لا تحـــزن
شعر/ محمد جميل جانودي
شعر/ محمد جميل جانودي
يـا مُسلمُ لا تحْــزنْ أبــدًا | بِيَدَيْــك كِتَــابٌ مَكنُـونُ | |
يـا مُسلمُ لا تحْــزنْ أبــدًا | تحْميْــكَ قِـلاعٌ وحُصُـونُ | |
فـي صَدْرِكَ نُــورٌ لا يَخْبُـو | وبِصَــدْرِ عَـدُوّكَ تِـنّــينُ | |
فـي قَلْـبِـكَ عِـزٌ وإبَــاءٌ | وعَــدُوّك نَـذْلٌ وَمَهِـــيْنُ | |
يَـا مُسْـلِمُ لا تَحْـزنْ أبَـدًا | لَـنْ يَثْـنيَ عَـزْمَكَ نيْــرونُ | |
قَــدْ نَـوّرَ دَرْبَـكَ قُـرْآنٌ | وكِتــابُ عَـدُوِّكَ سِجّــيْنُ | |
يَـا مُسْـلِمُ لا تَحْـزنْ أبَـدًا | لَـنْ يَثْـنيَ مَجْــدك قَـارونُ | |
بِالْحُـبِّ فُــؤادُكَ ممْــلوءٌ | وعَــدُوُّكَ حِقْــدًا مشْحُـونُ | |
مَعَـكَ الرّحْمـنُ فلا تَحْـزنْ | والْمَـلَكُ يَحُـفُّكَ ويَصُــونُ | |
ووَلـيُّ عـدُوِّكَ شَيْـطــانٌ | وَبِــهِ مَخْــدوعٌ مَفْتُــونُ | |
وَحِبَــالُ عَـدُوِّكَ واهيَــةٌ | ورِبَــاطُكَ بِاللّــهِ متيْــنُ | |
مَـأْلُـوفًا تَحْيَــا وأَلِيْـفـًا | يأْلَفْــكَ صَـدُوْقٌ وأَمِيْــنُ | |
وعَـدُوُّكَ مَنْبُــوذًا يَحْيَــا | يَهْــواهُ كَـذُوبٌ وخَــؤونُ | |
لِلْجَنَّــةِ تنْـظُـرُ مُبْتسِمــًا | فيْـــها أنْهــارٌ وعُيُــونُ | |
وعَـدُوُّكَ في النَّــارِ ذَليْــلٌ | ولهُ صَــرْخَــاتٌ وأَنيْــنُ | |
لا تَحْــزنْ إنْ لاقَيْــتَ أَذًى | أوْ جَـاسَ بِـأَرْضِـكَ مأْفُـونُ | |
فغَــدًا سَيُــولّي مُنْدَحِـرًا | يَـا صَـاحِ مُصَـابُكَ سَيَهُـونُ | |
لا تَحْــزنْ إنْ أَلْفَـيْتَ دُمًـى | وبِهَــا يتَسَــلَّى مَجْنُــونُ | |
فَغَــدًا تُبْصِــرُها مُلْقَــاةً | بِمَــزابِلَ غَطَّــاها الطِّـيْـنُ | |
لا تَحْـزنْ إنْ (لُكَعٌ) أَضْحَـى | يُسْعِــدُه لَهْــوٌ ومُجُــونُ | |
بِالْخِـزيِ سَتُخْتَــمُ دُنْيَــاهُ | وَبِثَــوبِ الذِّلَّــةِ مَـدْفُـونُ | |
فَصِــراطُ عَـدُوِّكَ مُعْــوَجٌ | وصِـراطُكَ سَهْــلٌ مَيْمُــونُ | |
قـدْ تَـعْـلو أَبْـواقُ طُغَـاةٍ | ولَهَــا تَهْــويْشٌ وطَنيْــنُ | |
يا مُسْــلِمُ لا تَحْـزنْ أَبَـدًا | فأذَانُــكَ عَــالٍ ومُبيْــنُ | |
في شَـرْعِ الْغــابةِ مَهْــزَلةٌ | وبِشَـرْعِـكَ حـقٌّ ويَقيْــنُ | |
في الْعَــالَمِ فَوضى ليسَ لَهَـا | مِنْ دُوْنِــكَ هَــادٍ ورزيْـنُ | |
في الْعَــالَم آهَــاتٌ تَعْـلُو | يَبْعَثُهَــا قَلْــبٌ مَحْــزونُ | |
لنْ يَلْــقَى غَيْــرَكَ يُنْـقِذُهُ | فَلأ نْـتَ قَـــويٌّ وَأَمِيْــنُ | |
لَـوْ لاحَ أَمَــامَكَ لِعَــدُوٍّ | عِــزٌّ قَـدْ يَـبْـدو ويَبِيْــنُ | |
أبْصَــرْتَ سَـرابًا لِذليْــلٍ | يَسْتُــرُهُ حَمَــأٌ مَسْنُــونُ | |
هَــاجِرْ لِلّــهِ ولا تَيْــأسْ | سَيَشُــدّكَ لِلْــغارِ حَنيْــنُ | |
في الغَــار انطلقتْ (لا تَحْزن) | إذْ خَيَّـمَ خَــوفٌ وسُـكُونُ | |
وإِذا بِالْخــائِفِ في أَمْــنٍ | والْغَــارُ مَنِيْــعٌ وحَصيْــنُ | |
(لا تَحْـزنْ) كانَ لَها وَقْــعٌ | ولَهَـا في السِّيْــرةِ تَدْويْــنُ | |
(لا تَحْـزنْ) بَلَغتْ مَبْـلَغَهـا | تَـرْويْــهِ قُـرونٌ وقُــرونُ | |
(لا تَحْـزن) حَفَّتْ سَـامِعَهَـا | بالأَمْــنِ فَـكانَ التَّطْميْــنُ | |
فـي رَكْـبِ الدّعْـوةِ أَعْـلامٌ | فيْهِـمْ مَقْتُــولٌ وسَجيْـــنُ | |
فـي رَكْـبِ الدَّعْـوةِ سَاداتٌ | قـدْ سِيْمُــوا ذُلاً وأُهيْنُــوا | |
سـاعاتُ الْغَـارِ سُـوَيْعَـاتٌ | مِنْ بَعْــدُ سَـيَأْتـي التَّمْكيْـنُ | |
وبَإذْنِ الّلــهِ ستَعْـمُــرُهَا | لِلأرْضِ وَيُسْـعِدُهـا الدِّيْــنُ | |
لا تَحْـزَنْ أَبَــدًا لا تَحْـزَنْ | فَاللــهُ نَصِــيْرٌ ومُعيْـــنُ |