الثلاثاء، 3 مايو 2016

ألا مَن مُبلِغٌ عني حفيدي...

ألا مَنْ مبــلغ عني حفـيـدي...
حين يقرأ الأحفاد عما يمر بنا نحن الأجداد في هذا الزمن العصيب... يقرؤون ويقرؤون... ثم يسألون ويتساءلون... فجعلت، أنا أحد الأجداد، الذين يعيشون مرحلة المخاض العسير لدولة الأحفاد؛ وسيرونها حقيقة ينعمون بها كرماء أحرارًا بإذن الله...أقول جعلت هذه القصيدة جوابًا عن بعض ما يسألون.. ولا سيما عن حبيبة القلب حلب...
ألا مَنْ مبــلغ عني حفـيـدي====ومَنْ يتــلوه في الزمنِ المديد
وأتْــــرابًا لــه ذُهــلوا بقـولٍ====غريبٍ عــنْ حكايات الجدود
حكايات لها في القلب وقــعٌ====وتُرهـــقه فيــــقسو كالحديــدِ
حفيدي انظر مليًا في كتابي====تجــدْهُ حَــوى ترانيــم النّشيـد
ترى فيه الجواب على سؤالٍ====ترى فيه ســؤالًا عــن أسود
فهذا سائلٌ مليـار شخْــــصٍ====أحقّـًا أنْـــتــم ولـــدُ الرّشيــــدِ
وهــذا سائــــلٌ طلاب عــلمٍ====أحقًا تطمَـــحون إلى المزيدِ؟
وهــذا ســـائلٌ: ماذا صنعتم====إلى حــلبٍ تُدكُّ مــن القرود!
وآخـــر سائلٌ عن دار عـزٍ====وكيـــف غدت تُذل من العبيد
وبعض الناس يسأل عن زعيم====يقـــول ولا يُوفي بالوعودِ
وأسئلةٌ من الأحفـــاد تــترى====إلام الخُــلْف كان بلا حــدود
سُؤالٌ إثـــر أسئـلة تـــوالت====وتنتـــظر الجواب بلا حيــود
ألا يا صـــاحبي أبلغ حفيدي====إليك جــــواب جدٍ من بعــيد
يقول وعيـــنه تبـكي دمــاءً====على ما كان في الزمن التـليدِ
لسوف أجيب سؤلك عن عرين====بفردوس وفي باب الحديد
وفي الكلاسة الغراء كانــــت==== لها أســــد ذوو بأس شديـد
وفي بستان قصر كان رمــزًا====لأبطــال تفــانوا في الصمود
وفي الصاخور والشعّار أهل====أبوا عيش المهانة في القيود
وفي الأحياء والحارات حقًا==== ضربن مثال صدق في الصمود
أجلْ سأجيب سُؤلك عن عروس==== هي الشهباء حمراء الخدود
كم استعصت على من جاء ينوي====بها كيدَا، وأنعم بالمَكيـــدِ
إلـــى أن جاء عهد كــنت فيه====أتوق إلى ظلامات العـهـود
لكثرة ما تـــفـــشّى فيـــه ظـلْم====وإفســادٌ وحـــرق للكُـبــودِ
بُغاث الأرض أفسد في سمائي====وأرضي أجدبت من كل عود
وشام العز عاشت في امتحان====به الأمّاتُ ضاقتْ بالوليـــدِ
ولم يسطعْ خيار الناس مُكثًـا====على ضـيم وإذلالٍ لصِـــيــدِ
وثار الحـرّ ممتشقًا حُســامًـا====ليُنهيَ جور طاغيةٍ بـليـــــــدِ
ويدفع عـــن مديـــــنتهِ ذئابًا====أتوا من روسيا الخصم اللدودِ
رأى الأنذالُ في حلب امتددًا====لمكـة والمـــــدينة والنجـــود
فصبوا فوقها حممــًا تلـظــى====كأمطــارٍ، وقصفًا كالرعـود
تتالى قصفهم ليـــلًا نهــــارًا====بحقد ثار من وغـــدٍ حقـــودِ
غدت ساحاتها حمراء تروي====جرائم لم تكن من عهـد هود
وغطـــتها جثامين الضحايا====من الأطفال في عمر الورودِ
بكتْ حلب فلمْ يسمع بكاهــا====رموزٌ كالحجارة في الجمـودِ
على كُرسيهم جمدوا فصاروا====كــموتى جُيفوا بين اللحـودِ
بكت حلبٌ فلم يسمع بكاهــا====أخُـو سرَفٍ وذو صلفٍ عنيد
بكتْ حلبٌ، فلم يسمعْ بكاهـا====رُويبضةٌ، وأنعَــــام الجنــودِ
عبيدٌ يُمتطَون بغير ســــرج====وما فيهــــم سوى عبد مسود
بكتْ حلبٌ وسال الدمع منها====غزيرًا جارفًا أعــتى السدود
بكتْ حلبٌ فلبّــــاها شبــابٌ====تــنادوا للــركــوع وللسجــودِ
فدوهــا بالنّــفيس وبالغوالي====وباعوا النفـس بالثمن الزهيد
وقالوا: لن يمُر الوغـــد إلا====عـــلى جسدَي جريح أو شهيد
بفضل أولاء يا ولدي أعدنا====إلى حـــلبٍ ترانيم القـــــــدود
ولكن القــــدود هـــنا صلاة====وتسبـــــيــح وشُــــكرٌ للحميدِ
فلا تُسِئ الطنون بنا حفيدي====ونم بالأمنِ والعـيش السـعيــد
ولا تغفل وحافــظ يا حبيبي====على ما نلتَ من إرثٍ مجيــدِ
الثلاثاء 26/رجب/1437 الموافق 3/أيار/2016

  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق