الخميس، 21 يوليو 2016

يا فارسًا ما نبا سيـــــــف لــــه أبـــدًا


    ******يا فارسًا ما نبا سيفٌ لهُ أبدًا====وما علا صهوةً إلا بها وصلا******

    إنه الشيخ الكريم محمد علي مشعل..سأترك الحديث عنه لغيري في أمور عدة ونواح مختلفة، إلا عما رأته عيناي، وسمعته أذناي، وأحس به قلبي، حين كنت أزوره في بيته، رحمه الله، بصحبة صديقه المميز الشيخ صدقي البيك، حفظه الله.....كان جليسه يحس وكأنه يسبح في هالة من نور، ويتلقى من ثغره دررًا تشع ثقة بالله، وأملًا في جوده وعطائه، وتنم عن علم غزير...، وأدب رفيع، يختبئان في نفس هذا الشيخ العملاق، كان إذا نظر جليسه إلى وجهه يُطرق حياء منه، وإلى عينيه يرى فيهما فراسة المؤمن الصادقة... لا يسمح أن تمر لحظة من الوقت من غير فائدة له ولمن حوله...حازم في الحق، طلق المحيا لمن هم أمامه، يفيض وجهه بالبشر، ويفتر ثغره عن بسمة معبرة عن الحب والحنان... 

    رحمه الله تعالى، وبوأه من الجنة غرفًا، يجاور فيها النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.....
    -----------------------------

    ركْبُ السماء وركْبُ الأرض قد وصلا===كي يشهدا مشعلًا عن أرضنا رحلا

    عمــــــــرًا مديـــــــدًا له بالعلم زيّنـــه===يبثــّــه في الورى، يُعطيهمُ أمــــــلا
    يا عالمًا جهْـــــــــبذًا في كل مسألـــةٍ=== ومتْبعًا قوله في عـــــــلمـــه عمـــلا
    ما غاب عن ساحــــة للعلم قــــطّ وكم===لبى نداء الوغى، في ساحها نــــزلا
    منْ زاره مـــــرة يسمـع بهـــا حِــكَـمًا===لضيفـــه مُكْـــرمٌ، ما قط قــــد بخلا
    يجود مِن علمه، يجــــــود مِنْ مـــالهِ===يجــود من وقتـــه، ما ردّ مَن ســـألا
    يا فارسًا ما نبا سيـــــــفٌ لــــه أبـــدًا===وما عَلا صهوة إلا بــــــها وصــــلا
    أبا أسامــــة أنــــت العيـــــــــن، مقلتها===أنت الفـــؤادُ، وكم همٍّ لنـــــا حمــلا
    لولا معينـُــك مات النـــاس من ظمــــأٍ===لولا سراجــــك كم ماش هوى زَللا
    نشأتَ فـــــي بلدة طوبـــــــى لساكنها===من جـودها كل من قد زارها خـجلا
    تل دوّ شـــاهدة عن حسن سيرتــــكم===لو أنها خُــيـــــرت تفــــديكم المقــــلا
    وحمص نـــوّرتها، بالعلم زودتــَـــها===فأصبحت، سيدي، في طيــبِها مثــــلا
    قد كنتَ مشعلها، وسرَّ رفعتِهــــــــــا===بذلتَ من أجلها، أكـــرم بمــــن بـــذلا
    قاومتَ طاغيـــة، يسـعــى لذلّـــتهـــا===لمْ تخشَ سطوته، لم تخش ما فعـــــلا
    آثــرت سجنـًا على عيش الهوان ولم===تخضع له، أبدًا، علّمت مـــــن جـهلا
    هاجرت محـــــتسبًا في الله مغتــــربًا===لم تبتئسْ، أبـــدا، منْ سوء ما حصلا
    بالصبــر عشتْ ولم تجـــــزع بنازلةٍ===خاب العـــدو ولم يجــــــدك مُبـــتذلا
    لم يُجد إغراؤه، لم يُجـــــد تهـــــديده===كالطـود واجهته، فارتد منـــخــــــذلا
    حتى ابْتُليتَ بــما اخــــــتار الإله فلم===تضجر وكنت له، بالحــــــب، ممتثلا
    لبــــــــيت دعوته ، سارعت تسألـــه===جنات عدنٍ غدت  قطـــافــــــها ذللا
    أكْرمْت بالدّفن في أرض البقيع وقد===جاورتَ خير الورى وخيرهم رٌســـلا
    فامنحـــه يا ربـــــــنا عفوًا ومغفرةً===وجـــازه غـــرفًا، وأعـــطـــه ظـــــللا

    ********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق