الثلاثاء، 31 مايو 2016

يا إدلب...يا قرةً للعينِ...

قبلَ دقائق، وكعادة كل أفّاكٍ أثيم، ومعتد زنيم... قام أعداء الله والإنسانية والقيم بقصف مدينة إدلب التي يُفترض أن أهلها نائمون، وأطفالها يحلمون...ولكن قذارة بعض المخلوقات تدفع إلى تغيير العادات، والتأهب للنذالات...
يا إدلــــبٌ يــا قُــــرّة للعــيْـــــــن===هــجموا عليـــك بخائــن ولعين
قصفُـــــوك ليلًا والصغار بحلمهم===بالنـــار والبرمــيل والسكـيـــن
فإذا بهـم أشـــلاء بيــــن أسِـــــرَّةٍ===ما بيــــن مفطـوم قضى وجنينِ
ليسوا وحـــوشًا، للوحوش غريزة===تحْــــنو بهـــا في رقَّــة أو ليْـنِ
ليسوا كلابـــًا فــــالكلاب وفِــَّـــية===كم مُحْــــسن رقّــــت له وأمينِ
لكنهم، هُـــم من أخسِّ الخَــلق في===هــذي الدنى، وحُثـالةٌ من طينِ
لن يفْــــرحوا بجريمـــة قامُوا بها===قسمًا وبــــالله العـــــظيم يمِيني
لا تجزعــِي يا إدلبٌ فالنّصـر يسـ===بقه ابتِــــلاءٌ فا كْـــتمِـي لأنيــنِ
كي لا يراك المجرمون فيشمتون===ن ويضحكون كضحكة المأفون

سحر ليلة الثلاثاء 31/أيار/2016.

الخميس، 26 مايو 2016

غدًا يأتيكِ منْ مولاكِ داعِ

غــدًا يدعوك من مـولاكِ داعِ===بأن المــــــوتَ جاء بلا نــزاعِ
فلا يُنْجيكِ عـــند النزعِ راقٍ===وفي التأخيرِ لا تُجْدي المساعيْ
فيـومُ الموتِ محكومٌ بوقْــــتٍ===ودفــعُ الموتِ ليسَ بِمُستطــاعِ
غــدًا تُنعَيْنَ يا نفسي بحُــزنٍ===وكم ساهٍ صحَا من صوت نــاعِ 
فهلْ أعـــددتِ يا نفسي ليـــومٍ===أكونُ مع الأحبّــة فــــي وداعِ
أفارقُهم، وحيـدًا، غـــــيرَ أني===أرى عملي يرافِقني لـقــــاعي
وأنظرُ عن يميني علّ عيني===ترى أحـدًا يُؤانسُ أو يـُــــراعي
وأنظرُ عن شمالي علّ سمعي===يُحسُّ بمَنْ ألفتُ لدى السَّمــاع
فــــلا هـــذا ولا هـــــذا أراهُ===وأُحمَلُ نحــو قبْري في سِــراع
فأُلقى مثلما يُلـــــقى مَتــــاعٌ===وقــد أغْــدو أقلّ من الـمـــتـــاعِ
يُهيــلُ عــــليَّ إخــوانِي ترابًا===مخافـــةَ أن أُطـالَ من السبــاعِ
ولن يقفوا طويــلًا عنْــدَ قبري===إذا لَـــمْ تدعُــهم فـيه الدّواعي
  فإن أمِنُوا بأن الأرض ضمّتْ===عظامي فــرّقوا مُدّي وصاعي  
لقــد أُمهـــلــتِ يا نفسي سنينًا===منَعّـــمةً، ومنْ غــير انقطـــاعِ
حباني اللــه إيــــاهـا بجــــودٍ===ولولاهَـا لصــرتُ إلى ضيَــاعِ
فمِـــنْ عــلمٍ إلى رزق هـنِـيٍّ===إلى طيبِ المعـــيشة والرضـاعِ
إلى أولاد بـــــرٍ واحْـتــــرامٍ===وفيهم كنْــــــتُ ذا أمــرٍ مُطـاعِ
إلى أصحـــــاب مَكْرُمَــةٍ ووُدٍ===جميعُهم يُصرّ على انتـــفاعي
إلى بـدنٍ بصـــحــــتـّـه تحلّى===إلى قـــلب سليــــــم ذي شعاع
فهل أدّيْـــتِ يا نفسي لربـــي===بما يُرضــيه من غيْر امـتنـاعِ؟
بأصنـــامٍ كفـــرتِ ولم تلوذي===بـــوَدٍّ أو يغــوثً ولا سُـــواعِ؟
ولا نَسْــــرٍ رضيتِ بـــهِ إلهًا===وليس يعوقُ عـندك ذا ارتفاعِ؟
أأعطيْــتِ الفقـــيـر بغيـر مَنٍّ===وعــلّمتِ الجهولَ بلا خــــداعِ؟
أجاهدتِ الغشومَ جهادَ حــقٍ===ولمْ يكُ ما فعــلتِ بـــذي قنــاعِ؟
أكنتِ نصيــرة المظلوم دومًا===ولم تقـفـي مع الهمَل الرعــاعِ؟
أقُمــتِ بما فعـلْـتِ بلا ريــاء===بإيمـانٍ وصـــدق واقْتــنـــــاعِ؟
فإن كان الذي قــــدْ قلتُ حقًا===فــلا تخشي هـوانًا، لا تُــراعِي
وفي ظلّ الكريم تَـــرينَ أمنًا===وفي جنـاتِـــــه خيــــر البقــــاعِ
الثلاثاء 17/شعبان/1437 الموافق 24/أيار/2016

الأحد، 22 مايو 2016

غوطة الشام تبكي(2)

قل للذيــن تقاتـــلوا===في الغـــوطة الخضراءِ
يكفـــيكمُ سـفَهاً ولا===تـتــــلــذذوا بـــــــالـداءِ
فعـــدوُّكمْ في بهجة===منْ فِــــعـــلةٍ رعـــنــاءِ
تهــدونه في كل يو===مٍ أرضَـــــكم بســخَــاءِ
هلا ذكرتُــــم أنْفسًا===زهقــتْ على الرَّمْضاءِ
مزّقــتـــمُ أجسادَكم===آلَــــــــتْ إلـــى أشْــلاءِ
أنسيـــتمُ ما جاءكم===فــي الفَتْـــح والإســـراءِ
مِنْ أنّكم رُحماءُ فيـ===ما بيْـــنـــكمْ بصــــفــاءِ
وبأنّ غلظتكم على===مَنْ رامَـــكُـــم بِــعـــداءِ
هل من رشيد بينكم===مِنْ زمـْـــرة الصُّلَــحاءِ
يسعى لمحْو ضغائن===وإزالــــة الشَّــحْـــنـاءِ
ويُقيم عَــــدْلًا فيْـــكمُ===بمــــحجــة بيــــضـاءِ
تصفو القلوبُ على هُدًى===مِنْ شــرعة غرّاءِ
فإذا رأيْـــتمْ واحـــدًا===بِـتَـــلَــوُّن الحَـرْبـــــاءِ
يبغي إعاقـــةَ وحــدة===ستُــــقام في الفُـــرَقاءِ
ويُثيْــــرُ فيكم نعْـــرة===منْ خــطَّـــة السفَهـاءِ
لا ريْب فهـــو منافقٌ===قــدْ دُسّ في الـــرفقاءِ
هـو قاتِـــلٌ لكُــمُ كما===سًــمٌّ يُــدَسُّ بـــمـــــاءِ
نحّوهُ عنْــــــكم جانبًا=== في حِـــنْــــكةٍ وذكاءِ
أقْــصوه عنْــــكم إنه===كالحَـــيَّـــة الرقْـــطاءِ
*******

غوطةُ الشام تبكي(1)

الليلُ والبدرُ والفيحـــاء والغبـــرا=== والشمس شاهدة والفجر والخضرا
أغـــوطة الشام تبكي وهــي سائلة===نهـرُ الدماء جرى فمَنْ له أجْـرى؟
مَنْ ذا الذي قدْ رمى السهامَ طائشة===أودتْ بــرأس أخٍ ومَـزَّقـت صدْرا
مَنْ ذا الذي أطلقَ الصاروخ نحو أخٍ===من ذا الذي وجّه الدبابةَ الكبرى
يعــــدّ قتـــــلاهمُ منْ أهلِ جِـلْدتِهِ====فينْتشي فـــرَحًا، عشرًا تلت عشرا
قولوا له إنّــــه عـــــدو أمّـــتنــــــا===لو أنّ لحــيـــتـَــه قد بلغــــتْ مترا
أروه كيـف العِــدا جاسوا بديْـــرته===لولاه لم يجْرؤوا أن يغصبوا شبرا
أروه جيشَ المجــــوس جاء مُنتفشًا===وهمْ بأنفسهـــم قد بالغــوا نحـــرا
وأعلِمُـــوه بـــــــأنّ اللـــه يمقــتُـــه===وسوف يمحقـُه ويمــحق الكفــــرا
يظنُّ في أنـــــهُ بالحـــــقِّ ملتــــزمٌ===أمّا أخوه فـــلمْ يجــــدْ لــهُ عُـــذْرا
تبادلا تُهمـــًا لــم يُطلقـــاهـــــا على===منْ سام شعبهما، في خسةٍ، قـهرا
لم يقْبلا قـــادمًا بالصلح يعـــــرضُه===عليهما ،أعرضا عن صلْحه كبرا
ما كان همّهما إسقــــاطَ طاغِـــيــة===بل كان همّهمــا مِنْ بعضـهم ثـأرا
إن لم يتــــوبا فــــــإن الله منتـــقـــمٌ===ممَّنْ عصـــاه ولم يُطعْ لـه أمـْـرا
دليلُ صدقِهما أن يَرجعــــا إخْـــوة===صفتْ قلوبُهُما وأشرقتْ طُهــــــرا
يشدُّ واحــــدُهم أزرًا لصـــاحبـــِــه===يُـجاهدان معًا كي يكســبــا نصرا
********

إلى الفصائل المتقاتلة...

الله قد أغْرى بكم تلك العداوةَ يا "رجالْ"؟!
الله قد أوصاكمُ في أن تخوضوا ضدَّ بعضكم القتالْ؟!
أهو الذي قدْ مازكم: ذا مؤمنٌ صافي الفؤادِ وذاكَ لا يُرْجَى بحالْ؟!!!
الله قد قال انفروا لقتال بعضكم ولا تتوجهوا لأبي رغالْ؟!!
هل أنتمُ في صحوة أم قدْ أصابكمُ الخبالْ؟!!!
فترابُ غوطتكم يشكُّ بأنكم أحفاد سعدٍ أو بلالْ!!!!
بئس الذي قدّمتموه لجيلكم، شر المثالْ!!!
إبليس حرّش بينكم...فأطعتموه بلا جدالْ!!!
تتقاتلونَ؛ فتقتلون وتُقتلون وتتركون ذوي الضلالْ!!!
أعداؤكم مسرورة بفعالكم...تبًا لكم ...أقبحْ بها سوء الفعالْ!!!
واللهِ إنْ لم ترجعوا عنْ غيكم ستدوس فوقكم النعالْ...
وستتركون لمَنْ يليكم سبّة ...هي كالجبالْ...
أوليسَ فيكم عاقل يدعو لرأب الصدع في حسن المقالْ؟!!
=================================== 

الثلاثاء، 3 مايو 2016

ألا مَن مُبلِغٌ عني حفيدي...

ألا مَنْ مبــلغ عني حفـيـدي...
حين يقرأ الأحفاد عما يمر بنا نحن الأجداد في هذا الزمن العصيب... يقرؤون ويقرؤون... ثم يسألون ويتساءلون... فجعلت، أنا أحد الأجداد، الذين يعيشون مرحلة المخاض العسير لدولة الأحفاد؛ وسيرونها حقيقة ينعمون بها كرماء أحرارًا بإذن الله...أقول جعلت هذه القصيدة جوابًا عن بعض ما يسألون.. ولا سيما عن حبيبة القلب حلب...
ألا مَنْ مبــلغ عني حفـيـدي====ومَنْ يتــلوه في الزمنِ المديد
وأتْــــرابًا لــه ذُهــلوا بقـولٍ====غريبٍ عــنْ حكايات الجدود
حكايات لها في القلب وقــعٌ====وتُرهـــقه فيــــقسو كالحديــدِ
حفيدي انظر مليًا في كتابي====تجــدْهُ حَــوى ترانيــم النّشيـد
ترى فيه الجواب على سؤالٍ====ترى فيه ســؤالًا عــن أسود
فهذا سائلٌ مليـار شخْــــصٍ====أحقّـًا أنْـــتــم ولـــدُ الرّشيــــدِ
وهــذا سائــــلٌ طلاب عــلمٍ====أحقًا تطمَـــحون إلى المزيدِ؟
وهــذا ســـائلٌ: ماذا صنعتم====إلى حــلبٍ تُدكُّ مــن القرود!
وآخـــر سائلٌ عن دار عـزٍ====وكيـــف غدت تُذل من العبيد
وبعض الناس يسأل عن زعيم====يقـــول ولا يُوفي بالوعودِ
وأسئلةٌ من الأحفـــاد تــترى====إلام الخُــلْف كان بلا حــدود
سُؤالٌ إثـــر أسئـلة تـــوالت====وتنتـــظر الجواب بلا حيــود
ألا يا صـــاحبي أبلغ حفيدي====إليك جــــواب جدٍ من بعــيد
يقول وعيـــنه تبـكي دمــاءً====على ما كان في الزمن التـليدِ
لسوف أجيب سؤلك عن عرين====بفردوس وفي باب الحديد
وفي الكلاسة الغراء كانــــت==== لها أســــد ذوو بأس شديـد
وفي بستان قصر كان رمــزًا====لأبطــال تفــانوا في الصمود
وفي الصاخور والشعّار أهل====أبوا عيش المهانة في القيود
وفي الأحياء والحارات حقًا==== ضربن مثال صدق في الصمود
أجلْ سأجيب سُؤلك عن عروس==== هي الشهباء حمراء الخدود
كم استعصت على من جاء ينوي====بها كيدَا، وأنعم بالمَكيـــدِ
إلـــى أن جاء عهد كــنت فيه====أتوق إلى ظلامات العـهـود
لكثرة ما تـــفـــشّى فيـــه ظـلْم====وإفســادٌ وحـــرق للكُـبــودِ
بُغاث الأرض أفسد في سمائي====وأرضي أجدبت من كل عود
وشام العز عاشت في امتحان====به الأمّاتُ ضاقتْ بالوليـــدِ
ولم يسطعْ خيار الناس مُكثًـا====على ضـيم وإذلالٍ لصِـــيــدِ
وثار الحـرّ ممتشقًا حُســامًـا====ليُنهيَ جور طاغيةٍ بـليـــــــدِ
ويدفع عـــن مديـــــنتهِ ذئابًا====أتوا من روسيا الخصم اللدودِ
رأى الأنذالُ في حلب امتددًا====لمكـة والمـــــدينة والنجـــود
فصبوا فوقها حممــًا تلـظــى====كأمطــارٍ، وقصفًا كالرعـود
تتالى قصفهم ليـــلًا نهــــارًا====بحقد ثار من وغـــدٍ حقـــودِ
غدت ساحاتها حمراء تروي====جرائم لم تكن من عهـد هود
وغطـــتها جثامين الضحايا====من الأطفال في عمر الورودِ
بكتْ حلب فلمْ يسمع بكاهــا====رموزٌ كالحجارة في الجمـودِ
على كُرسيهم جمدوا فصاروا====كــموتى جُيفوا بين اللحـودِ
بكت حلبٌ فلم يسمع بكاهــا====أخُـو سرَفٍ وذو صلفٍ عنيد
بكتْ حلبٌ، فلم يسمعْ بكاهـا====رُويبضةٌ، وأنعَــــام الجنــودِ
عبيدٌ يُمتطَون بغير ســــرج====وما فيهــــم سوى عبد مسود
بكتْ حلبٌ وسال الدمع منها====غزيرًا جارفًا أعــتى السدود
بكتْ حلبٌ فلبّــــاها شبــابٌ====تــنادوا للــركــوع وللسجــودِ
فدوهــا بالنّــفيس وبالغوالي====وباعوا النفـس بالثمن الزهيد
وقالوا: لن يمُر الوغـــد إلا====عـــلى جسدَي جريح أو شهيد
بفضل أولاء يا ولدي أعدنا====إلى حـــلبٍ ترانيم القـــــــدود
ولكن القــــدود هـــنا صلاة====وتسبـــــيــح وشُــــكرٌ للحميدِ
فلا تُسِئ الطنون بنا حفيدي====ونم بالأمنِ والعـيش السـعيــد
ولا تغفل وحافــظ يا حبيبي====على ما نلتَ من إرثٍ مجيــدِ
الثلاثاء 26/رجب/1437 الموافق 3/أيار/2016