الأربعاء، 20 يوليو 2016

يابلدة قد كنت مهد حضارة

يا موئل الشـــعراء والأدبــــاء=== يا موئل الشجعان والعلماء
يا دُرّة التـــاريخ في صفحاتـه===رصعتها يا"منبج" بـإبـــــاءِ
يا "بلدةً"قد كنت مهد حضارة===جاوزت فيها موقع الجـوزاء
أبصرتُ دمعك فوق خدك جاريًا===ويخط فيه حكاية البــلغاء
سفرًا يُسطره الرجال لهائـــــم===قد كان يومًا أنـــــبل القراء
يا هائمًا فوق الرمال ألا انتظر===فالبحتريّ يئـــن في البيداء
لا، لن تراه فشِعْـــره متـــناثرٌ===متفرق، في لــجة الصحراء
في مدحه وهجائه في وصفـه===في فخـــره وبكائـــه ورثــاء
ضاعت معالمه بنفثـة ساحـرٍ===فتفرقـــــت تشكو من الإعياء
وصـــداه غيبـــه هدير مدافعٍ===عمياء جاءت من مكان نائي
وعــواء ذئـــب متخمٍ لكنّـــه===متلــــــمظ للنهش والإيـــــذاءِ
ونحيب ثكلى حاولت ترديده===لتجيب شيخًا باحثًا عن مـــاء
وتزيل عن طفل سحابة خوفه ===مما رأى في الليلة الظلمـاء
لما رأى الغيلان قــــادمة له===أنيابها مصبــوغـــة بــدمــــاء
يا هائمًا أنى تـــرى للبحــتر===يّ أثارة، قنصت بكلّ غــــباء
أنّى ترى عُمـــرًا فإن مقـامه===هدمته، حنقًا، زمرة اللـــقطاءِ
وأتوا لريشته التي أهدى بها===حكمـــًا تفوق بلاغـة الحكماء
حفروا لها قبرًا بتربة حقدهم===خرست وكانت أبلغ الفصحاء
أدب الغزيلِ في الرماد مغيبٌ===دفنوه عمدًا، وهو في الأحياء
لم يرقبوا في حُسْـــنه إلًا ولا===عهدًا ولا مــــأثورة النّجبـــاء
وتميّــزوا غيظًا ولم يتذكروا===خيرات منبج في اتساع عطاء
فتنافسوا في ذبحها وتسابقوا===في نهبها، وبنشر شـــر وبـــاء
وتقاسموها في استلاب جمالها===سعيًا كسعي الحـــية الرقطاء
صبوا عليها من عل حمما إذا===صُبّت على جـــبل غدا كهباء
يا أيها الغيلان لا تستمرئـوا ===إجرامكم في الصّبح أو بمساء
أحرار منبج كالأسود عرينها===فيها بــــدا كالقلعــــة الشمّـــاء
ساحات منبج سوف تلفظكم غدا===فجميع من فيها من الأصلاء
لكنكم كنــتم حثــــالات الورى===أقبح بكم من عصبة دخــلاء
 ******



  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق