــــرف رايَــــــةُ الحكْــــم الرشيـــــــــدِ
الإثنين 16/جمادى الأولى/1435 الموافق 17آذار 2014
محمد جميل جانودي