الاثنين، 23 فبراير 2015

يا بنت آذار ارفقي بفتًى

هيّــــا إليّ وحقـــقــي أحلامـــي****لا تتركيـــني طعمــــة الأوهـــامِ
قولي بـــــأن غــدًا سيأتي باسمًا****والعرس يجمع شمـــلنا في الشامِ
نــدعـو إليـــهِ أحبّــةً أضنـــــاهمُ****حـرّ الجوى مــن وطأة الأيـــــامِ
وإِلَــيه ندْعو من حُرمنـــا أنْســهُ****زمنًـــا يُعَـــــدُ بوافــر الأعــــوامِ
بمآذن "الأمــويّ" يصدح بلـبـلٌ****يشدو بذكـــر الخــــالق العـــــلامِ
أنا ما بخلت عليـــك يا أملي فقد****قدمت مهرك من دمـي وعظامي
قــدري بأن تبقين نور بصيرتي****ولأجلِ عينكِ قد رفعتُ حسـامـي
يا بنــــتَ آذار ارفقي بفتى رأى****نــور الجبين لديك بعـد ظــــــلامِ
ورأى محــاسنُك التـي أخفَـــيتها****بل أُخْفِيَـتْ بالقَـــهـــر والإجــرامِ
لمّا رآهـــا هام في أنـــوارهــــــا****وبهـــا يــــذوب بِــلــذّة وهيــــامِ
سمّـــوكِ "ثورة أمّة" قد أنصفوا****فلأنْــتِ ثــورة أمّـــــة الإســــلامِ


الأحد، 22 فبراير 2015

تلميذة سورية

حملت حقيبتها تؤم المدرسة****أهـدامُــهـا بليت، ولم تكُ يــــائسـة
وتجــرُّ رجليـــها بخف ليتها**** لم تنــتعِـــله ولم تــــكن له لابسة
أقدامها في الثلج غاصت واختفت****أطــرافها مثـل الفروع اليابسة
والبرد يصفعها وينخر عظمها****وتصــدهــا ريْـح عبوس قارسة
هي طفلةٌ سوريةٌ في خيمـــــةٍ****فوق الحصى كانت تنام وجالسة
من خيمة خرجت وينطق حالها****لن أنحني، أنا للفضيلة حارسة



السبت، 21 فبراير 2015

وإذا خاطبهُمُ الجاهلون قالوا سلاما:

وإذا خاطبهُمُ الجاهلون قالوا سلاما:
-------------------------------
إذا ما مسّ عِرْضَك ذو خبالٍ****فمُـــرّ كأنّ عِرْضَـــكَ لم يُمَسّـا
فـــكم مِــــن سُوْقَةٍ نزِقٍ سفيهٍ****تطاولَ، مؤُذيًا، في القوم رأسا
فلمْ يأبهْ لــــــمَا قـد كان منـــهُ****بَــدا وكأنــَّــه لــم يلْـقَ بَـأْســـا
فماتَ المُعْـتــَـديْ غيظًا وكمدًا****وطاب غريمُه بـالعفْــو نفْــسا
-----------------------------------------------------------

الاثنين، 16 فبراير 2015

دوما حزنْـتُ على دمــاكِ تسيلُ

دوما حزنْـتُ على دمــاكِ تسيلُ
دوما بكيــتُ على دمــاكِ تسيـلُ****مِنْ مُقْلتيَّ جَرت عليكِ سيولُ
ماذا دهاني؟ ساورتــــني حيرةٌ****وأصابني مما رأيْــتُ ذهــولُ
ما للمليــــحةِ قد جفــاها صحبُها****لمّا غــــزاهـا قُرمط ومغولُ
نظــروا إليـها وهي في أرزائها****لم يُبصروا ما قد جناهُ الغولُ
وكأنّــهمْ زورًا قـــد انتـسبوا لها****أم إنــها فيمـا يــرون لَذَيْــلُ؟
خسئـــوا فإنهم عبــــيد للــــعـــدا****هـمْ مُرجفون وإنهم لذيـــولُ
كلّا ورب النّـــاس، دوما شــامةٌ****ولــديَّ فيما قد ذكَــرتُ دليلُ
مِنْ غابِـــر الأزمان كانت مَعْلَمًا****والخيْـــر منــها دائمًا مأمولُ
هي مَوئِــــلٌ للعلمِ يُؤتَـــى أهْــله****شهـدت عليها أفرعٌ وأصولُ
هي شوكة في حلق كل منافــــق****كم نــالهُ من بأسهــا تنـــكيلُ
فيها غراس للبُــــطولَــة والفـــدا****لسيــوفهم عند اللقــاء صليلُ
دوما، علت، برجالها ونسـورها****ولها كُماةٌ في الوغى وفحولُ
دوما غدت أسطورة بين الورى****في كل ملحـــمة لهـــا ترتيـل
لبّــــت نداء الثائرين على الخنـا****ما كان فيها قــاعدٌ وخـــذولُ
قد أمطرت وكر العدا بقــنــــابلٍ**** منضـودة، وكأنهــــا سِجّيلُ
ردّت عليهم كَـــيدهم في نحرهم****لمّا اعتدوا، والشاهد البرميل
فاغتاظ منها القُــرمطي وجاءها****يُرغي ويُزبد، إنه مَـخْــبــولُ
ألقى عـلــيــها حقـــده وغَـــباءه****لهمــا بأجْــــــدادٍ له تأصــيلُ
دكّ البيــوت فأصبحت أثرًا ولم****يُر بعْــــدَ ذلك ساكــنٌ ونزيلُ
والنّـــاس أصبح حالُهم يُرثى له****فَـمُشــردٌ ذو حَــيْــــرة وقتيلُ
شبّت حرائق ههنا وهـــنـاك في****أرجائها، فالويْـــلُ ثمّ الويــلُ
ويلٌ لِمن أذكى لهــيبَ أوارهـــا****هـو مارقٌ، هو خائنٌ وعميلُ
ويـلٌ له من غضــــبَةٍ مُضريـةٍ****فيها ســـتنفر قـادةٌ وخيـــــولُ
من أهــل دوما، شيبها وشبابها****ونسائها، يهديْــهمُ التنــزيــــلُ
ستطالهُ في جُحْــرِه وحُصــونهِ****وتجــــرُّهُ، في قــيدِه مكبـــولُ
يا شــامة الشام المبارك أهـــله****ونجادهُ، ووهـــاده، وســهُـولُ
صبرًا فإنّ اللـــهَ مُنجـزُ وعـدهِ****وغدًا ستزهـو في رُباكِ حقولُ
وبراعِــمُ الإسلامِ تصدح عاليًا**** ومقـالها التكبيــــرُ والتهليـــلُ
وترينُ خُنْفوس الضلالة خانسًا****والنّاسُ ترقصُ فـوقه وتبــولُ
=========

الإثنين 27/ربيع الثاني/1436 الموافق 16/شباط/2015

الأحد، 15 فبراير 2015

ببابِك قد وقفتُ...طرحتُ نفسي

ببابِك قد وقفتُ...طرحتُ نفسي
إلهي قد نظـــــرتُ إلى ورائـــي****فأبصرتُ الذي قـــد كان دائي
لقد أبصــــــــرتُ أيامًا تــوارتْ****وأخفَتْ في تواريـــها عنـــائي
على وجهي سقطتُ بلا حِــراكٍ****لما شاهدتُ من عظَـم البـــلاء
حسبــــتُ بأنّــه ســـرّا سيـبــقى****ويطــويـه الـزمــان مع التنائي
فآثــامي تفــوق الحصر عـــــدًا**** وأوزاري كطيــنٍ في شـتـــاء
ولو وُزِنت جبالُ الأرض كانت****بجـــانبها كــذرّاتِ الهَـــبـــــاءِ
تجـــولُ بخاطري في كل يــومٍ**** وتدهمنــي بصُبـحٍ أو مــســاءِ
أحـــــــاولُ أن أغــيّـــبها فتبدو****معــالِمُهـا أمـامي فـي جـــــلاءِ
وذكــراها المــريرةُ في حياتي****تؤرِّقُنـــي، وتحرمني ضيـــائي
وتبقى النّفس في مـدٍّ وجــــزرٍ****تذبذب بين خـــوفٍ أو رجــــاءِ
أقــولُ لهـــا: ألا يا نفسُ مهــلًا****فما تُخفيـــهِ منْـكشفُ الغطــــاءِ
إذا ما غاب عن عبـــدٍ ضعيفٍ****فلن يَخْـفى على ربّ السمـــــاءِ
دعينـــي فــــي معيّتـــهِ فـــإني****بها سأراكِ في أســمَى ارتقـــاءِ
إذا ما نــام عُشّــــاقُ الليــــالي****هرعتُ إلى حبيبي في الخفــــاءِ
إلهــي، إن عـبــدكَ في بحــار****من الأدران، يشكـو من عنــــاءِ
أتاكَ وقد تسربــلَ في ذنـــوبٍ****ومنها الظهـر صار إلى انحنــاءِ
ببابِك قد وقفتُ، طرحتُ نفسي****على الأعتابِ، أسأل عن دوائي
وأجهش بالبكــاءِ ودمــعُ عيني****على خـــدَيَّ يجري فــي سخاء
وعـــدتَ القــادمين إليك عفــوًا****وصفحـــًا، أنـت أوفى الأوفياءِ
عزائي أنني عبــــد ضعــــيفٌ****وفيْـــكَ غدوتُ أقوى الأقـــوياءِ
عـزائــــي أنني عبــــد فقيــــرٌ****بفضلك صرتُ أغنى الأغنيــاءِ
أتتــركني إلى الأوزار تقضــي****عـليَّ وأنتَ بحر في العطـــــاءِ
أيُعقل أن تراني فــــي شـقَـــــاءٍ****أكابــــــده، ولا تُنهي شقــــائي
دخلْت حمـــاك يا مـــولاي غرّا****فعفـوك كان أكبـــر من بلائـي
دخــلْتُ حمــاك ملتــــمسًا لقلبي**** شفاءً، فاستجب، ربي، دعائي
يقيــني أن جـــودك كان غيثًــــا****لمَـــن يأتيك منقطع الرجـــــاءِ
الإثنين 27/ ربيع الثاني/1436 الموافق 16/شباط/2015


  


الجمعة، 6 فبراير 2015

حين تتعطل البوصلة...

حين تتعطل البوصلة!!!
لو أن جماعة من الناس كانوا يقطعون مفازة كبيرة بهدف ما، وهم متنوعون في العلم والقدرة والعطاء... منهم العالم النحرير، والقاضي المتمرس، والقانوني الفذ، والجغرافي الحاذق، والمرشد الخبير، ومنهم الخدم والطباخون وغيرهم... ومعهم بوصلة يهتدون بها وهم يقطعون بهديها تلك المفازة، وفجأة، ولأمر ما تعطلت البوصلة، وهم في وسط المفازة... فماذا عليهم أن يفعلوا؟ هل من المفيد أن يتنطح الطباخ ليقوم بدور المرشد، والخادم ليقوم بدور الجغرافي، والحطاب أن يقوم بدور القاضي،؟! ولو أنهم فعلوا ذلك فما عاقبتهم؟
لا ريب أنهم، إن كانوا عقلاء، فيعمد كل صاحب علم واختصاص بفن ما أن يسخر ما لديه للتخلص من المأزق الذي هم فيه، ثم يتعاونون فيما بعدهم للنجاة من الضياع والهلاك. وإلا فهلاكهم محتوم، ولو قام جميعهم بأعمال كبيرة، لكنها فوضوية، بعيدة عن أي منهج سليم....

هذا حال المسلمين اليوم، لقد أضاعوا بوصلتهم، أو عطلوها وهي في قبضة أيديهم، وبوصلتهم تتمثل في عقل سليم، وخبرة طويلة، واتباع مستنير لهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وفهم عميق لقرآنهم الكريم، تلك هي بوصلتهم، فألقوا بها جانبًا، وبدؤوا يتخبطون كحاطب ليا، في أي شأن يعترضون، وهم يَيعون جهدهم في صراعات حول جواز أمر ما وعدم جوازه، مبتعدين في الحكم على الجواز أو عدمه على هوى نفس،  ومصلحة قريبة... (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً). وهم في أغلب الأحيان، ينفذون ما يُخطط لهم عدوهم من إلهائهم به، في الوقت الذي يبيدهم، وينهب خيراتهم، ويهجرهم من ديارهم.... فإلى متى سنبقى منشغلين بدم البرغوث، ووسيلة الموت، بعيدين عمن يقتلنا، وفيم قتلنا؟! فمتى نعيد الأمور إلى نصابها، وأصولها؟ غير متأثرين بدعاية، مغرضة وإعلام ماكر؟ وإلى متى نخوض في الأمور بعيدين عن أصحاب الشأن فيها؟ ونطلق الأحكام بارتجال، بعيدين عن أي موضوعية أو منهج علمي في ذلك؟ وإلى متى سنبقى نقول للطاغية الفرعوني: نعم نحن نرى كما ترى، وما تراه هو الصواب، ونكون قطعانًا يقودها إلى حيث يشاء؟! فأي الرجال الراشدون الذي يكرسون ثقافة استقلالية الرأي، والجهر بالحق، والبعد عن "الإمعيّة" فنكون صدًى لما يردده أصحاب الأهواء المتنفذون من غير أي تفكير، وبوقًا لهم بنشر وترويج ما يُكرس طغيانهم وعدوانهم؟ فعن ابن مسعود أنه قال: (اغدُ عالمًا أو متعلِّمًا ولا تَكوننَّ إمَّعةً)، وقال أيضًا: (لا تكونوا إمعةً تقولونَ إنْ أحسنَ الناسُ أحسنَّا وإن ظلموا ظلمْنا ولكن وطِّنوا أنفسَكم إن أحسن الناسُ أن تُحسنوا وإن أساؤوا فلا تَظلموا). فالحديث يشير إلى أن اتباع الناس في كل ما يدعون إليه من غير تدبر وتحرٍّ هو ظلم، يورد صاحبه المذلة في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة.

الأربعاء، 4 فبراير 2015

آه على قومي فأين سراتهم

آهٍ على قومي فأين سراتُهم..؟!
"قصة الثورة..."
ما إن تنفّس شامُـــنـا الصُّعـــداءَ****بربيــع ثــورتــه غــدا وضــاءَ
وتنفّـس الشّعبُ المغَـيَّبُ ذكْـــرُه****فـرأى لــه في العالمـــين ثنـــاءَ
وبدت بذور الخير تهجر خبْـأها****مزهـــوةً فـوق الثــرى خضراءَ
غنّت عصافير الحقول نشيــدها**** تشدو بـه فرْحـــانـــة جــــزلاءَ
غنّتْ تُرحّب بالربيـع مُحــطِّمــًا**** أقْـفاصَها، ليُـــحــررَ السُّجنــاءَ
ما كانَ هــــــذا يُجْتنى بسهـولةٍ****بل قـــدّم الأحــــرارُ فيه دمــــاءَ
بـذلوا الدمــاء رخيصـةً لشآمهم****وكســوه منها حــــلَّـةً حمـــــراءَ
فشتــاؤه قد طال قصفُ رعوده****ورياضه قــد أصبـحت جـــرداءَ
ونميرُه العـــذبُ الذي قطراتُــه****كانـــت لكلّ الظامِـــئــــين رواءَ
أضــحـى أجـــاجًا أو كسُمٍّ ناقعٍ****من ذاقَـــه ألفـــى بـهِ إعْـــيـــــاءَ
حتى إذا الأقــدار آن أوانُـــهـــا****ألْــقــت بفـــلــذات الشآم فـــــداء
في ثــــورة ميــمونةٍ ونــقــيّــةٍ****قــد أَبْــعدتْ عن ساحها الْخُبثــاءَ 
حُريـة، بــذلوا لقـــاء نـــــوالها****أرواحَهم، وتمــزقـــوا أشـــــلاء
مــدّوا أياديَهم لقطـــف ثمارها****لمّـا دنَـــتْ، ولهم بدتْ تتــــراءى
واستبشروا خيرًا بمَن منّـــاهـمُ****بالنصـــر تأيِــــيدًا لهم وعطـــاءَ
حتى رأوا سُحُبًا تراكم بعضُها****فــوق الشـآم، وأمْطـــرتْه بــــلاءَ
وإذا بغيــلان الضلالةِ أسفَرتْ****عن حقـدِهـا، كانــتْ لهم أعــــداءَ
وبكلِّ مكْـرٍ عنْــدهمْ كادوا لهمْ****واستنــفروا القَرْنــاءَ والعجْمــــاءَ
وتــدَفّــقتْ من كل حدبٍ رايـةٌ****جاء الجميع لينقـذوا "الفيحـــــاءَ"
أو هكذا زعـــــمُوا وقالوا إنهم****جاؤوا ليحموا العِرض والشرفـاءَ
ما أكثر الرايات تغــزو شامَنا****صــفـــراء أو سوداء أو بيضـــاءَ
ما أكثر العاهــات في ساحاتها**** عميـــاء أو صمّــاءَ أو بـــكمــاء
ما أكثر الدّخـــلاء داسوا بـرّنا****أو بحـــرنا، أو لوثــوا الأجـــواءَ
يتنافســون لذبحِــــنا في منّـــةٍ****من أنهــم جاؤوا لنــــا نُصــــراءَ
يا للْــوقاحة قد بـدت بشفاههـم****تحــكي قـــلوبــًا عنْــدهم ســوداءَ
لكـنّ قاصِـمةَ الظهور جميعها****شمطــــاءُ تمشي مشيةً عرجــــاءَ
لبستْ ثيـابًا ذاتَ ســحـرٍ آخــذٍ****بلبـــابِ أغـــرارٍ لنـــا سُفهــــــاءَ
سُحروا بها واستمرؤوا هذيانَها****قد حــوّلتْــهُــــمْ آلـــةً صمّــــــاءَ
وغــدوا أداةً في يـدي جـزارها****والذّبـح كان لمن عصــاه جـزاء
آه على شُبّــانِ أمــة أحمــــــدٍ****فعقـــول أكثرهم غــدت جــوفــاء
آهٍ عــــلى مستســلِمٍ ومُسَــــلِّمٍ****في شـــــأنه لدَخــيــلةٍ رعنــــــــاءَ
آهٍ عــلى قـومي فـأين سـراتُهم****كي يمنَــــعُوا داءً طمى ووبـــــاءَ
هــلّا تــذكّرتـــمْ بأن هـــلاكنا****بالظــلْم كانَ، فــبَــدِّدوا الظـلْمـــاءَ
كونوا على وسطيةٍ أوصى بها****خيرُ الأنـــام، شريعــــــةٍ غــرّاءَ
يا قادمـون إلى الشآم، رويـدَكم**** الشــــام تُكرم مُخلِــــصًا قد جاءَ
والشــامُ تُكْــرم من أتاهًا مانحًا****للمُتْـــعَبيْــــن سعــــادة وشفـــــاء
والشامُ تُـكرمُ ضيـفــها وتُجــلّه****لو أنـه ما جاء إلا مُنقــــذًا بنّـــاءِ
صــدُقتْ نواياه، وطاب كلامهُ****أعْــطـــى لأحــرار الشـــآمِ ولاءَ
لكـنّ من قد جاء يعـــلو فوقـها****سيـرى لديْــــهــا عـــزّةً وإبـــــاءَ
أو إنـــه قد جــاء يبـغــي فتنــةً****فلَسَــوف يرجـعُ خاسئــًا مُسْتــاءَ
يا أيها الغازون، ظُهرًا، شامَـنا****لا تفـرحوا، فســـترحلون مســاء
فالشام يــأبى أن يُدنّسَ أرضه****مَنْ ناصبَ الأبدالَ(1) فـــيـه عـداءَ
آجــامـــــه، مكتـظّـةٌ بأســـوده****تســقيــه من مــاء المنــــون دِلاءَ
وسينصر الرحمن ثورته التي****قد جاوزت بسمــوهــــا الجــوزاءَ
*******
محمد جميل جانودي.
الأربعاء 15/ربيع الثاني/1436 الموافق 4/شباط/2015
(1): الأبدال، هم أُناسٌ من الشام صالحون، ورد فيهم حديث بمرتبة "حسن" وهذا نصّه: (الأبدالُ بالشَّامِ، وهم أربعونَ رجلًا، كلَّما ماتَ رجلٌ أبدلَ اللَّه مَكانَه رجلًا يُسقى بِهمُ الغيثُ ويُنتصَرُ بهم على الأعداءِ ويصرفُ عن أهلِ الشَّامِ بِهمُ العذابُ).ومعنى "بهم" أي بِدعائهم، حين يتوسلون إلى الله بصلاح أعمالهم، كما فعل الثلاثة الذين سدّت عليهم الصخرة باب الغار.