السبت، 30 يوليو 2016

أينَ البطولةُ إنْ لمْ تُهْدِها حلبُ؟

سألت سلْمى ونفسي هزها العجب===أين البــطولة إن لم تُـهدها حــلبُ
أيــن البطــولةُ والأرزاء جاثمـــةٌ===فوق الصدور وتشكو رزأها حلبُ
سلمى أجابت وقد سالت مدامعــها===إنْ شئْــتَ منبتَـــهـا فــإنّــه حــلبُ
مهد البطولة في الشهباء موئـــــله===يا حادي الرّكب أذن: إنهـــا حلبُ
سل سابقين لنا عن فخر ما عرفوا===تلق الجواب جـــــليًا: إنهــا حلبُ
في العلم سابقة، في الحق ناطقـــــة===إن الحديث هنا، يُعــنى به حلب
أصاب من خيرها باد وذو حضــرٍ===ما قط قد بخلت عن سائـل حلبُ
خر الغزاة سجودًا عنــــــد مدخــلها===فيم السجود فقالوا: إنهــا حــلبُ
كم فارسٍ أنجبت، يعلو على شـرفٍ===كم صاح مفتخرًا أن أمّـهُ حـلبُ
هبت تقول لمن أرادها همــــــــــلًا===تــمشي كسائمة: إني أنـا حـــلبُ
تَريدني ضـــعـــةً كـــــالعبد طائعةً===نسيت في أنني، يا جاهلًا، حـلبً
يا قُرمطيُّ ألم تـــقــرأ مخازيــكم===في وجهكم وقفت رمز الإبـا حلبُ
نسيت وقفتهــا في يوم محنتـــهــا===ضحتْ بصفوتها، رمز الفدا حلبً
واليوم جئـــت لها كأنهـــــا أمـــة===بل أنت عــــبد لها، لأنـــها حــلبُ
أغراك ذو سفهٍ، رمــيْـتِـهـا سفهـــًا===وظنّهـا نُزهــةً، تخــلــو له حلبُ
وإذ بها شوكة في حلقه انغرزت===فصاح مَن هــذه؟ قـالوا له "حـلبُ"
إن كنت جاهلها فانظر لها لترى ===أسد الشرى زأرت، عرينها حـلبُ
يا دبُّ هـذي لكم عــارٌ ومقبرةٌ===في بأسها اشتُهرت، بوركتِ يا حلبُ
سلْ غازيًا قبلكم كم كان مضطربًا===وجنده صرخت مذعورة: "حلب"
يا صامدون بها تروون تربتــها===عــزاؤكم، دائمـــًا، في أنهـــا حـلبُ
سمعتُ قائلكم يقول مفــــــتخــرًا===إني ولــدتُ هنــا، أفديـــك يا حـلبُ
مُلهمـــتي حلبٌ، حبيبتي حــلبٌ===لا خير في ذي الدنى إن لم تعش حلبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق