سألت سلْمى ونفسي هزها العجب===أين البــطولة إن
لم تُـهدها حــلبُ
أيــن البطــولةُ والأرزاء جاثمـــةٌ===فوق الصدور وتشكو رزأها حلبُ
سلمى أجابت وقد سالت مدامعــها===إنْ شئْــتَ منبتَـــهـا فــإنّــه حــلبُ
مهد البطولة في الشهباء موئـــــله===يا حادي
الرّكب أذن: إنهـــا حلبُ
سل سابقين لنا عن فخر ما عرفوا===تلق الجواب جـــــليًا:
إنهــا حلبُ
في العلم سابقة، في الحق ناطقـــــة===إن الحديث
هنا، يُعــنى به حلب
أصاب من خيرها باد وذو حضــرٍ===ما قط قد بخلت
عن سائـل حلبُ
خر الغزاة سجودًا عنــــــد مدخــلها===فيم السجود
فقالوا: إنهــا حــلبُ
كم فارسٍ أنجبت، يعلو على شـرفٍ===كم صاح
مفتخرًا أن أمّـهُ حـلبُ
هبت تقول لمن أرادها همــــــــــلًا===تــمشي
كسائمة: إني أنـا حـــلبُ
تَريدني ضـــعـــةً كـــــالعبد طائعةً===نسيت في
أنني، يا جاهلًا، حـلبً
يا قُرمطيُّ ألم تـــقــرأ مخازيــكم===في وجهكم
وقفت رمز الإبـا حلبُ
نسيت وقفتهــا في يوم محنتـــهــا===ضحتْ
بصفوتها، رمز الفدا حلبً
واليوم جئـــت لها كأنهـــــا أمـــة===بل أنت
عــــبد لها، لأنـــها حــلبُ
أغراك ذو سفهٍ، رمــيْـتِـهـا سفهـــًا===وظنّهـا
نُزهــةً، تخــلــو له حلبُ
وإذ بها شوكة في حلقه انغرزت===فصاح مَن هــذه؟
قـالوا له "حـلبُ"
إن كنت جاهلها فانظر لها لترى ===أسد الشرى
زأرت، عرينها حـلبُ
يا دبُّ هـذي لكم عــارٌ ومقبرةٌ===في بأسها
اشتُهرت، بوركتِ يا حلبُ
سلْ غازيًا قبلكم كم كان مضطربًا===وجنده صرخت مذعورة: "حلب"
يا صامدون بها تروون تربتــها===عــزاؤكم،
دائمـــًا، في أنهـــا حـلبُ
سمعتُ قائلكم يقول مفــــــتخــرًا===إني
ولــدتُ هنــا، أفديـــك يا حـلبُ
مُلهمـــتي حلبٌ، حبيبتي حــلبٌ===لا خير في ذي الدنى إن لم تعش حلبُ
مُلهمـــتي حلبٌ، حبيبتي حــلبٌ===لا خير في ذي الدنى إن لم تعش حلبُ