الأحد، 26 أغسطس 2012

أجب يا حافظ القرآن قومًا.....


أجب يا حافظ القرن قومًا
اختلف الأخوة السوريون وهم يخوضون معركتهم الكبرى من خلال ثورتهم المباركة على الظلم والفساد وطلبًا للعدل والحرية، اختلفوا في أمر الرئيس المصري محمد مرسي...وهم الذين كانوا يتلهفون إلى فوزه على خصومه والظفر بالرئاسة في أرض الكنانة مصر... لا لشيء إلا لتوخي الخير والنصرة منه وهو حافظ القرآن والمنَشأ على التحلي بأخلاقه وآدابه... وذلك على الرغم من موقفه المبدئي من تلك الثورة.. إلا أنهم يريدون منه أكثر وأكثر...وللسياسة مداخلها ومخارجها، وطرق خاصة للتعامل بها... قد لا تعجب بعض الغيارى لشدة تحمسهم للحق الذي يدعون له ويبذلون الغالي والنفيس من أجله... وهذا ما كان منهم مع الرئيس محمد مرسي، حين رأوه قد أزمع على زيارة الصين وطهران وهما – في نظر الثوار السوريين، وأحرار العالم، واقفتان مع طاغية الشام يمدانه بشتى أنواع التأييد والنصرة ولاسيما إيران...فأغضب ذلك فريقًا من السوريين مما دفعهم إلى التحدث سلبًا على ذلك الموقف ...ومن هذا الواقع المعاش قلت هذه القصيدة:
 هتفت بفرحتي، هنّـــــــــأتُ نفسي         وقلت لإخـوتي: قد فـاز مُرسي
فخــــــــــــرّوا سُــجّـــــدًا للـــه شــــــكرًا        كأنّهـــمُ غــــدَوا في يــــوم عُـــــــــــرسِ
وبشــرتُ الأنــــام بِـــــــــكل خــــــيــــرٍ       وجــــهــري بالبشـــارةِ فــاق همسـي
ألا يا نفــــسُ طيبـــــي واطمــئني        بــِـــــــه للــحَــــق يُـــرفَـــــــــعُ كــلُّ رأسِ
أحـــقّــــــــا صار لي أمــلٌ عريضٌ       به أحــيا إذا مَـــــــــــا اشتـــــدّ يأسي
أحَـــقّـــًا صار لي ركْــــــــــــن قــــويٌ       أشـــــــــدّ بــه العــــزيمــــة يــــومَ بــــأسِ
ألا يا نفــس طيبـــي في رئيــــسٍ       تَـــــقــــيٍّ صــــــــالـــحٍ، وبـــــه التَّــــأسي
فصـــيح حــــافــــــظٍ لكتـــــاب ربّـــي       ويخْــــشى اللـــه في غــــده وأمــــــس
خطيبٍ يُبـــهر المصــغي إليــــــهِ       بحُـــــجَّــــتِــــــه يُــلَــــــقِّـــــــــــــنُ كل درسِ
يُحيـــط به رجـــالٌ قـــد تــــربّــــــــــــوا      مصابيح الهُــــــدى في كل غـلـــــسِ
لقــَــــــــــد آلــى بِــــــأن يبـــــقى نصيــرًا     لكلّ مُعـــــــــــــذبٍ من غـــَيــــر لَـــبْـسِ
وقــلْتُ لإخــوتي في الشــام صبرًا      لكم في مصر مَن للهــــــــــمّ يُنـــسي
لكم في مصـــر أنْصار وجُـــــــنــْــــدٌ      ستدفَــــع عنـــــــــــــكـــمُ أيـــــــام بُـــــؤس
لكــــــــــم في مصـــر إخـــــوانٌ كــــرامٌ      لقَــــــــــــول الحق ما كانُــوا بخُـــــرس
رأى بعض الأحبة أن قــــــــــولـــــــي      أدغدغ فيـــــــــــه أحــــلامـــًا بحــــــدسِ
وقالوا كيـــف ينصــــــــــــــرنا أنــــاسٌ       تَـــــمـــدّ يـــدًا لطــاغُـــــــــوتٍ ورجـــــسِ
تُصــــافحُــه وتــــــــــــأتــــــيــــــه خفـافــــًا      يُصبِّــــــــــــــــــــحـــنًا بقتْــــلٍ ثم يُمــــــسي
أصابعُـــــــــــــــــــــــه تُلطِّخهـــــا دمـــانا       وحمرتُــهـــا بدت من فــــرط غمــــسِ
ويجـــهر بالعَــــــــــــــداوة كل يــــومٍ        وفـــاق بجُـــرْمِــه أصحــــاب مُـكْـــــسِ
 أيُعقـل من قضى زمنًـا طويــــــلاً          مِــــن الأيــام في قــــهْـــر وحبْــــسِ
أيُعـــقلُ منه أن يسعــــــى حثيـثـــــًا        إلى البـــاغي على فـــــرُش الدّمقسِ
فيُغضبنا ويُغضـــب كل شهـــم         يمسّ شــــــــــعـــورنـــا بأضـــــــر مــــسِّ
فقــــــــلتُ لهم: رُويــــدكمُ عليـــــــــــه        فحُســــن الظــــنّ للإحســـان يُـــرسي
ولا تـــقْســـوا عَــــلَيـــه في ظُنــــــونٍ        فإن اللـــــــه يعْــــــــــــــــــــلمُ كل نفـــــــسِ
دعوه أحبّــتي يعملْ بصــمْـــــــتٍ         ليَـــــنجُو مِــــن نيُــــــوبٍ ثُـــمّ ضــــرس
غـــدًا سترون منه فِــــعال خــــــيرٍ        فلا تســـعَــــــوا لمنقَــــــــــــــــبَــــة بطمسِ
محالٌ أن يكون ظهيْـــــــر ظــــلمٍ        وفي جَـــــــنَـــــــبَــــــــاته نُـــــور كشمــــــسِ
أجب يا حـــافــــظ القـــرآن قــــومـــًا        دعَــــــــاؤهُــــــــم بليــــلٍ نصر مــرسي
فجر الإثنين 9شوال/1433/ الموافق لـ 27/آب/ 2012
محمد جميل جانودي
وقبل ذلك بقليل كتبت كلمة قصيرة ألتمس فيها من الدكتور محمد مرسي ما هو مُسطّر في ثناياها..وكانت بعنوان: ((تذكير لمن أحببناه ودعونا له....))
السيد رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي... حفظه الله تعالى.
أنا وكثير من أحبتي السوريين... رفعنا أكف الضراعة إلى الله تعالى في جوف الليل أن يوفقك في جميع خطواتك حتى رأينا ذلك بأم أعيننا، فلله الحمد، وأيقنا عند ذلك أن دعوة المظلوم مستجابة، لأننا جميعًا عانينا ظلمًا مضاعفًا أضعافًا كثيرة...في ظل نظام ليست بخافية عليكم أعماله وأوصافه... وما نقرؤه ونسمعه من أخبار؛ دفعني إلى أن أذكرك بقصة صحيحة وقعت في عهد النبوة الزاهر... وأنت تعرفها بالتأكيد، لذلك قلت ((أذكرك)).. ذلك حين تم الفتح، وظهر أمر المسلمين في معظم الجزيرة العربية... رأى نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوو الأسبقية في الإسلام مثل عمار وصهيب وبلال وسلمان ( ولم يكن قد أسلم بعد).. رأوا أبا سفيان مارًا على مقربة منهم فقالوا: ما أخذت سيوف الله مأخذها من عدو الله... ووافق ذلك مرور أبي بكر،رضي الله عنه، فسمع ما قالوا: فقال لهم أتقولون ذلك لسيد قريش؟ فنظر بعضهم إلى بعض وما أجابوا بشيء... وحين وصل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه بالقصة فقال النبي الكريم الرحيم العظيم، طبيب القلوب والأرواح: لعلك أغضبتهم يا أبا بكر... ارجع فأرضِهم... فأسرع أبو بكر إليهم، وجلس معهم وأخذ يعتذر إليهم ويتلطف بهم وهو يكرر قوله: أأغضبتكم إخوتي... أأغضبتكم إخوتي ... حتى بدر منهم ما يشير إلى رضاهم...
سيادة الرئيس، تُرى هل يُغضب أحباءَك المستضعفين الذين كانوا يلهجون بالدعاء لتوفيقك ونصرك... هل يُغضبهم أن يكون من أوائل زياراتكم الخارجية إلى من خذلهم في المحافل الدولية...وإلى من شارك بالكلمة والعتاد والسلاح في قتلهم وقتل أطفالهم وتشريدهم؟ وإن كثيرًا من قادتهم يجهرون بذلك مرارًا ويقولون عن طالبي العدل والحرية والمدافعين عن أنفسهم ونسائهم وأطفالهم وممتلكاتهم: إنهم عصابات قتل وإرهاب، وأنتم تعلمون أنهم غير ذلك علم اليقين، وتعلمون أنهم ظلوا سلميين مسالمين شهورًا عدة والقتل والإثخان يعمل فيهم ما لا يُطاق... لست أدري... ربما بعض أولئك المستضعفين المظلومين، وهم قليل، يلتمس عذرًا ويتفهم ما يتساءلون حوله... ولكن الآخرين قد يجدون في أنفسهم شيئًا بل أشياء... فهلا وضحتم لهم، وطيبتم خواطرهم، أسوة بأبي بكر رضي الله حين عمل بتوجيهات النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم...حتى لو كان ذلك بالإشارة والتلميح، فأحيانًا يكون التلميح أبلغ من التصريح، وما زاد على ذلك فخير....ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيراً منه...
وفقكم الله إلى كل خير، وبصركم بالحق، وبما وراء ظاهر الكلام ومعسوله.. وفرحنا بكثير من أعمالكم التي تكون لخير الأمة جميعًا...
ودمتم لكل سوري محب ومخلص يدعو لكم بظهر الغيب.



الخميس، 16 أغسطس 2012

يا جيشنا الحر قد عانقتها حلبا


يا جيشنا الحُرّ قد عانقتها حلبا
يا جيشنَــــــا الحــر قد عانقتها حلبا        بعد الفــراق وجيش البــــغي قــد هربا
ضمتــــــــك بين جناحيـــــها مجلجـــلةً        اللــه أكبــــــــر لاح النصـــر واقتـــــرب 
     على جبينك أرست قُبـلةً نطقـــتْ         يا حــرُّ أقبل فإن القـلب قد وجبــا        
البعــد أتعَـــــــــبـــني والشّوق ألهبنــــــي        والهجر أضرم في أحشائيَ الحطبا
طال الفـــراق وكاد اليأس يقـــتـــلني        أما فــــــراتي فمِـــــن أصـدافـه نضبــــــا
والوغد كان له فـي ساحِــتي قـــــــدمٌ        واستأســـد الكلب فيها يرفع الذَنــــــبــــا
أغْمـــضتُ جفني للآلام تصفعنــي       والنـــاس تَـرْمُـقُـــــــــني في دهشةٍ عجـبا
أهــذه حلبٌ تلك التي انتـــفَــضـت       يـومًا عـلى من بغى أو سامها نصـبــا
أهــذه حــــــــــــــــــلبٌ تلك التــــــي زأرت       في وجه غاصبـها وستأسدت غضبا
لم يعلموا أنّــــــــــها أضحت مُكَبّـــلةً        والدّهــــــرُ أظهر في وجناتها النّــدُبــــــــا
وأنَّ فرســانــها في السّجـــن قابعــــةٌ       وأنّ أوباشــها عاثُــــــــــــــــوا بهــــا لَعِـــــــــبـا
وأنّ ذئبـــًا عــــدا عــلى مرابعهـــــــــــــا        وظُفْـــرُه بارزٌ، في نحــــرهـــا نَــــــــــشبـــا
شبيحة البعث أذكت حقدها وأتت       تُبـــدي نــذالتَــها، لا تعرف الأدبـــــــــــــــــا
في كل حي من الشهباء شرذمــةٌ       تُرغِـــــــي وتُــزبـــــد، من أوغـــادها نُكـبـــــا
لا دين يردعهم، لا عقل يمنعهــم       والحقــــد يدفعُــــهم كي يبـــلغوا الأربـــــــــا
قتـــلاً وســلْبـــًا وهتْـــكًا لا مثيل لــــــه       يُرضون في ذلك الخــــوّان والنّصُــــبَـــــا
تشكو الْقذارة ظلمًا إن بها وُصِفوا       يا ناسُ، مهـلاً فَــــــــإني فوقهم رُتــبــــــــا
هـم أكذب الخلقِ منْ عـربٍ ومن عجمٍ   هم أحقر الخلق، لا مَــيْــــنًا ولا كَذبــــا
عانيتُ منهم زمانًا تحت وطأتِهم        أصَــبّـــرُ النّفسَ أن ترْضى بِمـَـــا كُتــــبا
حتى أتيْـــــــــــــتَ بِـــــــرايات مسطَّـــــرةٍ       بالنُّــــور: يا جندُ هيّـــا فــــادخُـــلوا حلبــا
يا جيشنا الحُـــرَّ قد أطفأتَ غُـلّتنا       فها هو البغْـــــي من تكبيْــــــرك ارتعبـــــا
جندلتَ قـــــــــادتـــه، دَمَّـــــرتَ عُـــدّتـه      في الجـوّ حيَرته، في الأرض قد غُـلبَا
ترنو إليـــــــك قلوب الخــلـق داعيةَ        للــــــه شاكـــــرة تستــقْــــــــبِــــــل النّجُــــــبَـــــــا
ترنـــــــو إليك وفي أبصارها أمــــلٌ        في أن تُـــــــعـيــــد غــــــــدًا حقًـا لها سُلبا
ترنو إليك عـــــطاشًا في مفــازتــــها        ألفَــــت لديْــــك نميـــــــرًا يَــــملأ القُــرَبـــــــا
أيــامُ محـــنــــتـــها طالت بوائـــقــــهـــــــا        كالجَــمْـــــر مشتعِــــلاً قد أرسل اللهبــا
تبكي على أمسها بالمجد متّـــزرًا        واليــــــوم بالعار قد حَــــاكوا لها الهـدبَــــا
يا جيشنَـا الحــــرّ إن اللــه أرســلكم       كي تنصروا الحق أنّى حلّ أو ذهـبــــا
لا تتــركوا مارقًـــا أو قـــاتــــــــلاً أبدًا        يمشي بساحتـــــــنـــا يَــــــزهو بهــــا طربًا
لا تتــركوا واشـــيًا في عينه زغـــــلٌ       يمضي بها طمعًا، فيما مضى رغبا
لا تتركوا فيها من غير جِــلْدتــهــا       من جاءها خِلْســـةً، ينـــوي لها العطبا
يا جيشنــا الحــرَّ قد نـــوّرت ديرتنـا       لمّا حَـــــللتَ أزلْــــــتَ الخَـــــوف والتّعـــبا
يا جيشنا الحُرّ قد أُسكِنت مُهجتَنا      شُــكْــــرًا لخـــالقــــــنـــا، لبّى لنــــــا الطّلبــــا
شعر/ محمد جميل جانودي
الأحد 17 رمضان/1433 الموافق لـ 5آب 2012