عفوًا إلهي إذا
استســلمتُ للغضـب****وصرتُ أهذي إذا بالغتُ في عتبي
عفوًا إلهي فموسى
قد رمـى غضـبًا****ما كان في يـــده من أنــفس الكتبِ
موسى رأى قومه
زاغوا بما عبـدوا****عجلًا جمادًا ولكن صيغ من ذهبِ
واليوم نبصر ما يُبكي العيـون دمًا****فالعجل
صار عجولًا في دنى العرب
والسامريّ يهــز الســــــوط
منتـفخـًا****في زهـوه ساخرًا من سادةٍ خُشبِ
من أمـــة أبعــــدت
محمــدًا ومضت****تـدني لساحتها، عمـدًا، أبا لهـــبِ
من أمّةٍ غرقت في
النــوم ساهية****لم تصح من محنةٍ لم تصح من كُربِ
لم تصـــحُ لمّـا
رأت أعــداءها طلبوا****منها القضـاء على أبنائها النّجـبِ
قالوا لها إنهــم
في الشر قــد ولغـــوا****لا تقربيهم فهم كصاحب الجــربِ
فصـدقتهـــم وراحـت
نحــو خطتــهم****تســنّ سكيــنهـا للـذبـح في طربِ
والســامريّ بما
تأتــــــيه في فــــرحٍ****يمضي يُشــجّعــها بأبــلغ الخطبِ
يقــول في نشــوةٍ:
أحسنتِ يا أمــــلي****لا تــتركي أحــدًا، عليــهــمُ فثِبي
من بعدهم
ســتـــرين الأرض زاهيـةً****نحيا عليها معًا، من غير ما تعبِ
نهـــــزّ خصرًا عـــلى
أشلائـهم فرحًا****ونحتسي خمرة من أجود
العنبِ
حتـى إذا فرغت من قـومها
نظرت****فأبصرت نفسها في كومة الحطـب
أعــدهـا
الســامــريّ الخـبّ مبتهجًا****لحرقهــا، ساخـرًا من غافلٍ وغبي
عفوًا إلهي إذا
استرسلت في قصصي****لأنـها لم تزل في مُنتهى العجـبِ
فصــاحب الدار صار
اليوم منطردًا****واللصّ فيها غدا في ثوبــهِ القشبِ
وهام في الأرض مَن
أجداده شـرفوا****وســاد فيـهـا وضيع فـاقــد النّسب
إنّ العـــلوجَ
أتـــت لشامِــــنـــا بطرًا****تدعو لنحلـتها بالــزور والكـــذبِ
فهـــتّــكتْ
وبغــــتْ وقتّــلت ونفـــت****وبعضُ جلدتنـا فـي اللهـو واللعبِ
في ضفتي بـــردى
أحرارنا وقفوا****في وجههم وهمُ في الجوع والسّغبِ
وغيــرهم
مُتْـخــمٌ فـي بطـنـــــه ورمٌ****كانت مفاخرهم بالمــال والحسبِ
حــدث بلا حرجٍ عن
أهل غوطتــنا****دوما وجاراتها في الجمر واللهـبِ
بالرغم من كربـــهم
لم ينحنـــــوا أبدًا****لمن غزا أرضهم، لأي مغتصبِ
لم تثنهم، أبــدًا،
وحشيّــــة فضــحتْ****حـقد المجوس ومـن لهم بمنتسبِ
عفــواً إلهي فإن
الشام قـــد دفعـــــت****فلذات أكبــادها جودًا وعن رغبِ
دماؤها قد جــرت في
الأرض راويةً****أشجار عــزتها في أطهر القُـربِ
حقّ لهـا أن تـــرى
أعـداءها دُحِـروا****وأهلها خلفهم ماضون في الطلبِ
فأعــــــطها
حقــها مولاي في عجـلٍ****ونجّهــا ربّنــا من عضّـــةِ الكلِبِ
أنتَ الكريمُ فجــــد
بالـنــصر يعقـبـه****عَــودٌ حمـيــد إليــها خيــرِ منقلَبِ
الإثنين
2/ذو القعدة/1436 الموافق 17/آب/2015