الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

عفوً إلهي إذا استسلمت للغضب

عفوًا إلهي إذا استســلمتُ للغضـب****وصرتُ أهذي إذا بالغتُ في عتبي
عفوًا إلهي فموسى قد رمـى غضـبًا****ما كان في يـــده من أنــفس الكتبِ
موسى رأى قومه زاغوا بما عبـدوا****عجلًا جمادًا ولكن صيغ من ذهبِ
واليوم نبصر ما يُبكي العيـون دمًا****فالعجل صار عجولًا في دنى العرب
والسامريّ يهــز الســــــوط منتـفخـًا****في زهـوه ساخرًا من سادةٍ خُشبِ
من أمـــة أبعــــدت محمــدًا ومضت****تـدني لساحتها، عمـدًا، أبا لهـــبِ
من أمّةٍ غرقت في النــوم ساهية****لم تصح من محنةٍ لم تصح من كُربِ
لم تصـــحُ لمّـا رأت أعــداءها طلبوا****منها القضـاء على أبنائها النّجـبِ
قالوا لها إنهــم في الشر قــد ولغـــوا****لا تقربيهم فهم كصاحب الجــربِ
فصـدقتهـــم وراحـت نحــو خطتــهم****تســنّ سكيــنهـا للـذبـح في طربِ
والســامريّ بما تأتــــــيه في فــــرحٍ****يمضي يُشــجّعــها بأبــلغ الخطبِ
يقــول في نشــوةٍ: أحسنتِ يا أمــــلي****لا تــتركي أحــدًا، عليــهــمُ فثِبي
من بعدهم ســتـــرين الأرض زاهيـةً****نحيا عليها معًا، من غير ما تعبِ
نهـــــزّ خصرًا عـــلى أشلائـهم فرحًا****ونحتسي خمرة  من أجود العنبِ
حتـى إذا فرغت من قـومها نظرت****فأبصرت نفسها في كومة الحطـب
أعــدهـا الســامــريّ الخـبّ مبتهجًا****لحرقهــا، ساخـرًا من غافلٍ وغبي
عفوًا إلهي إذا استرسلت في قصصي****لأنـها لم تزل في مُنتهى العجـبِ
فصــاحب الدار صار اليوم منطردًا****واللصّ فيها غدا في ثوبــهِ القشبِ
وهام في الأرض مَن أجداده شـرفوا****وســاد فيـهـا وضيع فـاقــد النّسب
إنّ العـــلوجَ أتـــت لشامِــــنـــا بطرًا****تدعو لنحلـتها بالــزور والكـــذبِ
فهـــتّــكتْ وبغــــتْ وقتّــلت ونفـــت****وبعضُ جلدتنـا فـي اللهـو واللعبِ
في ضفتي بـــردى أحرارنا وقفوا****في وجههم وهمُ في الجوع والسّغبِ
وغيــرهم مُتْـخــمٌ فـي بطـنـــــه ورمٌ****كانت مفاخرهم بالمــال والحسبِ
حــدث بلا حرجٍ عن أهل غوطتــنا****دوما وجاراتها في الجمر واللهـبِ
بالرغم من كربـــهم لم ينحنـــــوا أبدًا****لمن غزا أرضهم، لأي مغتصبِ
لم تثنهم، أبــدًا، وحشيّــــة فضــحتْ****حـقد المجوس ومـن لهم بمنتسبِ
عفــواً إلهي فإن الشام قـــد دفعـــــت****فلذات أكبــادها جودًا وعن رغبِ
دماؤها قد جــرت في الأرض راويةً****أشجار عــزتها في أطهر القُـربِ
حقّ لهـا أن تـــرى أعـداءها دُحِـروا****وأهلها خلفهم ماضون في الطلبِ
فأعــــــطها حقــها مولاي في عجـلٍ****ونجّهــا ربّنــا من عضّـــةِ الكلِبِ
أنتَ الكريمُ فجــــد بالـنــصر يعقـبـه****عَــودٌ حمـيــد إليــها خيــرِ منقلَبِ
الإثنين 2/ذو القعدة/1436 الموافق 17/آب/2015



السبت، 8 أغسطس 2015

أنا مسلم وعقيدتي التوحيد

أنا مسلمٌ وعـــقيـــدتـي التوحيدُ****الله ربــي، وحــده المـعـبـــودُ
حُلّيتُ بالصّـدق الذي قد زانني****وأنا بـــه في سيرتي محــمـودُ
وهُديتُ بالقرآن كي أبقى عـلى****وسطيّـــة، أعــلو بها وأســودُ
ومحمّدٌ هو قدوتي دون الورى****والخيـر منـه إلى الدنى ممدود
بالحب أدخل جنة الرحـمــن لا****بســواه فــليـــفهم بــذاك بليــدُ
ادفع بحسنى،قالها رب الورى**** فـــإذا العــــدو بنهـجها لَوَدودُ
هي رتبةٌ منحت لمتـصفٍ بهـا****ما فـاز مَن عـن نهجها سيحيدُ
بالرفق أوصانا الحبيب محمدٌ****ذو الرفق في هذي الحياة رشيدُ
بيني وبيـن الناس حبـل تراحم****وبه أحـــقـق بغــيـتــي وأزيــدُ
ظني بربي أنــــــه هو خالقي****هو رازقــي هو غافــر وحميـدُ
هو ناصر المستضعفين وآلهم****من بعد ظُلمٍ، نصــــره موعودُ
أسعى لدفع الظلم دون تجاوز****لا أعـــتـــدي فلــدفـــعه تقــيـيدُ
أفشي السلام فإنه هـو ديـــدني****وأنا بـــه في العالميــن سعــيدُ
ما كان ترويع الأنام بمنــهجي****بــل إنـــه عن ديــنـــنا لبعيـــدً
قـذف الأنــام ورميهم بجهــالة****شكًا، حـــرامٌ، يـلــزم التـــأكيدُ
درء الحـدود مُقــدّم، في شبهة****هــو مُثبتٌ في شرعـنا موجود
ما كان قتل الناس في طرقاتها****نهــجًا قــويــمًا، إنــه مــردود
ما كان يقتــل ساجدين لربّـــهمْ****إلا غـــبيٌ حـــاقــد رعـــــديْدُ
لا.... لا يمتُّ إلى الجهاد وإنه****وحشـيـــّةٌ وتَــوحّــشٌ وصدود
إنّ الْجهــاد رســالَةٌ وحضـارةٌ****يأتـيه من أهل التّقى التـــأييـــدُ
لا لم يكن يومًا مقــــولة غـلمةٍ****سفهاء، هـم للحاقــدين جنـــودُ
يا غارقـــون ببحر كل جهــالةٍ****توبوا إلى اللـه الكريم وعودوا
لا تلهثوا جـــريًا وراء مضللٍ****يأتي بــبـرق غــيــثُــه مفـقــودُ

السبت 23/شوال/1436 الموافق 8/آب/2015