الخميس، 26 مايو 2016

غدًا يأتيكِ منْ مولاكِ داعِ

غــدًا يدعوك من مـولاكِ داعِ===بأن المــــــوتَ جاء بلا نــزاعِ
فلا يُنْجيكِ عـــند النزعِ راقٍ===وفي التأخيرِ لا تُجْدي المساعيْ
فيـومُ الموتِ محكومٌ بوقْــــتٍ===ودفــعُ الموتِ ليسَ بِمُستطــاعِ
غــدًا تُنعَيْنَ يا نفسي بحُــزنٍ===وكم ساهٍ صحَا من صوت نــاعِ 
فهلْ أعـــددتِ يا نفسي ليـــومٍ===أكونُ مع الأحبّــة فــــي وداعِ
أفارقُهم، وحيـدًا، غـــــيرَ أني===أرى عملي يرافِقني لـقــــاعي
وأنظرُ عن يميني علّ عيني===ترى أحـدًا يُؤانسُ أو يـُــــراعي
وأنظرُ عن شمالي علّ سمعي===يُحسُّ بمَنْ ألفتُ لدى السَّمــاع
فــــلا هـــذا ولا هـــــذا أراهُ===وأُحمَلُ نحــو قبْري في سِــراع
فأُلقى مثلما يُلـــــقى مَتــــاعٌ===وقــد أغْــدو أقلّ من الـمـــتـــاعِ
يُهيــلُ عــــليَّ إخــوانِي ترابًا===مخافـــةَ أن أُطـالَ من السبــاعِ
ولن يقفوا طويــلًا عنْــدَ قبري===إذا لَـــمْ تدعُــهم فـيه الدّواعي
  فإن أمِنُوا بأن الأرض ضمّتْ===عظامي فــرّقوا مُدّي وصاعي  
لقــد أُمهـــلــتِ يا نفسي سنينًا===منَعّـــمةً، ومنْ غــير انقطـــاعِ
حباني اللــه إيــــاهـا بجــــودٍ===ولولاهَـا لصــرتُ إلى ضيَــاعِ
فمِـــنْ عــلمٍ إلى رزق هـنِـيٍّ===إلى طيبِ المعـــيشة والرضـاعِ
إلى أولاد بـــــرٍ واحْـتــــرامٍ===وفيهم كنْــــــتُ ذا أمــرٍ مُطـاعِ
إلى أصحـــــاب مَكْرُمَــةٍ ووُدٍ===جميعُهم يُصرّ على انتـــفاعي
إلى بـدنٍ بصـــحــــتـّـه تحلّى===إلى قـــلب سليــــــم ذي شعاع
فهل أدّيْـــتِ يا نفسي لربـــي===بما يُرضــيه من غيْر امـتنـاعِ؟
بأصنـــامٍ كفـــرتِ ولم تلوذي===بـــوَدٍّ أو يغــوثً ولا سُـــواعِ؟
ولا نَسْــــرٍ رضيتِ بـــهِ إلهًا===وليس يعوقُ عـندك ذا ارتفاعِ؟
أأعطيْــتِ الفقـــيـر بغيـر مَنٍّ===وعــلّمتِ الجهولَ بلا خــــداعِ؟
أجاهدتِ الغشومَ جهادَ حــقٍ===ولمْ يكُ ما فعــلتِ بـــذي قنــاعِ؟
أكنتِ نصيــرة المظلوم دومًا===ولم تقـفـي مع الهمَل الرعــاعِ؟
أقُمــتِ بما فعـلْـتِ بلا ريــاء===بإيمـانٍ وصـــدق واقْتــنـــــاعِ؟
فإن كان الذي قــــدْ قلتُ حقًا===فــلا تخشي هـوانًا، لا تُــراعِي
وفي ظلّ الكريم تَـــرينَ أمنًا===وفي جنـاتِـــــه خيــــر البقــــاعِ
الثلاثاء 17/شعبان/1437 الموافق 24/أيار/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق